منتديات قصيمي نت

منتديات قصيمي نت (http://www.qassimy.com/vb/index.php)
-   ملتقى الحوار الفكري المفتوح (http://www.qassimy.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   النقد الإعلامي بين «مسح البلاط» و«مسح الجوخ» (http://www.qassimy.com/vb/showthread.php?t=462394)

شرواكو 04-12-11 06:49 AM

النقد الإعلامي بين «مسح البلاط» و«مسح الجوخ»
 


لم تكن عبارة ''مسح البلاط'' من إنتاجنا الوطني وغالبا هي من الإرث الباشوي في مصر الشقيقة بينما ''مسح الجوخ'' إرث عربي مشترك، وربما عالمي.. وفي هذه وتلك، يحدث إما أن يصف لك أحد شراسة النقد وقسوته أو غشامته ضد كاتب أو جهة بأنه مسح به أو بها البلاط، وإما أن يصف لك التملق والنفاق أو المديح الممجوجين بأن ذلك ما هو إلا ''مسح جوخ''..
من المؤكد أن ''مسح البلاط'' طريقة غير عقلانية في النقد تدل على خلل في الوعي والاستقامة الخلقية مثلما أن ''مسح الجوخ'' تهافت بائس ومع ذلك فقد ظل النموذجان سائدين على نحو مؤسف، في مجال النقد الإعلامي، خصوصا المكتوب منه.. مع أنهما لا يكرسان سوى تشوش الوعي الاجتماعي والتضحية بالحقيقة والإصلاح ونبل الهدف.
ورغم أنه كثيراً ما تتردد عبارة ''النقد البناء'' عندما يثور نقاش حول كتابة نقدية في حق كاتب أو جهة عامة أو خاصة على سبيل الاحتجاج ضد النقد غير المرضي عنه، علماً أن كل نقد، بنيوياً أو تفكيكياً أو تحليلياً، هو حتماً نقد بناء شريطة أن يكون هذا النقد موضوعياً لا يخبط خبط عشواء ولا ينتهي إلى الوعظ والوصاية، أما في حالة الجهات الحكومية والخاصة بالذات، فلا ينبغي، إضافة لما سبق أن ينتهي النقد إلى ضرورة إنشاء جهاز أو وضع استراتيجية أو آلية، فقد أصبح هذا المنحي أسطوانة مشروخة مملة تعبر عن انسداد أفق في توليد الرؤية والحلول أو عن قصور معيب في المعرفة.
إن نقد جهة خاصة أو عامة.. ينبغي ألا ينطلق من الظن والهجس والانطباع أو حتى من باب الأمنيات والتهيؤات فذلكم ليس سوى ضرب من الجناية على الجهة المنقودة وضرب كذلك من الاستهانة بالقراء وبعملية النقد نفسها حين لا تنهض على معلومات وبيانات للجهة ولا تطلع على مهامها ولا طبيعة القضية ومدى ارتباط الجهة بها أو حدود مسؤوليتها، وتلك عيوب جوهرية يتورط فيها البعض مع أنها أمور يمكن التحقق منها بالتواصل المباشر مع الجهة إذا لم تتوافر المعلومات في مطبوعاتها أو على موقعها في شبكة الإنترنت.
إن الطرح المتسرّع يتسبب في إحراج الجهة حين لا يكون النقد مبنياً على مرتكزاته المنهجية والمعرفية السابقة، بل يضع الجهة في حيرة من كيفية التوضيح والتعقيب، لأنها إن تجاهلت ما كتب عنها لن تنجو ممن يحملها الذنب من جراء السكوت، وإن قامت بالتعقيب فإنها قد تجد نفسها في موضع إلقاء اللائمة على غيرها من الجهات ـــ وهذا ليس دورها ـــ أو قد تجد نفسها مستدرجة لمزيد من السجال مع الكاتب الذي قد لا يكون في موقع الباحث عن الحقيقة أو الهادف إلى التقويم بقدر كونه، إما وقع تحت تأثير موقف عابر أو لغط مجلس فكتب دون روية من حقيقة مما قد يدفعه إلى أن يأخذ التعقيب عليه من قبيل المس بكرامته والتعدي على ذاتيته وربما يلجأ إلى أسلوب ''مسح البلاط'' متغافلاً عن أن تعرضه غير الموضوعي لنقد الجهة هو أيضا من قبيل ذلك!!
من هنا تحجم بعض الجهات الخاصة أو العامة عن التعقيب حين تشتم رائحة انطباعية أو شخصانية في الكتابة، أو ميلاً لأسلوب ''مسح البلاط''.. وهذا الإحجام، من قبل الجهة، يمكن اعتباره ترفعا منها عن اللجاجة والخوض فيما لا جدوى منه، إلا أنه، مع الأسف إحجام قد يحد من دور النقد وأهميته، وبالتالي يحرم الثقافة الإعلامية من رسالتها بالمشاركة في التقويم والبناء.
إن سيادة نزعة التعريض الجزافي بجهة خاصة أو عامة على أساس أنه من بضاعة النقد يرسخ اتجاهاً مغلوطاً وسلبياً لا يخدم المتابعة المستنيرة للمنجزات والمشاريع وحراك الاستثمار وقضايا التنمية والمجتمع، بل قد يحرم الإعلام من أقلام كفؤة تملك المعرفة والمنهجية الموضوعية في الكتابة من خلال واقع المعلومات والبيانات والمهام وبرؤية تستشرف حلولاً أو تمهد لحلول ممكنة وليس الاعتصام بالانطباع والكيدية لـ ''مسح البلاط'' فحسب!!
وإذا كان من المؤكد أن الكتابات النافذة ليست جميعها ''مسح بلاط''، فإنه من المؤكد كذلك أن هناك من لا يريد النقد الإعلامي إلا بأسلوب ''مسح الجوخ''، حيث لدى البعض حساسية مفرطة من أن تصبح جهاتهم موضع نقد ويعتبرون وظيفة الكتابة تأدية دور العلاقات العامة لتلميع الجهة أو مسؤوليها ولإبراز المنجزات مهما كانت في حكم المفقود أو السالب أو في ذمة سين وسوف (!!) .. وطبعاً ما ينطبق على الكتابات ينطبق كذلك على الاستضافات الإعلامية الأخرى، سمعية أو بصرية، ففتح الفم لا يعني إطلاق الكلام على عواهنه بمسح البلاط أو الجوخ فاحترام عقل السامع والمشاهد من احترام المتحدث نفسه لعقله!!
وبعد.. إن الموتى وحدهم لا يخطئون، ومن يعمل عرضة للخطأ.. تلك هي القاعدة الذهبية.. وليس من المعقول أن تكون مكافأة العاملين بجد وإخلاص نقداً متسرعاً كيفما اتفق، بل إن ضمير الكاتب أو المتحدث ينبغي أن يكون شاهداً حياً على ذلك أو جرس إنذار له، دون جناية لا بمسح البلاط ولا بمسح الجوخ فكلاهما وجهان لعملة واحدة .. هي التخلف!

ذعذاع 04-12-11 08:50 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاعلام مهنة من لامهنة له
ياتديني يااشر شحك


الساعة الآن 09:16 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir