منتديات قصيمي نت

منتديات قصيمي نت (http://www.qassimy.com/vb/index.php)
-   قسم القصص والروايات (http://www.qassimy.com/vb/forumdisplay.php?f=71)
-   -   && نماذج قصصية في أدب الأطفال && (http://www.qassimy.com/vb/showthread.php?t=65742)

حسن خليل 15-06-22 03:16 PM

رد: && نماذج قصصية في أدب الأطفال &&
 
القصة التاسعة والتسعون


الوطن

كان هناك عصفورتان صغيرتان رقيقتان تعيشان في بقعة من أرض الحجاز شديدة الحرّ قليلة الماء، وفي أحد الأيّام بينما كانتا تتجاذبان أطراف الحديث وتشكيان لبعضهما صعوبة ظروف الحياة، هبّت عليهما نسمة ريح عليلة آتية من أرض اليمن، فسعدت العصفورتان بهذه النسمة وأخذتا تزقزقان نشوة بالنسيم العليل، وعندما رأت نسمة الريح العصفورتين الجميلتين تقفان على غصن بسيط من شجرة وحيدة في المنطقة، استغربت من أمرهما وقالت: "أيتها العصفورتان الجميلتان، عجباً لأمركما، فكيف تَقبلان وأنتما بهذا الحسن وهذه الرقّة أن تعيشا في أرض مقفرة كهذه؟ لو شئتما لحملتكما معي وأخذتكما إلى اليمن من حيث أتيت، فهناك المياه عذبة باردة، طعمها ألذّ من العسل، والحبوب تكاد لحلاوة طعمها أن تكون سكّراً، وإن أخذتما بنصيحتي، وعدتكما أن نكون هناك خلال وقت قصير جدّاً، فما قولكما؟"

قامت العصفورة الأذكى بين الاثنتين وأجابت بفطنة وبداهة: "يا نسمة الريح، أنت ترتحلين كل يوم من مكان إلى مكان، وتنتقلين من أرض إلى أرض، وذلك يجعلك لا تدركين معنى أن يكون للواحد منّا وطن يحبّه، فارحلي أيّتها النسمة مشكورةً، فنحن لن نبدّل أرضاً ولو كانت جنّة على الأرض بوطننا ولو كانت الأجواء فيه قاسية والطعام فيه شحيح".

حسن خليل 16-06-22 03:16 PM

رد: && نماذج قصصية في أدب الأطفال &&
 
القصة المائة

الكنز والكلب الوفي

يحكي أن في يوم من الايام كان هناك صبي صغير يعيش بقرية بسيطة مع والدته، وكان منزل هذا الطفل يقع بالقرب من حقل واسع جميل يساعد والدته في زراعته والعناية به، وذات صباح ذهبت الام والصبي سوياً الي الحقل لزراعة الفاكهة وحصادها والعناية بالنباتات والاشجار كعادتها، وبعد ان انتهوا من العمل في يوم طويل شاق ومجهد رجعوا إلى منزلهم البسيط، ولكنهم وجدوا كلباً صغيراً جالساً بجوار باب المنزل وتبدو عليه مظاهر التعب والارهاق والجوع واضحة، فأسرع الفتي علي الفور واحضر للكلب ماء وطعام .

وفعلاً أكل الكلب وشرب من الماء حتي شبع ولكنه ظل جالساً عند باب المنزل لا يبتعد ابداً، وهكذا يوماً بعد يوم اعتاد الطفل علي ان يقوم باحضار الطعام والشراب يومياً لهذا الكلب المسكين، وبعد فترة تحسنت حالة الكلب كثيراً واستعاد صحته وقوته وظل يذهب في كل صباح مع الام وابنها إلى الحقل واصبح صديق لهما .

وفي يوم عطلة الفتي ذهب، أخذ الكلب معه في نزهة وساروا معاً حتي وصلوا إلى أطراف القرية بعيداً عن البيت، وبعد فترة من السير شعر الفتي بالتعب فجلس تحت شجرة يستريح قليلاً في ظلها وفي هذا الوقت كان الكلب يسير بخطوات بطيئة حول الشجرة وانفه كان قريباً من الارض ويبدو عليه أنه يشم رائحة شئ ما، وفجأة توقف الكلب واخذ يحفر الارض بسرعة ولهفة شديدة، تعجب الفتي من هذا المشهد واقترب من الكلب حتي يفهم ما يحدث، ولكن الكلب استمر في الحفر حتي اخرج ورقة كبيرة، اخذها الفتي وفتحها فوجد فيها خريطة تشرح مكان العثور علي الكنز المدفون في الصحراء !

شعر الفتي بالسعادة البالغة لعثوره علي هذه الخريطة وقرر أن يذهب الي مكان الكنز حتي يعثر عليه ويصبح ثرياً، وبالفعل في صباح اليوم التالي اعتذر الفتي الى والدته عن الذهاب معها الي الحقل لأنه يشعر بالتعب والارهاق، وبمجرد خروج والدته من المنزل اسرع مع الكلب وخرجا معاً الي الصحراء، ففتح الولد الخريطة حتي يعثر علي مكان الكنز ولكن في نفس هذه اللحظة كانت هناك مجموعة من اللصوص يعلمون بأمر الكنز ويبحثون هم ايضاً في الصحراء، وعندما رأوا الفتي والكلب ومعهم الخريطة اتفق اللصوص علي ان يختبئوا في مكان قريب حتي يراقبوا الفتي ويتركوه ليعثر علي الكنز ثم يهجمون عليه ويسرقوه منه.

وبالفعل بعد مرور وقت قصير عثر الفتي علي مكان الكنز، فأخذ يحفر ويحفر حتي وجد صندوق كبير فتحه فوجد فيها مال وذهب ومجوهرات ثمينة، وعندها خرج اللصوص من مخبأهم وهجموا علي الفتي لكن الكلب انقض عليهم في شجاعة فخافوا منه وهربوا مبتعدين، وعاد الفتي ومعه الكنز الى منزله وعندما رجعت والدته من الحقل اخبرها بكل ما حدث، ففرحت كثيراً وعاشت هذه العائلة الصغيرة في سعادة وثراء.

الحكمة من القصة: هذه القصة الرائعة تعلم الطفل أهمية الرفق بالحيوان ومساعدته وعمل الخير لأن كل هذه الامور تعود إليه في المستقبل ولولا مساعدة الطفل للكلب في البداية لكانت مجموعة اللصوص قد هجمت عليه واخذت منه الكنز، ولكنه عاش سعيداً مطمئناً مع كلبه بفضل رقة قلبه، فالكلب خير صديق وفي ومخلص.

الحكمة من القصة:

أهمية الرفق بالحيوان وتقديم المساعدة له.
الله عز وجل يجزي الطيبين بحسن أفعالهم ثواب وسعادة وطمأنينة.
بسبب مساعدة الطفل لكلبه عاش سعيداً مطمئناً مع كلبه.
لولا مساعدة الطفل للكلب لكان اللصوص قد هجموا عليه واخذوا منه الكنز .

حسن خليل 16-06-22 03:30 PM

رد: && نماذج قصصية في أدب الأطفال &&
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماء الورد (المشاركة 1025661)
الأخ حسن خليل

اعود اليوم الى واحتك الصغيرة هنا حيث ترتاح النفس وتهدأ وتجد بردا

وسلاما

أحسنت يا أخي بتقديمك قصصا من أدب الصغار، إن قلت انها أجمل

القصص في هذا المنتدى فلن أتجاوز الحقيقة

تأخذنا معك فيها إلى عالم البراءة والمحبة بعيدا عن الهموم والآحزان

تقدم لنا معارف وحكم نستفيد منها نحن الكبار في تربية أبنائنا

كل قصصك رائعة ، أنا أحببت قصة حارس البستان ، وكذلك قصة مفيدة في

حديقة الحيوان نسيت وانا اقرأها أنك ذكرت في البداية انه حلم ومضيت

معها أتجول .

وكذلك قصة تالا التي وجدت فيها شيئا مني ، لم اكن شقية لكنها

طبيعة الأطفال ، كم من تجارب خضتها وكم من أغراض أتلفتها ، أنا اعتقد

ان التجارب الشخصية التي يقوم بها الصغار ( رغم ان بعضها يمثل خطورة

على حياتهم ) هي التي يتعلمون منها أكثر .

ذكرتني بليلة العيد وجدتي رحمها الله وكفي الذي كان يبيت في لفافة الحناء

وأجمل لون وأزكى رائحة تشمها في صبيحة العيد .

قصتك الأخيرة لا تظهرفقط حكمة الهدهد بل أيضا غرورالطاووس ودهاء

الحجل

سؤال يا أخي كثيرا ما أفكر فيه كلما رأيت طاووسا أو جاء ذكره

لماذا الذكر أجمل من الأنثى ؟ سبحان من خلق كل شيء

لكني أرى في بقية الأجناس أن الغالب ان تكون الأنثى أجمل

هل تعرف الحكمة من ذلك ؟

لك كل الشكر على هذه الواحة الغناء بين القصص والروايات

تقبل تحيتي

دمت بحفظ الله

توصلت إلى الاجابة على سؤالك أخت ماء الورد وهي كما يلي بالتفصيل:

عندما يختلف الذكر والأنثى، من نفس النوع، في بعض المظاهر الخارجية، فإن هذا يعرف بمثنوية أو ازدواجية الشكل الجنسية sexual dimorphism، كما في ذكور معظم الطيور التي تكون ذات ألوان جذابة ولامعة أكثر من أنثاها، ويعتقد كثير من علماء الطيور أن الغرض الرئيسي من مظهر الذكر هو إرسال رسالة تحذيرية مرئية إلى كل أعدائه، عندما تتفرغ الإناث لرعاية البيض أو الصغار داخل العش.

كما يساعد اللون المميز للأفراد على التعرف على بعضهم البعض، واستخدامها كذلك في الصراعات التي تدور بينهم في موسم التزاوج أو على الموارد ومناطق النفوذ.

وترى "ميشيل بول"، من جمعية أودوبون الوطنية، أن اللون الباهت للأنثى يساعد على تخفيها عن عيون الحيوانات والطيور المفترسة الأخرى، فلا تلفت الأنظار إليها أو إلى عشها.

وتلعب ألوان الذكر دورا مهما عند اختيار الأنثى له لإتمام التزاوج، فقد أظهرت بعض الدراسات أن الإناث تنظر إلى ألوان الذكور الزاهية باعتبارها مؤشرا على صحة الذكر وحيويته، فزهو الألوان وسطوعها يأتي من أصباغ الكاروتين (الكاروتينويدات) carotenoids، وهي المادة الكيميائية التي يتم الحصول عليها من الغذاء والحبوب عالية الجودة، وتسبب الألوان الزاهية على ريش الطيور وسيقانها ومناقيرها، والذي يدل على زيادة هرمون الذكورة "التستوستيرون" في الذكر.

وهرمون التستوستيرون هو المسؤول عن القوة العضلية للذكر ونقاء وكثرة تغريده، وهذا يعني أن تلك الذكور قادرة على توفير الغذاء الجيد والحماية للإناث وفراخها الصغيرة.

ويري العلماء تأكيدا من الطيور أنفسها علي أهمية اللون في الدفاع عن أعشاشها وصغارها، ففي طيور مثل السمان والطيطوي، تكون مهمة الذكر هي احتضان البيض ورعايته، بينما تتولي الإناث مهمة الحماية، لذلك فإن الإناث في تلك الأنواع تكون أكثر ألوانا من الذكور.

وقد أدرك الباحثون، حديثا، أن الطيور ترى نطاقا من الألوان أوسع بكثير مما يراه البشر، فالطيور لديها 4 مخاريط للألوان في عيونها، مقارنة بـ3 مخاريط للألوان لدى البشر، ويسمح ذلك للطيور برؤية جزء من الطيف اللوني للأشعة فوق البنفسجية، وقد كشف العلماء أن كثيرا من الطيور التي تبدو لنا أحادية اللون هي في الأصل ذات ألوان لا تستطيع رؤيتها سوى نوع أنثاها.

حسن خليل 21-07-22 04:01 PM

رد: && نماذج قصصية في أدب الأطفال &&
 
القصة الأولى بعد المئة

https://www.storiesrealistic.com/wp-...1499733232.jpg

حكاية من التراث الأيسلندي…..

الفتاة الفقمة الجميلة - جلد الفقمة

يحكى أنه في قديم الزمان كان هناك شاب يعيش بالقرب من شواطئ البحر، وفي ذات يوم بينما كان الشاب يسير على قدميه بمحاذاة البحر، وقد كان ذاهبا لعمله، ولكنه قرر الاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة قبل ذهابه للعمل، كان يعمل صيادا للأسماك.

وبينما كان يتجول بالأرجاء سمع صوت موسيقى جميل للغاية، من شدة جمال الصوت جذبه إليه، وما زال يتتبع صوت الموسيقى حتى وجد نفسها بقلب جبل صخري طريقه وعر، لقد كان مصدر الصوت ينبع من داخل كهف، اقترب الشاب ووجد أناس كثيرين داخل الكهف يتمتعون ويمرحون ويرقصون، ولاحظ وجود الكثير من جلد الفقمة، فأمسك بواحد وجربه، فوجده دافئا تمنى حينها أن يمتلك واحدا مثله، وأمنيته هذه دعته لاقتنائه دون الاستئذان من صاحبه.

أخذه وعاد لمنزله فرحا مسرورا بامتلاكه أخيرا لجلد فقمة، وصعه بصندوق مقتنياته الثمين، ولكن بعد مرور عدة أيام شعر بالأسى والأسف الشديد على فعلته الخاطئة، فقرر العودة للكهف والبحث عن صاحب الجلد.

وعندما وصل للكهف وجد فتاة عارية في غاية الجمال حزينة وحيدة تبكي، اقترب منها وسألها عن سبب بكائها وحزنها فأجابته قائلة: “كنت بحفل راقص مع كثيرين، وجميعنا خلعنا جلود الفقمة التي كنا نرتديها، وبعد انتهاء الحفل الراقص الكل ارتدى جلده باستثنائي حيث أنني لم أجده، أحد ما قد أخذه وتركني وحيدة ذليلة على هذه الحالة”.

اقترب منها ووضع معطفه فوق جسدها، كانت الفتاة الجميلة في حالة يرثى لها، قرر أخذها منزله ومساعدتها بإعطائها جلدها وإنقاذ حياتها، ولكنه افتتن بجمالها، وبكل يوم كان يزداد حبا لها، لقد عاملها بحب ومودة ولطف وكل احترام، كانت الفتاة بكل يوم تقوم بكافة الأعمال المنزلية، تخدمه بكل تفاني لمعاملته الحسنة لها.

قرر الشاب التغاضي عن أمر جلدها الذي خبأه بخزانته الخاصة، وعرض عليها الزواج بها وقبلت، تزوجها وعاش معها في سعادة وهناء، رزقا كليهما بطفل جميل، كانت ترعاه وتحبه ووالده كثيرا، وكل يوم كان يكبر الطفل أمام عينيها ويزداد شيئا فشيئا، حتى جاء اليوم الذي أًصبح فيه كبيرا كفاية لتخرج به وتنزهه على شاطئ البحر.

كانت الفتاة بكل مرة سمعت بها صوت أمواج البحر شعرت بنغصة بقلبها، إنها فقمة ليست ببشرية والبحر كل حياتها وإخوتها بداخله؛ أعطت طفلها صدفة وجعلته يضعها على أذنه فسمع أصواتا خافتة في غاية اللطف تخرج منها.

رأت في هذه اللحظة إخوتها يصيحون باسمها، دفعتها مشاعرها بالحنين بالنزول للبحر، كادت حينها أن تصل إليهم لولا طفلها الصغير خاض في البحر خلفها، فجعلها مضطرة للعودة إليه مجددا، حزن إخوتها ورحلوا.

كان زوج الفتاة الفقمة يحمل برقبته مفتاح الصندوق الذي يخبأ بداخله جلد الفقمة، وبيوم من الأيام خرج الزوج للصيد ونسي تماما مر المفتاح الذي سقط من رقبته، كانت زوجته تنظف المنزل ووجدت المفتاح، انقادت وراء فضولها ففتحت الصندوق لتعلم ما بداخله، وكانت الصدمة بالنسبة إليها عندما فتحت الصندوق ووجدت بداخله جلدها، أيقنت أن زوجها من قام بسرقة جلدها.

وفي هذه اللحظة وجدت نفسها حائرة وفي عذاب أليم، كان ينبغي عليها أن تختار بين ابنها وبين حياتها الطبيعية، توسلت كثيرا لطفلها الصغير أن يسامحها على فعلتها به، اعتذرت إليه كثيرا لكونها فقمة وليست بإنسانة كان من الصعب عليها أن تختار طفلها، لذلك وجدت نفسها تضحي بالبقاء كإنسانة وترتدي جلد لتعود فقمة من جديد.

وعندما عاد زوجها من عمله وجد طفله خارج المنزل يبكي لذهاب والدته، وعلى الفور دخل الزوج ليتأكد من الصندوق وبالفعل تأكد من شكوكه، لقد أخذت جلدها ورحلت؛ أخذ ابنه وبدأ في رحلة البحث عن زوجته ووالدة طفله، ولكنه وجد ثوبها وبالتالي أيقن أنها عادت للبحر.

كانت بكل يوم ترقب ابنها الصغير وتشاهده يلعب على شاطئ البحر من بعيد، كانت تحاول التحدث إليه لتخبره بأنها والدته، ولكن الطفل الصغير لم يكن يسمع منها شيء سوى البكاء، ففي النهاية هي فقمة!

حسن خليل 17-08-22 10:23 AM

رد: && نماذج قصصية في أدب الأطفال &&
 
القصة الثانية بعد المئة


الجميلة النائمة


بإحدى الممالك العظمى والتي كان يعم بها الرخاء والسلام والحب والمودة بين جميع شعبها، كان هناك ملك عادل يحكم مملكته بكل عدل وإنصاف وزوجه ملكة في منتهى الجمال والروعة، كانا سعيدين للغاية ولكن لم يكن هناك إلا الخطب واحد ينغص عليهما طيب عيشهما ألا وهو رغبتهما الشديدة في إنجاب صغير؛ كانت المملكة بأسرها تدعو للملك والملكة بأن يرزقا بصغير ويهنئا به.

ومرت السنوات ورزقت الملكة بابنة في غاية الروعة والجمال، كانت بشرتها البيضاء وعيونها الخضراء وابتسامتها الساحرة بصوتها الآسر للقلب يعكسون جمالها المنقطع النظير، ملأت المملكة بأكملها بالاحتفالات والفرحة عمت كل الأرجاء، وأمر الملك بانقضاء سبعة أيام في الاحتفالات وتوزيع الكثير من الهدايا على عامة الشعب وخلافهم أيضا.

وقام الملك بإرسال دعوات الحضور لجميع من بالمملكة إلا امرأة عجوز واحدة، وسرت العادة في المملكة والممالك من حولها أن على كل حاضر أن يقدم هدية للأميرة المولودة الصغيرة، وقد التف جميع الحاضرين من حولها وكل منهم بيده هديته، كان هناك سبعة من الساحرات طيبات القلب، وكل منهن قامت بإعطاء الصغيرة هدية جميلة، الأولى لوحت بالعصا السحرية وتمنت أن تصبح ذات صوت جميل كالناي، والثانية تمنت لها أن تصبح جميلة وبجمال منقطع النظير، والثالثة تمنت لأجلها أن تصبح محبوبة من قبل الجميع، والرابعة تمنت أن تسحر بجمالها كل من ينظر إليها، والخامسة تمنت لها أن يدوم شبابها وجمالها لعمر طويل بعيد المدى، والسادسة تمنت ألا تفارقها الابتسامة طالما حييت، وقبل أن تتمنى السابعة أمنيتها وتعطي هديتها للصغيرة ظهرت المرأة العجوز وقد كانت ساحرة شريرة، أول ما رآها الملك والملكة دب الخوف بقلبيهما وشرعا في تقديم الاعتذارات.

لكن الساحرة الشريرة لم ترحهما ولم تقبل اعتذاراتهما ولا توسلاتهما إليها، بل وأوجعت قلبيهما عندما تمنت للأميرة الصغيرة ووضعت يدها على جبينها: “ستكبرين وتترعرعين وتعم حياتكِ السعادة، ولكن بيوم مولدكِ السادس عشر ستجرحين يدكِ بأداة حادة (وقد كانت تعني بها آلة الغزل والتي بها إبرة الغزل الحادة)، وتلقين حتفكِ ونهايتكِ”.

صعق الجميع فور انتهائها من كلامها الموجع للقلوب، وسادت على الجميع حالة حزن وأسى، أمر الملك جميع حراسه بإلقاء القبض على هذه الساحرة البغيضة، ولكنها اختفت عن الأنظار بلمح بالبصر بطريقة جعلتهم جميعا يتعجبون منها.

نظرت الملكة لابنتها التي لم تتجاوز بعد الأسبوع الأول من عمرها وانهمرت من عينيها الدموع، لقد قضت الكثير من السنوات في انتظارها وعندما جاءتها تسلبه منها ساحرة بكلمات قصار وتلقي عليها لعنة؛ كانت هناك ساحرة طيبة متبقية لم تقدم عطيتها بعد، قامت هذه الساحرة الطيبة بإعطاء الأميرة الصغيرة هدية ما أعظمها، ولكنها همست في أذنها دون أن تعلم بها أحدا، وطمأنت جميع الموجودين وهدأت من روعهم.

كان الملك مطمئنا بكلمات الساحرة الطيبة ولكنه أراد أن يأخذ بالأسباب لذلك قام بحرق كافة آلات الغزل بجميع أرجاء المملكة حتى لا تتحقق نبوءة الساحرة الشريرة.

ومرت السنوات والأميرة تكبر في سعادة بالغة، وكبرت الأميرة حتى بلغت عامها السادس عشر، وبحفل مولدها السادس عشر وقبل غروب الشمس قادتها قطة سوداء لناحية امرأة عجوز كانت تجلس على آلة تغزل بعض الخيوط، تعجبت الفتاة وأرادت تجربة هذا الأمر الجديد بالنسبة إليها، وبابتسامة يملأها الخبث سمحت لها العجوز القيام بالتجربة، وما إن وضعت الفتاة إصبعها حتى جرحت بواسطة الإبرة سقطت على الأرض إثرها دون حراك.

علت ضحكات الشريرة وعم الحزن وخيم على كل أنحاء المملكة، وجاءت حينها الساحرة الطيبة السابعة لتحقق الهدية التي وهبتها للأميرة عندما كانت في المهد صغيرة، لوحت بالعصا السحرية وجعلت جميع من بالمملكة وخارجها يغوصون في سبات عميق حتى يأتي فتى أحلام الجميلة النائمة ويوقظها بقبلة حب حقيقي صادق.

ومرت الكثير من السنوات وعم الخراب والفوضى كامل الأرجاء لدرجة أن أشجار الأشواك عبأت كل الأشياء، وذات يوم سمع أمير وسيم من بلاد بعيدة ومجاورة لأنحاء المملكة المذكورة قصة الأميرة النائمة، وقرر أن ينقذ الأميرة من لعنة الساحرة.

خاض باختبارات كثيرة ومنها مواجهة الساحرة له ولكنه استطاع أن يتخطاها بقتلها بسيفه المسلول، ومن ثم دخل القصر وشرع في البحث بداخل حجراته حتى وجد الأميرة نائمة في سبات عميق وقد أحيطت بالزهور الحمراء والصفراء والبيضاء، اقترب منها وذهل بجمالها ولم يتمالك نفسه إلا وقد طبع قبلة تدل على كل معاني الحب الصادق، استفاقت الأميرة من سباتها واستفاق معها كل شيء، عمت السعادة والفرحة المملكة من جديد، وتزوج الأمير الوسيم بالأميرة الجميلة.

حسن خليل 15-06-23 05:45 PM

رد: && نماذج قصصية في أدب الأطفال &&
 
القصة الثالثة بعد المئة

حكمة الأم

ذهبت أم لزيارة ابنها في إحدى المدن التي بها الجامعة التي يدرس بها، رأت الأم أن جدران غرفته مزينة بصورة خادشة للحياء، وكانت هذه الأم تقية ومتدينة، وكانت أيضًا حكيمة فلم تلفظ بكلمة واحدة تعبر بها عن استيائها لإبنها، وبمجرد عودتها إلى المنزل أرسلت له صورة من صورها ومعها رسالة ترجوه فيها أن يعلق صورتها على جدران حجرته.

بعد عدة شهور قامت الأم بزيارة أخرى لإبنها فلم تجد شيئًا معلقًا على جدران الحجرة سوى صورتها، فسألته: أين الصور الأخرى؟ فأجابها لم يكن ممكنًا أن أضع صورتك وسط هذه الصور.


الساعة الآن 06:25 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir