15-09-19, 02:47 AM
|
|
رد: مقالات ومآلات....
حسن الكلام وخطاب الاعلام
- قل ولا تقل -
➖〰➖〰➖
▪ في الغالب الاعم يصلح الكلام الهين واللين ويَحسن حتى
مع الجبابرة خاصة عند دعوتهم إلى طريق الحق والعدل:
((فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ)).
وفي الاعلام والمحافل وساحات التعليم وما شابهها يكون
من يخوض غمارها حذرا في اختيار كلماته بدقة حتى لو
كانت بسيطة. وأن لا يضحي بلباقة الكلام من اجل فائدة
وقع الكلمة في نفوس الأنام بلفت انتباههم بها كما يفعل
الاعلام التجاري غالبا.
▫ اعجبني في هذا الشأن قول طفل سُئل مرة إذا كان سيزور
أباه في اجازة المدرسة، فقال لأمه لا.
ونقلت امه الكلام الى ابيه بصيغة أخرى قائلة إنه يقول أبدا.
فأنكر الطفل عليها نافيا أن يكون قال ذلك. فسألته امه عن
الفرق بين ما قاله وما قالته ما دام النفي يتصدر مكنون الكلام،
فأجابها: اجابتي كانت عادية بـ "لا", لكن عندما نقول "ابدا"
فيها نوع من القساوة أو بتعبيره البسيط كما قال:
aggressive expression
▪ كثير هو ما يمكننا تعلمه من صغارنا إن تواضعنا وتنازلنا
عن مرتبة المعلم لهم دوما.
▫ وفي سياق فن الكلام وأدبه فإنه بدلا من ان نقول: انت أخطأت
او ليس صحيحا ما قلت يمكن القول: لم يحالفك الصواب في هذا
أو ليتك كنت مصيبا في قولك، وهكذا.
▫ ويمكنك أن نعبر ايضا بـ:
من يُحسن قراءة التاريخ يُحسن فهم الحاضر والمستقبل.
بدلا من:
من لا يُحسن قراءة التاريخ لا يمكنه أن يُحسن قراءة الحاضر
والمستقبل.
▫ لكن أيضا قد يصلح بعض الكلام القاسي شيئا ما والاوصاف التي
فيها قرع منبه لمن كان نومه ثقيل "مجازا" حتى يستيقظ من سباته
بالضرورة، خاصة مع من يتصفون بالسفاهة مثل ابا جهل الذي كان
إسمه أبا الحكم، وباعوراء الذي شبهه الله سبحانه وتعالى بالكلب:
((وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ
كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ
الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ))
▫ اذا، بعد الصبر والتحمل وفي الظروف المناسبة لا غضاضة أن
نسمي الاشياء بمسمياتها فنصف الافاك اثيما والهماز نماما،
لعل يكون في ذلك ردع لمن تجرأ على عدم التحلي بالمكارم
ودرس لمن أراد أن يقلد.
▫ واذا قلنا، من يُحسن الخطاب مع نفسه سوف يُحسن الخطاب
مع غيره فإن هذا يقودنا للإشارة والاشادة بكتاب مهم يتوسع
في الشأن الذي كنا بصدد الحديث عنه وايضا في موضوع الايحاء
او الخطاب الإيجابي حتى مع الذات، ويعود المؤَلف للكاتبة
"كارولين ارنولد" (Small move big change summary)
ومن أقوالها:
بدلا من القول ان انحناء الظهر يدل على الكسل او على التقدم
في العمر يستحسن ان اقول لنفسي ان الجلوس مستقيم
الظهر يقلل من اوجاعي.
▪وختامنا يكون مع خير الكلام وعن خير الانام الذي قال الله
فيه عز وجل:
((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ
لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ
فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ))
الفظاظة تُورث الجفاء، وان القساوة في الكلام قد يكون نابعا
من غلظة في القلب أو غضب مؤقت لغير الحليم أو الحليم
إذا صال من فيض الكيل عليه.
▫ النبي عليه افضل الصلاة السلام كان كما ذكر عنه في التوراة:
(ليس بفظ ولا غليظ ولا صخوب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة
مثلها، ولكن يعفو)
...................
راجي
التوقيع
|
تيه "غـ زي" متعاظم
وهجير بلا وعد بالعودة
لكن هذا إن سَد حدودا
فهناك رب يأذن
بالسماح
سلام على الدنيا
إن عاش الضعيف فيها مُهانا
بلا وطن كطير بلا عُش
تتقاذفه النسور ودمه
مباح
مشارق الأرض ومغاربها
جيل الصبر سوف يرثها
عندما تندمل قريبا كل
الجراح
مهما طال الليل بحلكته
وضاعف الظالم قسوته
فميلاد الشروق يبدأ مع
الصباح
|
|