27-09-13, 11:33 PM
|
|
انخفاض الروبية الهندية يخفض أرباح الصرافين
الدولار يتصدر عملات الحجاج .. والجنيه المصري يتراجع
متعاملون في أحد محال الصرافة في مكة المكرمة .
تصدر الدولار الأمريكي في مطلع موسم حج هذا العام العملات المتداولة بين صفوف حجاج الخارج الواصلين إلى مكة المكرمة، بينما شهد الجنيه المصري تراجعا حادا عقب أن كان في المرتبة الأولى العام الماضي في قوائم العملات المتداولة في سوق الصرافة المكية.
وقال عادل ملطاني شيخ طائفة الصرافين في مكة المكرمة: "يرجح أن يسجل قطاع الصرافة في مكة المكرمة هذا العام تراجعا كبيرا في هامش الأرباح فبعد خروج القطاع بخسائر في معدلات الربح في موسم العمرة التي بلغت كمتوسط نحو 35 في المائة مقارنة بالعام الماضي، تلقوا الصفعة التي وجهتها لهم العملات الآسيوية خلال الأسبوع الجاري".
وأبان ملطاني أنه بجانب انخفاض حجم تداول الجنيه المصري مع مطلع موسم حج هذا العام بنسبة نحو 60 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، جاء الانخفاض المفاجئ في قيم بعض العملات الآسيوية أمام الدولار وعلى رأسها الروبية الهندية، التي قاموا الصرافون بشرائها مطلع الأسبوع الماضي، الأمر الذي دفع بهم لبيعها بشكل فوري وبنسب خسائر راوحت عند خمسة في المائة خلال أقل من أسبوع واحد.
وأشار إلى أن لغة التفاؤل حُجبت بين العاملين في قطاع الصرافة هذا العام، وذلك نظير ما تعانيه السوق من أزمات تكبح جماح الكثير من الحجاج عن الإنفاق نظراً لظروف بلادهم السياسية وتقلبات عملتهم النقدية وضعفها أمام الدولار المرتبط به الريال السعودي، متوقعاً أن يبلغ حجم تحقيق صافي الأرباح تراجعا عن مستويات العام الماضي إلى نحو النصف على أقل تقدير.
ويرى أنه ليس من حلول يمكن بها تلافي الخسارة بسب تهاوي سعر العملات الآسيوية إلا بزيادة قيمة الصرف على تلك العملات بما يضمن عدم الدخول في منطقة خطرة تتسبب للصراف بالخسارة، وهو الأمر الذي لا يمكن تطبيقه عمليا بجوار أنه سيتسبب في زيادة التكلفة على الحاج، داعياً جميع العاملين في القطاع إلى توخي الحذر عند تبديل العملات، مع متابعة بورصة العملات بشكل متواصل ودون انقطاع.
ويأتي حديث ملطاني في وقت تشهد فيه الروبية الهندية إلى جانب عملات الأسواق الناشئة، مثل الروبية الإندونيسية، تراجعا بسبب الانسحاب التدريجي المتوقع في السياسة النقدية فائقة السهولة الذي سيباشره مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
ويرى الاقتصاديون أن كثيراً من متاعب الهند هي من صنع يديها، ففي خلال ثلاث سنوات تراجع النمو السنوي إلى النصف ليصل إلى أقل من 5 في المائة، ويعود معظم السبب في ذلك إلى أن شركات التصنيع والمستثمرين المباشرين الآخرين، من الهنود والأجانب، تعبوا من الفساد والبيروقراطية في الهند ومن البنية التحتية المهترئة للمواصلات.
من جهته قال وزير الخارجية الهندي سلمان خورشيد، إنه يجب على الحجاج الهنود تحمل تكلفة إضافية تبلغ نحو 20 ألف روبية لأداء مناسك الحج هذا العام، وذلك نظراً لانخفاض قيمة عملة الروبية بشكل حاد وارتفاع أسعار الإقامة والسفر.
وقال الوزير الهندي في مؤتمر صحافي عقد أخيراً: "إن على كل حاج دفع مبلغ قدره 200 ألف روبية إضافية لأداء مناسك الحج عن طريق هيئة الحج الهندية هذا العام"، علماً بأن التكلفة لأداء مناسك الحج في العام الماضي بلغت نحو 180 ألف روبية فقط عن طريق الهيئة.
وأضـاف الوزير الهندي: "ومع ذلك، فإن الحجاج المتجهين لأداء مناسك الحج عن طريق مشغلي السفريات الخاصة يدفعون مبلغاً قدره 250 ألف روبية، حيث إن تكاليف السفر قد ارتفعت بمبلغ قدره ثمانية آلاف روبية وحدها".
ويشير الوزير الهندي إلى أن أكثر من 3.600 شخص كانوا يرغبون في أداء مناسك الحج هذا العام قد تراجعوا عن الفكرة، بسبب ارتفاع الأسعار ولأسباب أخرى، وسوف يتم تخصيص مقاعدهم لمتقدمي الطلبات لأداء مناسك الحج وفق قائمة الانتظار المدرجة سابقاً.
|