28-11-11, 03:03 PM
|
|
المعلمة سوزان الخالدي ثالث وفيات حريق «براعم الوطن»
توقف قلب المعلمة سوزان الخالدي أمس، وسلمت الروح لبارئها، لترفع حصيلة ضحايا حريق مجمع براعم الوطن في جدة مطلع الأسبوع الماضي.
وتوفيت المعلمة سوزان – رحمها الله - بعد تردي حالتها الصحية جراء تشبع رئتها بثاني أكسيد الكربون والجلطات المتتالية في الدماغ، وعدم الاستجابة للعلاج خاصة بعد أن أظهر التخطيط الأخير عدم ظهور أي بوادر استجابة، إضافة إلى عدد من الكسور المتفرقة التي لحقت بها.
"الاقتصادية" اتصلت بسهيل الخالدي الأخ الأكبر لسوزان الذي بدا عليه التأثر والألم لفقدان أخته، حيث أوضح أن دفنها اليوم بعد انتهاء إجراءات الجهات المعنية لتسلّم جثمانها من مستشفى الملك عبد العزيز.
من جهته، أوضح الدكتور المتابع لحالة سوزان أن تشبع الرئة بثاني أكسيد الكربون، وفشل إحدى الرئتين منع وصول الأكسجين للدماغ مما جعلها تتعرض لجلطات متتالية بالدماغ، مما أضعف نسبة نجاحها. وتم عمل أكثر من تخطيط لمعرفة استجابتها إلا أن جميعها لم يعط أي بوادر أمل في شفائها. وأوضح أن حياتها كانت في خطر ولن تنجو من الآثار الجانبية من الإصابات في حالة استمرارها في الحياة.
من جانبها، قالت أماني مطر ابنة عم سوزان، إن والدة سوزان انهارت فور سماعها الخبر، حيث كانت العين الثانية لها بعد أن فقدت إحدى عينيها منذ ثلاث سنوات، فقد كانت مسؤولة ومهتمة بوالدتها خاصة فيما يتعلق بأمور المستشفى ومتابعة أوضاعها الصحية.
وأضافت "لم نكن نعلم أن المناسبة التي أقامتها سوزان يوم الخميس قبل الحادث كانت الوداع الأخير، لتنتقل إلى رحمة الله بعد أن تطمئن علينا، فقد حرصت على حضور جميع أفراد العائلة في تلك المناسبة. وكان من أكثر الأمور التي رغبت في تحقيقها إكمال الماجستير بعد أن رفضت الابتعاث لأجل البقاء بجانب والدتها.
وجدد خبر وفاة المعلمة سوزان الخالدي "32 سنة" مأساة وذكرى الحريق لمعلمات المدرسة المصابات والقابعات في مستشفى الملك فهد الطبي. ورغم الآلام التي مازالت تعانيها بعض المعلمات في المستشفى، إلا أن خبر وفاة سوزان نزل عليهن كالصاعقة وخيم عليهن الحزن والألم.
وقالت أماني الغامدي - معلمة مصابة مازالت في مستشفى، إن سوزان كانت من أكثر المعلمات المتعاونات سواء مع الطالبات أو المعلمات فلم تظهر يوما من الأيام أي تذمر لكثرة الأعمال التي تقوم بها. وكل من يعرف سوزان يعرف الابتسامة التي لا تفارق محياها.
فيما أوضحت إحدى المعلمات أن سوزان كانت من ضمن المعلمات المتواجدات في غرفة الموت فلم تستطع القفز من النافذة لخوفها الشديد من المرتفعات وكان ذكر الله على لسانها. وبينت أن سوزان كانت كالبلسم في تعاملها مع الطالبات والمعلمات وحل الخلافات وكان مشهودا لها بذلك. وأوضحت أنه قبل الحادث بأسبوع حسمت خلافا بين معلمتين حول أمور مالية، وقامت بإرضاء كلا الطرفين وعادت العلاقة بين المعلمتين، كما أنها كانت تبذل جهدها لتوفير الوسائل التعليمية للطالبات لتحفيزهن على الاجتهاد.
التوقيع
|
|
|