العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#51
|
|||
|
|||
حنبعل بركا هو من أهم القادة العسكريين القرطاجيين. ولد بقرطاج سنة 247 قبل الميلاد، ورافق وهو في التاسعة من عمره والده أميلكار بركا في حملته على اسبانيا. وفي سنة 221 اختاره الجنود قائدا بعد اغتيال صدربعل زوج أخته صلامبو، فتمكن من بسط نفوذ قرطاج على كامل شبه الجزيرة الإيبيرية بما في ذلك إحدى المحميات الرومانية. وقد رأت روما في ذلك خرقا للمعاهدة التي عقدت إثر الحرب البونيقية الأولى، وطالبت بتسليمها حنبعل، وقد كان رفض هذا الطلب سببا في اندلاع الحرب البونيقية الثانية بين سنتي 218 و201 قبل الميلاد. بدأ حنبعل زحفه على روما سنة 218 قبل الميلاد حين غادر مدينة قرطاجنة بإسبانيا بجيش قوامه 40.000 جندي، فعبر جبال البيريني وجبال الألب خلال 15 يوما رغم صعوبة الطريق وهجومات القبائل المعادية، واستطاع إلحاق هزائم كبيرة بالقوات الرومانية في العديد من المعارك، لتتواصل سيطرته بعد ذلك على العديد من المقاطعات الرومانية حتى سنة 211 قبل الميلاد، حين حاصر عاصمة الامبراطورية دون أن يستطيع اختراق تحصيناتها، بعد أن رفض حلفاؤه مده بالتعزيزات اللازمة. وفي سنة 202 قبل الميلاد، شنت روما بقيادة شيبون الإفريقي هجوما على قرطاج، فلاقاه حنبعل في منطقة زامة، إلا أن جنوده حديثي العهد بالقتال فروا من ساحة المعركة تاركين الجنود المتمرسين يواجهون الرومان بمفردهم، فأبيد عدد كبير منهم، واستسلمت قرطاج لتنتهي بذلك الحرب البونيقية الثانية. بادر حنبعل بعد انتهاء الحرب إلى العمل على تطوير قرطاج، فعدل الدستور وقاوم الفساد وسعى إلى تعزيز موارد الدولة، إلا أن روما رأت في ذلك إعدادا لحرب أخرى، فعملت على إبعاده، وهو ما كان لها، إذ لجأ القائد العظيم إلى ملك سوريا الذي كان بدوره في حرب مع روما، إلا أن هزيمة هذ ا الأخير سنة 190 قبل الميلاد جعلت حنبعل ينتقل نحو شمالي بلاد الأناضول، وهناك وضع عبقريته في خدمة ملكها، إلا أن هذا الأخير رضخ لضغوطات روما التي لم تكف عن ملاحقة غريمها القديم وأرسلت في طلبه، وحين أيقن حنبعل بحتمية وقوعه أسيرا، آثر الانتحار مقدما آخر درس له في رفض الإهانة والتعلق بالحرية
|
#52
|
||||
|
||||
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...الف الف الف شــــــــــــــــ وجزاك لله الف خيرــــــكر... كفيت ووفيت اخوي الغالي عبد الرحمن علي موضوعك المتألق جدا ولكن للاسف الخط صغير ويدوخ.. تقبل خالص شكري واحترامي أختكـ,,, ســـــــــــــــــــــــأإأإأإرونه
|
#53
|
||||
|
||||
[hide] [hide]بسم الله الرحمن الرحيم [/hide] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الف الف الف شــــ جزاك الله الف خيرــــــــــــــكر.. صراحه كفيت ووفيت اخوي عبد الرحمن من جد تسلم يمنااااااكـ,,, ولكن للاسف يوجد بعض الكتابه صغيره ومتعبه بالقراءه ... وتقبل خالص شكري واحترامي لك اختكـ: ســـــــــــــــــــأإأإأإرونه [/hide]
|
#54
|
|||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||
اهلابك اختي وان شاء اتلفى هذه المشكلة واهلابك
|
#55
|
|||
|
|||
توماس اديسون واخترعاته سأعرض في هذه المقالة معلومات عن حياة العالم العبقري طويل النفس توماس اديسون واهم اخترعاته وبعض أقواله ولد توماس اديسون في ميلان في ولاية أوهايو في الولايات الأميريكية المتحدة في الحادي عشر من شهر شباط عام 1847 وتوفي اديسون في ويست أورنج في 18تشرين الأول عام 1903 وكان توماس اديسون اصم لذلك طرد من المدرسة وقد كانت تصرفاته في صغره بالنسبه للآخرين جنونيه,لكنها بالنسبة له كانت مغامرات جريئه وحماسيه. وليس بغريب ان ينظر له على انه مغفل او مجنون,فلقد قام ذات يوم في طفولته باجراء تجاربه على فأر التجارب صديقه مايكل الذي لم يكن يقل له لا ابدا. كان يريد ان يكتشف طريقه للطيران وهو يسأل نفسه باستمرار, كيف يطير هذا الطير وانا لااطير , لابد ان هناك طريقه لذلك,فأتى بصديقه مايكل واشربه نوع من الغازات يجعله اخف من الهواء حتى يتمكن من الارتفاع كالبالون تماما وامتلأ جوف مايكل من مركب الغازات الذي اعده اديسون الصغير, مما جعله يعاني من آلام حاده ويصرخ بحده, حتى جاء اب توماس وضربه بشده ورمى قواريره واغلق قبو المنزل (السرداب). لقد كان توماس دائم السؤال عن ظواهر الاشياء في الكون وكيفيفة عملها, وكان بطلا في التجارب مهما كلف الثمن فهو لايؤمن بشيئ حتى يجري عليه تجاربه. لم يكن حاله هذا يعجب مدرسيه فلقد كان يقضي وقته في الفصل في رسم الصور ومشاهدة من حوله والاستماع لما يقوله الاخرون, كان كثير الاسأله وخاصه غير المعقول منها, بينما لايميل الى الاجابة عن الاسأله الدراسيه. وفي حالة ضجر من احد مدرسيه منه قال المدرس لأديسون:انت فتى فاسد وليس مؤهلا للاستمرار في المدرسه بعد الان, تألمت الام عند سماعها هذا الخبر, وقالت للمدرس كل المشكله ان ابني اذكى منك. وعادت بتوماس للمنزل وبدأت بتثقيفه. ساعدته على مطالعة تاريخ اليونان والرومان وقاموس بورتون للعلوم.وعند سن 11 سنه درس تاريخ العالم الانجليزي نيوتن, والتاريخ الامريكي والكتاب المقدس وروايات شكسبير. وكان يحب قراءة قصة حياة العالم الايطالي غاليليو. بينما كان يكره الرياضيات ويقول عن نفسه في كبره: انني استطيع دائما ان استخدم المختصين في الرياضيات ولكن هؤلاء لايستطيعون استخدامي ابدا. ومن مراحل تعلمه في الصغر ان ابوه كان يمنحه مبلغ صغير من المال مقابل كل كتاب يقرأه, حتى بدأ توماس في قراءة كل الكتب التي تضمها مكتبة المدينه. ومن احب المؤلفين لديه الكاتب الفرنسي فيكتور هيغو صاحب رواية البؤساء الشهيره. ومن كثرة حبه لقصصه كان يكثر من قرائتها لصبيان القريه حتى لقبوه فيكتور هيغو اديسون عودته لأمه وتربيتها لتوماس . يقول احد جيرانهم: كنت امر عدة مرات يوميا امام منزل آل اديسون, وكثيرا ماشاهدت الام وابنها توماس جالسين في الحديقه امام البيت, لقد كانت تخصص بعض الوقت يوميا لتدريس الفتى الصغير. يقول توماس اديسون عن امه: لقد اكتشفت مبكرا في حياتي ان الام هي اطيب كائن على الاطلاق, لقد دافعت امي عني بقوه عندما وصفني استاذي بالفاسد, وفي تلك اللحظه عزمت ان اكون جديرا بثقتها, كانت شديدة الاخلاص واثقة بي كل الثقه, ولولا ايمانها بي لما اصبحت مخترعا ابدا. ومن الاحداث المؤثره في حياته هو وفاة امه سنة 1871 فأثرت الصدمه في نفسه تاثيرات عميقه, حتى كان يصعب عليه الحديث عنها دون ان تمتليئ عيناه بالدموع. ولم يخرج من تلك الاحزان الا عندما تزوج من فتاة جميله كانت تعمل في مكتبه وذلك في سنة 1873 ولقد تأثر اديسون بحياة المهندس الانجليزي (جيمس وات) وكيف قادته ملاحظته الى اكتشاف قوة البخار, حينما كان جالسا مع امه في المطبخ واذا بسحابة من البخار تدفع غطاء القدر (الجدر) الى اعلى, وبذلك اكتشف قوة البخار. كما ان الفتى الصغير كان يمتهن مهنتين في صغيره بيع الخضار من محصول مزرعة والده وبيع الجرائد في القطارات, مما در عليه ربحا ممتازا.لقد كان اديسون فتى هادئا يستغرق فيما يعمل ويرتدي بذله رخيصة الثمن ولايشترى سواها حتى تبلى ولم يكن يمسح احذيته ونادرا مايسرح شعره.اثبت الفتى من خلالها لعائلته انه يستطيع شق طريقه في الحياة بنفسه, ولذا لم يعد احد منهم يتدخل في شؤونه بالنسبه لبيع الجرائد وجد اديسون ان اقبال الناس على الجرايد اصبح جنونيا بعد اندلاع الحرب الاهليه الامريكيه سنة 1861 . ليرفع من سعر الجرائد ويكسب اموالا اكثر, ويشتري طابعه يضعها معه في رحلات القطار ويطبع عليها صحيفه خاصه به من صفحات قليله ويبيعها لحسابه وهي اسبوعيه اسمها (ذي وكيلي هيرالد) وكان يفتخر قائلا (اروج اول جريده في العالم تطبع في قطار) في عام 1862 وبينما اديسون في احد غرف القطار مع قواريره الكيميائيه وآلته الطابعه وجرائده حيث كان يعمل. حتى وقع اهتزاز شديد للقطار فوقعت القوارير الكيميائيه واشتعلت النيران ليقوم الحارس باطفائها والتوقف بالقطار ورمي اديسون وادواته وطابعته على اقرب رصيف. ومن الاحداث المهمه في حياته اصابته بالصمم الجزئي وضعف السمع بسبب تلقي ضربات متعدده على اذنه في فترات حياته المختلفه. ويقول اديسون عن هذا: (ان هذا الصمم الجزئي لهو نعمه من بعض النواحي, لأن الضوضاء الخارجيه لاتستطيع ان تشوش افكاري ) ترك اديسون العمل في القطار وانكب على دراسات التلغراف وعن طريقة عمله كان يقول لصديقه آدمس(ان علي ان اعمل الكثير والحياة قصيره ويجب ان استعجل) وكان يعمل 18 ساعه يوميا. وهذا نفس عدد الساعات التي كان يعملها بيل غيتس كما قرأتها في قصة حياته. وفي أحد الايام ومع العمل المضني وبينما كان يوصل بعض الاسلاك على احدى البطاريات لاحدى تجاربه, اذ فجأه انفجر حمض النتريك من البطاريه ورش كل وجهه, ولقد قال اديسون عن هذا الحادث المؤثر: لقد شعرت بألم عظيم, وخيّل الي انني احرقت حيا,واسرعت الى الماء اصبه على وجهي دون فائده,ورأيت وجهي في المرآة اسود قبيح.لأمكث اسبوعين لااخرج من غرفتي, ولوكانت عيناي مفتوحتان لاصبحت اعمي, وبعد مده نما جلدي من جديد وزالت آثار الحروق. منح اديسون وسام ألبرت للجمعية الملكية من فنون بريطانيا العظمى. في 1928م استلم الميدالية الذهبية من الكونجرس ومن الجدير بالذكر أن اديسون اسس شركة اسمها جنرال اليكتريك اختراعاته : بلغ عدد مخترعاته حوالي / 1093 / اختراع بدءا من المصباح المتوهج الكهربائي والة عرض الصور وغيرها عمل موظف لإرسال البرقيات في محطة للسكك الحديدية مما ساعده عمله هذا لاختراع أول آلة تلغرافية ترسل آلياً, تقدم أديسون في عمله وأنتقل إلى ولاية بوسطن و ولاية ماسوشوستس, وأسس مختبره هناك في عام 1876م واخترع آلة برقية آلية تستخدام خط واحد في إرسال العديد من البرقيات عبر خط واحد ثم أخترع ال[كرامفون]] الذي يقوم بتسجيل الصوت ميكانيكياً على أسطوانة من المعدن، وبعدها بسنتين قام باختراعه العظيم المصباح الكهربائي. في [[حرب عالمية اولي|الحرب العالمية الأولى اخترع نظام لتوليد البنزين ومشتقاته من النباتات. خلال هذه الفترة عين مستشار لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية قصة اختراع الهاتف صب توماس كثير من اهتمامه على ابحاث التلغراف وتجارب الاسلاك الكهربائيه. وكان يفكر بطريقه يستطيع بواسطتها الانسان ان يتحدث عبر الاسلاك ليصل صوته الى كل مكان.في هذا الوقت كان العالم الامريكي (بل) اول من صنع هذه الآله(الهاتف) لكنها لاتنقل الصوت الا من غرفه الى غرفه, حيث كانت اول رساله صوتيه حملها سلك كهربائي كانت رساله من (بل) الى مساعده في غرفه اخرى لذلك سجل اختراع الهاتف باسم (بل). على الرغم من ان اديسون ابلغ مكتب تسجيل الاختراعات قبلها بشهر انه يعمل باختراع مشابه لكن آلته لم ينته منها بعد. حتى انتهى منها بعد مده وحقق المعجزه التي لم يقدر عليها بل بان الصوت في جهاز ارسال اديسون ممكن يصل الى أي نقطه في العالم بها جهاز استقبال, ليصل صوت الانسان الى اقصى اطراف الارض.وابتدع حينها اديسون كلمة المخاطبه الشهيره عند بدء المحادثات الهاتفيه (هلو) حتى عم استعمالها في العالم. تم شراء هذا الجهاز منه ب 100 الف دولار وشرط على الشركه شرطا غريبا بان لايعطوه المبلغ كامل بل يعطوه 6 الاف كل سنه لغاية 17 سنه. لانه يخشى من الافلاس ومن ان يشتري الآت بالنقود دون ان يدخر شيئا للمستقبل J وقد استمر اديسون باختراعاته مع شركة (الوتسرن يونيون) حتى بلغ دخله السنوي معها 12 الف دولار. اما اول عرض لهاتف اديسون الكهربائي فكان في 1879 بعدما عرض المنضمون على الجماهير المحتشده تاريخ صنع الهاتف ونتائجه الضعيفه التي وجدت في البدايات الى ان عرضوا على الناس هاتف اديسون الكهربائي فأعطى امام اعين الناس نتائج مبهره حيث كان الغناء والاشعار ترسل عبر الهاتف وتنتقل اصوات الضحك لكل الحاضرين عبر الهاتف. وطلبته منه انجلترا ايضا فباعها الحقوق ب 150 الف دولار قصة اختراع مسجل الأصوات في احد الايام من سنة 1877 خرج اديسون من معمله واعطى لأحد مساعديه تصميما مرسوما ,سهر عليه الليل كله واخبره ان يصنعه وبانه يريد صنع آله تتكلم. سخر مساعده كروسي من الفكره وقال لن تعمل مستحيل. قال اديسون انجزها وساريك كيف تعمل. قال كروسي ان عملت فساهديك صندوق كامل من السيجار (وهو شيئ غالي ومكلف) وبعد ثلاثين ساعه من العمل المتواصل , انتهى كروسي ووضع الاله امام اديسون, ابتسم اديسون ووضع لوح سميك من التنك حول الطبل وأدار اليد ثم أخذ يغني بصوت عالي اغنية اطفال واخذ العمال يضحكون بعدها اوقف الزر وادارها مره اخرى لتخرج اصوات الغناء من جديد فصاح كروسي يا الله ! الآله تتكلم وانتشر الخبر المدهش في جميع انحاء العالم واطلق على توماس لقب الساحر جائته رساله بعد ايام من البيت الابيض تطلب منه مقابلة الرئيس فورا ليتأبط آلته ويذهب للبيت الابيض ليجد الرئيس (هايس) وكبار الظيوف بانتظاره وما ان سمعوا الآله المعجزه (المسجله) حتى طار (هايس) لزوجته منتصف الليل لتشاهد هذه الاعجوبه قصة اختراع المصباح الكهربائي: كان لتوماس اديسون معمل في (منلو بارك) وقد كان مكانا تحيط به الاسرار فلا احد كان يعرف ما الذي سيخرج منه في ليله من الليالي كان يجلس توماس مع اصحابه في مكان مرتفع يطل على المدينه المظلمه. وقال لهم سأجعل النور يضيئ المدينه. في عام 1876 كان الامريكي (شارلزبراش) قد اخترع مصابيح مقوسه تشتعل بقوه, استخدمت في اضائة شوراع المدن الرئيسيه بامريكا, لكن كان لها صوت مرتفع, واناره شديده جدا تكاد تعمي الابصار,وهي لاتصلح الا لأيام قليله ثم تحترق. فضل اديسون في تلك الفتره أن يعتكف على مشروعه العظيم باضاءة العالم, وكان مختبره مثيرا ممتليئ بالبطاريات والقوارير الكميائيه والاجهزه المتراكمه على الارض وخمسين رجل يعمل بشكل متواصل في المختبرات. ولقد اجريت مئات التجارب وكلها بائت بالفشل, وعند التعب كان اديسون يلقي بنفسه على كرسي خشبي ليختلس بعض دقائق النوم ثم ينهض للعمل بحيويه, وكثيرا ماكان يوقف رجاله عن العمل فجأه ليعزف لهم بعض الالحان على آله موسيقيه قديمه في المختبر واستمر اديسون في العمل حتى عام 1879 حينها جهز اديسون زجاجه وبداخلها اسلاك مجريا تجارب جديده مستفيدا من التجارب الفاشله السابقه, فجرب حينها ثلاث اسلاك من الكربون وكلها كانت تتحطم حتى حان الليل وهو يركب السلك الرابع ولكنه هذه المره فكر ان يفرغ الزجاجه من الهواء ثم يقفلها, وادير التيار الكهربي, لتشرق شمس النور تعم المكان وتشع الوجوه بهجه بهذا الاختراع العظيم واستمرت الزجاجه مضيئه 45 ساعه, وقال اديسون لمساعديه مدام انها اشتغلت هذه المده فبإمكاني اضائتها لمئة ساعه , وضل هو ومساعديه ثلاث ايام بلا نوم ومع مراقبه حذره وشديده للزجاجه المضاءه هل ستستمر ويستمر معها الحلم, وفعلا استمرت الزجاجه بالاناره ليخرج اديسون المتعب مع مساعديه من المختبر, ويعلق المصابيح الكهربيه حول معمله لاغراض اختباريه, وانتشر النبأ بالصحف ان الساحر اديسون حقق المعجزه والناس مابين مكذب ومصدق, الى ان جرى الحدث العظيم في ليلة رأس السنه الجديده عام 1879, واستمر حتى فجر اليوم الاول من عام 1880. وحضر الاحتفال اكثر من ثلاث آلاف زائر, تستقبلهم المصابيح الكهربيه تشع بانوارها الجذابه على الاسلاك المعلقه على الاشجار حينها كانت البرقيات تنهال على اديسون وتقول: (تعال اضيئ مدنننا) فانشيئ لذلك شركه اطلق عليها اسم (شركة اديسون للأضاه الكهربائيه في نييورك) مهتمها التزويد بالنور والتدفئه والطاقه. وفي السنوات الثلاث التاليه بنى اديسون اول محطه مركزيه للطاقه,واقام اول شاره كهربائيه في لندن,ثم اضاء مراكز الشركات التجاريه والمصانع ومكاتب الصحف والمسارح في نيويورك, وانشأ بعد ذلك محطات للطاقه في ميلانو بايطاليا وفي برلين بالمانيا وفي سانتياغو في تشيلي. ثم انشاء اديسون في مدينته اول قطار حديدي يسير على الكهرباء ومن الاختراعات التي اخذت من اديسون وقتا طويلا وجهدا (اختراع مسجل لاصوات الاقتراع في الانتخابات) الذي كان يتمنى ان يستخدم في مجلس النواب الامريكي كجهاز يسرع في تسجيل وفرز الاصوات التي تتم داخل مجلس النواب عند التصويت على المشاريع. لكن هذا الجهاز لم يستعمل ابدا, مماجعله يقسم بعدها ان لايقضي أي وقت بعد اليوم في اختراع لايريده الناس اولايشترونه وفي عام 1887 انتشرت على أراضي الولايات المتحدة 121 محطة كهربائية سميت باسم هذا العالم العبقري Edison ، تقوم بتوصيل كهرباء التيار المستمر لسكان أمريكا. لكن مع انتشار استخدام الكهرباء في المنازل، وكثرة الطلب عليها، بدأت تظهر بعض مشاكل التيار المستمر. من أبرزها قصر المسافة التي يقطعها التيار، فمع اتساع رقعة التغطية وجد أن التيار المستمر يفقد بعضاً من قوته بعد قطعه مسافة قصيرة قدرت بالميل الواحد. هنا بدأ العلماء عملية البحث عن حل عملي لهذه المشكلة يرضي كلاً من شركات الكهرباء والمستهلكين في عام 1881 بدأ العالمان Nikola Tesla وGeorge Westinghouse تطوير نظامهما الجديد والمعتمد على فكرة التيار المتناوب . أبرز ما يميز هذا النظام هو فعاليته وقدرته على التوصيل الكهربائي لمسافات طويلة جداً مقارنة بالتيار المستمر ، فاعتمدته أغلب شركات الكهرباء في محطات التوليد والتوصيل، وأصبحت غالبية دول العالم تعتمد هذا النظام. لكن على الرغم مما أحدثه التيار المتناوب من ثورة في عالم الكهرباء، لازال البعض متمسكاً بفكرة استخدام التيار المستمر ، ومن هنا بدأت بين الفريقين سلسلة من النقاشات حول جدوى استخدام أي من التيارين حرب الكهرباء: منذ أكثر من مائة عام، تواجه صاحبي قلعتين صناعيتين في واحدة من أسوأ المواجهات التي شهدها عالم المال والأعمال في جملة تاريخه. ففي أحد الطرفين كان توماس اديسون، المخترع الشهير لآلات الفونوغراف والمصباح الكهربائي. وفي الطرف الآخر كان جورج وستنجهاوس، رجل الأعمال الشهير ، الذي كان يساند مخترعا من أوروبا الشرقية اسمه نيكولا تيسلا. وقد اختلف الاثنان حول طبيعة النظام الكهربائي في الولايات المتحدة: هل يتم تشييده على أساس تيار متردد، كما اقترح وستنجهاوس، أم تيارثابت، حسب رأي اديسون؟ اديسون خسر تلك المعركة بسسبب من تعال وغرور وقسوة وسوء تعامل من قبله فقد كانت عدم قدرته على رأية الخطأ في موقفه العامل المحدد في خسارته لتلك المعركة، التي فقد بمقتضاها السيطرة على نظام التشغيل المتحكم في كل اختراعاته التالية، وعلى الأخص شركة «جنرال اليكتريك» التي أسسها فيما بعد قصة نجاحه مع المال: وبداية رحلة توماس مع المال والنجاح كانت مع تلك الحادثه التي احدثت تغيرا نوعيا في حياته من حيث تقدير امكانياته والحصول على مبالغ مجزيه. وذلك حين تعطلت آله هامه في بورصة الذهب كانت وظيفتها تسجيل الاسعار, واسرعوا بمخترع الآله الدكتور لوز, الذي سمح لاديسون وفضوله بان يشاركانه بالكشف على الآله,حينها بادر اديسون وقال انا استطيع اصلاحها, وفعلا خلال ساعتين كان اديسون قد اصلحها. مما جعل الدكتور لوز يستدعيه ويختبر معلوماته في الفيزياء والتلغراف والكهرباء,حتى سمع مايسره وعين اديسون مشرفا على مصنعه براتب 300 دولار شهريا. كما عمل في تحسين المشاريع لصالح شركة( وسترن يونيون) وفي عام 1869 اخترع للشركه آله تطبع الرسائل البرقيه بالحروف اوتوماتيكيا. ليكون على موعد مع الثروه. استدعاه المدير وسأله كم يريد مقابل الجهاز؟ فكّر اديسون بان سعر خمس آلاف سيكون ممتازا ولكنه سكت وتأمل وقال للمدير ما السعر الذي تراه منصفا؟؟ قال المدير هل يكفيك اربعون الف دولار؟؟ ليطير اديسون من الفرحه. ويخرج مسرورا مهلوسا لهذا المبلغ الضخم, رغم ان جهازه يوفر على الشركه الوف الدولارات. يقول اديسون عن المال(ليس المال الا وسيله لاغايه) واصبح من بعدها ثريا, الا انه انفق الاربعين الف في شراء آلات جديده وأنشا معمل صغير في نيويورك , واخذت اعماله تتوسع حتى بات يخرج باختراع جديد كل شهر واشترى معملا اضخم واوسع حتى صار يعمل لديه 250 عامل قسم في النهار وقسم بالليل. وعند بلوغه 23 سنه فقط كان قد سجل باسمه 122 اختراعا وفي نهاية هذه المقالة التي عرضت فيها معلومات مختصره عن حياة اديسون واهم مخترعاته اجد من المفيد والجيد ذكر بعض أقواله كخاتمة للموضوع
يقول توماس اديسون عن امه: لقد اكتشفت مبكرا في حياتي ان الام هي اطيب كائن على الاطلاق, لقد دافعت امي عني بقوه عندما وصفني استاذي بالفاسد, وفي تلك اللحظه عزمت ان اكون جديرا بثقتها, كانت شديدة الاخلاص واثقة بي كل الثقه, ولولا ايمانها بي لما اصبحت مخترعا ابدا. ( أن أمي هي التي صنعتني, لأنها كانت تحترمني وتثق في, أشعرتني أنى أهم شخص في الوجود,فأصبح وجودي ضروريا من اجلها وعاهدت نفسي أن لا اخذلها كما لم تخذلني قط ). (انني استطيع دائما ان استخدم المختصين في الرياضيات ولكن هؤلاء لايستطيعون استخدامي ابدا) قال توماس اديسون عن الصمم الذي كان مصاب به (ان هذا الصمم الجزئي لهو نعمه من بعض النواحي, لأن الضوضاء الخارجيه لاتستطيع ان تشوش افكاري ) يقول لصديقه آدمس(ان علي ان اعمل الكثير والحياة قصيره ويجب ان استعجل) قال توماس اديسون "لم يكن أمامى ألا أن أنجح فقد أعطيت الفشل عشرة ألآف نجاح خلال عشرة ألآف تجربة سابقة فاشلة و لم يعود لدى أى شىء أخر لأقدمه له" فمن الجدير بالذكر ان اديسون قبل اختراعه المصباح الكهربائي قد حاول أكثر من 900 محاولة لهذا الاختراع العظيم و لم يسمها محاولات فاشلة بل أسماها تجارب لم تنجح .. و لنا هنا أن نتعلم من هذا المخترع الصبر و الثقة بالنفس و التفاؤل فالصبر مقتاح الفرج ان الله مع الصابرين
|
#56
|
|||
|
|||
ليوناردو دافينشي من نيسان أبريل 1452 إلى أيار مايو 1519 ليوناردو دافينشي (1452 - 1519 م) يعد من أشهر فناني النهضةالايطاليين على الإطلاق مشهور كرسام , نحات , معماري وعالم. كانت مكتشفاته وفنونه نتيجة شغف الدائم على المعرفة والبحث العملي. له الأثر الكبير في مجال الفن والرسم على مدراس الفن بإيطاليا لأكثر من قرن بعد وفاته وأبحاثه العملية خاصة في مجال علم التشريح البصريات وعلم الحركة والماء حاضرة ضمن العديد من اختراعات عصرنا الحالي. وقيل عنه إن ريشته لم تكن لتعبر عما يدور بذهنه من أفكار وثابة حتى قال عنه ب. كاستيلون: «من الطريف جدا أن الرسام الأول في العالم كان يكره الفن، وقد انصرف إلى دراسة الفلسفة، ومن هذه الفلسفة تكونت لديه أغرب المفاهيم، وأحدث التصورات، ولكنه لم يعرف أن يعبر عنها في صوره ورسومه». البدايات في فلورنسا: ولد ليوناردو في بلدة صغيرة تدعى فينيشي , توسكانا , قرب فلورنسا (Vinci in Tuscany near Florence). ابن غير شرعي لعائلة غنية أبوه كاتب العدل وأمه الفلاحة مما جعله يفتقد حنان الأم في حياته. في منتصف القرن الرابع عشر استقرت عائلته في فلورنسا والتحق ليوناردو بمدارس فلورنسا حيث تلقى أفضل ما يمكن أن تقدمه هذه المدينة الرائعة من علوم وفنون ( فلورنسا كانت المركز الرئيسي للعلوم والفن ضمن ايطاليا). بشكل مثير ولافت كان ليوناردو يحرز مكانة اجتماعية مرموقة حيث كان وسيما لبق بالحديث ويستطيع العزف بمهارة إضافة إلى قدرة رائعة على الإقناع. حوالي 1466 التحق ليوناردو في مشغل للفنون يملكه أندريا ديل فيروكيو (Andrea del Verrocchio) الذي كان فنان ذلك العصر في الرسم والنحت مما مكن ليوناردو من التعرف عن قرب على هذه المهنة ونشاطاتها من الرسم إلى النحت. عام 1472 كان قد أصبح عضوا في دليل فلورنسا للرسامين . عام 1476 استمر الناس بالنظر إليه على أنه مساعد (فيروكيو) حيث كان يساعد (فيروكيو) في أعماله الموكلة إليه منها لوحة ( تعميد السيد المسيح) حيث قام بمساعدة ( فيروكيو) برسم الملاك الصغير الجاثم على ركبتيه من اليسار 1470 – يوفوزاي فلورنسا (Uffizi, Florence). عام 1478 استطاع ليوناردو الاستقلال بهذه المهنة وأصبح معلم بحد ذاته. عمله الأول كان رسم جداري لكنيسة القصر القديم أو كما يدعى باﻹيطالية "بالالزو فيكيو" (Chapel of the Palazzo Vecchio) التي لم يتم انجازها . أول أعماله الهامة كانت لوحة توقير ماغي (The Adoration of the Magi) التي بدأ بها عام 1481 وتركها دون إنهاء,التي كانت لدير راهبات القديس سكوبيتو دوناتو فلورنسا (San Donato a Scopeto). من لوحاته الأولى بينوس مادوناthe Benois Madonna (1478)أعمال أخرى ارتبطت بجملة أعماله خلال شبابه: لوحة بينوس مادونا 1478 ملاذ القديس بطرسبرغ (Benois Madonna) و تمثال لوجه جينفيرا دي بينتشي (Ginevra de' Benci) الموجود في المتحف الوطني واشنطن وبعض الأعمال غير المنجزة مثل القديس جيروم 1481 بينا كوتيسا- الفاتيكان (Saint Jerome in Pinacoteca , Vatican نصب تذكاري ل ليوناردو دافينشي .فلورنسا . يوفوزاي حياته في ميلانو: من لوحاته الأولى بينوس مادوناthe Benois Madonna (1478) في عام 1482 التحق ليوناردو بخدمة دوق ميلانو لودوفيكو سفورزا (Ludovico Sforza) بعد أن صرح له عبر رسالة بأنه قادر على صنع تماثيل من المرمر والطين والبرونز و بناء جسور متنقلة ومعرفته بتقنية صنع قاذفات القنابل والمدافع والسفن والعربات المدرعة إضافة للمنجنيق وأدوات حربية أخرى. عين آنذاك بصفة مهندس أساسي كما كان أيضا معماري وساعد الرياضي المشهور الايطالي لوكا باتشولي (Luca Pacioli) في عمله المشهور ديفينا بروبورتيونه (1509 Divina Proportione) معظم الدلائل أثبتت أن ليوناردو كان معلماً ولديه تلاميذ في ميلانو حيث من المفروض أنهم المقصودين ضمن رسائله المتعددة المعروفة ب (أبحاث حول الرسم) أهم أعماله خلال تواجده في ميلانو كان لوحة (عذراء الصخور)التي رسمها مرتين حيث تم رفض الأولى وقبول الثانية: عذراء الصخور النسخة الثانيةالأولى رسمها 1483- 1485 وهي موجودة في متحف اللوفر. الثانية رسمها 1490 – 1506 وموجدة ضمن المعرض الوطني - لندن. لوحة (العشاء الأخير) التي كانت باكورة أعمله وأخذت منه جهد جبار وهي عبارة عن لوحة زيتية جداريه في حجرة طعام دير القديسة ماريا ديليه غراتسيه ميلانو (Maria delle Grazie) للأسف فإن استخدامه التجريبي للزيت على الجص الجاف الذي كان تقنيا غير ثابت أدى إلى سرعة دمار اللوحة وبحلول عام 1500 بدأت اللوحة فعلا بالاهتلاك والتلف . جرت محاولات خلال عام 1726 لإعادتها إلى وضعها الأصلي إلا أنها باءت بالفشل. في عام 1977 جرت محاولات جادة باستخدام آخر ما توصل إليه العلم والحاسب آنذاك لإيقاف تدهور اللوحة وبنجاح تم استعادة معظم تفاصيل اللوحة بالرغم من أن السطح الخارجي كان قد بلي وزال. عذراء الصخور النسخة الثانيةخلال إقامته الطويلة في ميلانو قام ليوناردو برسم العديد من اللوحات إلا أن أغلبهم فقد أو ضاع كما قام بإنشاء تصاميم لمسارح وتصاميم معمارية ونماذج لقبة كاتدرائية ميلانو. إلا أن أضخم أعماله في ذلك الوقت كان النصب التذكاري ل فرانشيسكو سفورزا (Francesco Sforza) وهو والد (لودوفيكو) ضمن فناء ( قلعة سفورزيكو) كانون الأول ديسمبر 1499. لكن عائلة سفورزا كانت قد اقتيدت على يد القوى الفرنسية العسكرية وترك ليوناردو العمل دون إكمال حيث حطم بعد استخدامه كهدف من قبل رماة السهام الفرنسيين فعاد ليوناردو إلى فلورنسا عام 1500. العربة المدرعة من تصميم ليوناردو فلورنسا مرة أخرى:في عام 1502 التحق ليوناردو بخدمة دوق روماغنا سيزار بورجا (Cesare Borgia) ابن رئيس العسكر التابعين للبابا ألكسندر السادس حيث كانت وظيفته رئيس المعماريين والمهندسين التابعين للدوق حيث أشرف على عمل خاص بالحصن التابع للمنطقة البابوية في مركز إيطاليا. عام 1503 أصبح عضو ضمن مجموعة من الفنانين مهمتهم تقدير المكان الأنسب لتمثال (دايفيد) المشهور من الصلصال والرخام والذي قام بنحته الفنان مايكل أنجلو ( 1501 – 1504 ) فلورنسا. كما خدم ليوناردو في حرب ضد بيزا كمهندس وفي نهاية العام بدأ ليوناردو بتصميم زخرفة لقاعة ( فيتشيو) الضخمة حيث كان موضوع الزخرفة هو معركة أنغياري (Battle of Anghiari) نصر فلورنسا ضد بيزا. حيث قام بالعديد من الرسومات وأنجز الرسم التمهيدي بالحجم الطبيعي على القاعة عام 1505 لكن مع الأسف ترك عمله دون انجاز كما أن الرسوم كانت قد زالت بحلول القرن السابع عشر ولم يبقى من عمله هذا إلا بضع مخطوطات وبعض الرسوم المنقولة عن الأصلية . من أعماله المثيرة للاهتمام آنذاك كانت رسومه لشخصيات متعددة ( صور لشخصيات تبرز الوجه ) ولم ينج منها إلا لوحته الخالدة والأكثر شهرة على الإطلاق لوحة الموناليزا .( 1503 – 1506 ) موجودة ضمن متحف اللوفر. وتعرف أيضا باسم الجيوكندا وهو من المفترض اسم العائلة الخاص بزوج السيدة. من المعروف تأثر ليوناردو بهذه اللوحة وشغفه بها حيث لم يكن ليسافر دون اصطحابه لهذه اللوحة معه. أسفاره الأخيرة ونهاية حياته: المكان الذي توفي به ليوناردو دافينشي في عام 1506 سافر ليوناردو إلى ميلانو بدعوة من حاكم فرنسا تشارلز دامبيوزيه (Charles d'Amboise) وخلال السنوات اللاحقة أصبح رسام القصر المعتمد للملك لويس الثاني عشر فرنسا. خلال ست سنوات أصبح يتنقل بين ميلانو وفلورنسا حيث غالبا كان يزو أنصاف أشقائه وشقيقاته ويرعى ميراثه. انهمك في ميلانو بمشاريعه الهندسية وعمل على تصميم نصب تذكاري على شكل فارس جان جاكومو تريفولزيو (Gian Giacomo Trivulzio) قائد القوات الفرنسية في المدينة وعلى الرغم من أن المشروع لم يكتمل إلا أن مخططات المشروع ودراساته تم الاحتفاظ بها. من 1514 إلى 1516 عاش ليوناردو في روما تحت ضيافة البابا ليو العاشر حيث عاش في قصر بيلفيديره (Palazzo Belvedere) في الفاتيكان حيث شغل باله بشكل خاص التجارب العلمية. المكان الذي توفي به ليوناردو دافينشيعام 1516 سافر إلى فرنسا ليدخل خدمات الملك فرانسيس الأول. وأمضى سنواته الأخيرة في تشاتيو دو كلو قرب أمبوس (Château de Cloux) حيث توفي عام 1519 عن عمر يناهز 67 عاماً. أسلوب ليوناردو المبدع كان ظاهر بشكل أكبر في لوحة العشاءالأخير حيث قام بتمثيل مشهد تقليدي بطريقة جديدة كلياً. لوحة العشاء الأخير إحدى أعظم ابداعات ليوناردوفبدلا من إظهار الحوارين الاثني عشر كأشكال فردية , قام بجمعهم في مشهد ديناميكي متفاعل . حيث صور السيد المسيح في المنتصف معزولا وهادئاً, وضمن موقع السيد المسيح قام برسم مشهد طبيعي على مبعد من السيد المسيح من خلال نوافذ ضخمة مشكلا خلفية ذات بعد درامي. ومن موقع السيد المسيح بعد أن قام بإعلانه أن أحد الحوارين الجالسين سيخونه اليوم. استطاع ليوناردو تصوير ردة الفعل من هادئ إلى منزعج معبرا بذلك عن طريق حركات إيمائية . لوحة العشاء الأخير إحدى أعظم ابداعات ليوناردو من ضخامة الصورة وعظمة شأنها استطاع ليوناردو أن يسبق الكثيرين من عصره واستلزمت هذه اللوحة الكثير من عمليات الترميم (22) عملية انتهت عام 1999 لتعود إلى بعض من رونقها الذي كان. الموناليزا...أشهر أعمال ليوناردو على الإطلاق. الموناليزا (1503-1507) وتأتي شهرتها من سر ابتسامتها الأسطورية فتعتقد تارة أنها تبتسم وتارة أخرى أنها تسخر منك. على كل فقد استخدم ليوناردو تقنيتين هامتين في هذه اللوحة كان ليوناردو رائد هذه التقنيات ومعلمها. الأولى : سفوماتو (Sfumato) وتعني تقنية تمازج الألوان. وهي وصف الشخصية أو رسمها ببراعة وذلك باستخدام تحولات الألوان بين منطقة وأخرى بحيث لا تشعر بتغيير اللون مشكل بذلك بعدا شفاف أو تأثير مبهم...وتجلت هذه التقنية بوضوح في ثوب السيدة وفي ابتسامتها. الثانية : كياروسكورو (Chiaroscuro) وهي تقنية تعتمد على الاستخدام الأمثل للضوء والظلال لتكوين الشخصية المطلوبة بدقة عالية جدا..وتظهر هذه التقنية في يدي السيدة الناعمتين حيث قام ليوناردو بإضافة تعديلات عبر الإضاءة والظل مستخدما تباين الألوان لإظهار التفاصيل . قائمة ببعض أعماله الفنية: لوحة تعميد المسيح 1472-1475 لوحة البشارة 1475 لوحة "جينفرا دي بينسي" 1475 لوحة العشاء الأخير 1498 موناليزا - 1503-1505/1506
|
#57
|
|||
|
|||
موسوليني سفاح ايطاليا وقائد الفاشية ببينيتو موسوليني (29 يوليو1883 - 28 ابريل1945) هو حاكم إيطاليا ما بين 1922و1943. كان موسوليني في فترة حكمه رئيس الدولة الإيطالية ورئيس وزرائها وفي بعض المراحل وزير الخارجية والداخلية. من مؤسسي الحركة الفاشية الإيطالية وزعمائها. سمي ب الدوتشة (بالإيطالية: Il Duce) أي القائد. دخل حزب العمال الوطني ولكنه خرج منه بسبب معارضة الحزب لدخول إيطاليا الحرب عمل موسولني في تحرير صحيفة افانتي (إلى الامام)ومن ثم أسس ما يعرف بوحدات الكفاح التي أصبحت النواة لحزبه الفاشي الذي وصل به الحكم بعد المسيرة التي خاضها من ميلانوا في الشمال حتى روما في الوسط دخل الحرب العالميه الثانية مع دول المحور أعدم مع أعوانه السبعة عشر في ميدان "دونجو" بميلانو على يد الشعب الإيطالي عام 1945. ولد بينيتو موسوليني 29 يوليو1883 وترعرع في قرية دوفو دينو بريدابيو قرية صغيرة بشمال إيطاليا .من ابوين إيطاليين روزا واليساندرو موسوليني.وسمي بنيتو على اسم الرئيس الاصلاحي المكسيكي بينيتو خواريس. وكانت والدته معلمة وأبوه حداد . كانت عائلته فقيرة كسائر عائلات الاقارب والجيران وعندما كان موسوليني طفلا كان همجي ومتهور. ومنع من دخول كنيسة والدته لسوء سلوكه فكان يرمي رواد الكنيسة بالحجارة.اضطر إلى دخول المدرسة متاخرا في مدرسة داخلية. لم يكن كثير الكلام ولكنه كان يجيد استعمال قبضته.. عندما كان في الثامنة من عمره كان يسرق ودائم الشجار مع بقية أقرانه . وكان دائم المشاكل في المدرسة وقد طرد من المدرسة لطعنه ولد آخر بالسكين في بطنه. في عام 1902 هاجر إلى سويسرا هربا من الخدمة العسكرية. خلال هذه الفترة لم يستطع العثور على عمل دائم فيها ، وتم القبض عليه بتهمة التشرد وسجن ليلة واحدة. ففي صبيحة يوم 24 يوليو1902، أُوقف من طرف الشرطة تحت جسر قضى تحته ليلته. لم يكن بحوزته حينها إلا جواز سفر وشهادة التخرج من مدرسة المعلمين و15 سنتيما. اشتغل مدرسا مؤقتا للصف الابتدائي في بلدة غوالتياري لكن لم يتمّ تجديد عقد عمله بسبب علاقة أقامها مع سيدة كان زوجها متغيبا لأداء الخدمة العسكرية. قضى موسوليني الأشهر الأولى من عام 1904 بين جنيف وآنماس (في فرنسا المجاورة) في عقد اجتماعات وإلقاء محاضرات ذات طابع سياسي ونقابي إضافة إلى مراسلات صحفية مع منشورات ومجلات اشتراكية وفوضوية. وفي شهر أبريل من عام 1904، أفلت – بفضل تدخل حاسم من سلطات كانتون تيشينو – من الإبعاد مجددا إلى إيطاليا التي حُوكم فيها بتهمة التقاعس عن أداء الواجب العسكري. ثم تحول إلى لوزان حيث سجل في كلية العلوم الاجتماعية وتابع لبضعة أشهر محاضرات عالم الاجتماع فيلفريدو باريت بعد ذلك ، وجد له عملا في مدينة تورينتو ذات الأصول الإيطالية والتي كانت تحت سيطرة النمسا -المجر في شباط / فبراير 1909. هناك اشتغل شغلا إداري للفرع المحلي للحزب الاشتراكي ومحررا لصحيفة اففينيري دل لافوراتوري ( "مستقبل العامل"). في عام 1915 كان تزوج ورزق بابن من دالسير من سوبرامونتي بالقرب ترينتو. نشر رواية رومانسية مبتذلة بعنوان عشيقة الكاردينال بعد عفو عن الهاربين من خدمة الجيش. في الفترة الفاصلة ما بين عامي 1908 و1910، أقام موسيليني في سويسرا لفترات متقطعة. فعمل بنّاء في شركة المقاولات البرية والحديدة في لوغانو حيث تعرف على الزعيم الاشتراكي غوليالمو كانيفاشيني الذي استضافه في بيته. عندما اعلنت إيطاليا عام 1911 الحرب على تركيا وتحركت لغزو ليبيا ، قاد موسوليني ككل الاشتراكيين، مظاهرات ضد الحرب وحوكم وسجن لعدة أشهر، وبعد إطلاق سراحه رحب به الاشتراكيون وعينوه رئيسا لتحرير جريدتهم الوطنية إلى الامام. ثم فجأة ودون مقدمات أو مشاورات مع قيادة الحزب الاشتراكي نشر موسوليني مقالا في الجريدة يطالب فيه إيطاليا بالدخول إلى جانب الحلفاء في الحرب العالمية الأولى، فطرد من عمله والحزب واتهم بالخيانة، وقد فسر هذا التحول بانه قبض مبلغا سريا من الحكومة الفرنسية. بدأت الحرب العالمية الأولى سنة 1914 وقد دخلت إيطاليا الحرب حيث قضى موسوليني عامين بالجيش و بعد انتهاء الحرب كانت إيطاليا تشهد كثيرا من المشاكل. لم يكن العمل متوفرا للجنود العائدين من الحرب.. والأسعار عالية ولم يكن باستطاعة الفقراء شراء حوائجهم. وكانت هناك الاضرابات في المدن وتشكلت العصابات من الفقراء وبدأت بحرق بيوت الاغنياء. وكان الجميع خائفا من شئ ما.وقد استشعر موسوليني مزاج الشعب وحالته النفسية و كان يرى غضب الجنود. لم يكن موسوليني راضي عن حياة الفقراء وكان يريد تغيير ذلك وكان يؤمن بأن العنف هو السبيل الوحيد لتحقيق ذلك. أصبحت الفاشية حركة سياسية منظمه بعد اجتماع ميلانو ، في 23 مارس1919 (أسس موسوليني فاسكي دي كومباتيمنتو في 23 فبراير). بعد فشله في انتخابات 1919، تمكن موسوليني من دخول البرلمان في عام 1921. شكلت الفاشية فرق مسلحة من المحاربين القدامى سميت سكوادريستي لإرهاب الفوضويين والاشتراكيين والشيوعيين. زحف موسوليني بتظاهراته الكبرى التي شارك فيها نحو أربعين الفا من أصحاب القمصان السود الذين جاءوا من مختلف المدن الإيطالية ليحقق مسيرته الكبرى إلى روما المتهرئة عام 1922. هؤلاء الذين لم يكن لهم أي وجود غداة الحرب العالمية الأولى، فاذا بهم خلال سنوات قليلة يصل تعدادهم إلى عشرات الالوف من المضللين، الذين يحملون هوية الحزب الذي شكله موسوليني وينعمون بالامتيازات، وسط أوضاع متردية سياسيا واقتصاديا، هيأت لموسوليني الذي تحول من الاشتراكية إلى الفاشية من جعل حزبه بديلا لدولة لم تعد ذات وجود ومكنه من القيام بحملة ديماغوجية حرك من خلالها الغرائز المتطرفة لعدد كبير من العاطلين عن العمل من الجنود المسرحين، ومن ذوي السوابق الاجرامية، ومن فلول عصابات الاجرام المنظم المافيا والكومورا وفايدا فجعل لهم ايديولوجية متعصبة حد التطرف ليملأ الفراغ السياسي والايديولوجي والروحي المأزوم بسبب الهزيمة المريرة في الحرب العالمية الأولى ونتيجة لعدم تدخل الحكومة تفاقمت المشكلة فقام موسوليني مقابل دعم مجموعة من الصناعيين بالموافقة على استخدام قواته في كسر الاضراب ووقف الانتفاضات الثوريه. عندما فشلت الحكومات الليبراليه التي ترأسها جوفاني جوليتي ، يفانوي بونومي و ويجي فاكتا في وقف انتشار الفوضى . إيطاليا استجابت له بطريقة سحرية في البداية وعاد العمال لمصانعهم والطلاب إلى مدارسهم وبدأ الدوتشي رحلة للسيطرة على السلطة بحيث أصبح في النهاية الحاكم الوحيد الذي لايخضع الا للملك. 2 تشرين الأول/ أكتوبر وباحتفال بمدينة نابولي الجنوبية يصرخ موسوليني اما ان تعطي لنا الحكومة أو سناخذ حقنا بالمسير إلى روما وتجيبه الحشود.. إلى روما.. إلى روما. وبعد تنظيم الفاشيون لمظاهرات و مسيرات التهديد (مارسيا سو روما)"مسيرة روما" (28 أكتوبر1922) ، توجه 14000 فاشي إلى روما بالقطارات والحافلات، ونتيجة الذعر الذي شعرت به الحكومة عرض على موسوليني منصب وزير في الحكومة، وناشد رئيس الوزراء الملك إعلان حالة الطوارىء، لكن الاخير رفض . دعي فيتوري مانويلي الثالث( الملك الإيطالي) موسوليني لتأليف حكومة جديدة وكان عمره آنذاك 39 سنة ، وأصبح اصغر رئيس وزراء في تاريخ إيطاليا في 31 أكتوبر1922 . أهم أعمال موسوليني الفاشية دعا موسوليني إلى اجتماع وفيه أسس حزب سياسي أسماه الحزب الفاشستي.. لكنهم لم يتصرفوا كحزب سياسي وانما كرجال عنف وعصابات وقد لبسوا القمصان السوداء.. قال لهم موسوليني أن عليهم معالجة مشاكل إيطاليا و أن عليهم أن يكونوا رجالا اقوياء.. فعندما يكون هناك أضراب عمالي يأتي الفاشيست ويوسعوا أولئك العمال ضربا وفي صيف 1922 كان هناك اضراب كبير في المواصلات وقد عجزت الحكومة في التعامل مع ذلك ولكن الفاشيست سيروا الحافلات والقاطرات وانهوا ألاضراب.. ووصل ألامر ان طلب ألاغنياء مساعدة الفاشيست لحمايتهم..نجح الفاشيست في ذلك.. وقد هزموا الشيوعيين في الشوارع وأرغموهم على شرب زيت الخروع. وكان الشعب يطالب بزعيم قوي مثل موسوليني ليقود البلاد.. وقال موسوليني أنه الوقت المناسب للاستيلاء على السلطة. وفي أكتوبر قاد موسوليني مسيرة كبرى إلى مدينة روما حيث قال لأتباعه سوف تعطى لنا السلطة و الا سوف نأخذها بأنفسنا وهكذا أصبحت القمصان السود والهراوة علاقتين تميزان حركة موسوليني حتى اعيدت تسميتها لتصبح الفاشية، لكنها بقيت حركة هامشية، ففي انتخابات 1919 لم يفز أي فاشي بمقعد في البرلمان وحصل موسوليني نفسه على 4000 صوت فقط في مدينة ميلانو مقابل 180 الف للاشتراكيين، وعندما كتبت مجلة إلى الامام الاشتراكية تنعي خسارة موسوليني في الانتخابات، هوجم مقر الحزب الاشتراكي بالقنابل، وحين داهم البوليس مكاتب مجلة موسوليني وجد قنابل ومتفجرات فسجن أربع سنوات واطلق سراحه. 1921 - موسوليني يعلن نفسه "دوتشي" الحزب الفاشي. حتى عام 1926 ، استمر قمع الحكومة لمؤسسات الحكم المنتخبة وقُتل القادة الذين عارضوا الفاشيين. في نيسان 1926 حُرّمت الاضرابات، سُنّت قوانين عمل جديدة وأُلغي الأول من ايار. بدأ موسوليني بالتغيير في إيطاليا حيث بدأ بإلغاء كل الأحزاب الأخرى.. فكان على الشعب أن يصوت للحزب الفاشيستي فقط وكان على الشباب أن يتعلموا مبادئ الفاشيست و كان يقول لهم موسوليني <<أن تعيش يوما واحدا مثل الأسد خير لك من أن تعيش مائة عام مثل الخروف>>. كان على الصغار الالتحاق بمعسكرات التسييس الفاشيستية وكان يتم إعدادهم كجنود صغار وكان عليهم الإيمان / الطاعة / القتال. كان الفاشيون ينظمون غارات في الأرياف وهم في شاحناتهم، يدخلون المزارع المعروفة بانها اشتراكية، فيقتلون الناس أو يعذبونهم . فبعد أن شتتوا الحزب الشيوعي واغتالوا العديد من قادته، وأزاحوا مؤسساته النقابية وجمعياته التعاونية، بدأوا حربهم الثقافية، في طبخ كل النزعات والاتجاهات والأساليب في الأدب والفن في وعاء الاتجاهات القومية ، الذي تختلط فيه الفنون والآداب والدعاية، باتجاه منغلق ومعاد لأية قومية أخرى، أو اتجاه آخر وبهدف معلن هو تحرير الثقافة الإيطالية وتوحيد إشكالها ومقاييسها لتتطابق وتتجانس مع فكر الدوتشي. امتلأت الساحات والشوارع بتماثيل موسوليني وبجداريات كبيرة تخلد أفعاله، كما بدأت حركة تنظيم شاملة للأطفال والفتيان وطلبة المدارس والجامعات على استخدام السلاح وحفظ الأناشيد القومية الفاشية، وبدأت حملة تجريد العشرات من الصحفيين من هوياتهم في النقابات الصحفية، كما أغلقت جميع الصحف والمجلات الأدبية. مع إجبار الناس على وضع صوره في غرف النوم وان توقد العوائل الشموع بعيد ميلاده وانتزع رجاله الحلي الذهبية من النساء ودبل الزواج من أصابع المتزوجين. كم تشكلت لجان في طول البلاد الإيطالية وعرضها من كتاب الدولة وأساتذتها لإصدار قوائم سوداء بالمثقفين المحظورين، وبأسماء الكتب المعادية التي يجب حرقها وإتلافها ومنعها من التداول. السياسة الخارجية اخذ موسوليني يلوح بقوته الهائلة وقدرته على تعبئة اثنى عشر مليونا مسلحين بأحدث الأسلحة، في حين أن الرقم الحقيقي لم يكن يعدو المليونين. اما الطائرات والبوارج والدبابات الثقيلة التي طالما تحدث عنها، فلم يكن لها وجود، فلم تكن قواته تملك سلاحا أثقل من العربات المصفحة التي تزن ثلاثة أطنان. وظل موسوليني يصر على" ان الفاشية لا تؤمن بإمكانية ولا بفائدة السلم الدائم، الفاشية تفهم الحياة كواجب ونضال وقهر". السياسة الخارجية التي اتبعها النظام الفاشي تجنبت خيار السلام، واعتبرته ظاهرة متعفنة. وبالمقابل، دعمت فكرة إعادة مجد الإمبراطورية الرومانية القديمة، وطمحت لتوسيع مناطق نفوذ إيطاليا. حتى بداية الحرب العالمية الثانية، وإقامة محور برلين- روما-طوكيو، كانت إيطاليا قد احتلت اثيوبيا (1935)، وحاربت مع نظام فرانكو الفاشي في اسبانيا (بين الأعوام 1939-1936)، واحتلت البانيا (نيسان 1939). تحالف هتلر مع موسوليني "معاهدة فيرساي" التي حسمت الحرب العالمية إلأولى وعمل على إحياء العمل بالتجنيد الإلزامي وكان يرمي إلى تشييد جيش قوي مسنود بطيران وبحرية يُعتد بها وفي نفس الوقت، إيجاد فرص عمل للشبيبة الألمانية شهدت فترة حكم الحزب النازي لألمانيا انتعاشاً اقتصادياً مقطوع النظير، وانتعشت الصناعة الألمانية انتعاشاً لم يترك مواطناً ألمانيا بلا عمل. وتم تحديث السكك الحديدية والشوارع وعشرات الجسور مما جعل شعبية الزعيم النازي هتلر ترتفع إلى السماء. كان موسوليني يريد لإيطاليا ان تكون دولة عظمى وكان مستعدا لخوض الحروب من أجل ذلك. صادق الزعيم الألماني أدولف هتلر الذي كان معجبا به وفي سنة 1939 عقدت إيطاليا و ألمانيا معاهدة سميت بالحلف الفولاذي وكانت إيطاليا في حاجة إلى أربعة سنوات حتى تستعد للدخول في الحرب ولكن الحرب نشبت بعد ذلك بعامين ولم يكن موسوليني كثير القلق بخصوص الحرب لأنه ظن أنها ستنتهي في عدة أشهر بانتصار ألمانيا . كان يحلم علنا بأن يسيطر على كل حوض البحر الأبيض المتوسط، ويحوله إلى بحيرة إيطالية وأن ينشىء إمبراطورية تمتد من الحبشة إلى ساحل غينيا الغربي، وكان يدعو إلى زيادة النسل ليزيد عدد الإيطاليين فيمكنهم بالتالي استعمار واستيطان هذه الإمبراطورية الشاسعة، تسلم موسوليني زعامة إيطاليا وغير سياسة إيطاليا اللينة فيليبيا إلى الشدة. فنقض الاتفاقات المعقودة مع الليبين ورفض الاعتراف بالمحاكم الشرعية في المناطق التي يسيطر عليها الطليان، وأبى إلا أن يكون الجميع خاضعاً لإيطاليا، وعين لهذا الغرض حاكماً جديداً هو «بونجيوفاني» ومنحه سلطة مطلقة في حكم ليبيا وزوده بصلاحيات واسعة وجيش كبير بقيادة اللواء «رودولفو جرتزيانى» واللواء «بادوليو» . فأمر المفوّض السامي الإيطالي الجديد بحل معسكرات القبائل في ولاية برقة. وأمر قواته باحتلال مركز القيادة السنوسية أجدابيا في عام 1923م. أثناء محاولاته اليائسة تنفيذ خطته في ترسيخ الاستيطان الاستعماري في ليبيا ، قتل 200،000 نسمة من المواطنين الليبين طوال ثلاث سنوات فقط قبل عثوره على الثائر عمر المختار واعتقاله. حيث قررت المحكمة إعدام المختار رغم سنه الذي جاوز الخامس والسبعين، فأعدم في اليوم التالي في 16 سبتمبر1931 بمركز «سلوق» في بنغازي. وقد واصل الإيطاليون استباحتهم للشعب الليبي، فوصل عدد الشهداء إلى ""570928"" شهيد إضافة إلى مصادرتهم الأراضي الليبية من أصحابها، وشجعوا هجرة الإيطاليين إلى ليبيا وأمدوهم بالأموال وفتحوا لهم المدارس. 9 نوفمبر1939 أي قبل أندلاع الحرب العالمية الثانية بتسعة أشهر، اصدر موسوليني مرسوما بضم ليبيا (طرابلس و برقة) وجعلها جزءا من الوطن الام (ليبيا بالأصل تطلق على الصحراء التي تقع غرب نهر النيل وجنوب برقة وطرابلس). مع منح السكان الجنسية الإيطالية وألزامهم على تعلم اللغة ومن عارضه هتك عرضه، و أمر بالقاء كثيراً من الناس من الطائرة وهم أحياء إلى غير ذلك من الأعمال الوحشية. غزا اثيوبيا في أكتوبر 1935، دون إعلان حرب على اعتبار انها اقل من أن تستحق هذا الشرف، وكان لتوه قد انتهى من سحق ثورة عمر المختار في ليبيا بوحشية بالغة. وفي 25 أكتوبر1936، تحالف هتلر مع الفاشي موسوليني الزعيم إلإيطالي واتسع التحالف ليشمل اليابان، هنغاريا ، رومانيا و بلغاريا بما يعرف بحلفاء المحور. في 5 نوفمبر1937، عقد هتلر اجتماعاً سريّاً في مستشارية الرايخ وأفصح عن خطّته السرية في توسيع رقعة الأمة الألمانية الجغرافية. القوى الغربية فشلت في التحالف مع إلاتحاد السوفييتي وأختطف هتلر الخلاف الغربي السوفييتي وأبرم معاهدة "عدم اعتداء" بين ألمانيا وإلاتحاد السوفييتي مع ستالين في 23 اغسطس 1939 وفي 1 سبتمبر1939 غزا هتلربولندا ولم يجد إلانجليز والفرنسيين بدّاً من إعلان الحرب على ألمانيا. كانت الحرب عارا على إيطاليا بعد انضمام موسوليني مع هتلر حيث فشل الطليان في احتلال اليونان ثلاثة مرات حتى جاء هتلر لنجدتهم وفي ليبيا لم يكونوا بأحسن حال حيث أنهزموا أمام البريطانيين وفي آخر ألامر وضع موسوليني جيشه تحت أمرة الألمان. حروب هتلر كانت سيئة بالنسبة للطليان ولكن موسوليني كان يتبع خطاه في كل شئ .حتى عندما احتل هتلر روسيا. أرسل موسوليني جنود إيطاليا إلى هناك. وبعدها بقليل كانت إيطاليا في حرب مع أميركا. بحلول عام 1942 كانت إيطاليا على الهاوية. جيشها مهزوم وجائع ولديهم نقص في العتاد والسلاح، وكان هناك نقص في المؤن داخل إيطاليا نفسها. وغضب الشعب وتوجه ضد الحرب ورأى أن موسوليني قد كذب عليهم حتى وصل الأمر أن بلادهم قد احتلت من قبل الجيوش البريطانية والأميركية وأصبح موسوليني عدو الشعب الأول. وأمر الملك بأعتقاله فاعتقل وكان سجنه عبارة عن فندق في منتجع للتزلج في أعالي الجبال. نهايته في يوم 18 ابريل1945، بينما الحلفاء على وشك دخول بولندا والروس يزحفون نحو برلين، غادر موسوليني مقر اقامته في سالو رغم اعتراضات حراسه الألمان، فظهر في ميلانو ليطلب من اسقف المدينة أن يكون وسيطا بينه وبين قوات الأنصار للاتفاق على شروط التسليم التي تتضمن إنقاذ رقبته، إلا أن قيادة الأنصار التي كان يسيطر عليها الحزب الشيوعي الإيطالي اصدرت أمرا بإعدامه، وتابع هو رحلته بالسيارة متخفيا ومعه عشيقته كلارا ليخوض ما اسماه بمعركة الشرف الكبرى والأخيرة، وعندما وصل إلى مدينة كومو القريبة من الحدود السويسرية تبين أنه كان واهما وأن أنصاره المخلصين لا يزيدون على عدة عشرات من الأشخاص، اخذوا ينفضون من حوله بسرعة عندما شاهدوا الزعيم يهذي وبه مس من الجنون.في 25 أبريل كان في كومو مدينة عشيقته الأخيرة " كلارا " و منها كتب آخر رساله له الي زوجته " راخيلا " يطلب منها الهروب إلى سويسرا. في 26 أبريل زاد خوفه ففر إلى ميناجيو مدينة عشيقته الأخرى " أنجيلا. حاول موسوليني الهرب مع عشيقته كلارا باختبائه في مؤخرة سيارة نقل متجها إلى الحدود ولكن السائق أوقف السيارة وأمرهم بالنزول وأخذ بندقيته وأخبرهم بأنه قاتلهم باسم الشعب الإيطالي.
اعتقل الدوتشي وعشيقته كلارا بيتاتشي في 26 ابريل1945 في دونغو في منطقة بحيرة كومو شمال البلاد فيما كانا يحاولان الفرار إلى سويسرا . في اليوم التالي أتت الأوامر من مجلس جبهة التحرير الشعبيه بإعدام موسيليني و جاء العقيد "فاليريو" الذي أنضم سرا للجبهة إلى مكان اعتقال موسوليني و أخبره بأنه جاء لينقذه و طلب منه مرافقته إلى المركبة التي كانت في الانتظار. ذهب به إلى فيلا بيلموت المجاورة حيث كان في إنتظارهم فرقه من الجنود. كانت جبهة التحرير قد قبضت على أغلب معاونيه و حددت 15 شخصا منهم بإعدامهم و في يوم 29 أبريل تم تجميعهم بما فيهم موسوليني و عشيقته "كلارا" و تم نقلهم ليـُـشنقوا مقلوبين من أرجلهم في محطة البنزين في مدينة ميلانو. وعرضت جثتاهما مع جثث خمسة قادة فاشيين آخرين في ساحة عامة في ميلانو معلقة من الارجل أمام محطة لتزويد الوقود. وجاءت الجماهير تسبهم وتشتمهم وتبصق عليهما وترميهما بما في أيديهم. وفقدت الجماهير السيطرة على نفسها فأخذت بإطلاق النار على الجثتين وركلهما بالأرجل. وفي القرى والمدن قتل كثير من الفاشيست حيث وضعت جثثهم في سيارات نقل الاثاث وتجولت بهم في شوارع ميلان. وبعد انتهاء كل شئ أخذت الجثث ودفنت سرا في ميلانو. وفي سنة 1957 سلمت جثة موسوليني لأهله لتدفن قرب مدينته التي ولد بها.
|
#58
|
|||
|
|||
عمر المختار اسد الصحراء عمر المختار ( 20 أغسطس1861 - 16 سبتمبر1931) الملقب بشيخ الشهداء أو أسد الصحراء قائد أدوار السنوسية بالجبل الأخضر . مقاوم ليبي حارب قوات الغزو الايطالية منذ دخولها أرض ليبيا إلى عام 1931. حارب الإيطاليين وهو يبلغ من العمر 53 عاماً لأكثر من عشرين عاما في أكثر من ألف معركة، واستشهد باعدامه شنقاً وتوفي عن عمر يناهز 73 عاما. وقد صرح القائد الايطالي "أن المعارك التي حصلت بين جيوشه وبين السيد عمر المختار 263 معركة، في مدة لا تتجاوز 20 شهرا فقط". نسبه هو عمر المختار محمد فرحات ابريدان امحمد مومن بوهديمه عبد الله – علم مناف بن محسن بن حسن بن عكرمه بن الوتاج بن سفيان بن خالد بن الجوشافي بن طاهر بن الأرقع بن سعيد بن عويده بن الجارح بن خافي (الموصوف بالعروه) بن هشام بن مناف الكبير، من كبار قبائل قريش من بيت فرحات من قبيلة بريدان وهي بطن من قبيلة المنفة أو المنيف و التي ترجع إلى قبائل بني مناف بن هلال بن عامر أولى القبائل الهلالية التي دخلت برقة. أمه عائشة بنت محارب. مولده ونشأته ولد عمر المختار سنة 1860 م في قرية جنزور الشرقية منطقة بئر الأشهب شرق طبرق في بادية البطنان في الجهات الشرقية من برقة التي تقع شرقي ليبيا. تربى يتيما، لذلك كان كفله حسين الغرياني، عم الشارف الغرياني حيث وافت المنية والده المختار بن عمر وهو في طريقه إلى مكة المكرمة وكانت بصحبته زوجته عائشة. تلقى تعليمه الأول في زاوية جنزور على يد امام الزاوية الشيخ العلامه عبد القادر بوديه احد مشائخ الحركه السنوسيه ، ثم سافر إلى الجغبوب ليمكث فيها ثمانية أعوام للدراسة والتحصيل على كبار علماء ومشايخ السنوسية في مقدمتهم الإمام السيد المهدي السنوسي قطب الحركة السنوسية، فدرس علوم اللغة العربية والعلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ولكنه لم يكمل تعليمه كما تمنى. ظهرت عليه علامات النجابة ورزانة العقل، فاستحوذ على اهتمام ورعاية أستاذه السيد المهدي السنوسى مما زاده رفعة وسمو، فتناولته الألسن بالثناء بين العلماء ومشايخ القبائل وأعيان المدن حتى قال فيه السيد المهدي واصفاً إياه " لو كان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم". لثقة السنوسيين به ولوه شيخا على زاوية القصور بالجبل الاخضر. اختاره السيد المهدي السنوسي رفيقا له إلى السودان الأوسط (تشاد) عند انتقال قيادة الزاوية السنوسية اليها فسافر سنة 1317 هـ. وقد شارك عمر المختار فترة بقائه بتشاد في الجهاد بين صفوف المجاهدين في الحرب الليبية الفرنسية في المناطق الجنوبية (السودان الغربي،تشاد) وحول واداي. وقد استقر المختار فترة من الزمن في قرو مناضلاً ومقاتلاً, ثم عين شيخاً لزاوية (عين كلكه) ليقضي فترة من حياته معلماً ومبشراً بالإسلام في تلك الأصقاع النائية. بقي هناك إلى ان عاد إلى برقة سنة 1321 هـ واسندت اليه مشيخة زاوية القصور للمرة الثانية. معلم يتحول إلى مجاهد عاش عمر المختار حرب التحرير والجهاد منذ بدايتها يوماً بيوم, فعندما أعلنت إيطاليا الحرب على تركيا في 29 سبتمبر1911م, وبدأت البارجات الحربية بصب قذائفها على مدن الساحل الليبي, درنةوطرابلس ثم طبرقوبنغازيوالخمس, كان عمر المختار في تلك الأثناء مقيما في جالو بعد عودته من الكفرة حيث قابل السيد أحمد الشريف, وعندما علم بالغزو الإيطالي فيما عرف بالحرب العثمانية الإيطالية سارع إلى مراكز تجمع المجاهدين حيث ساهم في تأسيس دور بنينه وتنظيم حركة الجهاد والمقاومة إلى أن وصل السيد أحمد الشريف قادماً من الكفرة. وقد شهدت الفترة التي أعقبت انسحاب الأتراك من ليبيا سنة 1912م وتوقيعهم "معاهدة لوزان" التي بموجبها حصلت إيطاليا ليبيا، أعظم المعارك في تاريخ الجهاد الليبي, منها على سبيل المثال معركة يوم الجمعة عند درنة في 16 مايو1913م حيث قتل فيها للأيطاليين عشرة ضباط وستين جنديا وأربعمائة فرد بين جريح ومفقود إلى جانب انسحاب الإيطاليين بلا نظام تاركين أسلحتهم ومؤنهم وذخائرهم, ومعركة بو شمال عن عين ماره في 6 أكتوبر1913, وعشرات المعارك الأخرى. وحينما عين أميليو حاكماً عسكريا لبرقة, رأى أن يعمل على ثلاث محاور:
لكن القائد الإيطالي وجد نار المجاهدين في انتظاره في معارك أم شخنب وشليظيمة والزويتينة في فبراير1914م, ولتتواصل حركة الجهاد بعد ذلك حتى وصلت إلى مرحلة جديدة بقدوم الحرب العالمية الأولى. الفاشيست والمجاهدون بعد الانقلاب الفاشي في إيطالي في أكتوبر 1922, وبعد الانتصار الذي تحقق في تلك الحرب إلى الجانب الذي انضمت إليه إيطاليا. تغيرت الأوضاع داخل ليبيا واشتدت الضغوط على السيد محمد إدريس السنوسي, واضطر إلى ترك البلاد عاهداً بالأعمال العسكرية والسياسية إلى عمر المختار في الوقت الذي قام أخاه الرضا مقامه في الإشراف على الشئون الدينية. بعد أن تأكد للمختار النوايا الإيطالية في العدوان قصد مصر عام 1923م للتشاور مع السيد إدريس فيما يتعلق بأمر البلاد, وبعد عودته نظم أدوار المجاهدين, فجعل حسين الجويفي على دور البراعصة ويوسف بورحيل المسماري على دور العبيدات والفضيل بوعمر على دور الحاسة، والمجاهد المخضرم الذي لم يذكر قط صالح الطلحى(قبيله الوطن الشرقى الاصليين) وتولى هو القيادة العامة. بعد الغزو الإيطالي على مدينة اجدابيا مقر القيادة الليبية, أصبحت كل المواثيق والمعاهدات لاغية, وانسحب المجاهدون من المدينة وأخذت إيطاليا تزحف بجيوشها من مناطق عدة نحو الجبل الأخضر مثل البيضاءوسوسهوشحات, وفي تلك الأثناء تسابقت جموع المجاهدين إلى تشكيل الأدوار والإنضواء تحت قيادة عمر المختار, كما بادر الأهالي إلى إمداد المجاهدين بالمؤن والعتاد والسلاح, وعندما ضاق الإيطاليون ذرعا من الهزيمة على يد المجاهدين, أرادوا أن يمنعوا عنهم طريق الإمداد فسعوا إلى احتلال الجغبوب ووجهت إليها حملة كبيرة في 8 فبراير1926م, وقد شكل سقوطها أعباء ومتاعب جديدة للمجاهدين وعلى رأسهم عمر المختار, ولكن الرجل حمل العبء كاملاً بعزم العظماء وتصميم الأبطال. لاحظ الإيطاليون أن الموقف يملي عليهم الاستيلاء على منطقة فزان لقطع الإمدادات على المجاهدين, فخرجت حملة في يناير1928م, ولم تحقق غرضها في احتلال فزان بعد أن دفعت الثمن غاليا. ورخم حصار المجاهدين وانقطاعهم عن مراكز تموينهم, إلا أن الأحداث لم تنل منهم وتثبط من عزمهم, والدليل على ذلك معركة يوم 22 أبريل التي استمرت يومين كاملين, انتصر فيها المجاهدون وغنموا عتادا كثيرا. مفاوضات السلام في سيدي ارحومة توالت الانتصارات, الأمر الذي دفع إيطاليا إلى إعادة النظر في خططها وإجراء تغييرات واسعة, فأمر موسوليني بتغيير القيادة العسكرية, حيث عين بادوليو حاكماً عسكريا على ليبيا في يناير 1929م, ويعد هذا التغيير بداية المرحلة الحاسمة بين الطليان والمجاهدين. تظاهر الحاكم الجديد لليبيا في رغبته للسلام لإيجاد الوقت اللازم لتنفيذ خططه وتغيير أسلوب القتال لدى جنوده، وطلب مفاوضة عمر المختار, تلك المفاوضات التي بدأت في 20 أبريل1929م, استجاب الشيخ لنداء السلام وحاول التفاهم معهم على صيغة ليخرجوا من دوامة الدمار. فذهب كبيرهم للقاء عمر المختار ورفاقه القادة في 19 يونيو1929م في سيدي ارحومه. ورأس الوفد الإيطالي بادوليو نفسه، الرجل الثاني بعد بنيتو موسليني، ونائبه سيشليانو، ولكن لم يكن الغرض هو التفاوض، ولكن المماطلة وشراء الوقت لتلتقط قواتهم أنفاسها، وقصد الغزاة الغدر به والدس عليه وتأليب أنصاره والأهالي وفتنة الملتفين حوله. عندما وجد المختار أن تلك المفاوضات تطلب منه اما مغادرة البلاد إلى الحجاز أو مصر أو البقاء في برقة وانهاء الجهاد والإستسلام مقابل الأموال والإغراءات, رفض كل تلك العروض, وكبطل شريف ومجاهد عظيم عمد إلى الاختيار الثالث وهو مواصلة الجهاد حتى النصر أو الشهادة. تبين للمختار غدر الإيطاليين وخداعهم, ففي 20 أكتوبر1929م وجه نداء إلى أبناء وطنه طالبهم فيه بالحرص واليقظة أمام ألاعيب الغزاة. صحت توقعات عمر المختار, ففي 16 يناير1930م ألقت الطائرات بقذائفها على المجاهدين. غرتسياني دفعت مواقف المختار ومنجزاته إيطاليا إلى دراسة الموقف من جديد وتوصلت إلى تعيين غرسياني وهو أكثر جنرالات الجيش وحشية ودموية. ليقوم بتنفيذ خطة إفناء وإبادة لم يسبق لها مثيل في التاريخ في وحشيتها وفظاعتها وعنفها وقد تمثلت في عدة إجراءات ذكرها غرسياني في كتابه "برقة المهدأة":
إنتهت عمليات الإيطاليين في فزان باحتلال مرزق وغات في شهري يناير وفبراير 1930م ثم عمدوا إلى الإشباك مع المجاهدين في معارك فاصلة, وفي 26 أغسطس1930م ألقت الطائرات الإيطالية حوالي نصف طن من القنابل على الجوف والتاج, وفي نوفمبر اتفق بادوليو وغرسياني على خط الحملة من اجدابيا إلى جالو إلى بئر زيغن إلى الجوف, وفي 28 يناير1931م سقطت الكفرة في أيدي الغزاة, وكان لسقوط الكفرة آثار كبيرة على حركة الجهاد والمقاومة.
المختار في الأسر في معركة السانية في شهر أكتوبر عام 1930م سقطت من الشيخ عمر المختار نظارته، وعندما وجدها أحد جنود الطليان وأوصلها لقيادته، فرائها غراتسياني فقال: "الآن أصبحت لدينا النظارة، وسيتبعها الرأس يوماً ما". وفي 11 سبتمبر من عام 1931م، وبينما كان الشيخ عمر المختار يستطلع منطقة سلنطة جنوب مدينة البيضاء في كوكبة من فرسانه، عرفت الحاميات الإيطالية بمكانه فأرسلت قوات لحصاره ولحقها تعزيزات، واشتبك الفريقين في وادي بوطاقة ورجحت الكفة للعدوفأمر عمر المختار بفك الطوق والتفرق، ولكن قُتلت فرسه تحته وسقطت على يده مما شل حركته نهائياً. فلم يتمكن من تخليص نفسه ولم يستطع تناول بندقيته ليدافع عن نفسه، فسرعان ماحاصره العدو من كل الجهات وتعرفوا على شخصيته، فنقل على الفور إلي مرسى سوسه شرق مدينة البيضاء ومن ثم وضع على طراد الذي نقله رأسا إلي بنغازي حيث أودع السجن الكبير بمنطقة سيدي اخريبيش. ولم يستطع الطليان نقل الشيخ براً لخوفهم من تعرض المجاهدين لهم في محاولة لتخليص قائدهم. كان لاعتقاله في صفوف العدو، صدىً كبيراً، حتى أن غراسياني لم يصدّق ذلك في بادىء الأمر، وكان غراتسياني في روما حينها كئيباً حزيناً منهار الأعصاب في طريقه إلي باريس للاستجمام والراحة تهرباً من الساحة بعد فشله في القضاء على المجاهدين في الجبل الأخضر، حيث بدأت الأقلام اللاذعة في إيطاليا تنال منه والانتقادات المرة تأتيه من رفاقه مشككة في مقدرته على إدارة الصراع. وإذا بالقدر يلعب دوره ويتلقى برقية مستعجلة من بنغازي مفادها إن عدوه اللدود عمر المختار وراء القضبان. فأصيب غراتسياني بحالة هستيرية كاد لا يصدق الخبر. فتارة يجلس على مقعده وتارة يقوم، وأخرى يخرج متمشياً على قدميه محدثاً نفسه بصوت عال، ويشير بيديه ويقول: "صحيح قبضوا على عمر المختار ؟ ويرد على نفسه لا، لا اعتقد." ولم يسترح باله فقرر إلغاء أجازته واستقل طائرة خاصة وهبط ببنغازي في نفس اليوم وطلب إحضار عمر المختار إلي مكتبه لكي يراه بأم عينيه. الأسد أسيرا وصل غرسياني إلى بنغازي يوم 14 سبتمبر، وأعلن عن انعقاد "المحكمة الخاصة" يوم 15 سبتمبر1931م, وفي صبيحة ذلك اليوم وقبل المحاكمة رغب غرسياني في الحديث مع عمر المختار, يذكر غرسياني في كتابه (برقة المهدأة): "وعندما حضر أمام مكتبي تهيأ لي أن أرى فيه شخصية آلاف المرابطين الذين التقيت بهم أثناء قيامي بالحروب الصحراوية. يداه مكبلتان بالسلاسل, رغم الكسور والجروح التي أصيب بها أثناء المعركة, وكان وجهه مضغوطا لأنه كان مغطيا رأسه ( بالَجَرِدْ) ويجر نفسه بصعوبة نظراً لتعبه أثناء السفر بالبحر, وبالإجمال يخيل لي أن الذي يقف أمامي رجل ليس كالرجال له منظره وهيبته رغم أنه يشعر بمرارة الأسر, ها هو واقف أمام مكتبي نسأله ويجيب بصوت هادئ وواضح." غراتسياني: لماذا حاربت بشدة متواصلة الحكومة لفاشستية ؟ أجاب الشيخ: من أجل ديني ووطني. غراتسياني:ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه ؟ فأجاب الشيخ: لا شئ إلا طردكم … لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهي فرض علينا وما النصر إلا من عند الله. غراتسياني: لما لك من نفوذ وجاه، في كم يوم يمكنك إن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم ؟. فأجاب الشيخ: لا يمكنني أن أعمل أي شئ … وبدون جدوى نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الأخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح… ويستطرد غرسياني حديثه "وعندما وقف ليتهيأ للإنصراف كان جبينه وضاء كأن هالة من نور تحيط به فارتعش قلبي من جلالة الموقف أنا الذي خاض معارك الحروب العالمية والصحراوية ولقبت بأسد الصحراء. ورغم هذا فقد كانت شفتاي ترتعشان ولم أستطع أن أنطق بحرف واحد, فانهيت المقابلة وأمرت بإرجاعه إلى السجن لتقديمه إلى المحاكمة في المساء, وعند وقوفه حاول أن يمد يده لمصافحتي ولكنه لم يتمكن لأن يديه كانت مكبلة بالحديد." المحاكمة عقدت للشيخ الشهيد محكمة هزلية صورية في مركز إدارة الحزب الفاشستي ببنغازي مساء يوم الثلاثاء عند الساعة الخامسة والربع في 15 سبتمبر1931م، وبعد ساعة تحديداً صدر منطوق الحكم بالإعدام شنقاً حتى الموت، عندما ترجم له الحكم، قال الشيخ "إن الحكم إلا لله … لا حكمكم المزيف ... إنا لله وإناإليه راجعون". وهنا نقلا حرفيا لمحضر المحاكمة كما ورد في الوثائق الإيطالية: إنه في سنة ألف وتسعمائة وواحدة وثلاثين ؛ السنة التاسعة، وفي اليوم الخامس عشر من شهر سبتمبر ، ببنغازي ، وفي تمام الساعة 17 بقصر "الليتوريو" بعد إعداده كقاعة لجلسات المحكمة الخاصة بالدفاع عن أمن الدولة ، والمؤلفة من السادة : - المقدم الكواليير اوبيرتو فانتيري مارينوني، رئيسا بالوكالة، نيابة عن الرئيس الأصيل الغائب لعذر مشروع. - المحامي د. فرانشيسكو رومانو (قاضي مقرر) . - الرائد الكاواليير قوناريو ديليتلو (مستشار ، أصيل ) . - رائد "الميليشيا التطوعية للأمن الوطني (الكواليير جوفاني منزوني ، مستشار أصيل) . - رائد "الميليشيا التطوعية للأمن الوطني (الكواليير ميكيلي مندوليا ، مستشار أصيل) ، والرئيس بالنيابة عن الرئيس الأصيل ، الغائب بعذر مشروع. - بمساعدة الملازم بسلاح المشاة، ايدواردو ديه كريستوفانو (كاتب الجلسة العسكري بالنيابة). للنظر في القضية المرفوعة ضد: عمر المختار، بن عائشة بنت محارب، البالغ من العمر 73 سنة، والمولود بدفنة، قبيلة منفة، عائلة بريدان، بيت فرحات ؛ حالته الاجتماعية : متزوج وله أولاد ، يعرف القراءة والكتابة ، وليست له سوابق جنائية، في حالة اعتقال منذ 12 سبتمبر 1931. المتهم بالجرائم المنصوص عليها وعلى عقوباتها في المواد 284-285-286-575-576 (3)، والمادة 26، البنود: 2 - 4 - 6 - 10 ، وذلك أنه قام ، منذ عام 1911م وحتى القبض عليه في جنوب سلنطة جنوب مدينة البيضاء بمسافة 10كم في 11سبتمبر 1931، بإثارة العصيان وقيادته ضد سلطات الدولة الإيطالية، داخل أراضي المستعمرة ، وباشتراكه في نصب الكمائن للوحدات المعزولة من قواتنا المسلحة وفي معارك عديدة وأعمال الإغارة للسلب والنهب واللصوصية مع ارتكاب جرائم قتل بدافع نزعته إلى القسوة والتوحش، وأعمال البطش والتنكيل، بقصد إحداث الدمار وسفك الدماء لفصل المستعمرة عن الوطن الأم. بعد ذلك سمح للجمهور بدخول قاعة الجلسات، بينما جلس المتهم في المكان المخصص للمتهمين، تحت حراسة عسكرية، وهو طليق اليدين وغير مكبل بأغلال من أي نوع. كما حضر وكيل النيابة العامة السينور "كواليير" أوفيتشالي جوسيبي بيديندو، كمدعي عسكري، والمكلف بالدفاع عن المتهم، المحامي، النقيب في سلاح المدفعية ، روبيرتو لونتانو. يعلن الرئيس افتتاح الجلسة. فيحضر أيضا المترجم السيد نصري هرمس الذي يطلب إليه الرئيس الادلاء ببيانات هويته فيجيب: - نصري هرمس، ابن المتوفى ميشيل، وعمري 53 سنة، ولدت في ديار بكر ببلاد ما بين النهرين (العراق) رئيس مكتب الترجمة لدى حكومة برقة. يكلفه الرئيس بأداء اليمين المقررة، بعد تحذيره حسبما هو مقرر، فيؤديها بصوت عال وبالصيغة التالية: (أقسم بأنني سأنقل الأسئلة إلى الشخص المقرر استجوابه بواسطتي بأمانة وصدق، وبأن أنقل الردود بأمانة ). فيوجه الرئيس، عن طريق الترجمان، أسئلة للمتهم حول هويته، فيدلي بها بما يتفق مع ما تقدم، ومن ثم ينبه عليه بالانصات إلى ما سيسمع. وعند هذه النقطة، يثبت في المحضر طلب وكيل النيابة بإعفاء المترجم نصري من المهمة بسبب وعكة ألمت به والاستعاضة عنه بالكواليير لومبروزو ابن آرونه وماريا قاندوس، المولود بتونس في 27 - 2 - 1891م، ومهنته صناعي. فيكلفه الرئيس بأداء اليمين المقررة، بعد تحذيره نظاميا؛ يتلو كاتب الجلسة صحيفة الاتهام، فيتولى الترجمان ترجمتها للمتهم، ويسرد بعدها قائمة المستندات والوثائق المتصلة بالدعوى، وبعد سردها يكلف الرئيس الترجمان بترجمتها، حيث إن المتهم غير ملم باللغة الإيطالية، ومن ثم يبدأ استجوابه حول الأفعال المنسوبة إليه؛ فيرد عليها، ويتولى الترجمان ترجمة ردود المتهم عليها. يثبت بالمحضر أن المتهم يرد بانتظام عن كل اتهام حسب ما جاء في محضر استجوابه المكتوب ، معترفا بأنه زعيم المقاومة في برقة وبهذه الصفة فهو الفاعل والمحرض لجميع الجرائم التي اقترفت في أراضي المستعمرة خلال العقد الأخير من الزمن، أي الفترة التي ظل خلالها الرئيس الفعلي للمقاومة. وردا عن سؤال، يجيب: منذ عشر سنوات، تقريبا، وأنا رئيس المحافظية. ويثبت هنا أن المتهم ظل يرد عن كل سؤال محدد حول تهمة بعينها، بقوله: (لا فائدة من سؤالي عن وقائع منفردة، وما أرتكب ضد إيطاليا والإيطاليين، منذ عشر سنوات وحتى الآن، كان بإرادتي وإذني، عندما لم أشترك أنا نفسي في تلك الأفعال ذاتها). وردا عن سؤال، يجيب: (كانت الغارات تنفذ أيضا بأمري وبعضها قمت بها أنا نفسي). يعطي الرئيس الكلمة لوكيل النيابة: بعد أن تناول الكلمة، أوجز مطلبه في أن تتكرم المحكمة، بعد تأكيد إدانة المتهم بالجرائم المنسوبة إليه، بإصدار حكم الإعدام عليه وما يترتب عليه من عواقب. ينهي الدفاع بدوره مرافعته بطلب الرأفة بالمتهم. وبعدما أعطى المتهم الكلمة كآخر المتحدثين، يعلن الرئيس قفل باب المناقشة، وتنسحب هيئة المحكمة إلى حجرة المداولة لتحديد الحكم. عادت المحكمة بعد قليل إلى قاعة الجلسات؛ لينطق الرئيس بصوت عال بالحكم بالإدانة، بحضور جميع الأطراف المعنية. فيقوم الترجمان بترجمة منطوق الحكم. أثبت تحريريا كل ما تقدم بهذا المحضر الذي وقع عليه: كاتب المحكمة العسكري. الإمضاء: ادواردو ديه كريستوفانو، الرئيس (المقدم الكاواليير أوميركو مانزولي). كاتب المحكمة العسكرية، الإمضاء: ادواردوديه كريستوفاني (Edoardo De Cristofano). الرئيس: (المقدم الكاواليير أوميركو مانزوني) الإمضاء: أومبيرتو مانزوني (Umberto Marinoni). كاتب المحكمة العسكرية بالنيابة الإعدام في صباح اليوم التالي للمحاكمة الأربعاء، 16 سبتمبر1931 الأول من شهر جمادى الأول من عام 1350 هـ، اتخذت جميع التدابيراللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام الجيش والميليشيا والطيران، واحضر 20 ألف من الأهالي وجميع المعتقلين السياسيين خصيصاً من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم. واحضر الشيخ عمر المختار مكبل الأيدي، وعلى وجهه ابتسامة الرضا بالقضاء والقدر، وبدأت الطائرات تحلق في الفضاء فوق المعتقلين بأزيز مجلجل حتى لا يتمكن عمر المختار من مخاطبتهم، في تمام الساعة التاسعة صباحاً سلم الشيخ إلي الجلاد، وكان وجهه يتهلل استبشاراً بالشهادة وكله ثبات وهدوء، فوضع حبل المشنقة في عنقه، وقيل عن بعض الناس الذين كان على مقربة منه انه كان يأذن في صوت خافت آذان الصلاة، والبعض قال انه تتمتم بالآية الكريمة "يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية" ليجعلها مسك ختام حياته البطولية. وبعد دقائق صعدت روحه الطاهرة النقية إلي ربها تشكو إليه عنت الظالمين وجور المستعمرين. سبق إعدام الشيخ أوامر شديدة الحزم بتعذيب وضرب كل من يبدي الحزن أويظهر البكاء عند إعدام عمر المختار، فقد ضرب جربوع عبد الجليل ضرباً مبرحاً بسبب بكائه عند إعدام عمر المختار. ولكن علت أصوات الاحتجاج ولم تكبحها سياط الطليان، فصرخت فاطمة داروها العبارية وندبت فجيعة الوطن عندما على الشيخ شامخاً مشنوقاً، ووصفها الطليان "بالمرأة التي كسرت جدار الصمت". أما المفارقة التاريخية التي أذهلت المراقبين فقد حدثت في سبتمبر2008 عندما انحنى رئيس الوزارء الإيطالي برلسكوني، وفي حضور الزعيم الليبي معمر القذافي، أمام ابن عمر المختار معتذراً عن المرحلة الاستعمارية وما سببته إيطاليا من مآسٍ للشعب الليبي، وهي الصورة التي قورنت بصورة تاريخية أخرى يظهر فيها عمر المختار مكبلاً بالأغلال قبيل إعدامه. اخر كلمات الشهيد كانت اخر كلمات عمر المختار قبل اعدامه: "نحن لا نستسلم ... ننتصر أو نموت .... وهذه ليست النهاية ... بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم و الاجيال التي تليه ... اما أنا ... فإن عمري سيكون أطول من عمر جلادي." المختار في السينما فيلم أسد الصحراء لمصطفى العقاد أنتج في عام 1981 م من بطولة الفنان العالمي أنتوني كوين. في دور عمر المختار، وأليفر ريد بدور غرتسياني. وقام الفنان عبد الله غيث بدبلجة صوت المختار في النسخة العربية
|
#59
|
|||
|
|||
لورنس العرب الرجل الذي اسقط الخلافة لورنس توماس إدوارد لورنس (16 أغسطس1888 - 19 مايو1935) ضابط إستخبارات بريطاني اشتهر بدوره في مساعدة القوات العربية خلال الثورة العربية عام 1916 ضد الإمبراطورية العثمانيةدولة الخلافة الاسلامية. عن طريق انخراطه في حياة العرب الثوار وعرف وقتها بلورنس العرب. صُور عن حياته فيلم شهير حمل اسم لورنس العرب، شارك فيه الممثل المصري عمر الشريف في أول دور عالمي له. وقد هوجم هذا العمل الدرامي لما رآه البعض افتقاراً للدقة التاريخية ولإسرافه في تصوير دور لورنس في الثورة العربية ضد الخلافة العثمانية. لاحقا كتب لورنس سيرته الذاتية في كتاب حمل اسم اعمدة الحكمة السبعة. قال عنه ونستون تشرشل: "لن يظهر له مثيل مهما كانت الحاجه ماسه له" محتويات حياتة الخاصة لورنس ولد في 16 أغسطس1888 وتوفي 19 مايو1935. ولد لأم من اسكوتلندا وأب من إنجلترا. انفصل والده عن زوجته الارستقراطيه المتسلطه الليدي تشابمان بعد أن وقع في حب خادمته ساره (والدة توماس لورنس).انصل ادوارد مع ساره وعاشا معا دون زواج وانجبا خمسة أبناء هم على الترتيب بوب وتوماس (لورنس العرب) وويل وفرانك و أرنولد. توفي ادوارد لورنس سنة 1919. انتقلت الأسرة إلى عدة مناطق إلى ان استقرت في فرنسا في مقاطعة يريتياني. تلقى توماس لورنس التعليم على يد مربيته الانجليزيه حتى ألحقه والده بمدرسة سانت ماري في عامه السادس. ثم عادت الأسرة إلى إنجلترا في عامه الثامن وعاشت في مقاطعة اكسفورد أكثر المناطق رقيا وافضلها في البناء. عاش لورنس طفوله تتسم بالرفاهيه والنعومه. ألحقه والده بمدرسة اكسفورد الثانويه ليلتحق بجامعة اكسفورد بعد ذلك. كان لورنس لا يحب الرياضه المنظمه فيقول في مذكراته "لم أكن اهتم بالألعاب المنظمه لأنها منظمه ولأن لها قواعد وأحكاما ونتائج فأنا بطبعي لا أنافس أحدا من الناس في أي شئ على وجه الاطلاق" أرادت اسرة لورنس أن تعيش في جو ملتزم بالتقاليد المسيحية رغم ما بها من علاقه غير شرعيه بين الأب ولاأم. ومع ذلك فقد تعودوا على التردد على الكنيسه باستمرار. ظهر اهتمام لورنس وولعه بدراسه علوم الاثار والتاريخ. ولما لاحظ فيه ابوه ذلك اصطحبه معه في زيارته لباريس لمشاهدة الحفريات والآثار المذهلة . صباه التحق لورنس بجامعة اكسفورد سنة 1908 ووطد علاقته باساتذه المشهورين من امثال رجينالد لان بول. اعجب لورنس بشخصية نابليون بونابرت الذي كان معرفا بقصر قامته مثل لورنس فقد كان قصير القامه فاهتم بدراسه الهندسه والاستراتيجيه العسكريه وبحث التاريخ العسكري. في نهاية عام 1908 قام لورنس بعمل اثار اعجاب كل من حوله فقد طلبت الكليه بحثا ميدانيا حول التاريخ العسكري. فسافر لورنس إلى فرنسا على متن دراجته الهوائيه قاطعا مسافة 2400 ميلا لتحصيل هذا البحث. كان يتناول في الرحله الحليب والثمار الطازجه ولا يهتم الا ببحثه. عندما رأى والده هذا النبوغ أعد له غرفتي في حديقة منزله بعيده عن صخب المنزل ليعيش فيها بمفرده ويتفرغ لنجاحه ظل أعزب و يروي بعض المؤرخين انه كان شاذاً ويستدلون بعلاقتة مع صبي بدوي يدعى سليم احمد الداهوم كان قد رثاه في قصيدة. كما يعتقد البعض بأن إهداءه المبهم (إلى س. أ.) في صدر كتابه الشهير "أعمدة الحكمة السبعة" هو لسليم أحمد، رغم أنه ادعى لاحقاً بأنه وضع الإهداء على نحو عشوائي، وأن الحرفين (س. أ.) لا يحملان أية دلالة فعلية. رحلات لورنس للشرق اقترح لورنس على استاذه العالم الأثري المعروف هو غارت أن يقوم بزيارة لمنطقة الشرق لأنها مشهورة بحضاراتها وحفرياتها. قام لورنس بالاعداد لرحلته بتعلم بعض قواعد اللغة العربية التي تساعده على التواصل مع الاخرين. تقدم لورنس لمدير الكلية الياسوعية بجامعة اكسفورد بطلب للاتصال بالسلطات التركية بهدف تزويده بكتاب تاريخي وأثري يسهل مهمته. سافر لورنس على سفينة منغولية متجهة إلى الشرق في 18 يونيو1909. رست السفينة على شواطئ بيروت لتبدأ رحلته الاستكشافية. اعتمد في تنقلاته على التحرك على قدميه لمسافات أميالا طويلة. وصلت سفرياته على الأقدام إلى 13 ساعة في بعضها مما اثار إعجاب المحيطين به من أهل المناطق. ورغم انه كان يصطحب معه مرشدا سياحيا لحمايته وارشاده إلا أن ذلك لم يمنعه من مواجهة مخاطر كادت أن تودي بحياته إما من الحيوانات المفترسة أو من السرقة والسطو. توجه في زيارته إلى صيداوالنبطية ثم إلى قلعة بيوفورت وواصل رحلته حتى وصل إلى وادي الأردن ثم البحر الميت. كان يقضي نهاره مسافرا وبالليل كان يطرق أبواب أهل المناطق الذين يعتبرونه غريبا واجبا اكرامه وضيافته. وصل في رحلته إلى طرابلس واستقر في المدرسة التبشيرية الأمريكية. وقد اعجب بعمل هذه المدرسة. وصل إلى قلعة الحصن في سوريا في 16 أغسطس. قضى فيها ثلاثة أيام يتفحصها بدقة. كانت رحلته بها الكثير من العناء والمخاطر مما أصابه بالاحباط وضعف امكانياه فقرر العودة إلى بلاده لضرورة التقدم بأوراق دراسته ومهمته لاعتماده طالبا مجتهدا. في طريق عودته إلى إنجلترا رست السفينة في ميناء نابولي الايطالي فقام بجولة سريعة للتعرف على عادات وتقاليد أهلها. وقد اشترى تمثال برونزي معروض للبيع نظير ثماني فرنكات واهداه إلى جامعة أكسفورد. حصل على بكالريوس العلوم من أكسفورد في 28 يوليو1910. توجه لورنس إلى بيروت مرة أخرى في 10 ديسمبر1910. في هذه الأثناء كان لورنس يتحدث اللغة العربية بطلاقه. اتجه لورنس إلى طرابلس لفحص اثارها. وقد شاهد خلال الرحلة القلاع الصليبية المتناثرة في أماكن عديدة. وقد ألف فيما بعد كتابه الذي أسماه "القلاع الصليبية" أصيب لورنس بمرض الدوسنتاريا. وقد اعتنى به في هذا المرض الشيخ حمودي مساعده في أعمال الحفر والبحث والفتى دوحان الذي استضافه في مرضه في بيته. عاد لورنس إلى إنجلترا في 12 أغسطس بغرض أن يعوض ما فقده من تعب في مرضه. في أغسطس عام 1911 عاد لورنس إلى طرابلس. نصحه البعض لزيارة مصر لمطالعة الآثار الفرعونية. توجه لورنس إلى الإسكندرية ثم القاهرة ومنها إلى قرية كفر عمار. لم يعجب لورنس بعمل التنقيب في المقابر وكان يستاء من منظر المنقيبين وهم يقطعون الممياوات ومن الروائح الكريهة المنبعثه منها مما جعله يمقت مصر ويقفل عائدا إلى [طرابلس]. قام ببناء سكنه خاصة بعلماء بحث الآثار في منطقة بيريدجيك. في هذه الأوقات كان لورنس يتحدث اللغة العربية مثل أهل المناطق العربية بطلاقة تامة. في هذه الأثناء كان الألمان يسعون لبناء خط حديدي ضخم بين بغداد وبرلين. شعر بضخامة هذا الخطر على المصالح البريطانية. فتوجه إلى القاهرة لمقابلة اللورد كتشنر وتوضيح الأمر له. فوجئ بأن اللورد على علم بالخبر وأخبره أنه راسل السلطات البريطانية كثيرا بهذا الشأن إلا أنه لم يلق الرد المناسب. وأخبره بأنه يتوقع قيام حرب في غضون عامين وهو ما حدث في الحرب العالمية الأولى. لورنس ضابط مخابرات قامت الحرب الحرب العالمية الأولى وأعلنت الدولة العثمانية الحرب على إنجلترا. في هذه الأثناء كانت الدولة العثمانية تعاني من كراهية العرب لحكمها نتيجة التفرقة بين الأتـراك والعرب والظلم والقهر الذي مارسة الأتراك في هذا االشأن. سعت إنجلترا في الاستفادة من امكانياتها في المنطقه لتحقيق نصر في الحرب. فقام السير "جليبرت كلايتون" باستدعاء لورنس بعد أن ذاع صيته كعالم آثار إلى مكتبه بمقر القيادة العليا للجيوش البريطانية في القاهرة. أمر كلايتون بتعيين لورنس في قسم الخرائط. وكانت هذه هي الفرصة الوحيدة للتثبت من صحة الخرائط بالواقع. ظهرت عبقرية لورنس في هذا المجال كما امتدت آراؤه للخطط العسكرية في هذا الشأن. فقام كلايتون بنقله إلى قسم المخابرات السرية. كان لورنس يحفظ المواقع التركية عن ظهر قلب مما ساعد الأنجليز كثيرا. استغل لورنس علاقاته بالعرب لإيهامهم أنه يريد مساعدته لمواجهة الغطرسة التركية وقد ساعدته معرفته باللغة العربية لإضافة مصداقية له في هذا الشأن. لورنس في الجزيرة العربية لورنس في رابغ شمال جده 1917 انتقل لورنس إلى الجزيرة العربية ليقف على حقيقة الثورة العربية المشتعلة ضد الأتراك بقيادة الشريف حسين. تقابل لورنس مع الأمير عبد الله الأبن الثاني للشريف حسين. كان لورنس يبحث عن شخصية الزعيم والقائد للثورة التي يمكن أن تساندها إنجلترا. طلب لورنس من الأمير عبد الله أن يأذن له بالتجول في البلاد ليقف على حقيقة الوضع ويرفع به تقرير للقيادة العامة في القاهرة. وبعد موافقة الشريف حسين على الهاتف, أرسل الأمير عبد الله خطابا لشقيقة الأمير "على" ليرافق لورنس ويضمن سلامته. استخدم لورنس الزي العربي للتنقل في الجزيرة قد تحدث العربية على أنه عربي من حلب. لم يجد لورنس في الأمير عبد الله ولا الأمير على تلك الشخصية القيادية التي يبحث عنها. ثم التقى بعد ذلك بالأمير فيصل النجل الأكبر للشريف حسين. وقد وجد لورنس في شخصية فيصل ما كان يبحث عنه. تباحث لورنس مع فيصل في وضع الثورة ونجاحاتها واخفاقتها وتبين له أن الهجوم الأول للثوار على المدينة المنورة قد فشل نتيجة استخدام الأتراك للأسلحة الحديثة وخصوصا المدافع التي أثارت الرعب في نفوس العرب لجهلهم بها أو كيفية استخدامها. قام لورنس بتفقد قوات الشريف المتمركزة في منطقة الخيف وقد اختبر كفاءة هذه القوات حتى يستطيع اخبار القيادة العامة في القاهرة. كان لورنس شديد الاعجاب بالشعور الوطني لدى النفوس المتمثل بالقومية العربية والبعيد كل البعد عن النزعات العقائدية ولا علاقة لها بالإسلام. وادرك أن الثورة التي يقودها الشريف حسين ثورة عربية قومية وليست إسلامية مما أطرب مشاعر لورنس. تمنى لورنس لو أن مصر تلحق بركب الثورة القومية بوصفها أكبر البلدان العربية والإسلامية وأن ايمانها بالقومية العربية على حساب الإسلام سيدفع بالثورة إلى الأمام. مساندة الإنجليز للأمير فيصل قفل لورنس عائدا إلى القاهرة ولكنه في ميناء جده تقابل مع سفينة الميرال "ويمس" المتجهة للسودان للقاء مستر "ريجالد وينت". ولمعرفة لورنس باهتمام ريجالد بالثورة العربية فقد اتجه مع ويمس إلى الخرطوم حيث قابل ريجالد وأطلعه على نتائج زيارته للجزيرة العربية ثم اتجه إلى القاهرة. في هذه الأثناء كان رئيس البعثة العسكرية الفرنسية في جدة "بريموند" يرى ضرورة تدخل القوات البريطانية مع الفرنسية مباشرة في الحجاز وهو ما عارضه لورنس بشده حيث كان رأيه أن تدخل القوات الأجنبيه مباشرة سيفقد الثورة تأثيرها ويثير الروح العقائدية ويمنع كثير من مؤيدي الثورة لمحاربة الأتراك المسلمين. وقد أكد لورنس للقيادة العامة أن القوات العربية تستطيع مجابهة الأتراك والصمود لفترات طويلة اذا تم تزويدهم بالأسلحة والخطط الفنية التي وعدهم بها لورنس. وقد اقتنعت القيادة البريطانية العامة في القاهرة برأي لورنس مما اشعل الضغينة بينه وبين بريموند. عودة لورنس إلى الجزيرة العربية قررت القيادة البريطانية اعادة إرسال لورنس إلى الجزيرة العربية ليكون بجانب الأمير فيصل ويعمل كمستشاره الذي يتحمل مسؤلية اتخاذ القرارات وتوجيهاته. عاد لورنس في 3 نوفمبر إلى ميناء ينبع ليجد الأمير فيصل وقد لحقت به هزيمة ساحقة وقاسية على أيدي القوات التركية أثناء محاولة الأمير فرض حصار على المدينة المنورة لكن سلاح الطيران التركي استطاع فك هذا الحصار. رست السفن البريطانية المحملة بالأسلحة الحديثة لمساندة الأمير فيصل كما أراد لورنس. عمل لورنس على تجاوز اثار الهزيمة وتدريب قوات الأمير بسرعة على استخدام الأسلحة الحديثة. في هذه الأثناء حاولت القوات التركية استغلال الانتصار الساحق على قوات الأمير فاتجهوا لملاحقته في معسكره. انطلقت صفارات الإنذار في ينبع تحذر من اقتراب القوات التركية على بعد ثلاثة أميال. اجتمع الأمير فيصل مع لورنس في خيمته وخرج منها ليعطي أوامره للجنود بوضع الاستعداد ورفع الأيدي على الأسلحة والسكون والهدوء التام. وفجأه انقطعت الحياة تماما في معسكر الأمير فيصل. هذا السكون أثار خوف القوات التركية التي اعتادت على تتبع العرب عن طريق ضوضاء طبولهم وأناشيدهم الحماسية. فقرر قادة الأتراك إيثار السلامة والانسحاب. كان لهذا الانسحاب عظيم الأثر في نفوس قوات الأمير التي ظنت ان القوات التركية لا تهزم. عاشت القوات التركية بعد هذا الانسحاب حالة من الخوف واليأس خصوصا بعد أن داهمتهم الأمراض والأوبئه وأوشكت المؤن على النفاد. علم لورنس بذلك من خلال جواسيس الأمير فيصل فقرر اغتنام الفرصة. منذ عودة لورنس إلى الجزيرة العربية والصراع قائم بينه وبين بريموند المقتنع بضرورة التدخل الإنجليزي الفرنسي المباشر في الصراع. كان الكولونيل ويلسون القائد الإنجليزي يميل إلى رأي لورنس على حساب رأي بريموند. بيد أن القيادة العامة في القاهرة بدأت تقتنع برأي بريموند لذلك أعدت قوة بريطانية فرنسية مستعدة للتدخل في الحجاز وارسلت خبراء لتقييم الوضع والتمهيد لهذه القوة. قرر لورنس تجاهل هذا الأمر والاسراع في استغلال الوضع السئ للقوات التركية مما زاد من حقد وكراهية بريموند. أعد ويلسون خطة لتغيير الوضع في الجزيرة. فخطط بأن تقوم قوات الأمير عبد الله بحصار المدينة المنورة بينما تقوم قوات الأمير زيد -الأبن الأصغر للشريف حسين- بالزحف على مواقع البحر الأحمر. ويقوم الأمير فيصل باحتلال ميناء (وجه). فضلا عن ست مدمرات بريطانية تقوم بعملية إنزال ضخمة لخمسمائة جندي عربي وعدد من الجنود البحرية البريطانية بقيادة (بوبل). في 28 يناير تحركت قوات الأمير فيصل وقد رافقه لورنس. كان أحد القادة البريطانين ويدعى "فيكري" يرافق الأمير فيصل. كان "فيكري" يتحدث العربية بطلاقه بكافة لهجاتها بينما لورنس يتحدثها بلهجة أهل حلب فقط. كان "فيكري" يرى في لورنس مجرد طالب آثار لا علاقة له بالعسكرية. كل هذا اثار لورنس الذي خاف على مكانته عند الامير وتهديدها من "فيكري". عمد لورنس إلى أقذر الأساليب لتعجيز "فيكري" فكان يتندر به ويتهكم عليه ويسخر من أمام قوات الأمير مما دفع "فيكري" إلى ترك قوات الأمير متجها إلى معسكر بوبل على ان يتزامن هجوم بوبل مع هجوم الأمير على الميناء. وحين وصلت قوات فيصل وجدت الضابط "فيكري" والقائد "بوبل" قد انهيا المعركة وانتصرا على الأتراك دون انتظار الأمير فيصل الذي قطع مسافة طويلة ورحلة مضنية مما اثار حنق لورنس والأمير فيصل. بعد الانتصار ألقى "فيكري" خطابا مطولا عن الانتصار. وبعد أن فرغ منه فوجئ بلورنس وهو ينتقده ويتهمه باغفال العرب الذين قاتلوا في المعركة وماتوا فيها وبأنه قد ارتكب خطأ عظيما أهدر به الكثير من المال والأرواح التي كان يمكن انقاذها لو أنه انتظر مجئ قوات الأمير وتنفيذ الهجوم المتزامن. لورنس بين شيوخ القبائل العربية في هذه الأثناء كانت قوات الشريف حسين تسيطر على مكة المكرمة والطائف وينبع ورابغ ووجه في حين أن القوات التركية تسيطر على المدينة المنورة. لذلك كان الوضع في الجزيرة العربية صعبا جدا بالنسبة للأتراك مما أثار شهية القوات البريطانية التي قررت زيادة دعمها للقوات العربية. من هنا بدأ لورنس خطة جديدة لاستقطاب شيوخ وزعماء القبائل والعشائر العربية وضمها في صفوف الثورة. فذهب إلى زعماء القبائل بصفته مبعوث الأمير فيصل وتحت حراسته يتفاوض معهم حتى استطاع اقناعهم بوقف الحروب فيما بينهم والانضمام للثورة. كان من هؤلاء الذين اعلنوا تأييدهم للثورة "جعفر باشا" والزعيم المعروف "نواف الشعلان" والزعيم "عودة أبو تايه". بعد ذلك عرض لورنس على الأمير فيصل ضرورة احتلال العقبة لانهاء وجود الأتراك في هذا الميناء الحيوي. العقبة بعد أن اجتمع رجال القبائل تحت إمرة الأمير فيصل تحركت قواته صوب العقبة. رافق لورنس هذه القوات في رحلتها الطويلة في الصحراء القاحلة وتعرضت لأخطار كثيرة أبرزها قلة المؤن والعطش الشديد ومواجهات متفرقة مع الأتراك. استمرت رحلة هذه القوات ثمانية أسابيع قضاها لورنس اما راكبا أو ماشيا حتى وصلت إلى العقبة. وفور وصولها قرر لورنس الذهاب سريعا إلى السويس للمطالبة بدعم القوات البرطانية بالمؤن والطعام. ترك لورنس القوات العربية عند العقبة تحت قيادة الزعيم "عودة أبو تايه". ثم اتجه لورنس صوب السويس ومنها إلى القاهرة. وقد وعده الأنجليز بارسال مؤن عاجله إلى القوات في العقبة. فوجئ لورنس لدى وصوله إلى السويس بأن الجنرال اللمبي قد تم تعيينه قائدا عاما خلفا للقائد "مورى" الذي أقيل وعاد إلى لندن. تقابل لورنس مع اللنبي في القاهرة وقد فوجئ الأخير بمنظره حيث كان يرتدي ملابس عربية بدوية وقدمية حافيتين. استفاض لورنس في شرح الموقف للجنرال اللنبي حتى استطاع كسر جمود تفكيره -الجنرال اللمبي- وحرصه الشديد الذي اشتهر بهما واثار حماسته لمساندة القوات العربية. كان لورنس في هذه الأثناء يضع احتلال دمشق نصب عينيه ورأى انها المحطة القادمة بعد العقبة. عرض لورنس على الجنرال اللمبي فكرة سلخ جيش الأمير فيصل عن جيش الشريف حسين ونقل الأمير فيصل والقاعدة الإنجليزية من ميناء وجه إلى ميناء العقبة حتى تكون هذه القاعدة هي الجناح الأيمن لجيش اللنبي. وقد تطلع لورنس في هذه الأثناء لدور أكبر في فلسطين داعما فكرة الوكالة الصهيونية العالمية في أطماعها. وافق اللنبي على هذا الاقتراح ولكن بقيت مهمة اقناع الشريف حسين بهذا الأمر. اتجه لورنس مع الجنرال ويلسون لمقابلة الشريف حسين في جده. وقد توقع لورنس أن يثور الشريف حسين إلا أنه فوجئ به يوافق في هدوء. وقد أدرك لورنس أن السبب في ذلك هو سيطرة الجنرال ويلسون على الشريف حسين وقوة تأثيرة عليه. في هذه الأثناء كان الوضع في العقبه قد استتب بعد نجاح "عودة أبو تايه" في احتلالها. سقوط القدس بعد احتلال العقبه سعت القوات التركيه بشى الطرق محاولة استدعاء هذا الميناء المهم. فدفعت بتعزيزاتها صوب العقبه وجرب مواجهات عنيفه انتهت بسحق القوات التركية وانتصار الثوار خصوصا بعد أن نجح لورنس في استجلاب دعم الطيران الإنجليزي من الجنرال اللنبي ووصول الطائات البريطانيه إلى العقبه. وكانت أشد هذه المواجهات في منطقة أبو لسان. بعد ذلك اعتمد لورنس على حرب العصابات. فقام بتنفيذ الكثير من عمليات زرع الألغام على خطوط السكك الحديد التركيه وجنى من هذه العمليات انتصارات كبيره ساعدته على تثبيت اسمه. اتجه بعد ذلك لورنس للقاء الجنرال اللنبي وقد توقع من الأخير أن يغدق عليه من الأوسمه والنياشين. بيد أن اللنبي كان يرى ضرورة صرف الانتباه من مجرد حرب على السكك الحديده لحرب مباشره لتنفيذ أطماع بريطانيا في فلسطين. فتكلم مع لورنس بغطرسه اثارت حنقه. تحدث اللنبي مع لورنس على ضرورة اشعال الثورة العربيه بالشكل الذي يسمح بتأليب الشعوب لتجني بريطانيا ثمار هذه الثوره بأقل تكاليف. نجح اللنبي في صرف انتباه الأتراك نحو غزه حيث أوهمهم بأنه عازم على احتلال غزه مما دفع الأتراك إلى التأهب والاستعداد في حين أنه نفذ هجوم قاسي على أضعف المناطق التركيه مما اسهم في تحقيق انتصارات سهله أمام المشاه الأنجليز. اتجه لورنس بنفسه إلى الدرعا للاستيلاء عليها قبل أن يجني اللنبي هذه الثمره بعد كل هذا التمهيد من جانب لورنس والأمير فيصل. ولأنه اتجه وحيدا فقد وقع في أيدي الأتراك الذين لم يعرفوا شخصيته. أوهمهم لورنس بأنه شركسي ولكنهم أصروا على أن يمثل بين يدي "ناهي بك" الحاكم التركي. سرت شائعه بعد ذلك بأن "ناهي بك" قد أقام علاقه شذوذ بلورنس إلا أن هذه الاشاعه لا يمكن التأكد من مصداقيتها وقد تكون وشايه من جانب الأنجليز بالحاكم التركي. المهم أن لورنس نجح في أن يتحرر من قبضة الأتراك وعاد كما كان ولكنه كان محمل بخيبة أمل الهزيمه التي تعرض لها في الدرعا وكان يخشى من مواجهة اللنبي المتغطرس المنتصر. بعد عودته علم أن اللنبي نجح في احتلال القدس وانه يريد مقابلته في اليوم التالي. تقابل لورنس مع اللنبي وقد لاحظ الأخير مدى تأثر لورنس بالهزيمه التي تعرض لها. فوعده -اللنبي- بأن يضع خطه عسكريه لاشعال فتيل الثورة العربيه مما أطرب لورنس. قام لورنس بتنفيذ هذه الخطه فقامت القوات العربيه بمهاجمة "الطفيله " وبعد شد وجذب مع القوات التركيه وتبادل النصر والهزيمه نجحت القوات العربيه في احتلال "الطفيله" في عام 1918. وعاد الأمل للورنس مره أخرى بعد أن نجح في قطع خطوط مواصلات الجيش التركي عبر البحر الميت. سقوط دمشق وانتهاء الثورة اتجه لورنس إلى مقر القائد العام اللنبي في القدس حيث اتفقا على ضرورة زيادة دعم الأمير فيصل باعتباره القائد القادم للثورة. مما دفع اللنبي إلى التعهد بتحمل كافة نفقاته وأرسل اليه مع لورنس مبلغ ثلاثمائة ألف جنيه وجمال محمله بالمؤن. في هذه الأثناء لمع نجم نوري السعيد كنائب وقائد في صفوف قوات الأمر فيصل. وقد عينه فيصل بعد ذلك رئيسا للحكومة في العراق. اتفق لورنس مع الأمير فيصل على تنفيذ الخطة المعده مسبقا بين لورنس واللنبي. تقوم الخطة على تنفيذ هجوم من بلدة أريحا في الخامس من مايو 1918 واحتلال مدينة السلط وبلدة معان وتدمير خط السكك الحديدة جنوب عمان. وقد أعد لورنس مع "نوري السعيد" القوات المتأهبة للحرب. احتلت القوات البريطانيه مدينة السلط لكن الجيش التركي بقيادة القائد التركي العنيد "جمال باشا" العنيد استطاع استعادة مدينة عمان والسلط ثم كثرت الأقاويل عن قرب سقوط القدس المقر العام للنبي. ولكي يتأكد لورنس من هذا الوضع فقد تخفى في زي نساء البدو وتسلل إلى عمان ولاحظ الهرج في شوارع المدينة بعد أن عاث الأتراك فسادا في شوارع عمان لمحاكمة الخونه والعملاء. سقطت مدينة السلط مرة أخرى في يد الأنجليز ثم استعادها الأتراك. ومن أجل ذلك ألتقى اللنبي مع لورنس حيث طلب الأخير بضرورة حسم الحرب بتدخل القوات الجوية بقيادة الجنرال "سالموند". وطلب لورنس من اللنبي امداده بالهجانه. وقد أذعن اللنبي لهذه الطلبات. عاد لورنس مع فرقه الهجانه ووعود بتدخل القوات الجوية البريطانية إلى الأمير فيصل وقد أصبح الطريق ممهدا إلى دمشق. فكر لورنس في العودة إلى بلاده بعد احتلال دمشق وصرح بذلك للأمير فيصل الذي أصر على ضرورة استمرار لورنس معه. كانت رؤية لورنس هي أن الهدف الأساسي أمامه طرد الأتراك من الجزيرة العربية وهيمنة القوات البريطانية والتمهيد لمشروع الدولة اليهودية الذي صاغه ثيودور هرتزل ووعد به آرثر جيمس بلفور وزير خارجية إنجلترا في سنة 1917 فيما يعرف بوعد بلفور. طلب لورنس من الأمير فيصل أن يطلب من والده امداده بفرقه عسكرية. وقسم لورنس الجيش إلى ثلاثة أقسام:
اتجه لورنس إلى الشريف حسين لاقناعه بالأمر. إلا أنه فوجئ بالشريف حسين يتنصل من مقابلته متعللا باعتكافه في مكه مما يصعب على لورنس الوصول اليه لأنه غير مسلم ممنوع من دخول مكة. كان الشريف حسين يرى أن ابنه الأمير فيصل لا ينصاع لأوامره كأخوته علي وعبدالله وزيد. وأنه ينفذ أرتمى في أحضان الأنجليز وأنه ينفذ أوامرهم فحسب. ومن أجل ذلك أصدر قراره بتعيين "جعفر باشا" قائدا للجيش العربي واتبعه بعد ذلك بقرار بعزل الأمير فيصل من كافة صلاحياته. وتواردت الرسائل بين الشريف حسين ولورنس واللنبي حتى نجح لورنس في اقناع الشريف بالعدول عن قرار عزل الأمير فيصل حتى لا تفشل الثورة.
ظهرت الضغينة بين أفراد العائلة الواحدة التي باعت نفسها منذ البداية للأنجليز. ولكن الحقد في تفضيل الأنجليز للأمير فيصل. احتشد الجيش العربي تحت قيادة الأمير فيصل مدعوما بالأنجليز. وقد قام لورنس باذهال الأتراك عندما نسف الجسر الوراصل بين درعا ودمشق مما عزل درعا تماما استعدادا للهجوم الكبير بقيادة اللنبي. انطلق لورنس على رأس قوات نوري السعيد لنسف جسر اليرموك ومحطة البنزين. في صباح 19 سبتمبر1918 بدأ هجوم اللنبي الكبير. توغلت القوات البريطانية داخل مدينتي حيف ونابلس وقامت بتدمير الفرق السابعة والثامنة للجيش التركي. في "أم الطايع" ضغط شيوخ القبائل العربية بضرورة استغلال الوضع وتنفيذ هجوم على دمشق الأمر الذي رفضه لورنس لعدم وجود غطاء جوي. وأمام هذا الضغط طار لورنس إلى الجنرال اللنبي للتباحث معه. وضع لورنس خطة على شن ثلاث هجمات عنيفه على الأتراك: 1. هجوم على مدينة عمان عبر فرقة الجنرال "شايتور" 2. هجوم الفرقة الهندية بقيادة الجنرال "بارو" في منطقة درعا 3. هجوم الفرقة الأسترالية بقيادة الجنرال "شوفيل" على مدينة دمشق. واختتم لورنس خططته بضرورة توفير غطاء جوي. بدأت المعارك وقد شهدت هذه الحرب الكثير من المذابح -من الطرفين- التي يندى لها الجبين والتي راح ضحيتها الكثير من الأطفال والنساء دون أدنى احترام للعهود والمواثيق وتعاليم الإسلام لأي من الطرفين. اتجه الزحف على كافة الأصعده حتى وصل إلى دمشق. كانت مخاوف اللنبي من غضبة الجماهير السورية الرافضه لأي وجود إنجليزي والخلفية العقائدية لمساندة الحكم الإسلامي. بحث لورنس مع الأمير فيصل كيفية اقناع السوريين بتأييد الأنجليز في مواجهة الأتراك. كانت لجنة الأمير فيصل التي يترأسها "علي رضا" و"شكري باشا الأيوبي" في دمشق تستعد لادارة شؤون المدينة حال انهيار الحكم التركي تفاديا لفراغ سياسي قد يؤدي إلى نتائج غير مرغوبه من الأمير فيصل. قرر لورنس والشريف ناصر -أحد حلفاء الامير فيصل- إرسال أحد رجال الشريف ناصر لفتح قناة اتصال بين لورنس واللجنه. فوجئ مبعوث الشريف ناصر بأن "علي رضا" قد أرسل من قبل الأتراك لقيادة الجيش التركي المنسحب من منطقة الجليل هربا من مواجهة الفرقة الأسترالية بقيادة "شوفيل" وأن "شكري باشا الأيوبي" قد تلقى دعما هائلا من الأخوين الجزائريين "عبد القادر" و"محمد سعيد" لتشكيل حكومة وطنية ورفع الأعلام أمام الجيش التركي والألماني المنسحب. كان لورنس يكره الأخويين الجزائريين بشده حيث وصفهم بضيق نظرتهم وتعصبهم الديني وبأنهم كانوا يساعدون الأتراك عندما كانت الغلبه لهم. دخل لورنس مع الشريف ناصر إلى دمشق مع ظهور أول الصباح. وكان الشريف ناصر يتلهف لدخول المدينة في المساء إلا أن لورنس حذره من ذلك لخطورة الظلام وأقنعه بأن ذلك ليس من مكانة الشريف ناصر بل عليه دخول دمشق في وضح النهار. اتجه الشريف ناصر صوب سراي الحكومة وسط تأييد شعبي. علم لورنس أن الجنرال "شوفيل" قد وصل إلى جنوب دمشق فأسرع إليه يطلب منه أن يبقى يومين خارج المدينة لتهيئة الأوضاع ومنعا لإثارة الجماهير. أصدر لورنس قراره بتعيين شكري باشا الأيوبي حاكما عسكريا ونوري السعيد قائدا للقوات المسلحه ساعيا بشتى الطرق لتهميش دور الأخويين الجزائريين. مما دفع الأخوين لمحاولة اغتيال لورنس لولا تدخل الشيخ "نوري شعلان" -أحد حلفاء الأمير فيصل- وعودة أبو تايه واعلانهم أن لورنس تحت حمايتهم. حاول الأخوان اثارة القلاقل عن طريق تنظيم ثورة جماهيرية كبيرة بعد اثارة الجماهير واقناعه بأن الحكومة الجديدة عميلة للأجانب وأن الهدف منها انهاء الخلافه الإسلامية. سارع لورنس إلى "نوري السعيد" الذي قام بنشر الفرق العسكرية في المناطق الاستراتيجية في المدينة والقبض على كل من يتظاهر ضد الحاكم العسكري "شكري باشا الأيوبي". بعد استتباب الأمن وفي صباح اليوم التالي وصل الجنرال اللنبي إلى دمشق بمرافقة الجنرال كلايتون والجنرال كونواليس وقد أظهروا جميعا امتنانهم للورنس. تبع ذلك وصول الأمير فيصل إلى دمشق وقد حرص لورنس على استقباله لدى وصوله على متن القطار. هنا طلب لورنس من الجنرال اللنبي بالسماح له بالعودة إلى إنجلترا بعد انتهاء مهمته وتحقيق اهدافه. وأمام اصرار لورنس سمح له اللنبي بالعودة. نجحت الثورة وانتهت بعد تنصيب فيصل ملكا على العراق والأمير عبد الله ملكا على الأردن برعاية اتفاق بين الأثنين برعاية اللنبي. . لورنس, الأمير عبد الله الأول بن الحسين, الجنرال سالموند قائد القوات الجوية البريطانية, السير هربرت صموئيل, وغيرهم عودة لورنس إلى إنجلترا عاد لورنس إلى إنجلترا. وفي عام 1920 بدأ في كتابة كتابه الشهير "أعمدة الحكمة السبعة" حتى انهاه في عام 1925. إلتحق لورنس بعد ذلك تحت اسم مستعار بسلاح الجو الملكي. والواقع أنه عانى كثيرا من الضغط العصبي جراء الحياه الصعبه التي عاشها وخصوصا بعد أن أصبح مطلوبا من العرب المعارضين لثورة الشريف حسين وانكشاف أنه عميل للمخابرات البريطانية. في عام 1934 تلقى إنذار بقرب اعفاؤه من سلاح الجو الملكي مما أصابه بانهيار عصبي. مقتله قضي لورنس بقية حياته في كوخ في شمال "بوفينجتون". في عام 1935 توفي عن ستة واربعين عاما بعد سقوطه من دراجته النارية التي كان يقودها بسرعة كبيرة في محيط مدينة اكسفورد وهو عائد إلى البيت من مكتب البريد بحادث قيل أنه كان مفتعلا. دفن في مقبرة موريتون بعد تشييعه في جنازه مهيبه حضرها شخصيات سياسية وعسكرية مهمة ورمروز للمجتمع البريطاني الأرستقراطي مثل ونستون شرشل، لورد لويد، ليدي آستور، الجنرال وفل، اغسطس جون وغيرهم، إضافة إلى حلقة من اصدقائه الذين يدعونه باسم تي.اي.شو. وقد تم تشييد تمثال نصفي له أمام كاتدرائية القديس بول في لندن. من ويكبيديا الموسوعة الحرة
|
#60
|
|||
|
|||
محمد الفاتح صاحب البشارة محمد الفاتح أو محمد الثاني السلطان العثماني السابع في سلسلة آل عثمان، يلقب بالفاتح وأبي الخيرات. حكم ما يقرب من ثلاثين عاماً عرفت توسع كبير للخلافة الإسلامية. ولد "محمد الثاني" عام 30 مارس1432 / 833 هـ، وتولى السلطنة عام(855 هـ / 1451)، فكان عمره يومذاك اثنين وعشرين سنة، وأراد أن يتمم ما بدأ به أبوه. وقد نجح في فتح القسطنطينية شخصيته امتاز السلطان 'محمد الفاتح' بشخصية فذة جمعت بين القوة والعدل، كما أنه فاق أقرانه منذ حداثته في كثير من العلوم التي كان يتلقاها من شيوخه كالشيخ آق شمس الدين وكذلك من مدرسة الأمراء وخاصة معرفته لكثير من لغات عصره وميله الشديد لدراسة كتب التاريخ، مما ساعده فيما بعد على إبراز شخصيته في الإدارة وميادين القتال حتى أنه اشتهر أخيراً في التاريخ بلقب محمد الفاتح، لفتحه القسطنطينية . سياسته انتهج محمد الفاتح المنهج الذي سار عليه والده وأجداده في الفتوحات، ولقد برز بعد توليه السلطة في الدولة العثمانية بقيامه بإعادة تنظيم إدارات الدولة المختلفة، واهتم كثيراً بالأمور المالية فعمل على تحديد موارد الدولة وطرق الصرف منها بشكل يمنع الإسراف والبذخ أو الترف. كذلك ركز على تطوير كتائب الجيش وأعاد تنظيمها ووضع سجلات خاصة بالجند، وزاد من مرتباتهم وأمدهم بأحدث الأسلحة المتوفرة في ذلك العصر. عمل على تطوير إدارة الأقاليم، وأقر بعض الولاة السابقين في أقاليمهم، وعزل من ظهر منه تقصير أو إهمال، وطور البلاط السلطاني، وأمدهم بالخبرات الإدارية والعسكرية الجيدة مما ساهم في استقرار الدولة والتقدم إلى الإمام. بعد أن قطع أشواطاً مثمرة في الإصلاح الداخلي تطلع إلى المناطق المسيحية في أوروبا لفتحهاونشر الإسلام فيها، ولقد ساعدته عوامل عدة في تحقيق أهدافه، منها الضعف الذي وصلت إليه الإمبراطورية البيزنطية بسبب المنازعات مع الدول الأوروبية الأخرى، وكذلك بسبب الخلافات الداخلية التي عمت جميع مناطقها ومدنها، ولم يكتف السلطان محمد بذلك بل أنه عمل بجد من أجل أن يتوج انتصاراته بفتح القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، والمعقل الاستراتيجي الهام للتحركات ضد العالم الإسلامي لفترة طويلة من الزمن، والتي طالما اعتزت بها الإمبراطورية البيزنطية بصورة خاصة والمسيحية بصورة عامة، وجعلها عاصمة للدولة العثمانية وتحقيق ما عجز عن تحقيقه أسلافه من قادة الجيوش الإسلامية. إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم عنه ورد في مسند أحمد بن حنبل في الحديث رقم 18189 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ حَدّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَعَافِرِيُّ، قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ فتح القسطنطينية فتح القسطنطينية هو انتصار العثمانيين ودخولهم لما كان عاصمةالإمبراطورية البيزنطية في الثلاثاء 29 مايو عام 1453. وهذا ما أنهى الاستقلال السياسي لإمبراطورية عاشت أكثر من ألف عام. وقد كان من آثار هذا الفتح هجرة علماء بيزنطيين إلى أوروبا الغربية مما أدى لبدء الدراسات الإغريقية الكلاسيكية في عصر النهضة الأوروبية لاحقا. وساعد الفتح على استقرار السلطنة العثمانية وتوسعها في شرق المتوسط والبلقان. ويقول الباحث جمال الدين فالح الكيلاني يكاد يجمع المؤرخين ان بفتح القسطنطينية تنتهي العصورالوسطى الاوربية وندخل في العصورالحديثة حيث تنبهوا لاهمية تحول المدينة إلى إسلامية حيث شكلت أكبر خطر على أوروبا طول الفترة اللاحقة حياته بنى قلعة على مضيق البوسفور على الشاطئ الأوروبي مقابل القلعة التي بناها السلطان بايزيد على الشاطئ الآسيوي كي يتحكم بالمضيق، ويمنع وصول الإمدادات إلى القسطنطينية من مملكة طرابزون الروحية الواقعة على ساحل البحر الأسود شمال شرقي الاناضول، ورأى قسطنطين أن محمد الثاني عازم على دخول مدينته فعرض دفع الجزية التي لم يريد فرفض السلطان، ورأى أن يتزوج بأرملة السلطان مراد الثاني أم السلطان محمد وكانت لا تزال على نصرانيتها فرفضت واعتكفت في بعض الأديرة. أراد السلطان الفاتح بعدئذ أن يتوجه إلى بلاد المورة لاحتلالها، فأرسل ملكها وفداً إليه يعرض عليه دفع جزية سنوية قدرها 12 ألف دوك ذهب. ثم بدأ الإمبراطور يستنجد الدول المسيحية، وتم حصار القسطنطينية والاستيلاء عليها بعد عامين فقط من توليه السلطة. صالح أمير الصرب مقابل جزية قدرها ثمانون ألف دوك عان 857 هـ، وفي السنة الثانية دخل السلطان إلى بلاد الصرب، وحاصر بلغراد ، ودافع عنها المجر، ولم يتمكن العثمانيون من احتلالها، ثم صار الصدر الأعظم محمود باشا فاستولى عليها بين ( 861 – 863 ). تمكن من احتلال بلاد المورة (عام 863 هـ/ 1453م)، وفر ملكها إلى إيطاليا، كما استولى على الجزر التي في بحر ايجه قرب مضيق الدردنيل . وعقد صلحاً مع اسكندر بك أمير البانيا .توجه سراً إلى الاناضول فاستولى على ميناء (اماستريس) الذي يتبع جنوه، وأكثر سكانه من التجار، كما دخل ميناء سينوب، واحتل مملكة طرابزون دون مقاومة ، وكانت تتبع القسطنطينية. سار إلى أوروبا لمحاربة أمير الأفلاق (فلاديوس الثالث الشهير بالكونت دراكولا)لظلمه وتعديه على العثمانيين، فطلب الأمير صلحاً مقابل جزية سنوية قدرها عشرة آلاف دوك ، فوافق السلطان غير أن هذا الأمير لم يطلب هذا الصلح إلا لتتاح له الفرصة ليتفق مع ملك المجر لمحاربة العثمانيين. فلما اتفقا، وعلم السلطان أرسل إليه رجلين يستوضح الخبر فقتلهما أمير الأفلاق، وسار مغيراً على أملاك الدولة العثمانية في بلغاريا، فأفسد فيها، واستاق الأسرى. فأرسل إليه السلطان وفداً يطلب منه أن يعيد الأسرى، ويبقى على صلحه، فمثل بهم، فسار إليه السلطان ففر أمير الأفلاق إلى ملك المجر ، فضم السلطان الأفلاق إلى العثمانيين، وعين أخا أمير الأفلاق والياً عليها من قبله. امتنع أمير البوسنة عن دفع الخراج فسار إليه السلطان، وانتصر عليه، وضم البوسنةللدولة العثمانية، وحاول ملك المجر مساعدة أهل البوسنة (البوشناق) لكنه هزم. وأسلم الكثير من البوشناق بعد ذلك. واصطدم السلطان مع البنادقة الذين يملكون بعض المواقع في بلاد المورة ، وجزراً كثيرة في بحر ايجه، وقد هاجم البنادقة بعض المراكز العثمانية ودخلوها، فسار إليهم السلطان ففروا من مواقعهم، ودخلها العثمانيون. وبعد هدنة سنة عاد البنادقة لغيهم إذ أرادوا استعادة ما فقدوه، وبدؤوا يغيرون على الدولة فكانت النتيجة أن فقدوا بعض مواقعهم المهمة. بدأ البابا يدعو إلى حملة صليبية فشجع اسكندر بك أمير البانيا على نقض عهده مع السلطان، ودعا ملوك أوروبا وأمرائها لمساندته، غير أن البابا قد توفي ولم تقم الحملة الصليبية، لكن اسكندر بك نقض العهد، وحارب العثمانيين، وكانت الحرب سجالاً بين الطرفين. وتوفي اسكندر بك عام 870 هـ. اتجه السلطان إلى الاناضول فضم إليه إمارة القرمان نهائياً إذ اختلف أبناء أميرهم إبراهيم الذي أوصى عند وفاته لابنه إسحاق فنازعه إخوته، فأيد السلطان إخوة إسحاق عليه وهزمه ، وعين مكانه أحد إخوته، فلما رجع السلطان إلى أوروبا، احتل إسحاق قونية وفرض نفسه ، فرجع إليه السلطان وهزمه، وضم الإمارة إلى الدولة العثمانية. وهاجم اوزون حسن أحد خلفاء تيمورلنك شرقي الأناضول، واحتل مدينة توقات، فأرسل إليه السلطان جيشاً هزمه عام 1469 / 874 هـ، ثم سار إليه السلطان بنفسه على رأس جيش وأجهز على ما بقي معه من جنود. عرض السلطان عام( 878 هـ / 1473 ) على أمير البغدان اصطفان الرابع الجزية حتى لا يحاربه فلم يقبل الأمير، فأرسل إليه جيشاً وانتصر عليه بعد حروب عنيفة، ولكن لم يستطيع غزو هذا الإقليم، فعزم السلطان على دخول القرم للإفادة من فرسانها في قتال البغدان ، وتمكن من احتلال أملاك الجنوبيين الممتدة على شواطئ شبه جزيرة القرم، ولم يقاوم التتار سكان القرم العثمانيين بل دفعوا لهم مبلغاً من المال سنوياً. وأقلعت السفن الحربية العثمانية من القرم إلى مصب نهر الدانوب فدخلت، وكان السلطان يدخل بلاد البغدان عن طريق البر، فانهزم اصطفان الرابع ، فتبعه السلطان في طريق مجهولة، فانقض عليه اصطفان الرابع وانهزم السلطان، وارتفع اسم اصطفان الرابع وذلك عام 881. صالح السلطان البنادقة، وانهزم أمام المجر عندما سار لغزو ترانسلفانيا، ولكنه في البحر استولى على الجزر التي بين اليونان وإيطاليا، كما احتل مدينة (اوترانت) في جنوبي شبه جزيرة إيطاليا عام 885 هـ، وحاصر في العام نفسه جزيرة رودوس ولم يتمكن من احتلالها. وفي أثناء حصار القسطنطينية عرف قبر أبو أيوب الأنصاري، فبنى بجواره مسجداً، وأصبح تنصيب السلاطين يتم بهذا المسجد. أهم أعماله اهتمامه بالمدارس والمعاهد كان محباً للعلم والعلماء، لذلك اهتم ببناء المدارس والمعاهد في جميع أرجاء دولته، وفاق أجداده في هذا المضمار، وبذل جهوداً كبيرة في نشر العلم وإنشاء المدارس المعاهد، وأدخل بعض الإصلاحات في التعليم وأشرف على تهذيب المناهج وتطويرها، وحرص على نشر المدارس والمعاهد في كافة المدن والقرى وأوقف عليها الأوقاف العظيمة. نظم هذه المدارس ورتبها على درجات ومراحل، ووضع لها المناهج، وحدد العلوم والمواد التي تدرس في كل مرحلة، ووضع لها نظام الامتحانات الدقيقة للانتقال للمرحلة التي تليها، وكان ربما يحضر امتحانات الطلبة ويزور المدارس ولا يأنف من سماع الدروس التي يلقيها الأساتذة، ولا يبخل بالعطاء للنابغين من الأساتذة والطلبة ، وجعل التعليم في كافة مدارس الدولة بالمجان، وكانت المواد التي تدرس في تلك المدارس: التفسير والحديث والفقه والأدب والبلاغة وعلوم اللغة والهندسة، وأنشأ بجانب مسجده الذي بناه بإسطنبول ثمان مدارس على كل جانب من جوانب المسجد أربعة مساجد يتوسطها صحن فسيح، وفيها يقضي الطالب المرحلة الأخيرة من دراسته وألحقت بهذه المدارس مساكن الطلبة ينامون فيها ويأكلون طعامهم ووضعت لهم منحة مالية شهرية، وأنشأ بجانبها مكتبة خاصة وكان يشترط في الرجل الذي يتولى أمانة هذه المكتبة أن يكون من أهل العلم والتقوى متبحراً في أسماء الكتب والمؤلفين، وكانت مناهج المدارس يتضمن نظام التخصص، فكان للعلوم النقلية والنظرية قسم خاص وللعلوم التطبيقية قسم خاص أيضاً. اهتمامه بالعلماء قرب العلماء ورفع قدرهم وشجعهم على العمل والإنتاج وبذل لهم الأموال ووسع لهم في العطايا والمنح والهدايا ويكرمهم غاية الإكرام، ولما هزم أوزون حسن أمر السلطان بقتل جميع الأسرى إلا من كان من العلماء وأصحاب المعارف ليستفاد منهم. كان من مكانة الشيخ أحمد الكوراني أنه كان يخاطب السلطان باسمه ولا ينحني له، ولا يقبل يده بل يصافحه مصافحة، وأنه كان لا يأتي إلى السلطان إلا إذا أرسل إليه، وكان يقول له: مطعمك حرام وملبسك حرام فعليك بالاحتياط. اهتمامه بالشعراء والأدباء فكان شاعراً مجيداً مهتماً بالأدب عامة والشعر خاصة، وكان يصاحب الشعراء ويصطفيهم، واستوزر الكثير منهم، وكان في بلاطه ثلاثون شاعراً يتناول كل منهم راتباً شهرياً قدره ألف درهم، وكان مع هذا ينكر على الشعراء التبذل والمجون والدعارة ويعاقب من يخرج عن الآداب بالسجن أو يطرده من بلاده. اهتمامه بالترجمة فقد كان متقناً للغة الرومية، وأمر بنقل كثير من الآثار المكتوبة باليونانية واللاتينية والعربية والفارسية إلى اللغة التركية، ونقل إلى التركية كتاب التصريف في الطب للزهراوي، وعندما وجد كتاب بطليموس في الجغرافيا وخريطة له طلب من العالم الرومي جورج اميروتزوس وابنه أن يقوما بترجمته إلى العربية وإعادة رسم الخريطة بالغتين العربية والرومية و كافأهما على هذا العمل بعطايا واسعة، وقام العلامة القوشجي بتأليف كتاب بالفارسية ونقله للعربية وأهداه للفاتح. كما كان مهتماً باللغة العربية فقد طلب من المدرسين بالمدارس الثماني أن يجمعوا بين الكتب الستة في تدريسهم وبين علم اللغة كالصحاح.. ودعم الفاتح حركة الترجمة والتأليف لنشر المعارف بين رعاياه بالإكثار من نشر المكاتب العامة وأنشأ له في قصره خزانة خاصة احتوت على غرائب الكتب والعلوم، وكان بها اثنا عشر ألف مجلد عندما احترقت. اهتمامه بالعمران والبناء والمستشفيات كان السلطان محمد الفاتح مغرماً ببناء المساجد والمعاهد والقصور والمستشفيات والخانات والحمامات والأسواق الكبيرة والحدائق العامة، وأدخل المياه إلى المدينة بواسطة قناطر خاصة. شجع الوزراء وكبار رجال الدولة والأغنياء والأعيان على تشييد المباني وإنشاء الدكاكين والحمامات وغيرها من المباني التي تعطى المدن بهاء ورونقاً، واهتم بالعاصمة ("اسلامبول":اى مليئة بالإسلام وقد غير مصطفى كمال اتاتورك هذا الاسم إلى "استانبول" بعد عزل السلطان وانهاء الخلافة العثمانية في تركيا) اهتماماً خاصاً، وكان حريصاً على أن يجعلها (أجمل عواصم العالم) وحاضرة العلوم والفنون. كثر العمران في عهد الفاتح وانتشر، واهتم بدور الشفاء، ووضع لها نظاماً مثالياً في غاية الروعة والدقة والجمال، فقد كان يعهد بكل دار من هذه الدور إلى طبيب – ثم زيد إلى اثنين – من حذاق الأطباء من أي جنس كان، يعاونهما كحال وجراح وصيدلي وجماعة من الخدم والبوابين ، ويشترط في جميع المشتغلين بالمستشفي أن يكونوا من ذوي القناعة والشفقة والإنسانية، ويجب على الأطباء أن يعودوا المرضى مرتين في اليوم ، وأن لاتصرف الأدوية للمرضى إلا بعد التدقيق من إعدادها، وكان يشترط في طباخ المستشفي أن يكون عارفاً بطهي الأطعمة والأصناف التي توافق المرضى منها، وكان العلاج والأدوية في هذه المستشفيات بالمجان ويغشاها جميع الناس بدون تمييز بين أجناسهم وأديانهم. الاهتمام بالتجارة والصناعة اهتم السلطان محمد الفاتح بالتجارة والصناعة وعمل على إنعاشهما بجميع الوسائل والعوامل والأسباب. وكان العثمانيون على دراية واسعة بالأسواق العالمية، وبالطرق البحرية والبرية وطوروا الطرق القديمة، وأنشأوا الكباري الجديدة مما سهل حركة التجارة في جميع أجزاء الدولة، واضطرت الدول الأجنبية من الاستيلاء على موانيها لرعايا الدولة العثمانية ليمارسوا حرفة التجارة في ظل الراية العثمانية. كان من أثر السياسة العامة للدولة في مجال التجارة والصناعة أن عم الرخاء وساد اليسر والرفاهية في جميع أرجاء الدولة، وأصبحت للدولة عملتها الذهبية المتميزة، ولم تهمل ا لدولة إنشاء دور الصناعة ومصانع الذخيرة والأسلحة، وأقامت القلاع والحصون في المواقع ذات الأهمية العسكرية في البلاد. الاهتمام بالتنظيمات الإدارية عمل السلطان محمد الفاتح على تطوير دولته؛ ولذلك قنن قوانين حتى يستطيع أن ينظم شؤون الإدارة المحلية في دولته، وكانت تلك القوانين مستمدة من الشرع الحكيم. شكل السلطان محمد لجنة من خيار العلماء لتشرف على وضع (قانون نامه) المستمد من الشريعة الغراء وجعله أساساً لحكم دولته، وكان هذا القانون مكوناً من ثلاثة أبواب ، يتعلق بمناصب الموظفين وببعض التقاليد وما يجب أن يتخذ من التشريفات والاحتفالات السلطانية وهو يقرر كذلك العقوبات والغرامات، ونص صراحة على جعل الدولة حكومة إسلامية قائمة على تفوق العنصر الإسلامي أياً كان أصله وجنسه. اهتم محمد الفاتح بوضع القوانين التي تنظم علاقة السكان من غير المسلمين بالدولة ومع جيرانهم من المسلمين، ومع الدولة التي تحكمهم وترعاهم، وأشاع العدل بين رعيته، وجد في ملاحقة اللصوص وقطاع الطرق، وأجرى عليهم أحكام الإسلام، فاستتب الأمن وسادت الطمأنينة في ربوع الدولة العثمانية. عندما تعلن الدولة الجهاد وتدعوا أمراء الولايات وأمراء الألوية، كان عليهم أن يلبوا الدعوة ويشتركوا في الحرب بفرسان يجهزونهم تجهيزاً تاماً ، وذلك حسب نسب مبينة، فكانوا يجهزون فارساً كامل السلاح قادراً على القتال عن كل خمسة آلاف آقجه من إيراد اقطاعه، فإذا كان إيراد إقطاعه خمسمائة ألف آقجة مثلاً كان عليه أن يشترك بمائة فارس، وكان جنود الإيالات مؤلفة من مشاة وفرسان، وكان المشاة تحت قيادة وإدارة باشوات الإيالات وبكوات الألوية. قام محمد الفاتح بحركة تطهير واسعة لكل الموظفين القدماء غير الأكفاء وجعل مكانهم الأكفاء، واتخذ الكفاية وحدها أساساً في اختيار رجاله ومعاونيه وولاته. اهتمامه بالجيش والبحرية تميز عصر السلطان محمد الفاتح بجانب قوة الجيش البشرية وتفوقه العددي، بإنشاءات عسكرية عديدة متنوعة ، فأقام دور الصناعة العسكرية لسد احتياجات الجيش من الملابس والسروج والدروع ومصانع الذخيرة والأسلحة ، وأقام القلاع والحصون في المواقع ذات الأهمية العسكرية، وكانت هناك تشكيلات متنوعة في تمام الدقة وحسن التنظيم من فرسان ومشاة ومدفعية وفرق مساعدة، تمد القوات المحاربة بما تحتاجه من وقود وغذاء وعلف للحيوان وإعداد صناديق الذخيرة حتى ميدان القتال. كان هناك صنف من الجنود يسمى، " لغمجية" وظيفته الحفر للألغام وحفر الأنفاق تحت الأرض أثناء محاصرة القلعة المراد الاستيلاء عليها وكذلك السقاؤون كان عليهم تزويد الجنود بالماء. تطورت الجامعة العسكرية في زمن الفاتح وأصبحت تخرج الدفعات المتتالية من المهندسين والأطباء والبيطريين وعلماء الطبيعيات والمساحات ، وكانت تمد الجيش بالفنيين المختصصين. استحق معه أن يعده المؤرخون مؤسس الأسطول البحري العثماني ، ولقد استفاد من الدول التي وصلت إلى مستوى رفيع في صناعة الأساطيل مثل الجمهوريات الإيطالية وبخاصة البندقية وجنوا أكبر الدول البحرية في ذلك الوقت. اهتمامه بالعدل إن إقامة العدل بين الناس كان من واجبات السلاطين العثمانيين، وكان السلطان محمد شأنه في ذلك شأن من سلف من آبائه – شديد الحرص على إجراء العدالة في أجزاء دولته، ولكي يتأكد من هذا الأمر كان يرسل بين الحين والحين إلى بعض رجال الدين من النصارى بالتجوال والتطواف في أنحاء الدولة، ويمنحهم مرسوماً مكتوباً يبين مهمتهم وسلطتهم المطلقة في التنقيب والتحري والاستقصاء لكي يطلعوا كيف تساس أمور الدولة وكيف يجري ميزان العدل بين الناس في المحاكم ، وقد أعطى هؤلاء المبعوثون الحرية الكاملة في النقد وتسجيل ما يرون ثم يرفعون ذلك كله إلى السلطان. كانت تقرير هؤلاء المبعوثين النصارى تشيد دائماً بحسن سير المحاكم وإجراء العدل بالحق والدقة بين الناس بدون محاباة أو تمييز ، وكان السلطان الفاتح عند خروجه إلى الغزوات يتوقف في بعض الأقاليم وينصب خيامه ليجلس بنفسه للمظالم ويرفع إليه من شاء من الناس شكواه ومظلمته. اعتنى الفاتح بوجه خاص برجال القضاء الذين يتولون الحكم والفصل في أمور الناس ، فلا يكفي في هؤلاء أن يكونوا من المتضلعين في الفقه والشريعة والاتصاف بالنزاهة والاستقامة وحسب بل لا بد إلى جانب ذلك أن يكونوا موضع محبة وتقدير بين الناس ، وأن تتكفل الدولة بحوائجهم المادية حتى تسد طرق الإغراء والرشوة ، فوسع لهم الفاتح في عيشهم كل التوسعة ، وأحاط منصبهم بحالة مهيبة من الحرمة والجلالة والقداسة والحماية. أما القاضي المرتشي فلم يكن له عند الفاتح من جزاء غير القتل. كان السلطان الفاتح - برغم اشتغاله بالجهاد والغزوات - إلا أنه كان يتتبع كل ما يجري في أرجاء دولته بيقظة واهتمام، وأعانه على ذلك ما حباه الله من ذكاء قوي وبصيرة نفاذة وذاكرة حافظة وجسم قوي، وكان كثيراً ما ينزل بالليل إلى الطرقات والدروب ليتعرف على أحوال الناس بنفسه ويستمع إلى شكاواهم بنفسه، كما ساعده على معرفة أحوال الناس جهاز أمن الدولة الذي كان يجمع المعلومات والأخبار التي لها علاقة بالسلطنة وترفع إلى السلطان الذي كان يحرص على دوام المباشرة لأحوال الرعية ، وتفقد أمورها والتماس الإحاطة بجوانب الخلل في أفرادها وجماعاتها. وفاته قاد السلطان يقود حملة لم يحدد وجهتها، لكن المؤرخون يخمنون بأنها كانت إلى إيطاليا. عرض أهل البندقية على طبيبه الخاص يعقوب باشا أن يقوم هو باغتياله، يعقوب لم يكن مسلما عند الولادة فقد ولد بإيطاليا، وقد ادعى الهداية، وأسلم. بدأ يعقوب يدس السم تدريجيا للسلطان، ولكن عندما علم بأمر الحملة زاد جرعة السم. وتوفى السلطان في العام 1481م، عن عمر 49 عاما، وبلغت مدة حكمه 31 عاما. انفضح أمر يعقوب، فأعدمه حرس السلطان. وصل خبر موت السلطان إلى البندقية بعد 16 يوما، جاء الخبر في رسالة البريد السياسي إلى سفارة البندقية في إسطنبول، احتوت الرسالة على هذه الجملة "لقد مات النسر الكبير". انتشر الخبر في البندقية ثم إلى باقي أوروبا، وراحت الكنائس في أوروبا تدق أجراسها لمدة ثلاثة أيام بأمر من البابا.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
:::عبدالرحمن::: |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |