18-04-10, 08:07 PM
|
|
وهم بلا معنى
وهم بلا معنى إنه ذلك اليوم عندما كنت هاربة ولا أعرف ممن ولماذا...؟ لكن دخلت بيت عربي كبيراً جداً ومهجور جداً يكاد يقع من شدة قدمه, دخلت لغرفة صغيرة جداً تحت القبو فوجدت امرأة تخبز وتعجن العجين, ووراءها كان يقف حمار ذو رأسين أو هكذا تخيل لي, كان يسد طريقي وكانت وراءه فتحة صغيرة وكان بإمكاني الهرب من خلالها عندما شعرت بالضيق, وحاولت كثيراً إبعاد الحمار لكن عبثاً بينما كانت المرأة لا تتحرك ولا تنظر إلي وتستمر في عملها دون حركة ولا كلمة وكأني غير موجودة أو ربما لا يهمها وجودي, وبعد جهد جهيد ومرير وبحيلة تأخرت كثيراً بالوصول إلى عقلي وقد كانت أمام عيني تناولت رغيف خبز وأطعمته للحمار وكأنه كان ينتظرني لأطعمه فأبعد عن الطريق وخرجت بسرعة من الفتحة التي لم تكن تتسع إلا لجسدي وعندما خرجت سألت نفسي لما لم أخرج من مكان ما دخلت وضحكت, ثم ركضت بكل قوتي وفي كل خطوة أجد حارة وبيت, وكلما ركضت وجدت حارة وبيت, وبقيت على ذلك وكأنه عمر, والغريب في الأمر, إني لم اتعب أبداً وكنت أركض وأعود لنفس الحارة والبيت, دون تعب ولا ملل وكأني كنت جالسة قرب حائط لبضع ثوان, وبعدها بلحظات سمعت صراخ قوي جداً قادم من أسفل الحارة فركضت إلى هناك ووجدت شارع طويل لا بداية ولا نهاية له, وكان الناس يركضون فيه ويتدافعون بين قسميه, وكان في إحداهما أيضاً سيارات تسير عكس اتجاه السير, وفي هذه الفوضى سمعت صوت حزين يقول هناك طوفان, هناك طوفان, ولم من أين لكن عرفت سبب تدافع الناس وسير السيارات بفوضى واضطراب ووقفت مذهولة لا اعرف ما علي آن افعل وكان قدمي التصقتا بالأرض وشعرت بنفسي تصعد مكان مرتفع لا اعرف من أين جاء كان يشبه الجسر لكنه لم يكن جسرا, وكان في كل جزء منه ضوء كلما سرت فيه يضيء المكان من جديد ثم نزلت درج طويل جدا ومريح جدا وكأني انزل شيء كالزحليقة ولم أدرك أني حافية القدمين إلا عند وصولي آخر الدرج وقرب ذلك المكان الذي يشبه الجامع لكنه ليس بجامع كان يحتوي على معهد للدراسة ودكاكين صغيرة ومرسم وحيد كان قريب من الدكان اقتربت منه وكان لطبيب اسمه سعد فقد قرأت اسمه على لافتة الدكان سلمت عليه وسألته عن بعض الأشياء فنصحني بالذهاب لصيدلية قريبة من بيتي الذي تهت عنه ثم كتب لي أشياء على ورقة لم افهمها وهي طبعا ليست بدواء,أخذت الورقة ورحلت لكن ليس بشكل عادي بل رحلت وأنا أطير من السعادة ولم اعرف لماذا ورغم آن كنت بعيدة عن بيتي ولا ادري ما الطريق إليه, صعدت الدرج مرة ثانية حتى وصلت أوله فأعمت عيوني أضواء كثيفة جدا لكن سرعان ما ذهب واستعدت نظري ثم نظرت للأسفل ووجدت السيارات تأتي وتذهب تسير طولا وعرضا يمينا وشمالا كأنها تائهة لا تعرف أين تمضي فتشبثت مكاني أفكر وأتذكر وفي لحظة ظننت أني سأمضي عمري فوق هذا المكان الغريب لكن عدت من جديد ونظرت للأسفل فرأيت امرأة تسير وسط هذه الفوضى من السيارات ولم تكن تصطدم بها مهما اقتربت منها وكانت تنظر إلي وهي تسير فقلت يل الهي إني اعرفها إني اعرف تلك المرأة وبسرعة نزلت من الطرف الآخر لأقابلها لكني وصلت لمكان آخر حتى صرخت من دهشتي فقد وصلت حارتي وبيتي وقلت في نفسي هذا مستحيل فهما بعيدين جدا عن هذا المكان ثم استجمعت قواي من فرحتي واقتربت من منزلي لكن فجأة ظهر شيء غريب ولم استطيع الدخول فقد كان يوجد على الباب حاجز منعني من ذلك انه حاجز شفاف جدا ولين وليس بزجاج فهو ليس صلب واستطعت تمرير إصبعي من خلاله لكن عجزت أن أعبر بجسدي الذي كان أصلاً داخل المنزل ولم يخرج أبداً بل أفكاري التي خرجت وتجولت من خلال مرور إصبعي فيها ولقد كان الحاجز ساحراً كبخار الماء ورائحته ندية زكية وتساءلت أين ذهبت تلك المرأة وماذا حدث لها وهل حقاً أعرفها وهل كانت وجهي الآخر الغير مبالي الذي هرب من صلاتي وقلت في نفسي لو إني قرأت ذلك الكلام جيداً وفهمته كنت مررت عبر الحاجز بسهولة وأنا كنت في عجلة من أمري ولا تحدثت مع نفسي بصوت عالي وكأن لساني انطلق دفعة واحدة وفي صلاتي لم أسمع حتى همسي بينما كنت أسمع جيداً أصوات السيارات وأصوات كثيرة وكنت أفكر بالذهاب للطبيب وماذا سأقول له وبأشياء كثيرة خلال الصلاة وفجأة شعرت بصداع فظيع وألم رهيب لا يرحم يتفجر عبر غيوم البيت ويخترق جسدي المتعب كشعاع شمس في عز الليل, والبرد يتخبط في آلامه وحزنه الأبدي, فاستعجلت الصلاة وذهبت مباشرة للنوم, حتى إني نسيت إطفاء الضوء ومن شدة البرد غطيت روحي جيداً ونمت,,
|