منتديات قصيمي نت

منتديات قصيمي نت (http://www.qassimy.com/vb/index.php)
-   من ذاكرة التاريخ (http://www.qassimy.com/vb/forumdisplay.php?f=73)
-   -   (((((((((((((موسوعة معارك اسلامية)))))))))))) (http://www.qassimy.com/vb/showthread.php?t=131093)

Nabil48 14-01-22 12:53 PM

المعتصم وقتح عمورية 223 هـ / أ.د. علي بن محمد عودة الغامدي
 
المعتصم وفتح عمورية 223 هـ

أ.د/ علي بن محمد عودة الغامدي



انشغل المعتصم في بداية حكمه بمواجهة فتنة بابك الخرمي الذي أدرك عجزه عن الصمود أمام قوات المعتصم فاتصل بامبراطور الروم ثيوفيل ووعده باعتناق النصرانية والإنتماء إليه إذا ساعده ، فطمع ثيوفيل سيما وان أرمينية وآذربيجان كانتا حينذاك من معاقل الخرمية ، فجاء ثيوفيل بقواته إلى أعالي الفرات واستولى على زبطرة وقتل الذكور من سكانها بعد ان سمل عيونهم وقطع أنوفهم وآذانهم ، وسبى نساءهم وأطفالهم.

ولما بلغ الخبر المعتصم استعظمه وكبُر لديه (وبلغه أن امرأة هاشمية صاحت وهي أسيرة في أيدي الروم : وامعتصماه ، فأجابها وهو على سريره : لبيك لبيك ، ونهض من ساعته وصاح في قصره النفير النفير ) كما قال ابن الأثير في تاريخه.


واخذ المعتصم في تجهيز جيشه لغزو الروم سيما وقد نجحت قواته في قتل بابك الخرمي وإخماد فتنته. واختار المعتصم امنع واكبر مدن الروم لتكون هدفه وهي عمورية مسقط رأس امبرطور الروم ثيوفيل وأسرته. وتوغل بجيوشه في قلب بلاد الروم والتقى بقوات ثيوفيل في ٢٥ شعبان سنة ٢٢٣ هجرية وأنزل بالروم هزيمة ساحقة وتمزقت قواتهم ، ثم سار الجيش الإسلامي الى أنقرة واستولى عليها بدون مقاومة. وارسل ثيوفيل الى المعتصم يطلب منه الصفح والعفو وتعهد بإعادة بناء زبطرة واطلاق سراح الاسرى من المسلمين ، لكن المعتصم رفض توسلات ثيوفيل وشيع رسله بالاحتقار والسخرية. عندئذ أدرك ثيوفيل أن الدمار ينتظر مدينته المفضلة عمورية.

وبعد تدمير انقره قاد المعتصم جيشه صوب عمورية فوصلها وفرض عليها حصاراً شديداً استمر اسبوعين ، ثم استسلمت في رمضان سنة ٢٢٣ هجرية وتم تدميرها انتقاماً لما فعله ثيوفيل بزبطرة ، ووقع في أيدي المسلمين عدداً كبيراً من الأسرى مع غنائم وفيرة. وعاد المعتصم منصوراً مظفراً.

وفي هذه الغزوة وما احرزه المعتصم من انتصار مدح ابو تمام الخليفة وجيشه بالقصيدة المشهورة التي مطلعها :

السيف أصدق أنباءً من الكتب * في حده الحد بين الجد واللعب.

وهي من غرر الشعر العربي وتقع في واحد سبعين بيتاً.

أهم المصادر والمراجع : تاريخ الطبري ؛ تاريخ ابن الأثير ؛ السيد الباز العريني ، الدولة البيزنطية ؛ حسنين ربيع ، دراسات في تاريخ الدولة البيزنطية ؛ فازلييف ، العرب والروم ؛ ديوان أبي تمام.


Nabil48 30-06-22 12:05 PM

معركة حران / د. علي بن محمد عودة الغامدي
 
معركة حران

الدكتور علي بن محمد عودة الغامدي


بعد نجاح الحملة الصليبية الاولى وقيام إمارتي الرها وأنطاكية الصليبيتين ، اراد الصليبيون التوسع في منطقة الجزيرة الفراتية للوصول الى العراق ، فاتفق بوهمند النورماني أمير انطاكية وابن أخته تانكر مع امير الرها بولدين لي بورج وأمير تل باشر جوسلين ، على الاستيلاء على مدينة حران ، ذات الموقع الاستراتيجي الخطير حيث تقع على تقاطع طرق المواصلات بين الشام والعراقمعركةوآسيا الصغرى. والسيطرة عليها يؤدي إلى قطع الاتصال بين البلدان الإسلامية الثلاثة ، كم يُعطي قاعدة متقدمة للصليبيين يمكن ان ينطلقوا منها عبر نهر الفرات للسيطرة على الموصل ، ومن ثمة التقدم وتهديد بغداد ، والوصول إلى الخليج العربي ، وطعن المسلمين في الصميم ، وزحف القادة الاربعة بجيوشهم قاصدين حران.

وعندئذ شعر بهذا الخطر أميران مسلمان هما جكرمش حاكم الموصل ، وإيلغازي بن أرتق أمير ماردين. وعلى الرغم من أنهما كانا على خلاف على بعض المناطق الواقعة بين ماردين والموصل ، فإنهما اتفقا على التصدي للصليبيين ، وتقدما بقواتهما نحو حران ، والتقوا بالجيش الصليبي الذي يقوده أولئك القادة الاربعة. ودارت معركة حامية الوطيس بين المسلمين والصليبيين سنة ٤٩٧ هجرية/ ١١٠٤م عند نهر البليخ - احد روافد نهر الفرات - وحلَّت هزيمة ساحقة بالصليبيين ، فقُتِلَ منهم حوالي عشرة آلاف ، ووقع في الأسر بلدوين لي بورج أمير الرها ، وجوسلين أمير تل باشر ، وهرب بوهمند وابن أخته تانكرد إلى انطاكية ، ولم ينجح الصليبيون في قطع الاتصال بين العراق والشام وآسيا الصغرى ، واوقفت المعركة توسع الصليبيين في شمال الشام والجزيرة ، وحطمت أسطورة أن الفرنج قوة لا تقهر ، التي راجت بين المسلمين في الشام والعراق قبيل المعركة.

وكان في الامكان استغلال وقوع امير الرها وامير تل باشر في الأسر واسترداد المدينتين من الصليبيين ، لكن الخلاف الذي اندلع بعد المعركة بين جكرمش وإيلغازي على الأسرى والغنائم حال دون تحقيق ذلك الهدف.

حسن خليل 30-06-22 02:58 PM

رد: (((((((((((((موسوعة معارك اسلامية))))))))))))
 
معركة عمورية من المعارك التاريخية الخالدة في التاريخ الإسلامي.

ومن قول أبو تمام أيضًا في القصيدة:
رمى الله بك برجيها فهدمها
ولو رمى بك غير الله لم تصب.

يا يوم وقعة عمورية انصرفت
منك المنى حفلا معسولة الحلب

Nabil48 28-03-24 07:23 PM

صلاح الدين وتحرير الأقصى / أ.د علي بن محمد عودة الغامدي
 
صلاح الدين وتحرير الأقصى

أ.د علي بن محمد عودة الغامدي


قرَّر صلاح الدين تحرير بيت المقدس والمسجد الأقصى ، وذلك بعد معركة حطين الحاسمة في 23 ربيع الآخر 583 هجرية / 1187م التي سحق فيها صلاح الدين جيش مملكة بيت المقدس الصليبية ، وتمكن صلاح الدين خلال ثلاثة أشهر – بعد حطين – أن يسترد أكثر من ثمانين مدينة وقرية وحصن وما يتبعها من مساحات تزيد بكثير عن مساحة فلسطين المغتصبة التي يحتلها الصهاينة الآن . وقد سيطر صلاح الدين على كل مدن الساحل الفلسطيني ليحول دون وصول أية مساعدة للصليبيين إذا حاصر بيت المقدس.
وكانت بيت المقدس الصليبية في حالة سيئة جداً ، لأن جيشها دُمِّرَ بكامله في معركة حطين ولم يبق في بيت المقدس من الصليبيين إلا القليل من الجنود وأعداد كثيرة جداً من النساء والأطفال والشيوخ والرهبان.
وكان أمير صيدا الصليبي باليان دي أبلين قد سلَّم صيدا لصلاح الدين عندما حاصرها ، واستأذن صلاح الدين في أن يسمح له بالذهاب الى بيت المقدس ليأخذ زوجته وأطفاله ثم يغادر إلى أوروبا. فسمح له صلاح الدين بعد أن أقسم له على الأنجيل إلا يمكث في بيت المقدس إلا ليلة واحدة ثم يغادرها. ولما وصل باليان دي إبلين الى بيت المقدس اجتمع حوله النساء والأطفال والشيوخ ، واخذوا يبكون ويتوسلون إليه أن يتولى أمرهم ويدافع عن بيت المقدس أمام هجوم صلاح الدين ، فحنث باليان بقسمه لصلاح الدين وتولىَّ أمر بيت المقدس وقام بتجنيد الشيوخ ، حتى من الذين تجاوزا سن الستين من العمر ، والفتيان الصغار من سن الرابعة عشرة وما فوقها للدفاع عن بيت المقدس.
ثم أرسل الصليبيون في بيت المقدس وفداُ من وجهائهم إلى صلاح الدين وهو يحاصر عسقلان يطلبون منه الصلح ، فعرض عليهم صلاح الدين أن تستسلم بيت المقدس بنفس الشروط التي استسلمت بها المدن الصليبية الأخرى ، وأن يؤمنهم على أرواحهم ونسائهم وأولادهم وأموالهم ، ويسمح لمن يشاء منهم بالخروج من بيت المقدس سالماً ، ولكن الصليبيين رفضوا العرض ورأوا ( أن الموت أيسر عليهم من ان يملك المسلمون البيت المقدس ) كما قال ابن واصل. فأصرَّ صلاح الدين على أن تستسلم بيت المقدس بدون قيد أو شرط ، وأقسم أن يأخذها بحد السيف – إذا لم تستسلم – كما أخذها الصليبيون قبل إحدى وتسعين سنة.
ولما سمع المسلمون بعزم صلاح الدين على استرداد بيت المقدس من الصليبيين ، توافد إليه الكثير من العلماء والمتطوعين وطلاب العلم من دمشق وحلب ومصر والعراق ، ومنهم العماد الكاتب الأصفهاني الذي كان مريضاً في دمشق ، فلما علم بعزم صلاح الدين شُفِيَ من مرضه وارتحل نحو بيت المقدس للمشاركة في ذلك الشرف العظيم.
وسار صلاح الدين بجيشه نحو بيت المقدس ، ودار حولها خمسة أيام ليهاجمها من أضعف نقطة في أسوارها ، ثم عسكر بجيشه في الجهة الغربية منها ، ووجد أن في تلك الجهة أودية يصعب مهاجمة بيت المقدس منها ، ثم دار بجيشه واستقر بجيشه في الجهة الشمالية من المدينة من ناحية باب العمود ، وهي أقرب إلى الأسوار ، فضلاً عن الابتعاد عن تأثير الشمس في الجهتين الغربية والشرقية. ثم امر بإحضار المنجنيقات ، وآلات الحصار والنقابين المتخصصين في نقب الأسوار. وبدأ الحصار والضغط على أسوار بيت المقدس في العشرين من رجب سنة 583 هجرية ، وخلال أسبوع واحد ، تمكن النقابون من نقب ثلاثة وأربعين نقباً في أسوار بيت المقدس ، وجمعوا الحطب وأدخلوه في تلك النقوب لإشعال النار فيه كي يمكن هدم الأسوار.
وارسل باليان دي إبلين وفداً إلى صلاح الدين يعرض عليه استسلام بيت المقدس بشروط ، ولكن صلاح الدين رفض فعاد الوفد خائباً ، فخرج باليان دي إبلين بنفسه وطلب الأمان من صلاح الدين ، ولما مثل بين يديه ، عرض ان تستسلم بيت المقدس مقابل حقن دماء أهلها من الصليبيين والخروج بأموالهم ، كما فعل صلاح الدين مع المدن الأخرى. فرفض صلاح الدين وأصرّ على انه سيفتحها عنوة كما استولى عليها الصليبيون من قبل. عندئذ خاطب باليان دي بلين صلاح الدين بطريقة فيها استرحام واستعطاف. فقال له :
” اعلم أيها الملك إنَّا خلق كثير في هذه المدينة ، وإذا رأينا الموت لابد منه فو الله لنقتل أبنائنا ونسائنا ونحرق ما نملكه من أموالنا وأمتعتنا ولا نترككم تنعمون منا ديناراً ولا درهماً ولا تأسرون رجلاً ولا إمراة. فإذا فرغنا من ذلك أخربنا الصخرة والمسجد الأقصى وغيرها من المواضع الشريفة ، ثم نقتل من عندنا من أسرى المسلمين وهم خمسة آلاف أسير ، ولا نترك لنا دابة ولا حيوان إلا قتلناه ، ثم خرجنا إليكم وقاتلنا قتال من يريد أن يحمي دمه ونفسه ، وحينئذ لا يُقتل الرجل حتى يقتل أمثاله ” النص من أبي شامة في كتابه الروضتين.

واستشار صلاح الدين أصحابه فأشاروا عليه أن تستسلم بيت المقدس مثل ما أقسم وكأنها وقعت عنوة ( لأن أحكام البلدان التي يدخلها المسلمون عنوة غير التي يدخلونها صلحاً ) فيصبح الصليبيون وكأنهم رقيق ويشترون أنفسهم من المسلمين بأن يدفع الرجل عشرة دنانير مقابل تحرير نفسه والمرأة خمسة دنانير مقابل ذلك والطفل دينار واحد ، ومن مر عليه أربعون يوماً ولم يستطع الدفع يصبح عبداً يُباع في أسواق الرقيق.
فوافق صلاح الدين على هذا الاقتراح ووافق عليه أيضاً باليان دي إبلين وتعهد أن يدفع مبلغ ثلاثين الف دينار عن سبعة آلاف من فقراء ومعدمي الصليبيين .
وفي يوم الجمعة 27 رجب سنة 583 هجرية الموافق 2 أكتوبر 1187م دخل المسلمون بقيادة صلاح الدين بيت المقدس ، في ذكرى ليلة إلاسراء والمعراج ، التي رجحت بعض الروايات أنها كانت في السابع والعشرين من رجب.
وابدى صلاح الدين كرماً جماً وتسامحاً فريداً في معاملة الصليبيين ، فرفض اقتراح بعض ألمسلمين بهدم كنيسة القيامة ، واطلق سراح الفقراء من اليتامى والارامل والشيوخ بدون فداء ، بل وتصدق عليهم من ماله الخاص ، وقد أهدى لأخيه العادل وبقية أخوته واصحابه آلاف الأسرى ، فاعتقوهم لوجه الله تعالى ، وقد اسهبت المصادر الصليبية والإسلامية في الحديث عن تسامح صلاح الدين وكرمه. حتى أن ستيفن رنسيمان علَّق على ذلك التسامح والكرم بقوله : ” لقد لقًّن صلاح الدين الفرنج درساً في التسامح وأظهر لهم كيف يحتفل الرجل الشريف بانتصاره “.
وقد تعجب المسلمون من تصرف بطريرك بيت المقدس الكاثوليكي هرقل الذي أخذ كل أموال الكنيسة ونزع الذهب الذي على القبر المقدس الذي يعتقد النصارى انه قبر المسيح ، ثم دفع عن نفسه عشرة دنانير وخرج بكل تلك الأموال والطنافس دون ان يعبأ بآلاف الصليبيين الذين عجزوا عن شراء أنفسهم ، بل وطمع في كرم صلاح الدين وطلب منه أن ينعم عليه ببعض الأسرى ليعتقهم ، فأنعم عليه صلاح الدين بسبعمائة أسير.
ثم شرع صلاح الدين في إزالة ما اقامه الصليبيون من صور ونقوش داخل المسجد الاقصى وقبة الصخرة ومحراب الأقصى. وبعد إزالة تلك الصور ، أمر صلاح الدين بغسل المسجد الأقصى وقبة الصخرة بماء الورد.
وأُقيمت أول خطبة جمعة ، في المسجد الأقصى بعد تحريره من براثن الصليبيين في الرابع من شعبان سنة 583 هجرية وقد أمر صلاح الدين القاضي محي الدين بن زكي الدين بإلقاء تلك الخطبة وحضرها بنفسه مع جيشه .

Nabil48 07-04-24 11:08 AM

معركة شقحب (مرج الصفر)/ أ.د.علي بن محمد عودة الغامدي
 
معركة شقحب (مرج الصفر) ودور شيخ الإسلام ابن تيمية في جهاد المغول

أ.د.علي بن محمد عودة الغامدي


تولى غازان عرش مغول فارس سنة 694هـ فاعتنق الإسلام وجعله دين دولته الرسمي وبدأ في انشاء المدارس والربط ووقف الأوقاف وتشجيع العلماء، إلا أنه طمع في أن يوسع حدود دولته على حساب المماليك ذلك أنه رأى أنه أحق بالملك منهم باعتبار أنهم في الأصل مماليك ارقاء لذلك نجده يكرر الهجوم على بلاد الشام في سنوات 699هـ و701هـ و703هـ.
ذلك أنه استغل الإضطراب الذي حدث في دولة المماليك بعد وفاة الأشرف خليل بن قلاوون فجاء بحملة كبيرة إلى بلاد الشام سنة 699هـ، وفي خارج دمشق التقى بجيش المماليك فأنزل بهم الهزيمة وفرّ الجيش المملوكي إلى مصر وكان من أثر ذلك أن أرسل أهل دمشق بقيادة شيخ الإسلام ابن تيمية وفداً فقابل شيخ الإسلام غازان وكلمه كلاما قوياً وأوضح له أنه إذا كان سلطانا مسلما فإنه لا يحل له أن يسفك دماء المسلمين ويسلب أموالهم، وقد خضعت له دمشق وبلاد الشام زهاء 100 يوم وولى على تلك البلاد نواب من جانبه وحدث خلال ذلك عمليات سلب ونهب للسكان.
كما أن نواب المغول عملوا على نشر الفساد في دمشق وسائر بلاد الشام ففتحوا حانات الخمور والدعارة حتى يحصلوا على ضرائب كبيرة من ذلك ، لكن الأمور في مصر استقرت للسلطان محمد بن قلاوون، فأرسل جيشاً إلى بلاد الشام واسترد دمشق وسائر بلاد الشام ودار شيخ الإسلام ابن تيمية على حانات الخمور وكسر جرارها وكل مظاهر الفسق التي نشرها المغول على أن غازان عاد مرة أخرى في سنة 701هـ وهاجم بلاد الشام وفر الناس من شمال الشام فدخلها المغول ونهبوا كل مافيها ولما سمعوا بقدوم جيش المماليك انسحبوا.

معركة شقحب (مرج الصفر):
في سنة 703هـ أرسل غازان حملة كبيرة لإخضاع بلاد الشام ،ولما سمع سكان بلاد الشام في حلب وحمص وغيرها تركوا مدنهم وذهبوا إلى دمشق للتحصن فيها، وخاف أهل دمشق أن يجتاحهم المغول قبل وصول الجيش من مصر ولكن شيخ الإسلام حثهم على الصمود.
وبعد ذلك وصل الجيش من مصر بقيادة السلطان محمد بن قلاوون وانضم اليهم المتطوعون من بلاد الشام بقيادة شيخ الإسلام ابن تيمية والذي حثهم على الجهاد ضد المغول.
ولما سُئِل كيف نقاتل المغول وهم يشهدون ان لا إله الا الله محمد رسول الله فقال إِن هؤلاء من جنس الخوارج الذين قاتلوا علي ومعاوية وكان يقسم أمام الجيش ويقول والله إنكم منصورون هذه المرة.
فقالوا قل إن شاءالله فقال ان شاء الله تحقيقا لا تعليقا وكان يستند في قسمه إلى قوله تعالى:
{ ذَٰلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (60)} [الحج].
والحق أن دولة المماليك أفضل في ذلك الحين من الناحية الشرعية من دولة غازان فهي دولة جهاد قضت على الصليبين في بلاد الشام وظلت بعد ذلك تجاهد الأرمن النصارى والنصيرية والقراصنة الصليبين الذين يهاجمون سواحل مصر والشام خصوصا القراصنة القطلان ، بينما دولة غازان لم تقم بأي دور جهادي البتة فضلاً عن أن دولة المماليك مليئة بالعلماء الفضلاء من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه.
والتقى الجيشان في أوائل رمضان سنة 703هـ وأفتى شيخ الإسلام بانه يجب على الجيش الفطر حتى يتقوون على القتال، وأفطر إمامهم وحدثت معركة حاسمة انتصر فيها جيش المماليك وسكان دمشق على المغول عند شقحب خارج دمشق في اوائل رمضان سنة 703هـ ، وكانت أحز المعاوك الكبيرة بين الجانبين حيث مات غازان في نفس السنة فخلفه أخوه اولجايتو بن ارغون الذي راسل سلطنة المماليك ودعا إلى اقامة صداقة بين الجانبين وتحسنت العلاقة بينهما وظل ذلك التحسن سائداً حتى نهاية سلطة مغول فارس سنة 756هـ.

Nabil48 04-05-24 02:48 PM

معركة شقحب (مرج الصفر) / أ.د.علي بن محمد عودة الغامدي
 
معركة شقحب (مرج الصفر)

أ.د. علي بن محمد عودة الغامدي


في سنة 703هـ أرسل غازان حملة كبيرة لإخضاع بلاد الشام ،ولما سمع سكان بلاد الشام في حلب وحمص وغيرها تركوا مدنهم وذهبوا إلى دمشق للتحصن فيها، وخاف أهل دمشق أن يجتاحهم المغول قبل وصول الجيش من مصر ولكن شيخ الإسلام حثهم على الصمود
وبعد ذلك وصل الجيش من مصر بقيادة السلطان محمد بن قلاوون وانضم اليهم المتطوعون من بلاد الشام بقيادة شيخ الإسلام ابن تيمية والذي حثهم على الجهاد ضد المغول.
ولما سُئِل كيف نقاتل المغول وهم يشهدون ان لا إله الا الله محمد رسول الله فقال إِن هؤلاء من جنس الخوارج الذين قاتلوا علي ومعاوية وكان يقسم أمام الجيش ويقول والله إنكم منصورون هذه المرة.
فقالوا قل إن شاء الله فقال ان شاء الله تحقيقا لا تعليقا وكان يستند في قسمه إلى قوله تعالى :
{ ذَٰلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ }
والحق أن دولة المماليك أفضل في ذلك الحين من الناحية الشرعية من دولة غازان فهي دولة جهاد قضت على الصليبين في بلاد الشام وظلت بعد ذلك تجاهد الأرمن النصارى والنصيرية والقراصنة الصليبين الذين يهاجمون سواحل مصر والشام خصوصا القراصنة القطلان ، بينما دولة غازان لم تقم بأي دور جهادي البتة فضلاً عن أن دولة المماليك مليئة بالعلماء الفضلاء من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه.
والتقى الجيشان في أوائل رمضان سنة 703هـ وأفتى شيخ الإسلام بانه يجب على الجيش الفطر حتى يتقوون على القتال، وأفطر إمامهم وحدثت معركة حاسمة انتصر فيها جيش المماليك وسكان دمشق على المغول عند شقحب خارج دمشق في اوائل رمضان سنة 703هـ ، وكانت آخر المعارك الكبيرة بين الجانبين حيث مات غازان في نفس السنة فخلفه أخوه اولجايتو بن ارغون الذي راسل سلطته المماليك ودعا إلى اقامة صداقة بين الجانبين وتحسنت العلاقة بينهما وظل ذلك التحسن سائداً حتى نهاية سلطة مغول فارس سنة 756هـ.


Nabil48 06-05-24 08:11 PM

السلطان قلاوون ومحو إمارة طرابلس الصليبية من الوجود.
 
السلطان قلاوون ومحو إمارة طرابلس الصليبية من الوجود

أ.د/علي بن محمد عودة الغامدي


بعد أن قصم السلطان المملوكي المنصور قلاوون ظهر دولة مغول فارس في معركة حمص سنة 680 هجرية وأمًن جبهته من ناحية الشرق التفت لإمارة طرابلس الصليبية ، وهي آخر الدول الصليبية التي أسسها الصليبيون في بلاد الشام. وظل يجهز جيشه ليوم الفصل مع هذه الدولة الصليبية لمدة ثمان سنوات وفي سنة 688 هجرية /1289م زحف بجيشه الكبير الذي بلغ - طبقا للمصادر الاسلامية - أربعين ألف فارس ومائة واربعين ألف من المشاة . وإذا تأملنا هذا العدد الكبير أدركنا مدى التطور الهائل الذي حدث للجيش المملوكي زمن المماليك ذلك أن جيش البطل صلاح الدين لم يصل الى ربع هذا العدد لا في معركة حطين ولا زمن الحملة الصليبية الثالثة
فقد تحولت دولة المماليك الى دولة عسكرية عظمى حيث قام السلطان الظاهر بيبرس بشراء اعداد كبيرة من المماليك الاتراك الصغار مستغلا علاقاته الجيدة مع دولة مغول القفجاق وروسيا ( مغول القبيلة الذهبية ) وانشأ لهم المدارس والمعسكرات لتنشئتهم تنشئة اسلامية وتربيتهم تربية عسكرية راقية ، وقد واصل السلطان قلاوون هذه السياسة بنفس الزخم لدرجة أن اخبار هذه السياسة وصلت الى أوربا فأقضت مضاجع الغرب الصليبي حتى بدأت العقلية الصليبية والروح الصليبية في الغرب تتهاوى ودب اليأس في نفوس الغرب وأصبح يدرك أنه ليس في مقدوره ارسال حملة صليبية لأن مصيرها سيكون الفناء التام.
اما الآلات ومعدات الحصار التي أحضرها الجيش الاسلامي بقيادة قلاوون فقد كانت كثيرة جدا حتى أن المنجنيقات بلغت أكثر من مئة منجنيق.
وسرعان ما أحدث الجيش الأضرار والدمار في أبراج وأسوار طرابلس ، فاقتحمها الجيش عنوة في 3 ربيع الثاني 688 هجرية/ ابريل 1289م ، ومثلما فعل في أنطاكية قتل جنود الجيش كل من وجدوه من المحاربين الصليبيين وأسروا نسائهم وأطفالهم وغنموا غنائم ضخمة ، ولم ينج من الصليبيين الا من هرب بالسفن الراسية في الميناء أثناء دك الأسوار. وأصبحت المدينة كلها في أيدي المسلمين ، وأمر السلطان قلاوون بتدمير المدينة وهدم أسوارها وتسويتها بالأرض ليقتل كل أمل في نفوس الصليبيين باحتلالها مرة أخرى. ثم أمر ببناء مدينة طرابلس الجديدة على تل يقع الى الشرق بعيدا عن ساحل البحر حتى لاتتعرض لهجوم صليبي بحري مباغت ، كما استرد مدينة جبلة التابعة لطرابلس.

وقد استعد السلطان قلاوون في السنة التالية لاسترداد عكا لكن القدر عاجله فمات رحمه الله ولكن ابنه الأشرف خليل بن قلاوون حقق أمل والده فاستردها سنة 690 هجرية /1291م.


Nabil48 13-05-24 07:56 PM

معركة حمص (الثانية) قاصمة ظهر مغول فارس
 
معركة حمص (الثانية) قاصمة ظهر مغول فارس

أ.د/علي بن محمد عودة الغامدي


كان المسلمون بقيادة قطز قد انتصروا في معركة عين جالوت على المغول سنة 658 هجرية وكان الجيش المغولي في تلك المعركة لم يزد عن 15 ألف مقاتل بسبب عودة هولاكو الى منغوليا بمعظم جيشه لوفاة أخيه الخان منكوقآآن . كما أن الظاهر بيبرس اباد جيشا مغوليا في ابلستين (البستان) جنوب أسيا الصغرى سنة 675 هجري وكان عدده نحو 15 ألف مقاتل .الامر الذي جعل أبغا بن هولاكو يقرر حشد كل جيوشه للانتقام من دولة المماليك واحتلال مصر والشام .
وظل يجمع القوات ويستعد لمدة خمس سنوات حتى حشد أكثرمن مئة ألف مقاتل وأسند قيادتها الى أخيه منكوتيمور الذي توجه بتلك القوات الى الشام .وكان سلطان المماليك حينذاك هو قلاوون الذي ماأن علم بزحف المغول حتى خرج من مصر بجيش يزيد عن 50 ألف مقاتل لصد الخطر الداهم..وكان سكان حلب وكل شمال الشام قد هربوا من مناطقهم صوب دمشق خوفا من وحشية المغول. والتقى قلاوون بجموع المغول عند حمص ودارت معركة رهيبة بين الجانبين استمرت من عصري وم السبت 6 من شهر رجب الى بعد ظهر الاحد التالي سنة 680 هجرية وصمد قلاوون في قلب الجيش صمودا اسطوريا ورغم هزيمة ميسرة المسلمين في بداية المعركة الا أن صمود قلاوون قلب المعركة رأسا على عقب على المغول وأنزل بالمغول هزيمة ساحقة وكبدهم خسائر جسيمة وأصيب القائد المغولي منكوتيمور بجروح بالغة.وطارد المسلمون فلول المغول حتى نهر الفرات وأبادوا معظمهم،ومات أبغا بن هولاكو كمداً في السنةِ نفسها.
وتعتبر معركة حمص أكبر معركة وقعت بين المسلمين والمغول على الاطلاق من حيث عدد الجيوش التي تقاتلت فيها ومن حيث النتائج التي تمخضت عنها. فقد قصمت ظهر مغول فارس.ولم يحاولوا الانتقام زهاء عشرين سنة.

لقد كانت امتنا أمة حية تنتقم لنفسها وتعاقب الغزاة . أما آن لها اليوم ان تنهض وتعيد امجادها وتنتقم من العدوان الصهيو صليبي مجوسي الذي لن يتوقف الا إذا تلقى خسائر جسيمة كتلك التي الحقها أولئك الابطال بالمغول!!!!.



الساعة الآن 10:42 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir