18-10-21, 10:03 PM
|
|
رد: مقالات ومآلات....
جوانب من المجتمع الفرعوني
ـ➖〰️➖〰️➖ـ
تأثير المصلحين
▪️ إن من رحمة الله على عباده ان "المجتمع"
في عهد الفراعنة لم يكن شرا مطلقا، وإن
طغى فيه أو عليه طغيان الفراعنة وجورهم
واستسلام الناس لاستخفافهم .
▫️ علما أنه عاش في ذلك المجتمع أو بينهم
وفي فترات زمنية متباينة، أنبياء مرحبا عرفنا
بعضهم مثل سيدنا موسى وسيدنا يوسف
عليهما السلام وكذلك المرأة المؤمنة آسيا
زوجة فرعون.
▪️ وبلا شك أن هؤلاء العباد المخلصين تركوا
فيه أثرا طيبا من مكارم الأخلاق كالحياء
ونصرة الضعيف وقول الحق والأمانة
وانكار الفساد الأخلاقي والظلم
وغيرها، لكن تغلب كثرة الخبيث يقلل من
فعالية المستغفرين لدرئ وقوع العقاب .
الجانب المؤسساتي
▪️ هذا المجتمع كان فيه المقومات المدنية
بل ومقومات الدولة العظمي بمقاييس
ذلك العصر.
فقد كان فيه ما يشبه الوزارات التي تخدم
حكم فرعون وحاشيته وبمجتمعه.
وكان هناك أيضا ما يشبه بدار القضاء والتموين
والأجهزة التنفيذية كالعسكر والسجن، وتجمع
للبنائين والمزارعين والكهنة والمعالجين
والمحنطين والسحرة الكبار الذين ينسقون
العمل المهني فيما بينهم وكذلك العمل الثوري
كإعلانهم العصيان على الفرعون، كما حدث
قبل انهزام وسقوط فرعون أمام سيدنا موسى
عليه السلام الذي كان مؤيدا من عند قاسم
ظهر الجبابرة .
استخف قومه ف..
▪️ الخطأ فيما آل إليه المجتمع الفرعوني
واستحق غضب الله عليه لا يتحمله فرعون
وحده بل قومه أيضا الذين اطاعوه عندما
استخف بهم .
((فَٱسْتَخَفَّ قَوْمَهُۥ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُواْ
قَوْمًا فَٰسِقِينَ)) (الزخرف - 54)
والفسوق قد يعني أيضا بجانب اتباع الهوى،
عصيان أمر الله مثل ما ورد في الآية الكريمة :
((وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا
إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ))
وقادهم هذا إلى أن استحبوا الكفر على الإيمان،
والإمعة على الشخصية القوية التي تصنع
الأحداث ولا تستسلم لمن يسوقها كالقطيع.
▪️ وفي مثل هذا المجتمع الفرعوني المتجبر
لم تنعدم ان تكون فيه بعض الخصال الحميدة
او العادات والتقاليد المحافظة .
فمثلاً لم يكن التحرش أو التفسخ الأخلاقي
محبذا فيه بدليل إن نسوة في المدينة انكرن
ما كانت تفعله امرأة العزيز زليخة، بغلامها
يوسف من تحرش او مراودتة عن نفسه.
ومعنى ذلك أن إنكار مثل هذه الأمور كان هو
الأصل في ذلك المجتمع.
دلائل
(( فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن
كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ
عَنْ هَٰذَا ۚ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ
الْخَاطِئِينَ (29) ۞ وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ
امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ ۖ قَدْ شَغَفَهَا
حُبًّا ۖ إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ))
حتى امرأة العزيز نفسها انها مقتنعة من ان ما
كانت تريد فعله هو "سوء":
((قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا))
في هذا الجانب ربما كانوا افضل من بعض
المجتمعات في هذا العصر الذي لا نريد ذكر
بعض ما يحدث فيه. وليس من الضروري ان
يكون الإنسان شاهد او سمع كل ما يقصه
لغيره، من أخلاقيات بعض المجتمعات التي
تقنن الانحلال الأخلاقي يكفي أن نعلم
بالنقل ما يقتنع به العقل.
وخصلة أخرى
▫️ والسرقة كانت أيضا من الأشياء التي
يعاقبون عليها لأنها تعتبر من الفساد
في الأرض .
((قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلَّا مَن وَجَدْنَا
مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّا إِذًا لَّظَالِمُونَ)) (79)
((قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ
فِى ٱلْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَٰرِقِينَ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
هامش :
* بعض الناس عندما ينقل إليك مشهدا
أو خبرا او ما تقَوله عليك الاحرون،
ينقلونه ليس كما هو ولكن بخساسة
تعكس طباعهم وبزيادة كيدية أو بتحريف،
لاغاظتك والتقليل من قدرك او الانتقام منك.
وقد يكثر مثل هذا في مجتمع النساء او
المتشبهين بهن. وخير مثال لذلك
(دون تعميم) امرأة العزيز التي أرادت ان
تُخضع يوسف عليه السلام وتنتقم منه
بقلب المشهد او الواقعة ١٨٠ درجة:
((قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا))
وكانها تضرب وتبكي وتسبق وتشتكي!
الجميل في الأمر أن امرأة العزيز اعترفت
في الاخير بذنبها "بشجاعة"
(لما حصحص الحق) واقرت ولم تأخذها
العزة بالإثم
((قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ
أَنَا رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ))
ـ...............ـ
راجي
📚 مقالات ومآلات 📚
التوقيع
|
(اللهم انك عفو تحب
العفو فاعفو عنا)
|
|