13-10-21, 08:44 PM
|
|
رد: مقالات ومآلات....
بلاد الوادي العظيم... إلى أين
(الجزء الثاني)
أما حصاد كل ذلك:
▪ الآن الجيش الأثيوبي بعد ان اكمل إدارة المعركة
على الأرض فسوف ينتقل إلى المرحلة الأصعب
وهي أن يضمن إتمام الجزء الثاني من المخطط
وهو الحرب بالوكالة واللعب على التناقضات بين
القوتين الارترية وجبهة "تجراي" حتى يضعفا بل
ينهكا بعضهما بعضا لتخلو الساحة والبحر الأحمر
لحلم إثيوبيا الكبرى التي تريد أن تتفرغ للتنمية
ودحر وصمة المجاعات وأيضا تتفرغ "لاعداء التنمية"
في الداخل والخارج كما يسميهم "ابي أحمد"
طباع الناس
▪️قومية "الامهرا" ومن تأثروا بهم نظرا لحكمهم الطويل
لإثيوبيا, معروفون بالصبر والتأني (كالفيتنامين) ،
لكنهم كالجمل لا ينسون من يعتبرونه انه قد أساء
إليهم وهم اليوم يشعرون بأن الجار الأقرب السودان
قد غدر بهم رغم كل ما بذلوه من أجل توافقات أطيافه
وتقريب وجهات نظر أجنحة الثورة السودانية التي
ركنت حكومتها إلى الجانب العربي ضد الطموح
الأفريقي كما يفهمونه في "أديس أبابا" اليوم والمتجزر
في الذاكرة التاريخية والثقافية لجزء لا يستهان به من
الشعب هناك.
وقد حظر من ذلك رئيس السودان السابق عمر البشير
وأضاف قائلا: أن اثيوبيا ستحشد وتحرض افريقيا على
العرب إذا ما اسأنا إدارة ملف سد النهضة.
https://www.almasryalyoum.com/news/details/693937
تقليل الأعداء
▪ إن الملاحظ في سياسة إثيوبيا حاليا هو عدم التوسع
في استعداء دول الجوار لذلك تحاول كسب السودان
وتتودد إليه حتى لا يتم استخدامه ككاسح الألغام في
أي حرب تنشب ضدها كما يومئ بذلك بعض
ساسة حكام إثيوبيا.
التكتيك العسكرى
▪️ لا أدري مدى وعورة الأرضية التي تواجه المخطط
العسكري في قوات إقليم "تجراي" لكن ربما
الأنسب من الناحية التكتيكية لو اجتاحت قواتهم
معاقل نظام إرتريا لأنها تعتبر الخاصرة الرخوة وهذا
بدلاً من أن تصطدم بالجيش الإثيوبي الضخم الذي
يستطيع سد أو امتصاص صدماتهم.
لأن قوات "تجراي" حتى لو تمكنت من طرد الجيش
الإثيوبي من الإقليم كما تقول أو انسحابه طوعا
كما تقول الحكومة الاثيوبية يعتبر سجن أو منطقة
مغلقة لا بحار ولا حدود طويلة، بعكس ارتريا والتي
سوف يجدونها لقمة سائغة بعد أن تم انهاك جيشها
في حروب لا تنتهي وتهجير جزء كبير من شعبها.
الانتقام الحتمي
▪️قوات "تجراي" لن يهدأ لها بال حتى تدخل العاصمة
"أسمرا" وتطارد نظام اسياس وتتبعه حتى لو دخل
جحور "ساحل" التي يعرفون متاهاتها. هكذا قال لي
أحد الارتريين المتعاطفين مع جبهة تجراي قبل عدة
أيام أثناء نقاشي معه لما التقيت به صدفة في ساحات
الملاعب المعلقة على الجبال في منطقة "اكيبارج"
ضاحية اسلو . و وأضاف: لقد خلصت إلى هذه
النتيجة الحتمية بعد أن تابعت الأحداث وتواصلت مع
اناس لهم باع في الشأن الإفريقي ومنهم صحفية
نرويجية متقاعدة كانت مختصة في الشؤون
الافريقية وعملت لسنوات طويلة في هذا المجال.
القنبلة المائية
▪️ هل يمكن تجنب آثار القنبلة المائية التى تهدد
دول المصب؟
هذا موضوع متشعب لا يفيد معه الاختصار نظرا
للجوانب الفنية التي لا بد من ذكرها.
لكن الجواب الإيجابي قد يكون مبشرا وممكن
الحدوث بإتباع الأسباب مثل إذا ما احسنت دول
المصب المسارعة ببدء إجراءات عملية كحفر أخاديد
وسدود "دفاعية" في أماكن مناسبة يمكن أن تحرف
وتضعف قوة المياه المندفعة في المسار الرئيسي
لوادي النيل من أجل التقليل من آثاره الجانبية.
الردع على حساب..
▪ الجميع يلاحظ أن اثيوبيا تسارع في ملئ أجزاء
السدود بأكبر كمية ممكنه من المياه كإجراء ردعي
أي حتى لا تفكر دول المصب في مهاجمته على
مراحل زمنية متفاوتة ومدروسة بقنابل غير ارتجاجية
أو حتى لا تفكر في احتلاله لأن في الحالة الأخيرة قد
تفتح إثيوبيا كل بوابات السد بما فيها بوابات الطوارئ
لكي تخلق ما يشبه طوفان لم تستعد دول المصب
في مواجة عواقبه حتى هذه اللحظة.
في التأني السلامة
▫ لكن أخطر ما في الموضوع هو استعجال إثيوبيا
لإكمال بناء السد لتسارع في ملئه تماما، وهذا قد
يكون على حساب متانة السد وجودته وعمره
الإفتراضي مما يهدد سلامته بسبب ضغط الكميات
الكبيره خاصة من المياه المتراكمة رأسيا على
جداره وعلى الفراغات الأرضية الطبيعية تحت
محيط قاعدته بشكل خاص وتحت بحيرته الكبيرة
أيضا بشكل عام.
مما قد ينتج عنه هزات أرضية خفيفة لكنها
معتبرة لهذا الحجم الضخم من البناء.
التدرج والتأني يعطي للطبيعة فرصة لأن تعالج
المشاكل التي تطرأ عليها وهذا بملئ الفراغات
الطبيعية اما بالماء أو الطين أو الصخور بشكل
تلقائي تحت الضغط العالي المتدرج ، بعكس
الخطوات والضغوطات السريعة عليها.
▫️ لا تخفى مثل هذه الأمور على الخبراء المشرفين
على بناء مثل هذه السدود العملاقة، لكن المصالح
والعوامل السياسية قد تتداخل أحيانا على
الأمور الفنية.
وهناك أمثلة كثيرة مشابهة تثبت هذا الكلام لا
سيما في مجال التنافس والتحدي والاستعجال
على ارتياد الفضاء خاصة في الستينات ومؤخرا
في صناعة الأسلحة مثل انتكاسة صناعة
الصواريخ الروسية التي تعمل بالمفاعل النووي.
▫️ كما لا يخفى ايضا على هؤلاء الخبراء أن المنطقة
التي أقيم فيها السد، تقع على جرف قارى أو بما
يسمى اخدود إفريقيا العظيم الذي يزداد اتساعا
ولو ببطئ لكنه ظاهر للعيان في كينيا القريبة جدا
لإثيوبيا من الناحية "الجيوجغرافية".
ـ...06/07/2021 ...ـ
راجي
📚 مقالات ومآلات 📚
التوقيع
|
(اللهم انك عفو تحب
العفو فاعفو عنا)
|
|