.



25/7 ..




•

.




هُدوء ..
هَذَا هُو الْوقت الْوحيد
الذي يتوقفونَ فيهِ عن الْحديثِ عَنكْ ..



أقفْ أمامَ نافذتي ..
الْكونُ خَلفها مُظلمْ ..
وَحدهُم الْمُتعبون لا يَنامونْ ..



الْشوارِعُ صَامتة
إلا مِن انعكاسٍ شاحب لأنوار الشوارع
على الأرصفة الْمُبللة ..
لا .. لَم يَكُن مَطراً ..
كَان الْجيران يَغسلونَ وجه الأرضْ ..
في بيوتهم ..




يَقولونْ ..
أن الليلةَ عِيدٌ يا أبي ...!!!!







•

.


ألمسُ سَطحْ الْخَشب الْصامتْ ..
بِرهبة ..
أقترب ..
أضعُ أذني عليه ..
أُغمضُ عينيّ وأُصغي ...


تَسبيحاتُكْ ..
تَترددُ في الْفراغ ..
بَين صَدر الْباب .. وكفيّ .. وعينيّ ..



أنتَ ما زلتَ هُنَاكْ
خَلفَ ذَلِكَ الْبابْ الْمُغلق ..
تُصليّ ..




•

‏.



‏أبي ..
‏كَيفَ يَتمنى الْوحدة مَن كَانَ بينَ الْناسْ ..!!؟؟






‏؟

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طُهـر (المشاركة 12447169) - - إِنَ الضُرَ قد مسَ 'قلبَ أُمي' فَـ أنزلِ اللهُم عليّهِ من لدُنكَ (سكيّنةً و شِفاءً) ..!

.



أبي ..
كَيفَ سَأخرجُ لِلحياة بعدك ..
وقد أخذتَ مَعكَ رداء الأمانْ ..
ورحلتْ ..






؟

.



وَيَا أبي ..
مَضيت ..
وتَركتَ أرواحنا لِلريحْ ..


أبي ..
أيّ وَجهٍ سَأضع ..
حتى لا يَلمحوا خوفي بَعدَكْ ..؟؟
وأيّ قِناعٍ سَأرتدي ..
حَتَّى لا يقرأوا حُزني عليكْ ..؟؟








.

.



أبي ..
لا زِلتُ أعلمْ
أنني حينَ أزورك
في وِحدة العناية الفائقة ..
سَاجدكْ
نائماً .. على السرير رقم 2
ذاكَ الذي بِجوار النافذة ..
الذي تَلمح صفحة السماء من خلالها ..


أبي ..
أعلمُ أنني حينَ ازورك ..
لَن أسمع خطوات الْممُرضات المكتومة ..
ولا حوار الاطباء الصامت ..
ولا طنين الاجهزةِ الْرتيب ..




سَأجلسُ فقط ..
على ذلك الِكرسي ذي اليد الخشبية ..
الذي يَدفعه أخي بعيداً في الزاوية لكيلا يأخذه عامل النظافة الآسيوي ..



سأجلسُ صامتة ..
سأُلملم حولي أطرافَ عباءتي ..
وأضع حقيبتي في حضني بِهدوء ..
وأنتظر ..
أنتظرْ استيقاظك لِنُغادر معاً ..






•

.

.




أبي ..
وَما زلتُ أبتلعُ على الْفقدِ دمعة ..
وَ ما زالَ غِيابكَ قَاصمي ..









•