25-07-05, 08:50 AM
|
|
إهداء ثواب الذكر إلى أبويه
السؤال:
هل لي أن
أقول سبحان الله مائة مرة أو غير ذلك من الأذكار ، داعياً أن يكون ثواب
ذلك لأبي أمي ؟ علماً أن أبي متوفى ، وأمي لا زالت على قيد الحياة .
الجواب:
[ALIGN=CENTER] الحمد لله
اختلف العلماء في جواز إهداء الثواب للموتى وهل يصلهم ذلك على
قولين :
أن كل عمل صالح يهدى للميت فإنه يصله ، ومن ذلك قراءة القرآن والصوم
والصلاة و غيرها من العبادات .
القول الثاني :
أنه لا يصل إلى الميت شيء من الأعمال الصالحة إلا ما دل الدليل على أنه
يصل . وهذا هو القول الراجح ، والدليل عليه قوله تعالى : ( وَأَنْ لَيْسَ
لِلإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَى ) النجم/39
وقوله عليه الصلاة والسلام : ( إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من
ثلاثة : إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ) أخرجه
مسلم (1631) ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
وقد مات عم النبي صلى الله عليه وسلم حمزة رضي الله عنه ، وزوجته
خديجة ، وثلاث من بناته ، ولم يرد أنه قرأ عن واحد منهم القرآن ، أو ضحى
أو صام أو صلى عنهم ، ولم ينقل شيء من ذلك عن أحد من الصحابة ، ولو
كان مشروعاً لسبقونا إليه .
أما ما دل الدليل على استثنائه ووصول ثوابه إلى الميت فهو : الحج ،
والعمرة ، والصوم الواجب ، والصدقة ، والدعاء .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله عند تفسير قوله تعالى : ( وَأَنْ لَيْسَ
لِلإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَى ) : " ومن هذه الآية استنبط الشافعي ومن تبعه أن
القراءة لا يصل إهداء ثوابها إلى الموتى ؛ لأنه ليس من عملهم ولا كسبهم ،
ولهذا لم يندب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته ولا حثهم عليه،
ولا أرشدهم إليه بنص ولا إيماء ، ولم ينقل عن أحد من الصحابة رضي الله
عنهم ، ولو كان خيراً لسبقونا إليه وباب القربات يقتصر فيه على النصوص ،
ولا يتصرف فيه بأنواع الأقيسة والآراء ، فأما الدعاء والصدقة ، فذاك مجمع
على وصولها ومنصوصٌ من الشارع عليها " ا.هـ ( تفسير ابن كثير 4/ 258
) .
ثم لو سلمنا بأن ثواب الأعمال الصالحة كلها يصل إلى الميت فإن أفضل ما
ينفع الميت هو الدعاء ، فلماذا نترك ما حث عليه النبي صلى الله عليه
وسلم إلى أمور أخرى لم يفعلها ، ولم يفعلها أحد من أصحابه ؟! و الخير
كل الخير في هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه لله عن إهداء ثواب قراءة القرآن والصدقة
للأم ، سواء كانت حية أم ميتة ، فأجاب :
" أما قراءة القرآن فقد اختلف العلماء في وصول ثوابها إلى الميت
على قولين لأهل العلم ، والأرجح أنها لا تصل لعدم الدليل ؛ لأن الرسول
صلى الله عليه وسلم لم يفعلها لأمواته من المسلمين كبناته اللاتي مُتْن
في حياته عليه الصلاة والسلام ، ولم يفعلها الصحابة رضي الله عنهم
وأرضاهم فيما علمنا ، فالأولى للمؤمن أن يترك ذلك ولا يقرأ للموتى ولا
للأحياء ولا يصلي لهم ، وهكذا التطوع بالصوم عنهم ؛ لأن ذلك كله لا دليل
عليه ، والأصل في العبادات التوقيف إلا ما ثبت عن الله سبحانه أو عن
رسوله صلى الله عليه وسلم شرعيته .
أما الصدقة فتنفع الحي والميت بإجماع المسلمين ، وهكذا الدعاء
ينفع الحي والميت بإجماع المسلمين ، فالحي لا شك أنه ينتفع بالصدقة
منه ومن غيره وينتفع بالدعاء ، فالذي يدعو لوالديه وهم أحياء ينتفعون
بدعائه ، وهكذا الصدقة عنهم وهم أحياء تنفعهم ، وهكذا الحج عنهم إذا
كانوا عاجزين لكبر أو مرض لا يرجى برؤه فإنه ينفعهم ذلك ، ولهذا ثبت عنه
صلى الله عليه وسلم : أن امرأة قالت يا رسول الله إن فريضة الله في
الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه ؟ قال: "
حجي عنه" وجاءه رجل آخر فقال : يا رسول الله إن أبي شيخ كبير لا
يستطيع الحج ولا الظعن أفأحج عنه وأعتمر ؟ قال : " حج عن أبيك واعتمر"
فهذا يدل على أن الحج عن الميت أو الحي العاجز لكبر سنه أو المرأة
العاجزة لكبر سنها جائز ، فالصدقة والدعاء والحج عن الميت أو العمرة عنه،
وكذلك عن العاجز كل هذا ينفعه عند جميع أهل العلم ، وهكذا الصوم عن
الميت إذا كان عليه صوم واجب سواء كان عن نذر أو كفارة أو عن صوم
رمضان لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : " من مات وعليه صيام صام عنه
وليه" متفق على صحته ، ولأحاديثٍ أخرى في المعنى ، لكن من تأخر في
صوم رمضان بعذر شرعي كمرض أو سفر ثم مات قبل أن يتمكن من
القضاء فلا قضاء عنه ولا إطعام ؛ لكونه معذورا اهـ
.
"مجموع فتاوى ومقالات الشيح ابن باز" (4/348) .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
هل يجوز أن يتصدق الرجل بمال ويشرك معه غيره في الأجر ؟
فأجاب : يجوز أن يتصدق الشخص بالمال وينويها لأبيه وأمه وأخيه ،
ومن شاء من المسلمين ، لأن الأجر كثير ، فالصدقة إذا كانت خالصة لله
تعالى ومن كسب طيب تضاعف أضعافاً كثيرة ، كما قال اله تعالى : ( مَثَلُ
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ
سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة/261
.
وكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يضحي بالشاة الواحدة عنه وعن أهل
بيته " اهـ .
"فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (18/249) .
وبما تقدم يتضح أن ما ذكرتَه من إهدائك أجرَ الذكرِ لوالديك لا يصح على
القول الراجح ؛ سواء الحي منهما أو الميت ، وإنما الوصية لك بالإكثار من
الدعاء لهما ، والصدقة عنهما , فإن الخير كل الخير في اتباع هدي النبي
صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام .
والله تعالى أعلم .
الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)
التوقيع
|
ياشينها الديره بلياك يآشيــخ أثره وجودك كان مصدر حلاها
.
.
ان لبسنا من سواد الحزن تسعين ثـوب=او بكينا لين من دمعنا يفيـض التـراب
إن رثيناه الدهر مـا كفينـاه الخطـوب=وان بكيناه الدهر مـا وفينـاه الثـواب
مات جابر ؟ ماتت قلوب وانكسرت قلوب=اه يا هول الفجيعه ويا كبـر المصـاب
|
|