05-01-12, 08:39 AM
|
|
أكاديميات ومسؤولات يتخوفن من بطالة «المبتعثين»
تخوف عدد من المسؤولات والأكاديميات، من تكدس خريجي برنامج الابتعاث، وانضمامهم إلى قائمة البطالة في المملكة, وذلك لعدم تضمن هذا البرنامج لخطة توظيف رئيسية تخص المبتعثين، خاصة في مراحله الأولى التي شملت جميع التخصصات.
وكشفن، خلال لقاء سيدات الأعمال الشهري، الذي عقد البارحة الأولى، في مقر غرفة الشرقية تحت عنوان "الابتعاث وأثره في التنمية الوطنية"، عن تضاعف نسبة العاطلين من ذوي التخصصات العلمية العالية في المنطقة الشرقية، مقابل تدني فرص العمل، وذلك مقارنة بالمدن الرئيسية الأخرى.
وقالت الدكتورة ليلى باطوق وكيلة عمادة الدراسات العليا لشؤون الابتعاث والتدريب في جامعة الدمام، "إن برنامج الابتعاث الخارجي لم يكن يعمل ضمن خطة لتوظيف المبتعثين كهدف رئيسي, حيث إن هذا البرنامج الذي انطلق منذ ستة أعوام، جاء لحل أزمة الجامعات السعودية التي كانت تعاني من عجزها في استيعاب خريجي الثانوية الذين كانت أعدادهم تتضاعف, مما حال دون احتوائهم ضمن الجامعات المحلية, ليكون برنامج الابتعاث أحد الحلول، إذ لم يكن يهدف في البداية إلى إيجاد فرص عمل للمبتعثين, إنما تضمن خطة مستقبلية في مجال التنمية العامة، وكان دوره الأساسي تطوير المواطن السعودي, ليؤدي أهدافا بعيدة المدى, كتحديات دخول المملكة ضمن منظمة التجارة العالمية، التي ستغير من خارطة العمل في القطاع الأهلي، وآلية استقطاب العاملين في قطاع الشركات الكبرى التي سيكون معيارها جودة وكفاءة الكوادر". واعتبرت باطوق، أن الوظائف الحكومية وبعض القطاعات الأهلية، لا تتوافق وطبيعة تأهيل المبتعثين، خلافا للشركات النفطية والصناعية الكبرى، التي تستقطب بعض العائدين من الخارج, نظرا لكفاءة مستوى دراسة المبتعثين العالية.
وعلى الصعيد ذاته، بينت الدكتورة ناهد الموسى، الأستاذ المساعد في الإدارة التعليمية لجامعة الملك فيصل في الأحساء, أن التكلفة الإجمالية لبرنامج الابتعاث، بحسب إحصائيات وزارة التعليم العالي الحديثة، بلغت أكثر من 60 مليار ريال، وحددت نسبة المبتعثين بـ 70 ألف مبتعث، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يصل عدد المبتعثين إلى نحو 140 ألف مبتعث خلال الخمسة أعوام المقبلة، مما سيضاعف التكلفة إلى أكثر من 120 مليار ريال سعودي.
ولفتت الدكتورة الموسى، إلى أن أعداد المبتعثين لخارج المملكة ارتفع إلى 70 ألف مبتعث، مقابل 14 ألف قبل أربعة أعوام، على أن يتم استقطاب 70 في المائة من الدفعة الأولى عند تخرجهم، للعمل في الجامعات الناشئة في المملكة، مؤكدة أهمية البحث التربوي العلمي والاستثمار في التعليم لما يتركه من أثر على بناء التنمية وتطوير سوق العمل، ما يؤدي إلى زيادة قدرة الأفراد على حسن التكيف مع متطلبات التكنولوجيا المعاصرة ومواكبة النمو الاقتصادي بقوى بشرية مدربة.
بدورها كشفت حنان الوابل مسؤولة التوظيف في غرفة الشرقية, عن إحصائية حديثة تناولت واقع حاملي الشهادات العلمية, حيث بينت أن الشرقية أكثر مناطق المملكة التي يحمل خريجوها أعلى التخصصات العلمية والمهنية من الدرجات العلمية كافة, والمطلوبة في سوق العمل, إلا أنها في المقابل تسجل النسبة الأدنى في الفرص والعروض الوظيفية, رغم أن المنطقة تعتبر من أكثر المناطق التي تضم كبريات الشركات الصناعية على مستوى المملكة.
وقالت الوابل، إن التوظيف محدود جدا، خاصة للسعوديات اللاتي لم توفر لهن بعد فرص العمل في شركات كالموجودة في مدينة الجبيل الصناعية، التي تضم عددا كبيرا من المصانع, مشيرة إلى أنه لا يتم توظيف السعوديات في المدن الصناعية في الشرقية، ولا يوجدن كمستثمرات.
|