العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#191
|
||||
|
||||
معركة قوص أوه (كوسوفو) الأولى
معركة قوص أوه (كوسوفو) الأولى المكان: سهل كوسوفو - البلقان - وسط أوربا الموضوع: العثمانيون بقيادة مراد الأول ينتصرون على الصرب انتصارًا مدويًا. الأحداث:عندما أعلن الرئيس الصليبي الحاقد سلوبدان ميلوسوفيتش الصربي عن قيام دولة صربيا الكبرى في سنة 1989م بعد أن ضم إقليم كوسوفا المسلم لحدود دولته الصليبية قال في خطبته الشهيرة التي قالها بهذه المناسبة: "أستطيع أن أقول وبكل فخر الآن وبعد ستمائة سنة أن حرب كوسوفا قد انتهت", ولم يفطن المسلمون لمعنى تلك المقولة لغفلتهم عن تاريخ أمتهم التليد وأيضًا غفلتهم وللأسف الشديد عن البعد الديني في طبيعة الصراع بين المسلمين وغيرهم, فأعداء الإسلام على اختلاف رايتهم وعداوتهم فيما بينهم إلا أن الأمر إذا تعلق بالإسلام فلابد من التوحد عليه, وكتاب التاريخ به العديد من الصفحات الدالة على ذلك الأمر منها صفحتنا هذه. عندما تولى السلطان مراد الأول أمر الدولة العثمانية سنة 761هـ عمل على توسيع رقعة الدولة العثمانية سواء من جهة الأناضول أم من جهة أوربا, ورأى أن يبدأ بالأناضول قبل أوربا لأنها أقرب وظل يعمل على توحيد الأناضول ودخل في صراع طويل مع أمراء الأناضول استمر حتى سنة 782هـ استخدم خلالها مراد الأول الطرق السلمية مثل مصاهرة الأمراء والتزوج ببناته وكان هدف مراد الأول من هذه المحاولات توحيد المسلمين لمنازلة أعداء الإسلام, ولما استقرت الأمور على الجبهة الداخلية التفت مراد الأول إلى أوربا ففتح أولاً مدينة أدرنة، وجعلها عاصمته لتكون نقطة التحرك والجهاد في أوربا, وظلت أدرنة هذه عاصمة للعثمانيين حتى فتحوا القسطنطينية سنة 857هـ, ثم قام مراد بعد ذلك بفتح مدينة فليبه "جنوبي بلغاريا اليوم", وفتح جمينا ووردار, وبذلك صارت القسطنطينية محاطة بالعثمانيين من كل جهة في أوربا. خاف أمراء أوربا الذي يجاورون العثمانيين من المد العثماني فكتبوا إلى البابا يستنجدونه وذهب إمبراطور القسطنطينية إلى البابا وركع أمامه وقبل يديه ورجليه وطلب منه الدعم ضد المسلمين على الرغم من أن هذا أرثوذكسي والبابا كاثوليكي وبينهما عداوة شديدة واختلافات وبغضاء ولكنهما ضد الإسلام يتحدون. وافق البابا على نصرة الإمبراطور بغضًا في الإسلام وليس حبًّا للإمبراطور, وأرسل البابا لملوك أوربا يطلب منهم الاستعداد لشن حرب صليبية جديدة لوقف المد الإسلامي في قلب أوربا وكأن البابا قد نكأ جرحًا غائرًا لم يندمل أبدًا فلم ينتظر ملك الصرب "أوروك الخامس" دعم البابا وانطلق تجاه مدينة أدرنة هو وأمراء البوسنة والأفلاق "جنوبي رومانيا" ومعه أعداد من فرسان المجر المرتزقة الذين رحبوا بالإغارة على المسلمين, وهجم الصليبيون مستغلين انشغال السلطان ببعض حروبه في الأناضول ولكن الحامية العثمانية في أوربا اصطدمت بهم عند نهر مارتيزا الذي يمر بأدرنة وهزمتهم هزيمة منكرة فولوا الأدبار. اتفق ملك الصرب "أوروك الخامس" واسمه لازار مع أمير البلغار "سيسمان" على عمل حلف صليبي يكون قاعدة هجومية على العثمانيين في أوربا وبدءوا عدوانهم برفض دفع الجزية المقررة عليهم سنويًّا من هزيمتهم السابقة فاندفعت إليهم الجيوش العثمانية ففتحت بعض المدن الصربية في جنوبي يوغوسلافيا اليوم وتمكنت الجيوش من فتح مدينة صوفيا عام 784هـ بعد حصار دام ثلاث سنوات وتم فتح مدينة سالوتيك المقدونية والتي تقع الآن في اليونان, وقوي أمر السلطان مراد جدًّا وعظم شأن الإسلام والمسلمين في عهده وذل الصليبيون جدًّا حتى إن السلطان مراد الأول أرسل لإمبراطور بيزنطة يوحنا ليقتل ولده أندروبيكوس لأنه تحالف مع ساوجي ابن مراد الأول وأعلنا التمرد, فلم يكن بوسع يوحنا إلا أن نفذ أمر مراد الأول وقتل ولده أندروبيكوس مما يوضح مدى قوة ونفوذ الإسلام وقتها. كان الصرب دائمًا على مر العصور أهل غدر وخيانة وتربص بالمسلمين فلقد استغل الصرب انشغال المسلمين بمحاربة بعض المتمردين بالأناضول وهجموا على الدولة العثمانية واستطاعوا أن يحققوا بعض الانتصارات جنوب الصرب مما أغرى بعض الصليبيين مثل أمير البلغار سيسمان للهجوم على الدولة العثمانية ولكن السلطان مراد تدارك الأمر سريعًا وتحرك بجيوشه وصدم أمير البلغار ففر الصليبي إلى الشمال واعتصم في مدينة نيكوبلي في شمال بلغاريا ونظم صفوفه وجمع ما بقي من جيوشه وهجم على القوات العثمانية فهزم شر هزيمة ووقع أسيرًا ولكن السلطان أحسن إليه وعفا عنه وأبقاه أميرًا على نصف بلاده وضم النصف الآخر للدولة العثمانية.. ولما علم ملك الصرب الجبان ما لحق بسيسمان انسحب بجيوشه إلى الغرب فارًّا من الطوفان العثماني ولكن الجيوش العثمانية أدركته عند سهل قوص أوه "كوسوفو" ودارت رحى حرب هائلة وكان القتال فيها سجالاً حتى انحاز صهر الملك الصربي لازار وكان شديد البغض له ويطمع في الملك من بعده, انحاز إلى العثمانيين وشق صف الصليبيين فأدى هذا لهزيمة الملك الصليبي لازار وأسره المسلمون وقتلوه جزاءً لخيانته وأفاعيله الدنيئة بأسارى المسلمين, وبينما يتفقد السلطان مراد الأول أرض المعركة وهو سائر بين قتلى الصرب قام إليه جندي صربي خنزير من بين الجثث وطعنه بخنجره فصرعه في الحال, وقتل الجنود العثمانيون الصربي على الفور ولكن بعد فوات الأوان, فلقد كانت الطعنة غادرة قاتلة فمات رحمه الله من فوره. ومما يذكر في هذه المعركة دعاء مراد الأول في الليلة التي سبقت يوم المعركة: "يا إلهي إنني أقسم بعزتك وجلالك أنني لا أبتغي من جهادي هذه الدنيا الفانية ولكني أبتغي رضاك ولا شيء غير رضاك, يا إلهي قد شرفتني بأن هديتني إلى طريق الجهاد في سبيلك فزدني تشريفًا بالموت في سبيلك". وكانت هذه المعركة هي أشهر معارك العثمانيين في تاريخ أوربا وأساس العداوة الدائمة بين الأرثوذكس عمومًا والصرب خصوصًا مع المسلمين كما ظهر جليًّا من حرب البوسنة في التسعينات. المصدر: موقع مفكرة الإسلام. عن موقع قصة الإسلام
|
#192
|
||||
|
||||
معركة كوسوفو الثانية.. جزاء الخيانة
معركة كوسوفو الثانية.. جزاء الخيانة المكان: سهل كوسوفو - ألبانيا.
الموضوع: المسلمون بقيادة السلطان مراد الثاني ينتصرون على الصليبيين بقيادة ملك المجر. الأحداث: كان الانتصار الهائل للمسلمين بقيادة مراد الثاني على التحالف الأوربي الصليبي بقيادة بابا الفاتيكان في موقعة فارنا سنة 848هـ أكبر مؤثر على المستويين الإسلامي والصليبي, وحرك كثيرًا من السواكن وأقلق مضاجع الحاقدين والكارهين لدين الإسلام, فظل هؤلاء يتربصون بالمسلمين الدوائر؛ لعل أن تأتيهم الفرصة السانحة للوثوب مرة أخرى على المسلمين، وقبل موقعة فارنا كان قد وقع حادث للسلطان مراد الثاني جعله يعتزل الحياة العامة ويعتكف في قصره في ولاية أيدني غرب الأناضول.. هذا الحادث هو وفاة ولي عهده وأكبر أولاده الأمير علاء الدين، فاعتزل مراد الثاني السلطنة وعهد بالأمر لولده الصغير الأمير محمد الثاني "الفاتح" -وكان عمره 14 سنة- فاجتمع الصليبيين بقيادة البابا للهجوم على بلاد المسلمين, فخرج مراد من عزلته وقاد المسلمين للانتصار الهائل في فارنا ثم عاد لخلوته, ولكنه اضطر للخروج مرة أخرى لمعاقبة الجنود الانكشارية الذين استخفوا بالسلطان الصغير محمد الثاني, فأدبهم مراد وشغلهم بحرب في بلاد اليونان ثم عاد مرة أخرى لخلوته. تيمور إسكندر بك: في خضم هذه الأحداث المتلاحقة ظهرت شخصية مريبة استغلت خلو الساحة من أسدها وهو إسكندر بك -وهو ابن أمير ألبانيا السابق- وكانت ألبانيا قد خضعت للعثمانيين سنة 836هـ, وقد سلم أميرها أولاده الأربعة رهينة عند السلطان مراد الثاني, وكان إسكندر هذا أحد الأربعة, وقد أعلن إسلامه أو بالأحرى تظاهر بالإسلام؛ ليصل عن طريق ذلك لأغراضه الشريرة. إن قصة النفاق والمنافقين تتكرر على مر العصور, فلا يكاد يخلو عصر منهم فهم الطابور الخامس المندس داخل الصف المسلم؛ من أجل الوثوب عليه في اللحظة المناسبة, وهذا يؤكد الحاجة لدراسة نفسية المنافقين وسلوكياتهم ودوافعهم؛ ليكون بين أيدينا ملف وتصور كامل عن هؤلاء العقارب المندسة تحت ثياب أمتنا. استغل إسكندر بك الأحداث الجارية على الساحة فهرب إلى ألبانيا, ودعا زعماء القبائل هناك وأغراهم ووسوس إليهم بعودة الملك القديم وطرد العثمانيين فوافقوه؛ لأنهم كانوا حديثي عهد بجاهلية وكفر وأمدوه بالسلاح والرجال, واستطاع إسكندر بك طرد الحامية العثمانية من ألبانيا وذلك سنة 851هـ, وأثار إسكندر هذا الخائن الفتنة الصماء في وسط أوربا.. ووقتها كان مراد الثاني قد فرغ من موقعة فارنا وحرب اليونان, فقرر قمع هذا الخائن وبشدة وبسرعة أيضًا, فتوجه لألبانيا بجيش جرار قوامه مائة ألف مقاتل, فانتصر على هذا الخائن واسترد منه على مدينتين, وقد أبدى إسكندر بك ومن معه من زعماء القبائل مقاومة باسلة أمام العثمانيين, وفي تلك الأثناء حدث ما لم يكن في الحسبان. معركة كوسوفو الثانية: كان الذي يقود الصليبيين في موقعة فارنا الشهيرة هو ملك المجر بدافع من بابا روما كما ذكرنا من قبل, وكان القائد العام العسكري للجيوش الصليبية هو القائد "هونياد" المجري, والذي لم يهزم من قبل في أي موقعة, حتى كانت الهزيمة المدوية في فارنا والتي قتل فيها ملك المجر نفسه, فشعر "هونياد" بالخزي والعار من هزيمته وقتل مليكه, فقرر الانتقام وظل يتربص بالمسلمين الدوائر من سنة 848هـ حتى حانت له الفرصة سنة 852هـ, عندما توجه السلطان مراد الثاني لتأديب الخائن إسكندر, فأعد جيشًا قوامه أربعة وعشرين ألفًا, وقرر الهجوم على بلاد الصرب؛ ليسترد بعض ما فقده من الشرف والكرامة في موقعة فارنا.. إن أعداء الإسلام لا يتركون فرصة تمر هكذا دون الطغي والنيل من الإسلام, فإن أعداء الإسلام لهم هدف محدد يعيشون من أجله ويخططون له ليل نهار وهم لا ينسون هزيمتهم بسهولة, وهذا يذكرنا بالصليبي الإنجليزي اللورد "اللنبي" عندما دخل القدس سنة 1917م, فقال عند دخوله: "الآن انتهت الحروب الصليبية", فما زالت أمة الإسلام ذاكرتنا ضعيفة. تصل الأخبار للسلطان مراد الثاني بعزم هونياد على الهجوم على صربيا, تحرك بسرعة وترك محاصرة الخائن إسكندر بك واتجه نحو هونياد وفلول الصليبيين, والتقى الجيشان في سهل قوص أوه أو كوسوفو, ودارت رحى حرب طاحنة انتصر فيها المسلمون انتصارًا لا يقل روعة عن الانتصار في موقعة كوسوفو الأولى سنة 791هـ، وذلك في يوم 18 شعبان سنة 852هـ, وقتل الصليبي حتى لا يبقى له آمال يعقدها مرة أخرى على المسلمين.. ثم عاد مراد مرة أخرى للخائن إسكندر بك وضرب عليه الحصار, وعرض عليه دفع الجزية ويبقى أميرًا لألبانيا, ولكنه رفض واغتر بهذا العرض, فظنه من ضعف, فقرر السلطان مراد الثاني العودة لأدرنة عاصمة العثمانيين؛ للتجهيز لحرب الخائن مرة أخرى, ولكن السلطان وافته المنية قبل أن ينفذ هدفه بقمع الخائن إسكندر الذي استمر على خيانته وعدوانه للإسلام والمسلمين, حتى هلك سنة 871هـ. المصدر: موقع مفكرة الإسلام. عن موقع قصة الإسلام
|
#193
|
||||
|
||||
معركة نيكوبوليس/تامر بدر
معركة نيكوبوليس تامر بدر معركة نيكوبوليس وقعت سنة (800هـ/1396م) بين العثمانيين بقيادة السلطان بايزيد الأول وبين التحالف الصليبي بقيادة الملك سيجسموند ملك المجر, وكان النصر فيها لصالح المسلمين. قبل المعركة كان لسقوط بلغاريا عام (797هـ/1393م) في يد السلطان العثماني بايزيد الأول صدى هائل في أوربا، وانتشر الرعب والفزع والخوف في أنحائها, وتحركت القوى المسيحية الصليبية للقضاء على الوجود العثماني في البلقان، خاصة ملك المجر سيجسموند والبابا بونيفاس التاسع، فقد اتفق عزم الرجلين على تكوين حلف صليبي جديد؛ لمواجهة الصواعق العثمانية المرسلة، واجتهد سيجسموند في تضخيم حجم هذا الحلف وتدويله، باشتراك أكبر قدر ممكن من الجنسيات المختلفة. وبالفعل جاء الحلف ضخمًا يضم مائة وعشرين ألف مقاتل من مختلف الجنسيات؛ مثل: ألمانيا، وفرنسا، وإنجلترا، وإسكتلندا، وسويسرا، وإيطاليا، ويقود الحلف سيجسموند ملك المجر. وتحرَّكت الحملة الصليبية الجرارة عام (800هـ/1396م) إلى المجر، ولكن بوادر الوهن والفشل قد ظهرت على الحملة مبكرًا؛ ذلك لأن سيجسموند قائد الحملة كان مغرورًا أحمقَ، لا يستمع لنصيحة أحد من باقي قواد الحملة، وقد بلغ به الغرور والاعتداد بجيشه وقوته أن قال: "لو انقضت السماء من عليائها لأمسكناها بحرابنا". وحدث خلاف شديد على استراتيجية القتال؛ فسيجسموند يُؤْثِر الانتظار حتى تأتى القوات العثمانية، وباقي القواد يرون المبادرة بالهجوم. وبالفعل لم يستمعوا لرأي سيجسموند، وانحدروا مع نهر الدانوب حتى وصلوا إلى مدينة نيكوبوليس في شمال البلقان. المعركة بدأ الصليبيون في حصار مدينة نيكوبوليس، وتغلبوا في أول الأمر على القوات العثمانية، ولم يكد الصليبيون يدخلون المدينة حتى ظهر بايزيد ومعه مائة ألف مقاتل، كأنما الأرض قد انشقت عنهم، وكان هذا العدد يقل قليلاً عن التكتل الأوربي الصليبي، ولكنه يتفوق عليهم نظامًا وسلاحًا. وكان ظهور العثمانيين فجأة كفيلاً بإدخال الرعب والهول في قلوب الصليبيين, وبدأت المعركة التي تُعَدُّ من أشرس معارك التاريخ, وقاتل المسلمون يومها قتال مَنْ لا يخشى الموت, وأنزل الله على المسلمين الرحمة والسكينة، وأيدهم بجند من عنده, فقذف في قلوب الذين كفروا الرعب. وانتهت المعركة بنصر مُبين للمسلمين، ذكرهم بأيام المسلمين الأولى بدر واليرموك, فانهزم معظم النصارى، ولاذوا بالفرار والهرب، وقُتل وأُسر عدد من قادتهم, فقد وقع كثير من أشراف فرنسا -منهم الكونت دي نيفر نفسه- في الأسر، فقبل السلطان بايزيد دفع الفدية، وأطلق سراح الأسرى والكونت دي نيفر، وكان قد ألزم بالقسم على أن لا يعود لمحاربته، وقال له: "إني أجيز لك أن لا تحفظ هذا اليمين، فأنت في حلٍّ من الرجوع لمحاربتي, إذ لا شيء أحب إليَّ من محاربة جميع مسيحيي أوربا والانتصار عليهم". أما سيجسموند ملك المجر فقد ولّى هاربًا ومعه رئيس فرسان رودس، ولما بلغا في فرارهما شاطئ البحر الأسود، وجدا هناك الأسطول النصراني، فوثبا على إحدى السفن وفرت بهما مسرعة لا تلوي على شيء. وعلى الرغم من القضاء على القوات الصليبية، إلا أن السلطان بايزيد انزعج لكثرة قتلى المسلمين في المعركة، التي قُدرت بثلاثين ألف قتيل!! وتذكر السلطان بايزيد ما فعله الصليبيون بالحاميات الإسلامية في بلغاريا والمجر, فأمر السلطان بايزيد بقتل الأسرى كلهم ثلاثة آلاف أسير، وفي رواية أخرى عشرة آلاف, ولم يُبْقِ إلا أكابر وعِلية القوم؛ للحصول على فدية ضخمة منهم. نتائج النصر تضاءلت مكانة المجر في عيون المجتمع الأوربي بعد معركة نيكوبوليس، وتبخَّر ما كان يُحيط بها من هيبة ورهبة، لقد كان ذلك النصر المظفر له أثر على بايزيد والمجتمع الإسلامي؛ فقام بايزيد ببعث رسائل إلى كبار حكام الشرق الإسلامي؛ يُبشرهم بالانتصار العظيم على النصارى، واصطحب الرسل معهم إلى بلاطات ملوك المسلمين مجموعة منتقاة من الأسرى المسيحيين؛ باعتبارهم هدايا من المنتصر، ودليلاً ماديًّا على انتصاره، واتخذ بايزيد لقب "سلطان الروم"؛ كدليل على وراثته لدولة السلاجقة، وسيطرته على كل شبه جزيرة الأناضول. كما أرسل إلى الخليفة العباسي المقيم بالقاهرة، يطلب منه أن يقر هذا اللقب؛ حتى يتسنى له بذلك أن يُسبغ على السلطة التي مارسها هو وأجداده من قبل طابعًا شرعيًّا رسميًّا؛ فتزداد هيبته في العالم الإسلامي. وبالطبع وافق السلطان المملوكي برقوق حامي الخليفة العباسي على هذا الطلب؛ لأنه يرى بايزيد حليفه الوحيد ضد قوات تيمورلنك، التي كانت تهدد الدولة المملوكية والعثمانية. بعد الانتصار العظيم الذي حققه العثمانيون في هذه المعركة ثَبَّتَ العثمانيون أقدامهم في البلقان؛ حيث انتشر الخوف والرعب بين الشعوب البلقانية، وخضعت البوسنة وبلغاريا للدولة العثمانية، واستمرَّ الجنود العثمانيون يتتبعون فلول النصارى في ارتدادهم، وعاقب السلطان بايزيد حكام شبه جزيرة المورة، الذين قَدَّموا مساعدة عسكرية للحلف الصليبي. وعقابًا للإمبراطور البيزنطي على موقفه المعادي، طلب بايزيد منه أن يُسَلِّم القسطنطينية، وإزاء ذلك استنجد الإمبراطور مانويل بأوربا دون جدوى. والحق أن فتح القسطنطينية كان هدفًا رئيسًا في البرنامج الجهادي للسلطان بايزيد الأول؛ لذلك فقد تحرك على رأس جيوشه وضرب حصارًا محكمًا حول العاصمة البيزنطية القسطنطينية، وضغط عليها ضغطًا لا هوادةَ فيه، واستمر الحصار حتى أشرفت المدينة في نهايتها على السقوط، وبينما كانت أوربا تنتظر سقوط العاصمة العتيدة بين يومٍ وآخر؛ إذ ينصرف السلطان عن فتح القسطنطينية؛ لظهور خطر تيمورلنك على الدولة العثمانية. المصدر: كتاب (أيام لا تنسى.. صفحات مهمة من التاريخ الإسلامي) تأليف تامر بدر، تقديم: الدكتور راغب السرجاني، دار أقلام للنشر والتوزيع والترجمة، الطبعة الأولى، 1432هـ/2011م. عن موقع قصة الإسلام
|
#194
|
||||
|
||||
معركة أقليش
معركة أقليش هي واحدة من معارك الإسلام الكبرى في الأندلس، ولكنها لم تنل نفس شهرة الزلاقة أو الأرك وإن كانت لا تقل عنهما روعة، وتبدأ فصولها مع انتشار خبر مرض أمير المسلمين يوسف بن تاشفين وقرب وفاته، وهذا الأمر شجع الإسبان الصليبيين وملكهم العجوز ألفونسو السادس على استئناف غاراتهم المخربة ضد أراضي المسلمين، وكان الملك العجوز يضطرم برغبة عارمة للانتقام من هزيمته الثقيلة في الزلاقة قبل عشرين سنة، فهاجم الإسبان أحواز إشبيلية سنة 499هـ وعاثوا فيها فسادًا واستولوا على كثير من الأسرى والغنائم، وانشغل المسلمون عنهم بوفاة أمير المسلمين بعد ذلك بقليل. وبعد وفاة الأمير يوسف بن تاشفين سنة 500هـ تولى مكانه ابنه الأمير علي بن يوسف والذي قرر تأديب الإسبان بصورة قوية تردهم عن مثل هذا العدوان السابق، فأصدر أوامره لأخيه الأمير تميم قائد الجيوش المرابطية بالأندلس بالاستعداد لغزو أراضي قشتالة، فصدع الأمير تميم بالأمر وأعد جيوشًا كبيرة وضم إليه اثنين من أمهر قادة المرابطين، وهما محمد بن عائشة ومحمد بن فاطمة وتم تحديد الهدف الذي سيهاجمه المسلمون، وكان مدينة أقليش الحصينة، وهي من أمنع معاقل الإسبان في شمال جبال طليطلة وقد أنشأها في الأصل المسلمون، واستولى عليها الإسبان لما سقطت طليطلة في صفر سنة 478هـ. وتحركت الجيوش المسلمة في أواخر رمضان سنة 501هـ، وتوجهت إلى أقليش لفتحها وفي نفس الوقت عندما اقتربت هذه الجيوش من المدينة، أرسلت حامياتها الإسبانية برسالة استغاثة لألفونسو السادس لنجدتهم، فجهز حملة قوية بقيادة أشهر قادة ألبرهانس صاحب التجربة الكبيرة والخبرة الواسعة في قتال المسلمين، وأرسل معه ولده الوحيد وولي عهده سانشو وكان صبيًّا في الحادية عشرة وذلك ليثير حفيظة وعزيمة جنوده كنوع من الشحن المعنوي للحملة، وقد أرسل معه سبعة كونتات من أشراف قشتالة لحمايته ومشورته. وصلت القوات المسلمة أولاً قبل الإسبانية إلى أقليش وهاجمتها بمنتهى العنف حتى فتحتها وذلك يوم الخميس 15 شوال 501هـ، وكان في المدينة الكثير من المسلمين المدجّنين وهم المسلمون الذين ظلوا في المدن التي استولى عليها الإسبان، فبقوا تحت حكم النصارى، فلما فتحها المسلمون انضم كثير من المدجنين للمعسكر الإسلامي، وشرحوا لإخوانهم المسلمين أوضاع المدينة وخصوصًا الحامية الإسبانية التي ما زالت موجودة بالقلعة ومنتظرة وصول نجدة ألفونسو لهم. لم تمر سوى ساعات قلائل حتى وصل الجيش الإسباني وكان تعداده أضعاف الجيش الإسلامي، مما جعل قائده الأمير تميم يتردد ويحجم عن الصدام وربما فكر في الانسحاب، ولكن القائدين الكبيرين محمد بن عائشة ومحمد بن فاطمة نصحوه بالبقاء وملاقاة العدو وهونوا عليه الأمر، فقويت عزيمة الأمير تميم، واتفق الجميع على الصدام. وفي فجر يوم الجمعة 16 شوال سنة 501هـ اصطدم الجيشان في قتال بالغ العنف حتى اختلفت أعناق الخيول، وصبر كل فريق للآخر صبرًا شديدًا، ولم تظهر بوادر النصر لأي منهما، حتى وقعت حادثة غيرت مجرى القتال، ذلك أن الصبي سانشو ولي عهد ألفونسو السادس، انفلت من خيمته ونزل أرض القتال وكان يرتدي زي الفرسان، ووقع وسط ثلة من فرسان المسلمين فقتلوه وحاول بعض الكونتات إنقاذه فقتل معه، فدب الهرج والمرج في صفوف الإسبان وانهارت عزائمهم وهم يرون مقتل ولي عهدهم وقائد جيشهم، فكثر القتل فيهم.. وحاول الكونتات السبعة الذين كانوا يؤلفون حاشية الأمير المقتول الفرار لأحد الحصون القريبة، فلحق بهم جماعة من المدجنين وقتلوهم جميعًا، وهكذا تمت الهزيمة الساحقة للإسبان، وتوطدت سمعة ومكانة المرابطين في الأندلس، ولقد عرفت هذه المعركة في التاريخ باسم موقعة الكونتات السبعة، وقد وقع خبر الهزيمة ومقتل الأمير سانشو على ألفونسو مثل الصاعقة، حتى إنه استسلم إلى التأوه والنوح بمحضر من حاشيته، ولم يستطع أن يحتمل الصدمة فتوفي مقتولاً بالهم والغم والحزن[1]. المصدر: موقع مفكرة الإسلام. عن موقع قصة الإسلام [1] راجع: البيان المغرب، نفح الطيب، تاريخ ابن خلدون، الحلل الموشية، دولة الإسلام في الأندلس.
|
#195
|
||||
|
||||
موقعة فارسكور .. الحملة الصليبية السابعة
موقعة فارسكور .. الحملة الصليبية السابعة المكان: مدينة فارسكور – المنصورة - مصر. الموضوع: توران شاه الأيوبي ينتصر على لويس التاسع، وينهي الحملة الصليبية السابعة. الأحداث: أصل الحروب الصليبية متى ولماذا؟ أصل الحروب الصليبية التي انهالت على أمة الإسلام خاصة الشام ومصر يرجع في المقام الأول إلى كرسي البابوية المرجعية الدينية لكل نصارى العالم، وكان أول من فكر في ذلك البابا جويجوري السابع، وكان رجلاً طموحًا نشيطًا استغل نفوذه القوي داخل أوربا وشرع في التخطيط لحملات صليبية دعوية لنشر الدين النصراني بين أرجاء المعمورة كلها ولكن العمر لم يمتد به وأخذه الله تعالى أخذ عزيز مقتدر، وخلفه تلميذه النجيب أوربان الثاني، وذلك سنة 478هـ، وهو الذي أطلق شرارة الحروب الصليبية سنة 488 هـ، ولكن لماذا؟ لعدة أسباب: 1- الحمية الدينية الصليبية التي انتشرت بأوربا في تلك الفترة والرغبة العارمة لمنازلة المسلمين. 2- حرب الاسترداد الإسبانية والتي بدأت بسقوط طليطلة في 1 صفر سنة 478هـ، مما حفز الصليبيون في أوربا لتحقق نفس الانتصارات بالشام. 3- الأباطيل التي روجها بطرس الناسك عن اضطهاد الحجاج النصارى بالشام. 4- انتصار المسلمين في ملاذكرد على البيزنطيين وانسياح السلاجقة في منطقة آسيا الصغرى، واقترابهم من القسطنطينية. 5- زيادة أعداد السكان الأوربيين في هذا القرن واحتياجهم لأراضي وثروات جديدة. الحملة الصليبية السابعة: استمرت الحملات الصليبية تنهال على الشام ومصر منذ عام 489هـ حتى سنة 647هـ، وقد مضى منها ست حملات صليبية قادها معظم ملوك أوربا مثل ريتشارد قلب الأسد ملك إنجلترا، وفيليب أغسطس ملك فرنسا وفردريك الثاني ملك ألمانيا وبها ميو ملك صقلية وقبرص وغيرهم، حتى وصلنا إلى الحملة الصليبية السابعة، وكان المحرك الأكبر لهذه الحملة الصليبية هو ملك فرنسا لويس التاسع الذي يلقب بلويس التقي، ولكن ما السبب وراء تلك الحملة؟ السبب وراء ذلك أن لويس التاسع قد أصابه مرض شديد كاد أن يهلك بسببه, فنذر إن شفاه الله أن يقوم بشن حملة صليبية ضد الكفار يعني المسلمين، وكان ذلك بإشارة القساوسة والرهبان، مما يوضح الروح الدينية الخالصة التي تسيطر على عقول صليبيي أوربا. أعد لويس التاسع حملته بعناية كبيرة وزودها بخيرة الفرسان الفرنسيين والخيول والسلاح وتوجه إلى الشام حيث ما زالت هناك بعض الإمارات والنقاط الصليبية فنزل إلى عكا وبقي بها قليلاً استعدادًا للهجوم على الديار المصرية التي كانت في هذا الوقت أقوى الممالك الإسلامية عمومًا بعد اجتياح التتار الكاسح لديار الإسلام على الجبهة الشرقية، وقرر لويس التاسع أن تكون دمياط هي أولى أهداف الحملة الصليبية, ودمياط عمومًا كانت محط أنظار كل الحملات الصليبية القادمة من أوربا على مصر. الأوضاع داخل الديار المصرية: في تلك الفترة كان يحكم مصر والشام معًا الملك الصالح أيوب، وكان رجلاً صالحًا من عظماء بني أيوب, تولى الأمر بعد أخيه الكامل محمد, فصحح كثيرًا من أخطائه خاصة جنايته العظيمة بالتنازل عن بيت المقدس للملك فريدريك الثاني سنة 625هـ، واستطاع الصالح أيوب أن يعيد بيت المقدس للمسلمين سنة 642هـ، واسترد دمشق سنة 643هـ وعسقلان سنة 645هـ، وأعاد للدولة الأيوبية هيبتها ومجدها السابق الذي فرط فيه أخوه الكامل محمد. عانى الصالح أيوب كثيرًا بسبب عمه إسماعيل الذي كان واليًا على دمشق، وكان نكبة على الإسلام وأهله, حالف الصليبيين وأدخلهم دمشق وتعاون ضد ابن أخيه أيوب، ودخل في حروب طويلة معه من أجل الاستيلاء على مصر؛ مما أضعف من قوة الصالح أيوب وأنهك جيوشه من كثرة القتال مع الصليبيين ومن عاونهم. احتلال دمياط: وصل لويس التاسع بجيش جرار يقدر بمائة ألف مقاتل إلى مدينة دمياط وذلك بحرًا وهجم على المدينة بسرعة ففر كل من فيها من الجند والحراس ومعهم بعض العامة، واستولى الصليبيون بسهولة على المدينة وقاموا بارتكاب مذابح مروعة بحق أهل البلد المسلمين وحولوا الجوامع والمساجد إلى كنائس وذلك في شهر ربيع الأول 647هـ. أعلن الصالح أيوب النفير العام في الديار المصرية، وأتته الجنود من كل مكان، وأسرع لمنازلة الصليبيين، وقام ببناء مدينة مقابلة لدمياط حيث معسكر الصليبيين وسماها "المنصورة", وقام بالقبض على الجنود الفارين من وجه الصليبيين بدمياط وشنق بعضهم تعزيرًا لهم على التولي يوم الزحف، ولام الباقي على ترك المصابرة قليلاً ليرهبوا عدو الله وعدوهم، وكان الصالح أيوب في تلك الفترة مريضًا، ولكنه لشدة شجاعته وجلده لم يظهر التوجع أو الألم أمام أحد. تقدم الملك الصليبي نحو المنصورة حيث معسكر المسلمين محاذرًا الاقتراب من ضفة فرع دمياط حتى لا يقع في نفس خطأ الحملة الصليبية الخامسة عندما دخل قائدها "جان دي بريين" في اتجاه خاطئ أفشل الحملة بأسرها، ولكن جماهير المصريين المتطوعين للجهاد ضد الصليبيين أقبلوا بأعداد كبيرة، وذلك لشن حرب عصابات ضد الجيش الصليبي، وقام المصريون ببطولات رائعة وأعمال فدائية في غاية الشجاعة والمكر والطرافة أيضًا ضد الصليبيين. وفاة الصالح أيوب: في تلك الأثناء تزايدت العلة والمرض على الصالح أيوب حتى مات رحمه الله في 15 شعبان سنة 647هـ، ولم يكن عنده ساعة موته سوى جاريته وأم ولده خليل "شجرة الدر"، وكانت امرأة عاقلة ذات حزم ودهاء فأخفت موته على الناس, حتى لا يفت ذلك في عضد الناس وهم أمام عدوهم, فعد ذلك في غاية الحكمة والتعقل, وأظهرت أنه مريض مدنف لا يقوى على الحركة, وبقيت تعلم عنه بعلامته, وأرسلت إلى كبار الأمراء وأطلعتهم على خبر موته وتشاوروا فيمن يولونه على الجيش بعده, فاجتمعوا على تولية ابنه توران شاه. أرسلوا إلى توران شاه وكان واليًا على "كيفا"، وكان مجافيًا لأبيه حال حياته, فأرسلوا إليه فجاء سريعًا فملكوه عليهم وبايعوه جميعًا، وكان الصليبيون في هذا الوقت قد اقتربوا من قرية "شرمساح", والتي عرفت بعد ذلك بمدينة "فارسكور". معركة فارسكور: جاء توران شاه وقاد جموع المسلمين واستعد للصدام مع الصليبيين عند مدينة "فارسكور", وبالفعل كان الصدام يوم الأربعاء 3 محرم سنة 648هـ، ودارت جيوش المسلمين حول الصليبيين واستولوا على مراكبهم التي جاءوا بها من الشام في حملتهم الصليبية, وشعر الصليبيون أنهم محاصرون بين البحر والمسلمين فاستماتوا في القتال، ولكن هيهات هيهات أخذتهم سيوف المسلمين من كل جانب, حتى قتل منهم ثلاثون ألفًا وغرق الكثيرون, ووقع في الأسر الملك لويس التاسع وأخوه. وضع لويس التاسع سجينًا في دار ابن لقمان بالمنصورة حتى ينظر توران شاه في أمره وأخذ ردائه الذي كان يلبسه أثناء القتال وأرسله مع رسول إلى دمشق ليبشر به الناس بالانتصار الكبير على الصليبيين, ودخل المسلمون كنيسة مريم فأقاموا بها فرحًا لما علموا بالنصر وكادوا أن يخربوها، وكانت النصارى ببعلبك قد فرحوا حين أخذ الصليبيون دمياط فلما وصلت أخبار هزيمتهم لبسوا السواد وأعلنوا الحداد, فأرسل والي البلد إليهم فجمعهم وأوقفهم صفًّا, وأمر يهود البلد أن يصفعوهم ففعلوا. أرسلت مرجريت زوجة لويس التاسع الملهوفة على زوجها بفدية ضخمة لتوران شاه ليفك أسره فقبل المسلمون ذلك، ودفع لويس التاسع لفدائه هو وعساكره مبلغ عشرة ملايين فرنك، وقد أقسم بأغلظ الأيمان ألا يعود لحرب المسلمين مرة أخرى، المصدر: موقع مفكرة الإسلام. عن موقع قصة الإسلام
|
#196
|
||||
|
||||
معركة وادي لكة .. وثبة الإسلام إلى أوربا
معركة وادي لكة.. وثبة الإسلام إلى أوربا فتح الأندلس: إسبانيا قبل الإسلام: تمثل شبه جزيرة "أيبيريا" الطرف الغربي لأوربا من ناحية الجنوب قليلاً، وهي تشمل: كلا من إسبانيا، والبرتغال، وكان سكان هذه البلاد خليط من القبائل الجرمانية والرومانية؛ مثل قبائل السيوف والآلان والوندان، وظلوا هكذا لفترات طويلة حتى تغلبت قبائل القوط الغربية، وأصلها من جنوب فرنسا على هذه القبائل الجرمانية والرومانية، وانفردت بحكم البلاد، وذلك ابتداء من سنة 410م، وكانت قبائل القوط على المذهب الأريوسي في النصرانية، وهو المتعارض تماما مع المذهب الكاثوليكي؛ لذلك دخلت هذه القبائل في صراع طويل مع بابوية روما رأس الكاثوليكية في أوربا؛ استمر قرابة القرنين، وانتهى بدخول هذه القبائل في المذهب الكاثوليكي، وذلك سنة 587 م؛ وهو التاريخ الحقيقي للديانة النصرانية بإسبانيا؛ أي أن النصرانية لم تكن عميقة الجذور بالبلاد عند دخول المسلمين كما يدعي مؤرخو أوربا. أما عن الأوضاع الاجتماعية والسياسية بالبلاد؛ فكانت تشير وتبرهن على قرب سقوط وانهيار، وذلك لأن الحكم كان مقصورًا على الأسرة المالكة وكان المجتمع فاسدًا يقوم على نظام الطبقات على الطراز الهندي البغيض؛ وانقسم أهل إسبانيا إلى: أ- طبقة النبلاء: وهم سلالة القوط الفاتحين، والتي استولت على أكثر الأرض الخصبة الزراعية، مع إعفائها من الضرائب، وكانت لهم مناصب الجيش والرياسة، وتستأثر هذه الطبقة بغالب خيرات البلاد الوفيرة. ب- طبقة رجال الدين: وهي المسئولة عن السيادة الدينية، والزعامة الروحية، ولكن الفساد كان متغلغلاً بها حتى النخاع؛ فقد كانت تمتلك قسطًا كبيرًا من الأراضي الزراعية المعفاة من الضرائب، وكانت تشارك النبلاء في حكم البلاد، وتبرر الظلم والطغيان من قبل الحاكم على الرعية. ج- الطبقة الوسطى: وتضم التجار وأصحاب الضياع الصغيرة وموظفي الدولة، وهذه الطبقة كان يقع عليها معظم العبء المالي للدولة؛ فمعظم الضرائب مفروضة عليهم، وغالبية احتياجات ورغبات الطبقتين السابقتين تقع عليها. د- طبقة الأقنان -عبيد الأرض-: وهؤلاء كانوا يفلحون الأرض لكبار الملاك، ويدخلون بأنفسهم وعائلاتهم في عداد ثروة المالك، ولم تكن لهم أية حقوق، وكانوا ينتقلون مع ملكية الأرض من سيد لآخر. هـ - طبقة اليهود: وكان لهم دور كبير في الحياة الاقتصادية للبلاد كعادتهم؛ حتى سيطروا على أهم المرافق والصناعات، حتى أحس الحكام بوطأتهم؛ فراحوا يناصبونهم العداء حتى أرغموهم على التنصر. وهكذا نرى أن الطبقات العاملة في المجتمع الإسباني كانت محرومة من الحقوق، وهذا ما جعل الحياة فاسدة، وأدى إلى قيام الثورات إثر الثورات؛ لأن هؤلاء المحرومين ليس عندهم أية اعتبارات وطنية أو قومية، ولا انتماء عندهم مما سهل طريق الفتح أمام المسلمين. مقدمات فتح الأندلس: كان تولي القائد العظيم موسى بن نصير قيادة الفتوحات الإسلامية لبلاد المغرب بمثابة النقطة الفارقة والحاسمة في مسار الفتوحات الإسلامية؛ حيث بدأ موسى بن نصير في التوجه للضفة الأخرى من المحيط حيث بلاد إسبانيا وبلاد القوط؛ ذلك لأن القائد المحنك قد استطاع بسط راية للفتح الإسلامي حتى آخر بلاد المغرب، ووصل لضفاف المحيط الأطلنطي ولم يبق هناك بلد لم يفتحه المسلمون إلا منطقة "سبتة" الحصينة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وكانت سبتة محكومة من قبل القوط في إسبانيا وعليها وال من عندهم اسمه "يوليان", وقيل: جوليان. كما قلنا من قبل كانت إسبانيا أرض قلاقل واضطرابات وثورات إثر ثورات؛ فوافق الفتح الإسلامي لبلاد المغرب أيام موسى بن نصير ثورة كبيرة بإسبانيا قام بها أحد رجال الملك "وامبا" القوطي، واسمه "رودريجو"، فاستولى على الملك، وطرد وامبا عن الحكم؛ فثار أنصار "وامبا" ضد "رودريجو" وبدأت حرب أهلية طاحنة بإسبانيا. كان يوليان والي سبتة من مؤيدي الملك المخلوع وامبا؛ وكان من أشد الناس عداوة لرودريجو لقيام رودريجو باغتصاب ابنة يوليان التي كانت تعمل في بلاط الملك المخلوع وامبا لذلك التجأ وامبا إليه، وأقام عنده بسبتة فترة من الزمن، كان رودريجو خلالها قد أحكم قبضته على مقاليد الأمور بإسبانيا، ولكن بالحديد والنار وقد كان رجلاً طاغية سفاكًا للدماء، أدت غطرسته لاضطراب الأوضاع داخل إسبانيا بشدة حتى غدت على حافة الانفجار، وهذا الأمر دفع وامبا لأن يفكر في الاستعانة بالقوة الجديدة الناشئة بالمغرب: وهي قوة المسلمين، وبالفعل فوض وامبا واليه يوليان في التفاوض والاتصال بالمسلمين لهذا الغرض، وبالفعل اتصل جوليان بطارق بن زياد والي مدينة طنجة وعرض عليه تسليم سبتة مع إشارة بفكرة فتح الاندلس. ولخطورة هذا القرار رفع طارق بن زياد الأمر لقائده موسى بن نصير الذي رفعه بدوره لأمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك لاتخاذ قرار حاسم؛ فأرسل إليه الوليد بن عبد الملك يقول: "اختبرها بالسرايا، ولا تغرر بالمسلمين"، أي لا يهجم بالجيوش الكبيرة، بل يختبر قوتها وصمودها بالسرايا الصغيرة أولا. دورية استطلاعية: بعد وصول الأمر الصادر من الخليفة بدأ موسى بن نصير يحضر لغزو الأندلس؛ فأرسل أول دورية استطلاعية يقودها بطل من أبطال البربر المسلمين واسمه طريف بن مالك، ويكنى بأبي زرعة ومعه مائة فارس وأربعمائة راجل؛ فجاز البحر في أربعة مراكب مبحرًا من مدينة طنجة حتى نزل على أرض الأندلس في منطقة عرفت بعد ذلك بجزيرة طريف، وما زال هذا الاسم حتى وقتنا الحاضر، وكانت هذه السرية أول أقدام مسلمة تطأ أرض الأندلس، وقد استطاعت هذه السرية أن تحقق انتصارًا سريعًا، ثم عادت سالمة دون أن تخسر رجلاً واحدًا مما أظهر سهولة الفتح. في شهر رجب سنة 92هـ قرر موسى بن نصير التحضير لحرب شاملة وغزو كبير للأندلس بعدما استبان ضعفها وتشتت أهلها، فجهز جيشًا كبيرًا من العرب والبربر يقدر بسبعة آلاف مقاتل يقودهم طارق بن زياد؛ فعبر البحر من مدينة سبتة هذه المرة، وفي سفن يوليان الذي اتفق معه على حرب رودريجو نظير أملاك وإقطاعات كبيرة بالأندلس، وبالفعل وصل المسلمون إلى الشاطئ المقابل لسبتة على أرض الأندلس في المنطقة الصخرية التي عرفت من يومها لوقتنا بجبل طارق. المعارك الطاحنة: من جبل طارق انطلقت جيوش الفتح الإسلامي لفتح بلاد الأندلس، وتوالت الانتصارات؛ ففتح المسلمون مدينة قرطاجنة؛ وهي في ناحية الشرق، ومنها انطلق إلى ناحية الغرب يستولي طارق بن زياد على الحصون والقرى المجاورة لقرطاجنة، وأقام قاعدة حربية في موضع يقابل الجزيرة الخضراء. أفاق "رودريجو" من غفلته، ومن حربه ضد خصومه، وقرر توحيد الصفوف من أجل التصدي لغزو المسلمين لبلاده، واصطلح مع أشد منافسيه "إيفا وسيزبوت" واستطاع أن يحشد جيشًا كبيرًا يقدر بمائة ألف مقاتل يتقدمهم الأساقفة والرهبان توجه به سريعًا نحو الجزيرة الخضراء؛ فكتب طارق بن زياد إلى القائد موسى بن نصير يطلب منه الإمدادات؛ فأرسل له موسى مدد يقدر بخمسة آلاف مقاتل؛ يقودهم طريف بن مالك؛ فأصبح الجيش الإسلامي اثنا عشر ألفًا ويقود الجميع طارق بن زياد. وفي يوم الأحد 28 رمضان سنة 92هـ التقى الجيشان على ضفاف نهر وادي "لكة" واسم النهر بالإسباني "جوادليتي"، وقيل: عند ضفاف نهر آخر اسمه نهر "بارباتي" ومنه جاءت التسمية العربية برباط قرب مدينة "شذونة" في ناحية الجنوب الغربي للأندلس، واستمرت المعركة الطاحنة بين الفريقين قرابة ثمانية أيام، وانتهت بهزيمة ساحقة لـ "القوط الغربيين"، وفروا من أرض المعركة. استمر زحف طارق بن زياد والمسلمين، وفتحت المدن الواحدة تلو الأخرى، حتى وصل إلى مدينة "طليطلة": وهي عاصمة "القوط" الأسبان، وهناك التقى طارق بن زياد مع الملك المخلوع وامبا، وأعطاه ما اتفقا عليه، وكانت أوامر القائد موسى بن نصير لطارق بن زياد ألا يتجاوز الحد في التوغل في بلاد الأندلس؛ خوفًا على جند الإسلام، ولكن يبدو أن سهولة الفتح أغرت طارق بن زياد وأطمعته في مواصلة الفتح، حتى وقع في حصار كبير من قبل "القوط"، وقد قلَّ عدد جنده بسبب ما كان يتركه من حاميات في كل بلد يفتحها؛ فبعث برسالة استغاث فيها بالقائد موسى بن نصير يقول فيها: "إن الأمم تداعت علينا من كل ناحية؛ فالغوث الغوث". بعد هذه الرسالة قرر القائد موسى بن نصير أن يعبر بنفسه لنصرة المسلمين بالأندلس؛ فاندفع بجيش كبير يقدر بثمانية عشر ألفًا من عرب الشام واليمن إلى أرض الأندلس من ناحية الجنوب والغرب، وكان يفتح كل المدن الكبيرة التي تقع في طريقه لنجدة المسلمين المحاصرين، وهو بذلك يهدف لعدة أمور منها: فتح كل باقي أجزاء الأندلس، وتخفيف الضغط على المسلمين المحاصرين، وتحطيم معنويات "القوط" المدافعين عن البلاد، وانشغالهم بقتاله عن حصار المسلمين، فلما تم ما أراده موسى توجه إلى مكان المسلمين، وفك الحصار عنهم، واجتمعت القوتان الإسلاميتان وأكملا فتح بلاد الأندلس، وبعث موسى بكتاب الفتح لأمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك فلما قرأه خر ساجدًا لله تعالى. تعتبر بلاد الأندلس أسهل بلاد فتحها المسلمون، والسبب الحقيقي وراء ذلك -كما شهد أعداء الإسلام-: العدل والفضل والرحمة؛ يقول "توماس أرنولد" في كتابه "الدعوة إلى الإسلام": "الحق أن سياسة التسامح الديني التي أظهرها هؤلاء الفاتحون تجاه المسيحية كان لها أكبر الأثر في تسهيل استيلائهم على هذه البلاد"، ويقول "ويل ديورانت" في قصة الحضارة: "لم تشهد بلاد الأندلس في تاريخها كله أكثر حزمًا وعدالة وحرية مما شهدته أيام فاتحيها العرب". هل أحرق طارق بن زياد السفن؟ من الأمور التاريخية الشائقة في أحداث معركة وادي "لكة"، ما تناقلته الأخبار عن قيام القائد طارق بن زياد بإحراق سفن الحملة حتى يستبسل المسلمون في القتال، ويحتجون على ذلك بخطبة طارق بن زياد الشهيرة في الجند قبل القتال عندما قال لهم: "أين المفر العدو أمامكم والبحر من وراءكم"؟. والتحقيق التاريخي لهذه الواقعة يكشف عن عدم صحتها أو أسطوريتها وذلك لعدة أسباب: 1- أن السفن في واقع الأمر لم تكن ملك المسلمين بل كانت ملك حاكم مدينة سبتة الإسباني (يوليان) فكيف يحرق طارق ما ليس ملكه ولا ملك المسلمين؟ 2- أن المصادر التاريخية كلها أجمعت على ذكر أحداث الفتح دون ذكر حادثة إحراق السفن، ولم يذكرها سوى "الإدريسي" في كتابه "نزهة المشتاق" وهو كتاب جغرافيا كُتب بعد فتح الأندلس بثلاثة قرون؛ فكيف يقدم على المصادر الأندلسية المتخصصة والمعاصرة للفتح؟ والمراجع الأوربية التي تذكر الحادثة إنما نقلتها في الأساس من كتاب الإدريسي الذي عاش في صقلية معظم حياته، بل كتب هذا الكتاب لملك صقلية "روجر الثاني". 3- إن تحفيز المسلمين في القتال وتشجيعهم لا يكون بتلك الصورة الغريبة؛ فمن الممكن أن يأمر السفن بالعودة أو حتى يخرقها بخرق معين فتبقى معها عاجزة عن الحركة حتى إصلاحها، وهناك العديد من الحلول غير إتلاف المال بغير وجه حق. أهم الدروس والعبر: 1- الإسلام دين الحرية والعدل والمساواة، الجميع أمام الله والأمة سواسية، والنظام الطبقي في الأندلس أيام حكم الأسبان كان من أهم أسباب فسادها وضعفها وسهولة فتح المسلمين لها. 2- جواز التعاون مع غير المسلمين من أجل نفع الإسلام والمسلمين، وذلك من غير أي خروج عن الثوابت الشرعية، مثال تعاون موسى بن نصير مع يوليان الأسباني لفتح الأندلس. 3- الطاعة والانضباط والنظام عناوين وأسرار نجاح المسلمين في فتح أجزاء كبيرة من العالم القديم في وقت وجيز، فقد استأذن موسى بن نصير الخليفة الوليد بن عبد الملك قبل فتح الأندلس. 4- حنكة الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك عندما أصدر أوامره بعدم التسرع في غزو الأندلس بجيوش كبيرة قبل معرفة أحوالها ومصادر قوتها وضعفها بالسرايا والدوريات الاستطلاعية. 5- معادن المسلمين لا تظهر إلا وقت الشدائد والمحن، فقد انتصروا وهم 12 ألفًا على الإسبان وهم أكثر من مائة ألف. 6- الاستعجال والاغترار ببعض المكاسب السريعة قد تورط الأمة في نكبات كبيرة؛ مثلما حدث مع طارق بن زياد عندما خالف أوامر موسى بن نصير وتوغل في الأندلس دون إذنه, فكاد أن يهلك وجنوده. المراجع والمصادر: 1- تاريخ الرسل والملوك. 2- البداية والنهاية. 3- المعجب. 4- المنتظم. 5- دولة الإسلام في الأندلس. 6- التاريخ الإسلامي. 7- نفخ الطيب. 8- موسوعة التاريخ الإسلامي. 9- الكامل في التاريخ. 10- البيان المغرب. 11- محاضرات في تاريخ الأمم. 12- أطلس تاريخ الإسلام. 13- تاريخ الخلفاء. المصدر: موقع ملتقى الخطباء. عن موقع قصة الإسلام
|
#197
|
||||
|
||||
معركة النوبة... فتح من الفتوحات الرمضانية/مجدي داود
معركة النوبة... فتح من الفتوحات الرمضانية مجدي داود من ضمن المعارك والفتوحات العظيمة التي حفل بها شهر رمضان المبارك معركة فتح النوبة التي حدثت في العام الحادي والثلاثين من الهجرة النبوية المباركة والتي كان من أهم آثارها معاهدة القبط التي كانت فاتحة خير على المسلمين في البلاد الأفريقية. لما قام عمرو بن العاص بفتح في مصر في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أرسل عمرو بن العاص حملة عسكرية بقيادة عقبة بن نافع لفتح بلاد النوبة التي تقع في جنوب مصر، لكن المسلمين فوجئوا في هذه المعركة بأن النوبيين يجيدون رمى السهام، فقد أصاب النوبيون من المسلمين عدد كبير بتلك السهام وأصيب كثير من المسلمين في حدق عينهم من جراء النبل فسموا (رماة الحدق). وكان من نتيجة هذه الحملة أن تم التوافق على هدنة بين المسلمين والنوبيين، واستمر الصلح حتى كان عصر خلافة أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه، وكان قد عزل عمرو بن العاص عن مصر وولى مكانه عبد الله بن أبى سرح، فنقض النوبيون الصلح وهاجموا صعيد مصر، فما كان من ابن أبى سرح إلا أن خرج في جيش تعداده عشرين ألف مقاتل وسار إلى دنقلة عاصمة النوبيين وحاصرها وضربها بالمنجنيق حتى استسلموا وطلبوا الصلح. وتصالح المسلمون والنوبيون في شهر رمضان من العام الحادي والثلاثين بعد الهجرة على بنود من أهمها:- 1- حفظ من نزل بلادهم من مسلم أو معاهد حتى يخرج منها. 2- رد من لجأ إليهم من مسلم محارب للمسلمين وإخراجه من ديارهم. 3- حفظ المسجد الذي بناه المسلمون في فناء المدينة وألا يمنعوا منه مسلما. 4- أن يدفعوا للمسلمين كل عام ثلاثمائة وستون رأسا من أوسط رقيق بلادهم، وكان القوم مشهورين بكثرة الرقيق عندهم. 5- في مقابل ذلك لهم عند المسلمين أمان فلا يحاربونهم ولا يغزونهم. وقد قيل إنه في مقابل الرقيق الذي يأخذه المسلمون منهم يعدونهم بدلا منه قمحا وعدسا، هذا كان العهد الذي تم بين المسلمين وأهل النوبة، وقد رفع هذا الصلح إلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه فأقره. وإن هذا لعهد إن أمعنَّا النظر فيه وتأملناه جيدا نرى في بنوده معالم للسياسة الشرعية في الإسلامية ومعالم واضحة للعلاقات الخارجية للدولة الإسلامية. فنرى أن رد النوبيين المسلم المحارب للمسلمين وإخراجه من ديارهم يعد أمرا هاما جدا، فهو يمنع من تكتل وتجمع الخارجين عن النظام الشرعي للدولة الإسلامية وعلى ولاة الأمر الذين يحكمون بما أنزل الله، وبالتالي لا تكون هذه الجهة مركزا للاعتداء على الدولة الإسلامية من بعض الأفراد الخارجين على ولاة الأمر، وبالتالي حماية الدولة الإسلامية والتأكيد على وحدتها. ونرى أن حفظهم للمسجد الذي بناه المسلمون في فناء المدينة هو الأثر الأهم والنتيجة الأعظم لهذا الصلح الطيب، فوجود المسجد وعدم التعرض للمسلمين في المدينة يعنى انتشار الإسلام بين الناس، ولأن المسجد في الإسلام مكانته عظيمة وهو منطلق الدعوة ومركزها وكان أول شيء يقوم به المسلمون في أي مكان يخلونه هو بناء المسجد اقتداء بنبيهم صلى الله عليه وسلم الذي بنى مسجدا بالمدينة بمجرد وصوله إليها، ومع اشتراط حفظهم لمن يدخل بلادهم من المسلمين فهذا يعني انتشار الإسلام بسهولة ويسر، حيث إن تجار المسلمين والمسافرين الذي لا يتوقفون عن الحركة على مدار العام سيعملون على دعوة الناس إلى الإسلام، في حين أن هؤلاء الدعاة من التجار وغيرهم يكونون في مأمن طالما كانوا في أرض النوبة فلا يتعرض لهم أحد. وهنا شبهة يرددها الصليبيون الحاقدون على الإسلام وأهله، يجب أن نفندها ونبين كذبهم وافتراءهم فيها، فهم يدعون أن هذه الاتفاقية كانت تجبر أهل النوبة –وهم نصارى على حد زعمهم- على بيع أولادهم للمسلمين كي يتقوا شرهم، فيحاولون إيهام الناس أن ذلك العدد من الرقيق الذي يجب على النوبيين إرساله للمسلمين سنويا، كانوا أبناء النصارى، وهذا كذب وافتراء فالاتفاقية تنص على تسليم ثلاثمائة وستين رأسا من أوسط رقيقهم، ولا تنص على ثلاثمائة وستين رأسا من أوسط فتيانهم أو شبابهم، والمعنى واضح والفرق شاسع بين اللفظين، فشتان شتان بين الرقيق والفتى أو الشاب. لقد كان لهذا الصلح أثر عظيم في انتشار الإسلام في بلاد السودان وجنوبها، لقد استغل المسلمون الأوائل هذه المعاهدة في نشر الإسلام في تلك البلاد، وكان المسجد الذي بناه المسلمون في فناء دنقلة مركزا لنشر الإسلام في بلاد النوبة وجنوبها، وإن هذا الصلح ليؤكد كذب الذين يدعون بأن انتشر بحد السيف؟!، فليخبرونا إذاً كيف أسلم أهل النوبة والسودان وتلك البلاد النائية في أفريقيا التي لم تصلها جيوش المسلمين في أي عصر من العصور؟! إن هذا الصلح ليؤكد براعة وذكاء وفهم المسلمون الأوائل للواقع الذي يعيشونه وكيفية التعامل مع هذا الواقع بشكل يخدم مصالح الأمة الإسلامية ويعمل على نشر الدين الإسلامي ولا يتعارض مع أحكام شريعة رب السماء جل في علاه، ولا سنة نبيه المصطفى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وإن هذه هي السياسة التي يجب أن نتعامل بها ويجب أن نتعلمها، فلن يعود للإسلام عزه ومجده ولن تعود للأمة كلها القيادة والريادة في هذا العالم إلا باتباع هدى المصطفى، والنظر في أفعال سلفنا الصالح الصحابة والتابعين. المراجع ♦ من معارك المسلمين في رمضان للعبيدي. ♦ الكامل في التاريخ لابن الأثير ♦ فتوح البلدان للبلاذري. المصدر : موقع الألوكة عن موقع قصة الإسلام
|
#198
|
||||
|
||||
معركة موهاكس/تامر بدر
معركة موهاكس تامر بدر معركة موهاكس وقعت سنة (932هـ/1526م) بين الخلافة العثمانية بقيادة سليمان القانوني, وبين مملكة المجر بقيادة فيلاد يسلاف الثاني جاجليو, وانتصر فيها المسلمون انتصارًا ساحقًا؛ مما أدَّى إلى ضم المجر إلى الدولة العثمانية. أسباب معركة موهاكس كان ملك المجر فيلاد يسلاف الثاني جاجليو قد عزم على نقض أي تعهدات كانت قد أُعطيت من قِبل أسلافه لسلاطين الدولة العثمانية، وذهب إلى حدِّ قتل مبعوث السلطان سليمان إليه، وكان المبعوث يُطالب بالجزية السنوية المفروضة على المجر, ولهذا ردَّ سليمان بغزوة كبيرة ضد المجر. التحرك لمعركة موهاكس سار السلطان سليمان من إستانبول في (11 رجب 932هـ/23 إبريل 1526م) على رأس جيشه، الذي كان مُؤَلَّفًا من نحو مائة ألف جندي، وثلاثمائة مدفع وثمانمائة سفينة، حتى بلغ بلجراد، ثم تمكَّن من عبور نهر الطونة بسهولة ويسر؛ بفضل الجسور الكبيرة التي تمَّ تشييدها. وبعد أن افتتح الجيش العثماني عدة قلاع حربية على نهر الطونة وصل إلى "وادي موهاكس" بعد 128 يومًا من خروج الحملة، قاطعًا ألف كيلومتر من السير، وهذا الوادي يقع الآن جنوبي بلاد المجر على مسافة 185 كم شمال غربي بلجراد، و170 كم جنوبي بودابست، وكان في انتظاره الجيش المجري البالغ نحو مائتي ألف جندي، من بينهم 38 ألفًا من الوحدات المساعدة التي جاءت من ألمانيا، ويقود هذه الجموع الجرارة الملك "فيلاد يسلاف الثاني جاجليو". اللقاء المرتقب وفي صباح يوم اللقاء (21 ذي القعدة 932هـ/29 أغسطس 1526م) دخل السلطان سليمان بين صفوف الجند بعد صلاة الفجر، وخطب فيهم خطبة حماسيَّة بليغة، وحثَّهم على الصبر والثبات، ثم دخل بين صفوف فيلق الصاعقة، وألقى فيهم كلمة حماسية استنهضت الهمم، وشحذت العزائم، وكان مما قاله لهم: "إن روح رسول الله صلى الله عليه وسلم تنظر إليكم". فلم يتمالك الجند دموعهم التي انهمرت تأثُّرًا مما قاله السلطان. وفي وقت العصر هجم المجريون على الجيش العثماني، الذي اصطف على ثلاثة صفوف، وكان السلطان ومعه مدافعه الجبارة وجنوده من الإنكشاريين في الصف الثالث، فلما هجم فرسان المجر وكانوا مشهورين بالبسالة والإقدام، أمر السلطان صفوفه الأولى بالتقهقر حتى يندفع المجريون إلى الداخل، حتى إذا وصلوا قريبًا من المدافع، أمر السلطان بإطلاق نيرانها عليهم.. فحصدتهم حصدًا، واستمرَّت الحرب ساعة ونصف الساعة، في نهايتها أصبح الجيش المجري في ذمة التاريخ، بعد أن غرق معظم جنوده في مستنقعات وادي موهاكس، ومعهم الملك فيلاد يسلاف الثاني جاجليو وسبعة من الأساقفة، وجميع القادة الكبار، ووقع في الأسر خمسة وعشرون ألفًا، في حين كانت خسائر العثمانيين مائة وخمسين شهيدًا، وبضعة آلاف من الجرحى. نتائج معركة موهاكس كانت معركة موهاكس من المعارك النادرة في التاريخ، حيث هُزم أحد أطرافها على هذا النحو من مصادمَة واحدة، وفي وقت قليلٍ لا يتجاوز ساعتين، وترتب عليها ضياع استقلال المجر بعد ضياع جيشها على هذه الصورة في هزيمة مروعة. وبعد اللقاء بيومين في (23 ذي القعدة 932هـ/31 أغسطس 1526م) قام الجيش العثماني بعمل استعراض أمام السلطان سليمان، وقام بأداء التحية له وتهنئته، وقام القادة بدءًا من الصدر الأعظم بتقبيل يد السلطان. ثم تحرك الجيش نحو الشمال بمحاذاة ساحل الطونة الغربي، حتى بلغ بودابست عاصمة المجر، فدخلها في (3 ذي الحجة 932هـ/10 سبتمبر 1526م)، وشاءت الأقدار أن يستقبل في هذه المدينة تهاني عيد الأضحى في سراي الملك، وكان قد احتفل بعيد الفطر في بلجراد في أثناء حملته الظافرة. مكث السلطان في المدينة ثلاثة عشر يومًا يُنَظِّم شئونها، وعَيَّن "جان زابولي" أمير ترانسلفانيا ملكًا على المجر، التي أصبحت تابعة للدولة العثمانية، وعاد السلطان إلى عاصمة بلاده، بعد أن دخلت المجر في سلطان الدولة العثمانية. المصدر: كتاب (أيام لا تنسى.. صفحات مهمة من التاريخ الإسلامي) تأليف تامر بدر، تقديم: الدكتور راغب السرجاني، دار أقلام للنشر والتوزيع والترجمة، الطبعة الأولى، 1432هـ/2011م. عن موقع قصة الإسلام
|
#199
|
||||
|
||||
قازان.. معركة المائة يوم
قازان.. معركة المائة يوم المكان: دمشق - الشام.
الموضوع: التتار يحتلون دمشق لمدة مائة يوم. الأحداث: ارتبط اسم التتار أو المغول في أذهاننا بالبربرية والفظاعة والقسوة والغلظة وسفك الدماء وانتهاك الأعراض، وفوق كل ذلك سقوط الخلافة العباسية عام 656هـ, ولقد أصاب المسلمين الجزء الأكبر من تلك الفظائع، فلقد عظمت مصيبتهم على المسلمين حتى إننا نجد أن المؤرخ ابن الأثير في تاريخه الكامل يرفض كتابة تلك الأحداث إلا بعد إلحاح كبير من تلاميذه، لأنه يظن أنه نعي للإسلام وأهله! غير أنه رويدًا ما دخل التتار في الإسلام، خاصة أفراد القبيلة الذهبية المعروفة بمغول الشمال وقائدهم "بركة خان"، الذي حارب ابن عمه "هولاكو" من أجل الإسلام. ولقد قسم جنكيز خان البلاد على أولاده الأربعة، وكانت بلاد الإسلام من نصيب هولاكو بن أوغطاي، الذي كان في قمة الحقد والكفر والبغض للإسلام، وهو الذي أسقط الخلافة، واستمر أولاده من بعده على هذا الخط حتى جاء الدور على "قازان بن أرغون بن أيغا بن تولي بن جنكيز خان" الذي اعتنق الإسلام سنة 694هـ على يد الأمير توزون رحمه الله، وأسلم مع قازان الذي سمى نفسه "محمود" حوالي سبعون ألفًا من التتار! وكان يوم إسلامه مشهودًا، وظهرت شعائر الإسلام في التتار، وخرب قازان الكنائس في بلده، وضرب الجزية على النصارى، ورد المظالم إلى أهلها. إلا أنه مع الأسف لم يغير الإسلام كثيرًا في طبائع هؤلاء المتبربرين؛ حيث واصل قازان هجومه على بلاد المسلمين على عادة أسلافه من التتار، وقرر قازان الهجوم على بلاد الشام، وعندما وصلت الأخبار إلى أهل الشام دخلهم خوف عظيم، وخرج كثير من أهل الشام إلى بلاد مصر ودمشق. سلطان مصر والشام يقرر التحرك سريعًا إلى الشام حتى يمنع تقدم جيوش التتار إلى بلاد الشام، وكان سلطان البلاد هو الناصر محمد بن قلاوون ونائبه على الشام الأمير قوش الأفرم، دخل السلطان الناصر دمشق في 8 ربيع أول سنة 699 هـ، ومكث فيها تسعة أيام، ثم خرج للقاء التتار عند بلدة حماة، وخرج معه آلاف المتطوعين، وأخذ الناس في الدعاء والبكاء والقنوت. في يوم الأربعاء 27 ربيع أول 699هـ، وفي وادي الخزندار بقرية سلمية -مسقط رأس الباطنية- التقت الجيوش الإسلامية مع الجيوش التتارية -المسلمة ظاهرًا- وهُزم المسلمون شر هزيمة، وهرب السلطان، وقتل عدد كبير من الأمراء والفقهاء والمتطوعة، وعندما وصلت الأخبار إلى أهل دمشق ركبهم هم وحزن وخوف شديد، وهرب من دمشق الأعيان والقضاة والوالي والنواب، وبقيت دمشق لا حاكم لها سوى أمير القلعة الأمير أرجواش، بيّض الله وجهه. في هذا الوقت العصيب قرر شيخ الإسلام ابن تيمية التحرك سريعًا لإنقاذ دمشق من الدمار الشامل، فجمع عددًا من الأعيان، وساروا إلى معسكر التتار حتى يكلموا "قازان" ويأخذوا لأهل دمشق الأمان، فدخلوا عليه، وكلمه ابن تيمية بكلام شديد فيه قوة وجراءة نفعت المسلمين، في هذا الوقت عاث المفسدون واللصوص من الفساد في دمشق، ونهبت الدور، وعظم الخطب، واشتد الغلاء، ثم دخلت جيوش التتار ضواحي مدينة دمشق، وأعلن ضمها لممالك الدولة الإلخانية –التتار- وسلطانها "قازان"، وعين قازان على دمشق واليها السابق "قبحق المنصوري" والذي كان قد فر من السلطان والتحق بالتتار. خطب للسلطان "قازان" على منابر دمشق، وأذن لهم في نهب ضواحي دمشق، فنهبوا دير الحنابلة، قتلوا رجاله وسبوا نسائه، ثم قتلوا من أهل الصالحية أربعمائة، وأسروا أربعة آلاف، وكذلك أهل بداريا، وعندها حاول ابن تيمية الدخول مرة أخرى على "قازان" ولكن وزيره اليهودي المسلماني منعه. أراد التتار احتلال دمشق كلها بعد أن أخذوا ضواحيها وما جاورها، ولكن أمير القلعة أراجون وقف لهم بالمرصاد، وفرضت على أهل دمشق أموالاً عظيمة، ونصبوا المجانيق على القلعة لفتحها، وامتنع الناس من الخروج من ديارهم، ومن يخرج يُؤخذ للعمل في السخرة لضم خندق القلعة الحصينة لفتحها، والأمير أرجواش مستميت في الدفاع عنها عملاً بنصيحة شيخ الإسلام ابن تيمية. عندما تولى الأمير قبجق دمشق نائبًا عن "قازان" أمر بفتح المحال وممارسة الحياة بصورة طبيعية، وشعر بنفسه كأنه سلطان بعد أن كان مطاردًا هاربًا من قبل، ثم أنه أساء السيرة جدًّا، وفتح الخمارات والمواخير، وانتشر الفسق والفساد، هذا وشيخ الإسلام مشغول بفك أسارى المسلمين عند التتار، واستطاع أن يستنقذ كثيرًا منهم بفضل الله. جاء الفرج من عند الله عندما قرر "قازان" ترك نوابه بالشام والتوجه إلى العراق، وفي نيته العودة مرة أخرى لاحتلال باقي بلاد الشام، ثم أخذ البلاد المصرية، فلما انصرف قازان أغار الأمير أرجواش على التتار، وكسر المجانيق، وقتل بعض من كان يناصح التتار على المسلمين، ثم بانت بوادر البشرى عندما جاءت الأخبار بسير العساكر المصرية إلى الشام لمحاربة التتار، وواكب ذلك رحيل باقي قوات قازان التي تركها للحراسة في الشام، فقام أرجواش وسيطر على دمشق وحفظ الأبواب والأسوار، وأمر كل الرجال بحمل السلاح والصمود أمام التتار لو أرادوا العودة. أعيدت الخطبة مرة أخرى للسلطان الناصر وقطعت عن "قازان" بعد أن سيطر على دمشق وبلاد الشام مائة يوم، وقام شيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه بحرق الخمارات والحانات وإراقة الخمور، وكسر آلات المعازف، وفرح الناس بذلك، وأخذ الوالي عددًا ممن كان يساعد التتار على المسلمين، وقتلوا بعضهم وقطعوا بعضهم وسمروا آخرين، ثم قاد ابن تيمية عددًا من المتطوعين وقاتلوا أهل جبال الجرد وكسروان بدمشق لفسادهم وبطلان عقائدهم وكفرهم وضلالهم، وقمع الله شرهم، ثم كان من توابع تلك المعركة الكبيرة "معركة قازان" أن أفتى ابن تيمية أن يتعلم الناس الرمي والقتال وتعليق الأسلحة بالدكاكين والاستعداد للقتال في أي وقت. المراجع: 1. البداية والنهاية 14/8. 2. النجوم الزاهرة 8/59. 3. التاريخ الإسلامية 7/173. 4. الموسوعة الميسرة ص474. المصدر: موقع مفكرة الإسلام. عن موقع قصة الإسلام
|
#200
|
||||
|
||||
معركة سومنات.. فتح الهند الأعظم
معركة سومنات.. فتح الهند الأعظم المكان: مدينة "سومنات" - نهر "الجانح" الهند الموضوع: المسلمون بقيادة "محمود بن سبكتكين" يفتحون بلاد "الهند". الأحداث: يعتبر دخول الإسلام إلى بلاد الهند الشاسعة أشبه ما يكون بالملاحم الأسطورية التي سطرها كبار المؤلفين والمؤرخين، والإسلام قد دخل بلاد الهند الضخمة والواسعة منذ القرن الأول الهجري، ولكنه ظل في بلاد السند بوابة الهند الغربية فترة طويلة من الزمان، حتى جاء العهد الذي اقتحم فيه الإسلام تلك البلاد الكبيرة المتشعبة الأفكار والعادات، والمبنية على نظام الطبقات، فاصطدم الإسلام ليس فقط مع القوة المادية والجيوش الحربية, ولكنه اصطدم أيضا مع الأفكار الغربية والانحرافات الهائلة والضلالات المظلمة, لذلك فإن معركة الإسلام مع الكفر بأنواعه الكثيرة بالهند ظلت لمئات السنين، وما زالت قائمة حتى وقتنا الحاضر والذي نلمسه جليًّا في المذابح والمجازر السنوية والموسمية التي يقوم بها عباد البقر من الهندوس ضد المسلمين، الذين تحولوا من قادة وحكام للبلاد إلى أقلية وذلك رغم ضخامة أعدادهم مقارنة بغيرهم من بلدان العالم. الإسلام والهند: بلاد الهند قديمًا قبل التقسيم الحالي كانت تشمل بجانب الهند كلاًّ من "باكستان، وأفغانستان، وبورما", وغيرهم إلى حدود الصين، وكانت منقسمة إلى بلاد الهند وبلاد السند، لذلك فلقد عرفت عند الجغرافيين باسم "شبه القارة الهندية" لضخامتها، ولقد دخل الإسلام إلى بلاد السند منذ الأيام الأولى للدولة الإسلامية، وبالتحديد سنة 15 هجرية في خلافة "عمر بن الخطاب"عن طريق الحملات الاستكشافية التي قادها "الحكم بن العاص" الذي وصل إلى ساحل الهند، وتواصلت الحملات الاستكشافية أيام أمير المؤمنين "عثمان بن عفان", ولكنه t رفض إرسال جيوش كبيرة خوفًا على المسلمين لبعد البلاد واتساعها. ظل الأمر هكذا حتى صدر الدولة الأموية, وعندما تولى "زياد بن أبيه" العراق وما بعدها، فقرر أن يجعل سواحل الهند ولاية منفصلة سميت بالثغر، وتشمل المساحة التي تلي: (سجستان, وزابلستان, وطخارستان) أفغانستان الآن, وكان أول من تولاها رجل اسمه "راشد بن عمرو" ومن يومها بدأت الحملات الجهادية القوية للفتح الإسلامي للهند، وبرز رجال في تلك الحملات أمثال: "عباد بن زياد وسعيد بن أسلم ومحمد بن هارون", وكلهم أكرمهم الله بالشهادة في ميادين الجهاد. كان التحول الكبير في مسيرة الفتح الإسلامي للهند عندما تولى الشاب القائد "محمد بن القاسم الثقفي" رحمه الله قيادة الحملات الجهادية بناحية السند، وحقق انتصارات هائلة بالقضاء على ملك السند "داهر البرهمي", وفتح معظم بلاد "السند" وضمها للدولة الإسلامية، وأزال عنها شعائر الشرك والكفر والبوذية والبرهمية، وذلك سنة 89 هجرية، ولكن "محمد بن القاسم" ما لبث أن راح ضحية لمؤامرة دنيئة قامت بها "صيتا ابنة داهر", حيث ادعت وافترت عليه كذبًا أنه اغتصبها، وسجن "ابن القاسم" ومات في سجنه، وحزن عليه أهل "السند" حزنًا شديدًا، وبموته توقفت حركة الفتح الإسلامي للهند. وبعد ذلك انتفض ملوك "الهند" و"السند" وعادوا إلى عروشهم، فلما تولى الخليفة الراشد "عمر بن عبد العزيز" كتب إلى ملوك "السند" يدعوهم إلى الإسلام والطاعة على أن يظل كل ملك منهم مكانه، وله ما للمسلمين وعليه ما عليهم، فأجابوه، ودخلت بلاد "السند" كلها في الطاعة للمسلمين، وأسلم أهلها وملوكها وتسموا بأسماء العرب، وبهذا أصبحت بلاد "السند" بلاد إسلام، وقد اضطرب أمر "السند" في أواخر أيام بني أمية، ولكنها عادت إلى الطاعة والانتظام في أيام "أبي جعفر المنصور" وفي أيامه افتتحت "كشمير" ودخلت في دولة الإسلام، ولكن ظلت بلاد "الهند" الغربية بعيدة عن الإسلام حتى ظهرت عدة دول محلية موالية للخلافة العباسية، ولكنها مستقلة إداريًّا وسياسيًّا وماليًّا، ومن أعظم تلك الدول المحلية التي ساعدت على نشر الإسلام دولة الغزنويين وقائدها الفاتح الكبير "محمود بن سبكتكين". الدولة الغزنوية: اسمها مشتق من اسم عاصمتها وهى مدينة "غزنة" الموجودة حاليًا بأفغانستان وأصل هذه الدولة يرجع إلى القائد "سبكتكين" الحاجب التركي الذي عمل في خدمة الأمير "عبد الملك بن نوح الساماني" وترقى في المناصب وارتفعت به الأطوار حتى نال رضا أمراء "السامانية" فعينوه واليًا على "خراسان" و"غزنة" و"بيشاور"، فكون نواة الدولة "الغزنوية" وتفرغ لمحاربة أمراء وملوك "الهند" وخاصة ملوك شمال "الهند"، وأكبرهم الملك "جيبال" الذي قاد ملوك وأمراء الشمال الهندي، واصطدم مع المسلمين بقيادة "سبكتكين" سنة 369هـ، وكان النصر حليفًا للمسلمين، فرسخ بذلك "سبكتكين" الوجود الإسلامي وكذا أركان دولته الوليدة ببلاد الأفغان و"طاجيكستان". وكل ما قام به "سبكتكين" كان باسم "السامانيين" وملوك ما وراء النهر، ولم يعلن استقلاله حتى وقتها، ثم قام بأداء أعظم مهمة لصالح الدولة "السامانية" عندما قضى على قوة "البويهيين" الشيعة بنيسابور سنة 383هـ، فقام الأمير نوح بن نصر الساماني بتعين "محمود بن سبكتكين" واليًا على نيسابور، وبالتالي غدت الدولة الغزنوية أوسع من الدولة السامانية نفسها، ومات سبكتكين سنة 388هـ، وخلفه ابنه محمود لتدخل المنطقة عهدًا جديدًا من الفتوحات، لم تعرف مثله منذ أيام الخليفة "الفاروق". الفاتح الكبير: لم يكد الأمر يستقر للقائد الجديد "محمود بن سبكتكين" حتى بدأ نشاطًا جهاديًّا واسعًا أثبت أنه من أعاظم الفاتحين في تاريخ الإسلام، حتى قال المؤرخون: إن فتوحه تعدل في المساحة فتوح الخليفة "عمر بن الخطاب"، وقد اتبع سياسة جهادية في غاية الحكمة تقوم أساسًا على تقوية وتثبيت الجبهة الداخلية عسكريًّا وسياسيًّا وعقائديًّا وهو الأهم فعمل على ما يلى: 1- القضاء على كل المذاهب والعقائد الضالة المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة مثل الاعتزال والتشيع والجمهية والقرامطة والباطنية، والعمل على نشر عقيدة السلف الصالح بين البلاد الواقعة تحت حكمه. 2- قضى على الدولة "البويهية" الشيعية والتي كانت من عوامل التفرق والانحلال في الأمة الإسلامية كلها، حتى بلغ بها الأمر في التفكير بالعودة للعصر الساساني الفارسي، واتخاذ ألقاب المجوس مثل: شاهنشاه, وبالقضاء على تلك الدولة الرافضية قدم السلطان محمود أعظم خدمة للإسلام. 3- أزال الدولة السامانية التي بلغت حالة شديدة السوء من الضعف والانحلال أثرت بشدة على سير الحملات الجهادية والفتوحات على الجبهة الهندية. 4- أدخل بلاد الغور وسط أفغانستان وهي مناطق صحراوية شاسعة في الإسلام، وأرسل إليهم معلمين ودعاة وقراء، وقضى على دولة القرامطة الصغيرة بالملتان، وكان يقودها رجل اسمه أبو الفتوح داود وأزال عن هذه البلاد العقائد الضالة والفرق المنحرفة مثل الباطنية والإسماعيلية. 5- أعلن خضوع دولته الضخمة وتبعيتها للخلافة العباسية ببغداد وخطب للخليفة العباسي القادر بالله وتصدى لمحاولات وإغراءات الدولة الفاطمية للسيطرة على دولته، وقام بقتل داعية الفاطميين التاهرتي الذي جاء للتبشير بالدعوة الفاطمية ببلاد "محمود بن سبكتكين"، وأهدى بغلته إلى القاضي "أبي منصور محمد بن محمد الأزدي", وقال: "كان يركبها رأس الملحدين، فليركبها رأس الموحدين". وهكذا ظل السلطان "محمود بن سبكتكين" يرتب البيت من الداخل ويقوي القاعدة إيمانيًّا وعقائديًّا وعسكريًّا، ويكون صفًّا واحدًا استعدادًا لسلسلة الحملات الجهادية الواسعة لفتح بلاد "الهند". فتوحات الهند الكبرى: بدأ السلطان محمود فتوحاته الكبيرة ببلاد الهند من مركز قوة بعد أن ثبت الجبهة الداخلية لدولته، فقد كان يسيطر على سهول البنجاب فكانت مداخل الجبال وممر خيبر الشهير في يده، وكذلك لم يكن هناك مناوئ أو معارض داخلي للسلطان "محمود" يعيق حملاته الجهادية، والهضبة الإيرانية كلها تحت حكمه وسيطرته، لذلك البداية في غاية القوة. بدأت الحملات الجهادية بحملة كبيرة على شمال "الهند" سنة 392هـ، حيث انتصر السلطان "محمود" على ملك الهند الكبير والعنيد "جيبال" وجيوشه الجرارة، ووقع جيبال في الأسر، فأطلقه السلطان محمود لحكمة يعلمها الله ثم هو, وهي إذلاله نتيجة حروبه الطويلة ضد المسلمين منذ أيام والده السلطان "سبكتكين"، وكان من عادة الهنود أنه إذا وقع أحد منهم في أيدي المسلمين أسيرًا لا تنعقد له بعدها رياسة، فلما رأى جيبال ذلك حلق رأسه ثم أحرق نفسه بالنار، فاحترق بنار الدنيا قبل الآخرة. غزا السلطان محمود بعد ذلك أقاليم: ويهنده، والملتان، وبهاتندة، ثم حارب أناندابال، وانتصر عليه، وأزال حكمه من شمال الهند تمامًا وقضى على سلطانه في البنجاب, وبعد ذلك مباشرة عمل على نشر الإسلام الصحيح في كل نواحى السند إلى حوض البنجاب. تصدى السلطان محمود لمحاولة أمراء شمال الهند استعادة ما أخذ المسلمون، وانتصر عليهم في معركة هائلة سنة 398هـ، وفتح أحصن قلاع الهند قلعة بيهيمنكر على جبال الهملايا، وأخضع مدينة ناردبين أحصن وأقوى مدن إقليم الملتان. وفي سنة 408هـ فتح السلطان محمود إقليم كشمير، وحوله لبلد مسلم، وكان لهذا الفتح صدى بعيد نتج عنه دخول العديد من أمراء الهند في الإسلام، وعبر السلطان محمود بجيوشه نهر الكنج أو الجانح وهدم نحو عشرة آلاف معبد هندوسى، ثم هاجم أكبر مراكز البراهمة في موجهاوان وواصل تقدمه وهو يحطم أية قوة هندية تبرز له، ويحول المعابد الهندوسية إلى مساجد يعبد الله فيها وحده، وقد أخذ السلطان محمود على عاتقه نشر الإسلام في بلاد الهند والقضاء على الوثنية فيها، وبلغ في فتوحاته إلى حيث لم تبلغه في الإسلام راية ولم تتل به قط سورة ولا آية. فتح سومنات: استمر السلطان محمود بن سبكتكين في حملاته وفتوحاته لبلاد الهند وكان كلما فتح بلدًا أو هدم صنمًا أو حطم معبدًا قال الهنود: إن هذه الأصنام والبلاد قد سخط عليها الإله سومنات ولو أنه راضٍ عنها لأهلك من قصدها بسوء، ولم يعر السلطان محمود الأمر اهتمامه حتى كثرت القالة، وأصبحت يقينًا عند الهنود، فسأل عن سومنات هذا, فقيل له: إنه أعظم أصنام وآلهة الهنود، ويعتقد الهنود فيه أن الأرواح إذا فارقت الأجساد اجتمعت إليه على عقيدة التناسخ فيعيدها فيمن شاء، وأن المد والجزر الذي عنده إنما هو عبادة البحر له. يقع سومنات على بعد مائتي فرسخ من مصب نهر الجانح بإقليم الكوجرات في غرب الهند، ولهذا الصنم وقف عشرة آلاف قرية، وعنده ألف كاهن لطقوس العبادة، وثلاثمائة رجل يحلقون رءوس ولحى زواره، وثلاثمائة رجل وخمسمائة امرأة يغنون ويرقصون على باب الصنم، وأما الصنم سومنات نفسه فهو مبني على ست وخمسين سارية من الصاج المصفح بالرصاص، وسومنات من حجر طوله خمسة أذرع، وليس له هيئة أو شكل بل هو ثلاث دوائر وذراعان. عندما اطلع سلطان الإسلام السلطان محمود على حقيقة الأمر عزم على غزوه تحطيمهن وفتح معبده؛ ظنًّا منه أن الهند إذا فقدوه ورأوا كذب ادعائهم الباطل دخلوا في الإسلام، فالسلطان "محمود" لا يبغي من جهاده سوى خدمة ونشر الإسلام, فاستخار الله تعالى وخرج بجيوشه ومن انضم إليه من المتطوعين والمجاهدين وذلك في 10 شعبان سنة 416هـ، واخترق صحاري وقفار مهلكة لا ماء فيها ولا ميرة، واصطدم بالعديد من الجيوش الهندية وهو في طريقه إلى "سومنات"، مع العلم أنه أعلم الجميع بوجهته وهدفه، ليرى الهنود إن كان "سومنات" سيدفع عن نفسه أو غيره شيئًا. بلغ السلطان محمود بجيوشه مدينة دبولواره على بعد مرحلتين من سومنات، وقد ثبت أهلها لقتال المسلمين ظنًّا منهم أن إلههم سومنات يمنعهم ويدفع عنهم، فاستولى عليها المسلمون، وحطموها تمامًا، وقتلوا جيشها بأكمله، وساروا حتى وصلوا إلى سومنات يوم الخميس 15 ذي القعدة سنة 416هـ، فرأوا حصنًا حصينًا على ساحل النهر، وأهله على الأسوار يتفرجون على المسلمين واثقين أن معبدوهم يقطع دابرهم ويهلكهم. وفي يوم الجمعة 16 ذي القعدة وعند وقت الزوال كما هي عادة المسلمين الفاتحين زحف السلطان محمود ومن معه من أبطال الإسلام، وقاتلوا الهنود بمنتهى الضراوة، بحيث إن الهنود صعقوا من هول الصدمة القتالية بعدما ظنوا أن إلههم الباطل سيمنعهم ويهلك عدوهم، ونصب المسلمون السلالم على أسوار المدينة وصعدوا عليها وأعلنوا كلمة التوحيد والتكبير وانحدروا كالسيل الجارف داخل المدينة، وحينئذ اشتد القتال جدًّا وتقدم جماعة من الهنود إلى معبدوهم سومنات وعفروا وجوههم وسألوه النصر، واعتنقوه وبكوا، ثم خرجوا للقتال فقتلوا جميعًا, وهكذا فريق تلو الآخر يدخل ثم يقتل, وسبحانه من أضل هؤلاء حتى صاروا أضل من البهائم السوائم، قاتل الهنود على باب معبد الصنم سومنات أشد ما يكون القتال، حتى راح منهم خمسون ألف قتيل، ولما شعروا أنهم سيفنون بالكلية ركبت البقية منهم مراكب في النهر وحاولوا الهرب، فأدركهم المسلمون فما نجا منهم أحد، وكان يومًا على الكافرين عسيرًا، وأمر السلطان محمود بهدم الصنم سومنات وأخذ أحجاره وجعلها عتبة لجامع غزنة الكبير شكرًا لله تعالى. أعظم مشاهد المعركة: لهذا المشهد نرسله بصورة عاجلة لكل الطاعنين والمشككين في سماحة وعدالة الدين الإسلامي، وحقيقة الجهاد في سبيل الله وأن هذا الجهاد لم يرد به المسلمون أبدًا الدنيا وزينتها، بل كان خالصًا لوجه الله، ولنشر دين الإسلام وإزاحة قوى الكفر وانطلاقًا من طريق الدعوة الإسلامية. أثناء القتال الشرس حول صنم سومنات رأى بعض عقلاء الهنود مدى إصرار المسلمين على هدم سومنات وشراستهم في القتال حتى ولو قتلوا جميعًا عن بكرة أبيهم، فطلبوا الاجتماع مع السلطان محمود، وعرضوا عليهم أموالاً هائلة، وكنوزًا عظيمة في سبيل ترك سومنات والرحيل عنه، ظنًّا منهم أن المسلمين ما جاءوا إلا لأجل الأموال والكنوز فجمع السلطان محمود قادته، واستشارهم في ذلك، فأشاروا عليه بقبول الأموال للمجهود الضخم والأموال الطائلة التي أنفقت على تلك الحملة الجهادية، فبات السلطان محمود طول ليلته يفكر ويستخير الله تعالى ، ولما أصبح قرر هدم الصنم سومنات، وعدم قبول الأموال وقال كلمته الشهيرة: "وإني فكرت في الأمر الذي ذكر، فرأيت إذا نوديت يوم القيامة أين محمود الذي كسر الصنم؟ أحب إليَّ من أن يقال: الذي ترك الصنم لأجل ما يناله من الدنيا؟!". وهكذا نرى هذا الطراز العظيم من القادة الربانيين الذين لم تشغلهم الدنيا عن الآخرة، ولا أموال الدنيا وكنوزها عن نشر رسالة الإسلام وخدمة الدعوة إليه، والذين ضربوا لنا أروع الأمثلة في بيان نصاعة وصفاء العقيدة الإسلامية، وأظهروا حقيقة الجهاد في سبيل الله وغاياته النبيلة. المصادر: الكامل في التاريخ/ التاريخ الإسلامي / تاريخ الخلفاء أطلس تاريخ الإسلام/ البداية والنهاية / النجوم الزاهرة أيعيد التاريخ نفسه/ سير أعلام النبلاء / فتوح البلدان وفيات الأعيان/ موسوعة التاريخ الإسلامي المصدر: موقع مفكرة الإسلام. عن موقع قصة الإسلام
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
:::عبدالرحمن::: |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 57 ( الأعضاء 0 والزوار 57) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |