الحرية
يا لهذه الكلمة من جمال ومعاني راقية تعانق (الخيال) الإنساني إذا عز نيلها وبلوغها في الواقع البشري، فهي خصيصة من الخصائص الإنسانية المتجذرة في الكينونة البشرية، ولا يمكن لفيلسوف أو حزب أو مذهب أن يختزل هذا المعنى الذي هو ملك للبشرية جمعاء أسودهم وأحمرهم وقل إن شئت أصفرهم، ولكن هل بمقدورنا إعطاء هذا الحق لكل طالب؟! لا يمكن بحال إعطاء هذا السلاح لكل من طلبه؛ فالناس فيهم العاقل، والمخبول، والأحمق، والسفيه، والمنحرف فكرياً، والمجتمعات الإسلامية ترفض إطلاق الحرية لا سيما المجتمعات العربية، ويوجد من العربان من يريد استيراد المفاهيم الغربية بعلاتها وبثها في المجتمعات المسلمة المحافظة بدون قيود بزعمهم أن هذا حق طبيعي لكل إنسان، ولكن الطبيعي أيضاً أن الشر كامن في نفوس البشر جميعهم، وليس من العقل أن نعطي الحق لهولاء لإخراج ما تكنه نفوسهم من الشر بحجة الحرية المزعومة.
ليبرالية المردان
عندما تذكر جان جاك روسو أو هوبز فإنك سوف تتذكر نظرية العقد الإجتماعي، وعندما تذكر الباحث الإنجليزي تشارلز داروين فإنك سوف تتذكر كتابه أصل الأنواع ونظرية التطور، رغم التخاريف التي جاء بها هولاء وتناقضها مع العقل، إلا إنهم حينما نازعوا الكنيسة سلطتها ونفوذها كانت لديهم اطروحات يزعمون أنها تصلح مجتمعاتهم بصرف النظر عن حقيقة هذه الاطروحات وصلاحيتها للحياة البشرية، ولكن (ربعنا) الليبرالين السعوديين أصلحهم الله لم يكن لهم مشروعاً نحاكمهم إليه مثل أئمتهم من سلفهم (الصالح)، لو تستوقف أي سعودي عامي في الشارع وتسأله ماذا تعرف عن الليبراليين السعوديين، وماهي السمه التي ترسخت في ذهنك عنهم؟ فلن يجيبك الا كونهم مردان ليس لهم أشناب ولا دقون ولا حتى (سكسوكه) ليس لديهم منهج يعرفون به، وليس لديهم رؤية ممنهجه للإصلاح والتغير للأفضل، لو كانت لديهم إنجازات تميزوا بها سوف تتحدث عنهم إنجازاتهم فهي التي تخبر عنهم وتظهر صيتهم، لكن القوم أهل بأس ولهم من القوة الإعلامية مابهم فهي التي تنشر أخبارهم وتبقيهم لعنه على قلوب المجتمع السعودي الذي يرفضهم ويرفض اطروحاتهم العقيمة المهترية، تجد الرجل منهم بلغ السبعين من عمره ولو فتشت في تاريخه لن تجد الا مقالات تتحدث عن (جموس) الهيئة والإختلاط وقيادة المرأة للسيارة، ليس هو ليبرالياً صاحب منهج يطرح رؤية تستحق الرد والنقد، وليس لهم حتى رؤى اقتصادية على غرار نظريات دافيد ريكاردو، أو آدم سميث أو حتى الراهب البروتستانتي مالتوس، ليبراليتهم غريبة لم تحدث في أي مكان مثل هذه اليبرالية التي أسميتها (ليبرالية المردان!).
مصدر قوتهم
يستمدون قوتهم من القوى الخارجية المؤثرة والمنتشرة في العالم، حتى إذا صاح أحدهم لبّت له هيومن رايتس ووتش في تناغم عجيب بتصريحاتها التي ترن على إثرها أجراس كنائس الفتيكان، وساعة بيج بن ، وبرج إيفل ، والتمثال القابع في مياة منهاتن الإمريكية!.
إذن قوتهم تكمن في (الولوله) على الطريقة المصرية، هذه الفئات من الناس يتكررون على مدار التاريخ، ويؤمنون بالقوانين التي تفرضها عليهم قوة السلطان وقلوبهم تكفر بها، ويدخلون في حالة اصطلح على تسميتهم في الشرع المطهر بالمنافقين، هي حالة تكتنف الجبناء الذين لا يجرأون على قول ما تكنه صدورهم إلا باللمز والتشكيك في المعتقد والإنتقاص من جناب النبي صلى الله عليه وسلم وبألفاظ زئبقية تنفلت من التحديد وقطعية الدلالة!.
يريدون اقتباس المفاهيم الليبرالية التي تقدس الفرد وتجرده عن سلوكة وتجعله بمعزل عن أخلاقه وتجعله يقدس الحياة، ويريدون أن نعيش النمط الحيواني بأدق تفاصيله، كما عاشها أسيادهم!. ولكن ولله الحمد ليس لهم إلا الرفض والبغض من مجتمع هو قائد للخير والفضيلة، وقد جاءت البشائر المحمدية قبل قرون "ليَبْلُغَنَّ هَذَا الدِّينُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلا يَتْرُكُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْتَ مَدَرٍ وَلا وَبَرٍ إِلا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزٌّ يُعِزُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ الإِسْلامَ، أَوْ ذُلٌّ يُذِلُّ بِهِ الْكُفْرَ".
خالد الأحمدي