27-02-24, 09:41 PM
|
|
رد: مقالات ومآلات....
ففهمناها!
(الجزء الثاني)
نظرة ثاقبة
▪️ الفاروق عمر رضي الله عنه كان مُلهَما ينظر إلى
الأمور بنظرة ثاقبه بل وأكثر من ذلك كما فعل في
أمر "سارية الجبل" وكذلك في الأمور المستقبلية كما
في شأن الشاعر الهَجَّاء "حُطيئة" الذي لم يسلما أبويه
من لسانه بل وحتى نفسه. لكنه كان يُجل سيدنا عمر
ويطيع حكمته في معالجة غواية نفسه الأمارة بسوء
الهجاء لمن يستحق ومن لا يستحق. وكان عمر يتفهم
معاناته لكونه ضحية لجهل مجتمعه... وان عدم فهم
عمر لبعض الأمور الأخرى في حينها لا يُقلل من شأنه، بل ان
تواضعه واعترافه بعدم فهمه وتداركه للأمر الذي كان
قد فاته، يرفع من قدره . كما أن عدم فهم سيدنا داوود
لإمتحان الملكين الذين "اختصما" عنده، لم يقلل من
قدره . لأن الله سبحان وتعالي يقول في تنزيله العزيز :
((وكُلًا آتينا حُكْما وعِلما ...)) سورة الأنبياء
وفوق ذو كل ذي علم عليم.
ويؤتي الله من فضله من الإفهام من يشاء.
مشهد القصة
▪️ يَروي الشَعْبي وروايته هي الأبلغ من حيث
الملافظ والإيجاز أو كما تقول العرب في تعريف
البلاغة : أن تجيب فلا تبطئ وأن تصيب فلا
تخطئ، وان أبلغ القول أوجزه.
أما ما حكاه في هذا الخبر فذكر : أن كعب بن سور
كان جالسا عند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
فجاءت إمرأة فقالت : أشكو إليك خير أهل الدنيا،
إلا رجلاً سبقه بِعمل أو عمل مثل عمله، يقوم الليل
حتى يُصبح ويصوم النهار حتى يُمسي. ثم أخذها
الحياء فقالت أقلني يا أمير المؤمنين. فقال جزاك
الله خيرًا قد أحسنت الثناء، قد أقَلْتُك.
فلما ولت قال كعب : يا أمير المؤمنين لقد
أبلغت إليك في الشكوى. فقال عمر : ومن
اشتكت؟ قال كعب : اشتكت زوجها
فقال عمر : عليَّ بالمرأه وزوجها.
فجيئا بهما.
فقال لكعب : اقضي بينهما.
قال كعب : أأقضي بينهما وانت شاهد؟!
قال : نعم فإنك فطنت إلى ما لم افطن إليه.
قال كعب قاضيا بينمها : فإن الله تعالى يقول :
{فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى
وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ..} صُم ثلاثة أيام وافطر
عندها يوماً، وقُم ثلاث ليال وبت عندها ليلة.
فقال عمر : لَهَذا أعجب إلي من الأول!
فأمر له بدابة وبعثه قاضيا على أهل البصرة. انتهى
ولذلك
▪️ لهذا ولغيره... ، تحتاج الحكومات إلى مجالس
يَعْمُره أهل الحكمة والشورى، يفطنون إلى
ما لا يفطن إليه من يتولون مهام الناس وحاجاتهم.
فأمير القوم كما يُقال، خادمهم.
ومَن رفَعَه الإحسان في الثريا
ليس كمن توانى وجلس يتحسر
فالرِفعة بالفضل والبذل، والوضاعة
في النفس لا في المظهر.
ــ...........................ــ
📚 مقالات ومآلات 📚
....... راجي ........
التوقيع
|
تيه "غـ زي" متعاظم
وهجير بلا وعد بالعودة
لكن هذا إن سَد حدودا
فهناك رب يأذن
بالسماح
سلام على الدنيا
إن عاش الضعيف فيها مُهانا
بلا وطن كطير بلا عُش
تتقاذفه النسور ودمه
مباح
مشارق الأرض ومغاربها
جيل الصبر سوف يرثها
عندما تندمل قريبا كل
الجراح
مهما طال الليل بحلكته
وضاعف الظالم قسوته
فميلاد الشروق يبدأ مع
الصباح
|
|