يمدح قيس بن معد يكرب .. فقال ...
أأزْمَعْتَ مِنْ آلِ لَيْلى ابْتِكَارَا = وَشَطّتْ على ذي هوىً أن تُزَارَا
وَبَانَتْ بِهَا غَرَبَاتُ النّوَى = وَبُدّلْتُ شَوْقاً بِهَا وَادَّكَارَا
فَفَاضَتْ دُمُوعي كَفَيضِ الغُرُو = بِ، إمّا وَكِيفاً وَإمّا انْحِدَارَا
كَمَا أسْلَمَ السّلْكُ مِنْ نَظْمِه = لآلىءَ مُنْحَدِرَاتٍ صِغَارَا
قَلِيلاً فَثَمّ زَجَرْتُ الصبَى = وَعَادَ عَليّ عَزَائي وَصَارَا
فَأصْبَحْتُ لا أقْرَبُ الغَانِيَا = تِ، مُزْدَجِراً عن هَوَايَ ازْدِجارَا
وَإنّ أخَاكِ الّذِي تَعْلَمِينَ = لَيَالِيَنَا، إذْ نَحُلّ الجِفَارَا
تَبَدّلَ بَعْدَ الصّبَى حِكْمَةً = وَقَنّعَهُ الشّيْبُ مِنْهُ خِمَارَا
أحَلّ بِهِ الشّيْبُ أثْقَالَهُ = وَمَا اعتَرّهُ الشّيبُ إلاّ اعتِرَارَا
فإمّا تَرَيْني عَلى آلَةٍ = قَلَيتُ الصّبَى، وَهَجَرْتُ التّجارا
فَقَدْ أُخْرِجُ الكَاعِبَ المُسْتَرَا = ةَ، مِنْ خِدْرِها، وَأُشيعُ القِمارَا
وَذاتِ نَوَافٍ كَلَوْنِ الفُصُو = صِ، باكَرْتُها فادّمَجتُ ابتكارَا
غَدَوْتُ عَلَيْهَا قُبَيْلَ الشُّرُو = قِ، إمّا نِقَالاً، وَإمّا اغْتِمَارَا
يُعاصِي العَوَاذِلَ طَلْقُ اليَدَينِ = يُرَوّي العُفاةَ وَيُرْخي الإزَارَا
فَلَمْ يَنْطِقِ الدّيكُ حتى مَلأ = تُ كُوبَ الرّبابِ لَهُ فاستَدارَا
إذا انْكَبّ أزْهَرُ بَينَ السُّقَاةِ = تَرَامَوْا بِهِ غَرَباً أوْ نُضَارَا
وَشَوْقِ عَلُوقٍ تَنَاسَيْتُهُ = بِجَوّالَةٍ تَسْتَخِفّ الضِّفَارَا
بَقِيّةِ خَمْسٍ مِنَ الرّامِسَا = تِ بِيضٍ تُشَبّهُهُنّ الصِّوَارَا
دُفِعْنَ إلى اثْنَيْنِ عِنْدَ الخُصُو = صِ قَدْ حَبَسَا بَيْنَهُنّ الإصَارَا
فَعَادَا لَهُنّ وَرَازَا لَهُـ = ـنّ، وَاشْتَرَكَا عَمَلاً وَائْتِمَارَا
فَهَذَا يُعِدّ لَهُنّ الخَلَى = وَيَجْمَعُ ذا بَيْنَهُنّ الخِضَارَا
فَكَانَتْ سَرِيّتَهُنّ الّت =تَرُوقُ العُيُونَ وَتَقْضِي السِّفَارَا
فَأبْقَى رَوَاحي وَسَيْرُ الغُدُ = وّ مِنْهَا ذَوَاتِ حِذَاءٍ قِصَارَا
وَألْوَاحَ رَهْبٍ، كَأنّ النّسُو = عَ أبَنّ في الدّفّ مِنْهَا سِطَارَا
وَدَأياً تَلاحَكْنَ مِثْلَ الفُؤو = سِ، لاحَمَ مِنها السّليلُ الفِقَارَا
فَلا تَشْتَكِنّ إليّ الوَجَى = وَطولَ السُّرَى، وَاجعَليهِ اصْطِبَارَا
شِيّ، وَسَيْرَ الغُدُوّ = يَدَ الدّهْرِ حتى تُلاقي الخِيَارَا
تُلاقِينَ قَيْساً وَأشْيَاعَهُ = يُسَعِّرُ لِلْحَرْبِ نَاراً، فَنَارَا
أقُولُ لـهَا حِينَ جَدّ الرّحِيـ = ـلُ: أبْرَحتِ رَبّاً، وَأبرَحتِ جارَا
فَمَنْ مُبْلِغٌ قَوْمَنَا مَالِكاً = وَأعْني بِذَلِكَ بَكْراً جَمَارَا
فَدُونَكُمُ رَبّكُمْ حَالِفُوهُ = إذا ظاهَرَ المُلْكُ قَوْماً ظِهَارَا
فَإنّ الإلَهَ حَبَاكُمْ بِهِ = إذا اقْتَسَمَ القَوْمُ أمْراً كُبَارَا
فَإنّ لَكُمْ قُرْبَهُ عِزّةً = وَوَسّطَكُمْ مُلْكَهُ وَاستَشَارَا
فَإنّ الّذِي يُرْتَجَى سَيْبُهُ = إذا مَا نَحُلّ عَلَيْهِ اخْتِيَارَا
أخُو الحَرْبِ، إذْ لَقِحَتْ بَازِلاً = سَمَا للعُلَى وَأحَلّ الجِمَارَا
وَسَاوَرَ بِالنَّقْعِ نَقْعِ الكَثِيـ = ـبِ عَبْساً وَدُودانَ يَوْماً سِوَارَا
فَأقْلَلْتَ قَوْماً وَأعْمَرْتَهُمْ= وَأخْرَبْتَ من أرْضِ قَوْمٍ دِيَارَا
عَطَاءَ الإلَهِ، فَإنّ الإلَـ = ـهَ يَسمَعُ في الغامِضَاتِ السِّرَارَا
فَيَا رُبّ نَاعِيَةٍ مِنْهُمُ = تَشُدّ اللِّفَاقَ عَلَيْهَا إزَارَا
تَنُوطُ التّمِيمَ، وَتَأبَى الغَبُو = قَ، مِنْ سِنَةِ النّوْمِ إلاّ نَهَارَا
مَلَكْتَ، فَعَانَقْتَهَا لَيْلَةً = تَنُصّ القُعُودَ، وَتَدعُو يَسَارَا
فَلا تَحْسَبَنّي لَكُمْ كَافِراً= وَلا تَحْسَبَنّي أُرِيدُ الغِيَارَا
فَإنّي وجَدِّكَ، لَوْلا تَجِيء = لَقَدْ قَلِقَ الخُرْتُ أنْ لا انتظارَا
كَطَوْفِ الغَرِيبَةِ وَسْطَ الحِيَاض = تَخافُ الرّدى وَتُرِيدُ الجِفَارَا
وَيَوْمٍ يُبِيلُ النّسَاءَ الدِّمَا = جَعَلْتَ رِدَاءَكَ فِيهِ خِمارَا
فَيَا لَيْلَة ليَ في لَعْلَعٍ = كَطَوْفِ الغَرِيبِ يَخافُ الإسَارَا
فَلَمّا أتَانَا بُعَيْدَ الكَرَى = سَجَدْنَا لَهُ، وَرَفَعْنَا عَمَارَا
فَذاكَ أوَانُ التُّقَى وَالزَّكَى = وَذاكَ أوَانٌ مِنَ المُلْكِ حَارَا
إلى مَلِكٍ خَيْرِ أرْبَابِهِ = وَإنّ لِمَا كُلّ شَيْءٍ قَرَارَا
إلى حَامِلِ الثّقْلِ عَنْ أهْلِهِ = إذا الدّهْرُ سَاقَ الـهَنَاتِ الكِبَارَا
وَمَنْ لا تُفَزَّعُ جَارَاتُهُ = وَمَنْ لا يُرَى حِلْمُهُ مُسَتَعَارَا
وَمَنْ لا تُضَاعُ لَهُ ذِمّةٌ = فيَجْعَلَهَا بَينَ عَيْنٍ ضِمَارَا
وَمَا رَائِحٌ رَوّحَتْهُ الجَنُوبُ = يُرَوّي الزّرُوعَ وَيَعْلُو الدّيَارَا
يَكُبّ السّفِينَ لأذْقَانِهِ = وَيَصْرَعُ بِالعِبْرِ أثْلاً وَزَارَا
إذا رَهِبَ المَوْجَ نُوتِيُّهُ = يَحُطّ القِلاعَ، وَيُرْخي الزّيَارَا
بِأجْوَدَ مِنْهُ بِأُدْمِ الرّكَا = بِ لطَّ العَلُوقُ بِهِنّ احْمِرَارَا
هُوَ الوَاهِبُ المِائَةَ المُصْطَفَا = ةَ، إمّا مِخَاضاً وَإمّا عِشَارَا
وَكُلَّ طَوِيلٍ كَأنّ السّلِيـ = ـط في حَيثُ وَارَى الأديمُ الشّعارَ
بهِ تُرْعَفُ الألْفُ، إذْ أُرْسِلَتْ = غَدَاةَ الصّبَاحِ، إذا النّقعُ ثَارَا
وَمَا أيْبُليٌّ عَلى هَيْكَلٍ = بَنَاهُ وَصَلّبَ فِيهِ وَصَارَا
يُرَاوِحُ مِنْ صَلَوَاتِ المَلِيـ = ـكِ طَوْراً سُجوداً وَطَوْراً جُؤارَا
بِأعْظَمَ مِنْهُ تُقىً في الحِسَابِ = إذا النّسَمَاتُ نَفَضْنَ الغُبَارَا
زِنَادُكَ خَيْرُ زِنَادِ المُلُو = ك، خالَطَ مِنهُنَّ مَرْخٌ عَفَارَا
فَإنْ يَقْدَحُوا يَجِدُوا عِنْدَها = زنادهُمُ كَابِيَاتٍ قِصَارَا
وَلَوْ رُمْتَ في لَيْلَةٍ قَادِحاً = حَصَاةً بِنَبْعٍ لأوْرَيْتَ نَارَا
فَمَا أنَا أمْ مَا انْتِحَالي القَوَا = في، بَعدَ المَشيبِ، كَفى ذاكَ عَارَا
وَقَيّدَني الشِّعْرُ في بَيْتِهِ = كَمَا قَيّدَ الآسِرَاتُ الحِمَارَا
إذا الأرْضُ وَارَتْكَ أعْلامُهَا = فَكَفَّ الرّوَاعِدُ عَنْها القِطَارَا
تعليقات وردود الزوار - أضف تعليقك