[Dr.yehya]

بسم الله الرحمن الرحيم

جاءت إحدى الزوجات تشكو خلافاتها مع زوجها وتتعجب كيف يحدث ذلك وقد اختارته من بين الكثيرين لدينه وخلقه ، وكانت تتوقع حياة سعيدة هانئة ليس فيها مجال للخلاف فإذا بها تفاجأ بالعكس !! فأدركت أنها حديثة العهد بالزواج إذ تحلم بالحياة الرومانسية الهادئة الخالية من المشاكل ، وتفترض أن الحب بين الزوجين كفيل بأن يلغي الخلافات !! وهذا أمر لا يعقله عاقل ؛ فما أكثر أن نجد زوجين متحابين مخلصين لبعضهما ومع هذا قد يحتدم النقاش بينهما في أي وقت وفي أي مكان !! وكثيراً ما نجد أزواجاً رائعين ومتفانين ويشتركون في نفس القيم ومع هذا يسيطر التوتر على علاقتهما. وما أكثر الأزواج الذين يشتركون في نفس الأصدقاء والهوايات والاهتمامات ويشعر كل منهما بانجذاب نحو الآخر، ومع كل هذا قد يتشاجران كالمجانين ويغار كل منهما مع الآخر ولن يدوما على وفاق طويلا !!
يرجع علماء النفس أسباب الخلافات الزوجية إلى أن كثير من الناس يعاملون شركاءهم في الحياة كما لو كانوا يملكونهم ، وتراهم يركزون على صورة الشريك التي يريدونها وليس على صورته الواقعية .
لذا يرى الخبراء في العلاقات الزوجية أن أفضل طريقة للإبقاء على علاقة الحب بين الزوجين (أو إحيائها من جديد إن كانت قد فترت) هي أن يعرف كلاهما فائدة الصداقة لهما وللعلاقة نفسها. وبمجرد أن يقتنعا بأن الصداقة هي أفضل طريقة للحفاظ على علاقتهما يكون كل شيء بعد ذلك سهلاً ؛ فعندما نكون أصدقاء في المقام الأول ، تسير الأمور طبيعية من تلقاء نفسها، فالصداقة تحتم على كل صديق أن يدعم صديقه وأن يحتمله ويعطف عليه ويلتمس له العذر، كما أن الصداقة تسهل عملية التواصل، وتمهد الطريق للضحك والمرح ، كما أنها أيضاً تعني التزام الجدية إذا تطلب الأمر ذلك، والصديق على اتصال دائم بصديقه يجده وقت الرخاء ولا يفتقده وقد الشدائد .
غير أن هناك من يقول: "زوجي هو أفضل أصدقائي" لكن أفكارهم ومشاعرهم وتصرفاتهم تناقض هذا، فتراهم على عكس ما يقولون يغارون من أزواجهم وينتظرون منهم ويطالبونهم بما لا يطالبون به صديقاً، وإلى جانب هذا لا يحترمونهم ولا يقدرونهم حق التقدير .
· صادقيه تسعدي
عليك أن تذكِّري نفسك دائما بأن هدفك هو أن تعاملي زوجك بعطف وتقدير واحترام فهو شريكك وصديقك الوحيد وأقرب إليك من أبيك وأخيك .
فإذا قال لك أخوك: "إنني أحلم بالسفر والسياحة" أو قال لك: "إنني أتمنى أن أعيش بالقرب من المحيط"، فغالباً ما ستشجعين ما يقوله بل وتدعمينه ، أما إذا قال شريكك في الحياة نفس الشيء، فكيف سيكون رد فعلك؟ هل ستتجاهلين هذا أو ستسخفين به قائلة : لا ينبغي عليك أن تفعل هذا إذ إنه ليس أمراً عملياً وليس هذا هو ما أريده !!
صحيح أنه قد يكون ما يريده الشريك أمراً غير ممكن أو غير عملي أو مرغوب فيه . ولكن انظري إلى ما تحمله إجاباتك من دلالات !! ولسنا هنا نعني أن من الواجب عليك دائماً أن تريدي ما يريده شريكك أو أن من واجباتك أن تحققي لشريكك كل ما يريده، وإنما نعني أنه من الأهمية بمكان أن تتذكري كيف يتعامل الأصدقاء مع بعضهم البعض ثم تحاولي تطبيق هذا في علاقتك مع شريكك. والأهم أن يعرف شريكك أنك حقاً تساندين أحلامه سواء كان يإمكانه أن يحققها أم لا .
وأخيرا .. اعلمي أن مصادقة شريك حياتك هي نعمة وهدف يستحق منك أن تسعى لتحقيقه. فعندما تكونين صديقة حميمةً لشريكك في الحياة فسيسهل عليكما أن تتقابلا في وسط الطريق وأن يشارك كل منكما الآخر دون أن يشعر أحدكما بأنه يضحي بشيء ما، وقد يحتاج تنفيذ هذه الاستراتيجية إلى تفكير شديد ورغبة في تغيير بعض العادات القليلة ولكن الأمر جدير بذلك .

مشاركة هذا الرد في Google Facebook Twitter Digg

أنت معجب بهذا.