![قديم](images/statusicon/post_old.gif)
04-08-14, 03:38 PM
|
|
غزة أيا أيقونة الإنسانية ..؟؟
غزة أيا أيقونة الإنسانية ..؟؟
كل الكلمات رخيصة. كل العبارات ركيكة. كل الشعارات بالية. كل القصائد والأغاني غير ممكنة، وكل المقالات لا تستحق القراءة!. كلمة واحدة... هي غزة، تكفي لاختزال كل شيء يملأ حياة هذا العالم الحقير، من حب أوحقد، من جمال أو قبح، من إبداع أو غباء، أمن أو إرهاب، إنسانية أو ساديّة، إبداع أو إبداع في الغباء، من عزة أو ذلة... ومن وطنية أو تآمر. فبالدماء وبالدمار، وبالشهداء وبالأشلاء، قد عبّرت غزة عن هذه الفضائل كلها وقد عرّت غزة كل نقيضاتها تلك.
إن غزة أضحت رمزاً حقيقياً للإنسانية جمعاء. هذا منطقي وموضوعي جداً. وهذا هو السبب الذي دفع بعض الأطباء حول العالم – وعلى رأسهم الدكتور النرويجي جيلبرت– إلى القدوم إلى غزة والمغامرة بحياتهم وبوقتهم الثمين جداً خارج غزة؛ والرخيص جداً مقابل الدفاع عن الانسانية داخل غزة. من أراد حول العالم أن يعبر عن إنسانيته تجده يغير صورته في أثير التواصل الاجتماعية إلى (غزة). من أراد أن يرتقي عن حزبيته أو طائفيته أو جنسيته تراه يدعم غزة غاضّاً نظرهُ عن أي اعتبار آخر. تريدُ أن ترى غزة؟. حسناً!. أنظر حيث أُذيبت التناقضات التي عجزت كل الظروف الأخرى عن تنحيتها جانباً ولو مؤقتاً. تأمل في المقاتلين الأبطال –السنّةّ- وهم يستخدمون سلاحاً صَنَع بعضَه الشيعة ونقلوا لهم عبقريةَ تصنيع بعضه الأخر. أزعجوا المحتل وأدموه بسلاحهم هذا، فانتقم منهم بقتل أطفالهم وقصف مساجدهم فدعاهم مسيحيو غزة –وتحديداً الأب مانويل مسلّم- لرفع الأذان من كنائسهم والصلاة فيها. نعم سيذكر التاريخ مقاتلاً سنياً قاتل بسلاح شيعيّ وأن صلاةً أثناء الحرب قد أقيمت في الكنيسة. ثم لن يتيه دارسو التاريخ بعد ألف عام فسوف يسهل عليهم أن يعلموا أن ذلك قد حدث فقط في فلسطين، في غزة. ثم دعنا نتأمل في فكرة أو حركة وسائل الإعلام اللبنانية التي عادة ما تطحن بعضها بعضاً في قضايا لبنان الداخلية والاقليمية؛ تأمل كيف اجتمعت معاً ولأول مرة في نشرة واحدة موحدة لها عنوان واحد اسمه: غزة. هذا أيضاً مؤشر حقيقي لأن وحدة البشر وتجاهلهم خلافاتهم في ظرف عصيب هو أحد المعاني السامية للإنسانية؛ كما أؤمن. وما سبق ليس إلا غيضاً من فيض من الظواهر الشاهدة على إنسانية غزة؛ كالمظاهرات الأممية العالمية والاحتجاجات الرسمية اللاتينية والحملات الشعبية الدولية والصفحات الإعلامية الفيسبوكية؛ وغيرها...
غزة لم تعش رمضاناً ولا عيداً هذا العام؛ لذا نقول لها كل عام وأنت بخير وأمن وسلام يا غزة. كل عام وأنت الزاهية بالحرية الحمراء يا غزة. كل عام وأنت أول خط النار، وآخر ممثل للحق في هذ العالم آخر مكان للدفاع عما تبقّى من شرف وكرامة الأمتين العربية والإسلامية المزعومتين. لله درك يا غزةَ المقاتلين الميامين والصادقين المؤمنين والمبدعين الرائعين والمثقفين المميزين. لك الله يا غزة العزة، والقيود والصمود، والإباء والدماء، والتحدي والعناد. أغزة اصمدي؛ اصمدي يا أيتها الوعي حد الخرافة. يا أيتها الممكن حد الاستحالة. يا أيتها المقاومة حد الفداء؛ بل يا أيتها الفداء حدّ أسمى درجات الفداء. غزة تفتدي أبناءها ليعيش أبناؤها. نعم هذه هي المفارقة التي تضمن لغزة البقاء والشموخ والعزة والمجد، وتجعلها أيقونة حرةً حقيقيةً للإنسانية العالمية بلا منازع..!
التوقيع
|
![](http://www.qassimy.com/up/users/moon/kiujhygt.gif)
|
|