23-09-14, 01:30 PM
|
|
"بداية "
قصائد الرثاء ليست أقل من قصائد عشق باكيه !
"بداية اخرى"
هذه القصيده لشاعر اسمه (ابن زريق البغدادي)..
الذي ذهب ليطلب الرزق في الاندلس بسبب فقره
وكانت زوجته ومحبوبته قد تعلقت به،
وطلبت منه عدم الرحيل، لكن الفاقه لم تترك لشاعرنا
بد من السفر فتركها وقلبه يتفطر لفراقها...
وفي اثناء عمله في الاندلس أتاه خبر وفاة زوجته ...
فأنشد في كل اتجاه مترامياً ومترنحاً بين التغزل والحكمة
والرثاء والندم والتبرير والتوكل والتسليم بقضاء الله .
فتذوقوا الطهر ... واستدعوا الشجن !
لا تــعذليـــه فـــإن العـــذل يولــعــه
قـد قلت حقـاً ، ولكـن ليس يسمعه
جــاوزت فــي لومـــه حــداً أضـر بـه
مـــن حيــث قــدرتِ أن اللـوم ينفعــه
فاستعملي الرفق في تأنيـبه بــدلاً
مــن عذله، فهو مضنى القلب موجعه
قـــد كان مضطلعاً بالخطـب يحملــه
فــضيِّقــت بخطــــوب الدهـــر أضلعــه
استـــودع الله فـــي بغــداد لي قمراً
بالــكــرخ مــن فلك الأزرار مطلـعـه
ودعــتــه وبــودّي لـــو يـــودعــنـي
صــفـــو الحــيـــاة وأنـــي لا أودعــه
لا يطمئن لجنبي مضجعٌ ، وكـــذا
لا يطمئـن لـــه مــذ بِـنـتُ مضـجعـه
الى أن قال :
ما كنت أحسب أن الدهر يفجعني
بـــه ، ولا أن بــي الأيــام تفجـعــه
حتى جرى البين فـيـما بـيننا بيــدٍ
عـــســراء ، تمنعني حظي وتمنعه
قد كنت من ريب دهري جازعاً فرِقاً
فــلــم أوقَّ الــذي قـد كنت أجزعه
بالله يا منزل العيش الذي درست
آثــاره ، وعفـــت مــذ بـنـتُ أربـعـــه
هـــل الــزمــان مُعيــد فيك لذتـنـا
أم الليــالــي التـي أمضتــه تُـرجعـه
فـــي ذمـــة الله من أصبحت منزله
وجـــاد غــيــث علـى مغناك يُمرعه
مـــن عنـــده لـــي عهــد لا يضيعه
كــمـــا لـــه عهــد صدقٍ لا أضيّـعـه
ومــن يـصـدّع قــلبــي ذكــره ، وإذا
جــرى علــى قلـبـه ذكري يصدّعه
لأصـبـرن لـــدهـــر ٍ لا يـمتـعـــنـــي
بــه ، ولا بـــي فـــي حــال ٍ يمتعه
عـــلــمـــاً بأن اصطباري مُعقبٌ فرجاً
فأضــيـــق الأمــر إن فكـرت أوسعه
عسى الليالي التي أضنت بفرقـتـنا
جسمي ، ستجمعني يوما وتجمعه
وإن تـــغـــل أحـــداً مـــنـــا منـيـتــه
فـــمــا الـــذي بـقضــاء الله يصنعـــه
وكما كانت فاجعة قلبه أعمق مما كتب
كانت قصيدته أطول مما عرضناه هنا !!![/quote]
|