العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#61
|
|||||||||||
|
|||||||||||
7 رمضان 960هـ ـ 7 أغسطس 1553م مفكرة الإسلام: بلغت الدولة العثمانية أقصى اتساعها وأوج قوتها في عهد السلطان سليمان القانوني (926 ـ 972)، وأصبحت أقاليم الدولة ممتدة في قارات العالم القديم الثلاثة، وذلك بفضل قوة الأساطيل البحرية العثمانية وقادتها العظام أمثال خير الدين بربروسا، وطرغوت، وقلج علي وغيرهم، وهذه القوة دفعت «فرانسوا الأول» ملك فرنسا لأن يتحالف مع العثمانيين، للوقوف ضد «شارلكان» إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة! وألد أعداء «فرانسوا الأول» وذلك سنة 941هـ. استمرت سياسة التقارب الفرنسي العثماني، وأخذت أشكالاً كثيرة، منها الامتيازات الاقتصادية والإعفاءات الجمركية والتجارية، ولكن أهم وأخطر أشكال هذا التقارب تمثل في التعاون العسكري وخاصة في المجال البحري بين العثمانيين والفرنسيين، وقد قام القبطان خير الدين بربروسا بقيادة الأساطيل العثمانية والفرنسية لمعارك ناجحة وحاسمة ضد إسبانيا وإمبراطورها شارلكان، وذلك سنة 951هـ ـ 1544م، وهي المعارك التي جلبت السخط الصليبي الأوروبي على الفرنسيين عمومًا وفرانسوا الأول خصوصًا، وكان هنري الأول بن فرنسوا وولي عهده من أشد الناقمين على سياسة أبيه. فلما مات فرنسوا وخلفه «هنري الأول» جدّد المعاهدة مع العثمانيين، ولكنه حاول أن يتفادى مسألة التعاون العسكري خاصة في أوروبا، ولكن السلطان العثماني سليمان القانوني أصر عليها، اضطر هنري الأول للموافقة، وذلك سنة 959هـ، وبعد ذلك بشهور خرجت أساطيل الدولتين بقيادة أمير البحار «طرغوت»، وكان الهدف صقلية وجنوب إيطاليا للإغارة على أملاك ملك إسبانيا «فيليب الثاني» وإنقاذ آلاف الأسرى المسلمين المحتجزين بالجزر الإيطالية([1]). وفي يوم 7 رمضان سنة 960هـ ـ 17 أغسطس 1553م نجحت الأساطيل المشتركة في فتح جزيرة كورسيكا بعد معركة بحرية قوية ضد أساطيل إسبانيا وأساطيل البندقية المتحالفة معها، وتحرير سبعة آلاف أسير مسلم هناك كانوا على وشك البيع كعبيد بأسواق أوروبا، ولكن هنري الأول ملك فرنسا أوعز إلى قائده المساعد للقائد العام طرغوت، بأن يفتعل مشكلة تكون سببًا لإنهاء هذه الحملة والعودة إلى فرنسا، ومن ثم تكون مبررًا لوقف التعاون العسكري بين الدولتين، وهو ما تم بالفعل وأدى لخروج العثمانيين من الجزيرة بعد فتحها
|
#62
|
|||||||||||
|
|||||||||||
7 رمضان 960هـ ـ 7 أغسطس 1553م : بلغت الدولة العثمانية أقصى اتساعها وأوج قوتها في عهد السلطان سليمان القانوني (926 ـ 972)، وأصبحت أقاليم الدولة ممتدة في قارات العالم القديم الثلاثة، وذلك بفضل قوة الأساطيل البحرية العثمانية وقادتها العظام أمثال خير الدين بربروسا، وطرغوت، وقلج علي وغيرهم، وهذه القوة دفعت «فرانسوا الأول» ملك فرنسا لأن يتحالف مع العثمانيين، للوقوف ضد «شارلكان» إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة! وألد أعداء «فرانسوا الأول» وذلك سنة 941هـ. استمرت سياسة التقارب الفرنسي العثماني، وأخذت أشكالاً كثيرة، منها الامتيازات الاقتصادية والإعفاءات الجمركية والتجارية، ولكن أهم وأخطر أشكال هذا التقارب تمثل في التعاون العسكري وخاصة في المجال البحري بين العثمانيين والفرنسيين، وقد قام القبطان خير الدين بربروسا بقيادة الأساطيل العثمانية والفرنسية لمعارك ناجحة وحاسمة ضد إسبانيا وإمبراطورها شارلكان، وذلك سنة 951هـ ـ 1544م، وهي المعارك التي جلبت السخط الصليبي الأوروبي على الفرنسيين عمومًا وفرانسوا الأول خصوصًا، وكان هنري الأول بن فرنسوا وولي عهده من أشد الناقمين على سياسة أبيه. فلما مات فرنسوا وخلفه «هنري الأول» جدّد المعاهدة مع العثمانيين، ولكنه حاول أن يتفادى مسألة التعاون العسكري خاصة في أوروبا، ولكن السلطان العثماني سليمان القانوني أصر عليها، اضطر هنري الأول للموافقة، وذلك سنة 959هـ، وبعد ذلك بشهور خرجت أساطيل الدولتين بقيادة أمير البحار «طرغوت»، وكان الهدف صقلية وجنوب إيطاليا للإغارة على أملاك ملك إسبانيا «فيليب الثاني» وإنقاذ آلاف الأسرى المسلمين المحتجزين بالجزر الإيطالية([1]). وفي يوم 7 رمضان سنة 960هـ ـ 17 أغسطس 1553م نجحت الأساطيل المشتركة في فتح جزيرة كورسيكا بعد معركة بحرية قوية ضد أساطيل إسبانيا وأساطيل البندقية المتحالفة معها، وتحرير سبعة آلاف أسير مسلم هناك كانوا على وشك البيع كعبيد بأسواق أوروبا، ولكن هنري الأول ملك فرنسا أوعز إلى قائده المساعد للقائد العام طرغوت، بأن يفتعل مشكلة تكون سببًا لإنهاء هذه الحملة والعودة إلى فرنسا، ومن ثم تكون مبررًا لوقف التعاون العسكري بين الدولتين، وهو ما تم بالفعل وأدى لخروج العثمانيين من الجزيرة بعد فتحها
|
#63
|
|||||||||||
|
|||||||||||
21 رجب 1317هـ ـ 24 نوفمبر 1899م قامت الثورة المهدية بالسودان سنة 1299هـ، ضد الوجود الإنجليزي والمصري المشترك, وبسبب السياسات الاستعمارية الصليبية للحاكم الإنجليزي للسودان «جوردن» الذي حارب المسلمين وقرّب الوثنيين وعمل على بث الفوضى والاضطرابات في البلاد، وكان «محمد بن عبد الله المهدي» هو القائد والمحرك لهذه الثورة، والتي نجحت في السيطرة على معظم أجزاء السودان وكللوا نجاحهم بدخول الخرطوم عاصمة البلاد وقتلوا «جوردن الصليبي» واهتزت إنجلترا لمصرعه، وجاءت الأوامر الإنجليزية للمصريين، وتم الانسحاب سنة 1301هـ، وتوفي زعيم الثورة المهدية «محمد بن عبد الله» في أواخر 1303هـ، وخلفه «عبد الله التعايشي» وجاءت على البلاد سنوات عجاف. لم يكن انسحاب الإنجليز والمصريين من السودان نهائيًا بل للعودة مرة أخرى, وهذا ما بدأ بالفعل سنة 1313هـ ـ 1896م، عندما تحرك الجيش المصري تحت قيادات إنجليزية، وقد بلغ تعداد الجيش المصري عشرة آلاف جندي تحت قيادة [كتشنر] الإنجليزي، وحقق الجيش عدة انتصارات على قوات المهديين دفعت العديد من زعماء القبائل مثل قبيلة الجعليين والكبابيش لطلب الاتصالات مع الإنجليز لعودة الحكم المصري للسودان. تساقطت المدن السودانية الواحدة تلو الأخرى إما بالسلاح وإما بالاستيلاء, وتقدم الإنجليز بجنودهم المصريين نحو الجنوب وانتصروا على جيش كبير للمهديين عند [كرري] سنة 1316هـ ـ 1898م، وقتل في المعركة عشرة آلاف من أنصار الثورة المهدية من بينهم يعقوب أخو الخليفة عبد الله التعايشي ومحمد بن المهدي واستولى الجيش على الخرطوم. حاول عبد الله التعايشي السير إلى جبال النوبة للاعتصام بها، فهي متشعبة الدروب، وعرة المسالك، ولكنه لاقى مقاومة عنيفة من القبائل الوثنية، فتحول إلى بلدة [قدير] دار الهجرة الأولى لزعيم الثورة المهدية «محمد بن عبد الله» واعتصم بها استعدادًا للهجوم على «أم درمان». وصلت أخبار هجوم المهديين على «أم درمان» للإنجليز، فأرسل [كتشنر] ثمانية آلاف جندي لصد هجوم المهديين، وفي يوم 21 رجب سنة 1317هـ ـ 24 نوفمبر 1899م، وعند قرية [أم دويكرات] دارت معركة شرسة بين الطرفين انتهت بهزيمة المهديين ومقتل خليفتهم [عبد الله التعايشي] وكثير من جنوده, وبذلك عادت السيطرة الإنجليزية على أرض السودان، ولكن الحركة المهدية والتي عرفت باسم الأنصار ظلت قائمة كحركة دينية وسياسية حتى الآن.
|
#64
|
|||||||||||
|
|||||||||||
19 رجب 618هـ أو ما يعرف تاريخيًا بالحملة الصليبية الخامسة على بلاد الإسلام، وهذه المعركة هي أشبه ما يكون بالملاحم الأسطورية التي تروى كضرب من الخيال والإمتاع، ذلك لأنها استمرت أكثر من ثلاث سنوات، وكان بابا روما «أنوسنت الثالث» يخطط ويدبر لحملة صليبية جديدة على بلاد الإسلام بعد وفاة الناصر صلاح الدين, وبالفعل انطلقت الحملة الصليبية الرابعة سنة 600هـ، ولكنها غيرت مسارها واتجهت إلى القسطنطينية لإخضاع الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية لسلطان الكنيسة الغربية الكاثوليكية، وبالجملة فشلت هذه الحملة فشلاً ذريعًا, لذلك نجد معظم المؤرخين الأوروبيين يعرض عن ذكر هذه الحملة ولا يضعها أصلاً في عداد الحملات الصليبية. ولم يفت الفشل الذريع لهذه الحملة في عضد البابا «أنوسنت الثالث» الذي أخذ في التحضير لحملة جديدة على بلاد الإسلام يشترك فيها من لم تتلطخ يداه في الحملة السابقة، فلبى النداء كل من «ليوبولد» ملك النمسا، و«أندريه الثاني» ملك المجر، و«بهمايو» ملك قبرص وغيرهم، وقد تقرر تغيير خط سير الحملات المعتادة, حيث كانت مصر هي الهدف هذه المرة وليست الشام, وذلك لأسباب عديدة منها ضرب مركز الثقل في العالم الإسلامي وهي مصر, ومنها رغبة المدن التجارية الإيطالية في السيطرة على تجارة البحر المتوسط, وضرب التجارة المصرية في عقر دارها بالاستيلاء على ميناء دمياط الذي كان أهم موانئ الشرق، وأهمها بالتأكيد استعادة بيت المقدس. وقبل أن تنطلق الحملة الصليبية الخامسة هلك البابا «أنوسنت الثالث» وخلفه البابا «هونوريوس الثالث» الذي أراد أن يؤكد على نفوذ وسيادة الكنيسة الكاثوليكية على الحملة، فأرسل الكاردنيال البرتغالي «بلاجيوس» ليكون القائد العام للحملة على الرغم من انعدام الخبرة والكفاءة الحربية لهذا الرجل، وهذا ما سيدفع الصليبيون ثمنه غاليًا بعد ذلك. كانت بلاد الشام ومصر في هذه الفترة تحت حكم الأسرة الأيوبية وكبيرها الملك العادل أبي بكر الأيوبي وهو أخو الناصر صلاح الدين ورفيق كفاحه وشريك جهاده ضد الصليبيين، فلما وصلت أخبار الحملة الصليبية الخامسة للملك العادل وكان بالشام وقتها أسرع وعسكر بجنوده عند مدينة «بيسان» بالأردن, ذلك لأن الحملة الصليبية قد نزلت بميناء «عكا» وكان ما يزال وقتها تحت السيطرة الصليبية, ولم تكن الحملة وقتها تنوي التوغل في بلاد الشام بل كانت تنوي الانتقال من «عكا» إلى «دمياط», ولكن حدث أن انفصل ملك المجر «أندريه الثاني» ومعه عدد كبير من الصليبيين عن الحملة وعاد إلى بلاده, فضعفت الحملة وانتظرت قليلاً حتى يأتيها الإمدادات من غرب أوروبا. خلال هذه الفترة أخذ الصليبيون في الإغارة على قرى ومدن الشام لجمع المؤن والأموال, والملك العادل الأيوبي لا يقوى على ردهم لضخامة جيوشهم، وعاثوا في الشام فسادًا، في حين اجتهد العادل الأيوبي وبنوه الأمراء الثلاثة [محمد ـ موسى ـ عيسى] في حفظ أهم مدن الشام من عدوان الصليبيين, وفي أول سنة 615هـ ـ 1218م، اتجهت الحملة الصليبية بكامل قوتها إلى ميناء دمياط ونزلوا على الميناء في موقع اسمه «جيزة دمياط» وهي مثالية من وجهة النظر الدفاعية وليس الهجومية، وكان هذا التحول القتالي مفاجأة مذهلة للسلطان العادل وابنه الأمير محمد الملقب بالكامل والذي كان واليًا على مصر، فخرج الأمير محمد بالجيش المصري للدفاع عن دمياط، وكان مفتاح دمياط برجًا منيعًا في غاية القوة والصلابة فيه سلاسل من حديد ضخمة تمتد بطول النيل لتمنع أي مراكب تريد الإغارة على البلاد من هذا الطريق. ظل الوضع متجمدًا طيلة أربعة أشهر, الصليبيون يحاولون اقتحام برج السلسلة والجيش المصري يدافع عن دمياط بكل قوة حتى استطاع الصليبيون الاستيلاء على البرج بعد معركة طاحنة مع المدافعين عنه, ولما وصلت أنباء سقوط البرج للسلطان العادل الأيوبي تأوه لذلك بشدة وأصابه الحزن وقتله الهم في 7 جمادى الآخرة سنة 615هـ. بعد سقوط برج السلسلة حاول الأمير الكامل حاكم مصر إعاقة تقدم الصليبيين، فصنع جسرًا عظيمًا أنفق عليه سبعين ألف دينار, فقاتل الصليبيون عليه قتالاً عنيفًا حتى قطعوه، فأمر الكامل بتفريق عدد من المراكب في النيل ليسد مجرى السفن, فعدل الصليبيون إلى خليج هناك يعرف بالأزرق وكان النيل يجري فيه قديمًا، فحفروه حفرًا عميقًا وأجروا فيه المياه إلى البحر المتوسط، مما يوضح مدى إصرار الصليبيين على القتال وصبرهم على ذلك، ولكن الوضع ظل متجمدًا بين الصليبيين والجيوش المصرية. ظلت المقاومة الإسلامية للصليبيين على أشدها باسلة رائعة، ولكن وقعت حادثة غيرت مسار القتال عندما تآمر أحد الأمراء المماليك واسمه «عماد الدين ابن المشطوب» على السلطان الكامل حاكم مصر ووارث مكان أبيه السلطان العادل، وذلك من أجل عزله وتولية أخيه الأمير «الفائز» مكانه, فترك السلطان الكامل معسكر الجيش في دمياط وعاد إلى القاهرة لتدارك الفتنة، وعندما علم الجنود قرار قائدهم تركوا جميعًا المعسكر، وأصبحت المدينة مفتوحة أمام الصليبيين. لم يكن السلطان الكامل مثل أعمامه الأبطال صلاح الدين وغيره, فلقد كان يميل للمهادنة والدعة والمسالمة, يكره القتال، شديد الذعر في ميادين القتال، بالجملة لم يكن رجل الساعة أو فارس المناسبة، فلما رأى اقتراب الصليبيين من احتلال دمياط عرض عليهم عرضًا لا يصدقه عقل حتى يرجعوا عن دمياط, حيث عرض عليهم تسليم بيت المقدس وعسقلان وطبرية وصيدا وجبلة واللاذقية وجميع ما فتحه صلاح الدين، وهكذا قرر الكامل أن يشتري السلام بالتنازل عن كل ما فتحه صلاح الدين بدماء الشهداء وجهاد السنين، ولكن... واصل الصليبيون قتالهم حتى اقتحموا المدينة في 25 شعبان 616هـ، وارتكبوا واحدة من مذابحهم المروعة الشهيرة, قتلوا خلالها جميع أهل دمياط وطمسوا معالم الإسلام فيها, وحولوها إلى مدينة صليبية خالصة، ولكن نشب الخلاف بينهم بحيث مضى عام ونصف وهم غير قادرين على القيام بأية عمليات عسكرية حاسمة, وانتهى الخلاف إلى أن خرج القائد العسكري «حنا برين» من دمياط عائدًا إلى بلاده مغاضبًا, وأصبح الأحمق «بلاجيوس» القائد الوحيد للحملة. خلال هذه الفترة استقرت الأمور في البيت الأيوبي واصطلح الإخوة الثلاثة [محمد الكامل ـ عيسى المعظم ـ موسى الأشرف] وانتهت المشاحنات بينهم واتفقوا على مواجهة الصليبيين، وقد عسكر السلطان الكامل عند مدينة المنصورة في مكان حصين شيده الكامل في فترة الهدوء الصليبي، ودعا الناس إلى التطوع لصد الصليبيين عن مصر، وشن المسلمون هجمات متتالية على المعسكر الصليبي وأسروا سبع سفن صليبية كبيرة والكثير من الجنود، وتضعضع موقف الصليبيين ولكن وصول قوات صليبية جديدة من ألمانيا شجع الكاردنيال الأحمق «بلاجيوس» على تنفيذ خطته للزحف نحو القاهرة بعد أن تأخرت كثيرًا, ولكنه اختار الوقت غير المناسب حيث فيضان نهر النيل، فوجد الصليبيون أنفسهم والماء قد أغرق أكثر الأرض التي هم عليها, ووجدوا أنفسهم محاصرين بالجيش المصري جنوبًا والجيش الشامي من ناحية الشمال, وهم قد تركوا معسكرهم الحصين بدمياط عندما خرجوا للقاهرة بأمر الأحمق «بلاجيوس»، وأصبح وضع الصليبيين شديد التأزم, وألقي الرعب في قلوبهم وركبتهم الذلة والصغار, واضطر المغرور «بلاجيوس» إلى طلب الصلح والهدنة، على أن يخرجوا من دمياط بغير عوض. اختلف قادة معسكر المسلمين حول طلب الهدنة, ففي حين وافق عليها الكامل، رأى إخوته وآخرون انتهاز الفرصة والقضاء على الصليبيين، ولكن السلطان الكامل المذعور بطبعه من أي قتال وافق على العرض، وفي يوم الأربعاء 19 رجب سنة 618هـ ـ سبتمبر 1221م، دخل المسلمون المدينة, وهكذا انتهت الحملة الصليبية الخامسة بفشل ذريع وخسارة ضخمة على الرغم من غياب القيادة الإسلامية الصالحة لهذا الظرف الخطير
|
#65
|
|||||||||||
|
|||||||||||
27 جمادى الأولى 887هـ ـ 22يوليو 1482م بعد أن تقلصت مساحة دولة الإسلام في الأندلس وانحصرت في مملكة غرناطة بعد سقوط حواضر الإسلام العريقة مثل طليطلة وإشبيلية وقرطبة وسرقسطة وبلنسية، تولى «بنو الأحمر» زعامة مملكة غرناطة ابتداءً من سنة 635هـ، واستمر وضع غرناطة مستقرًا فترة طويلة من الزمن بسبب قوة سلاطين بني الأحمر وقتها وحنق المسلمين بغرناطة على الصليبيين، وتعاهدهم على الصمود والكفاح ضد الأسبان، أضف لذلك المساعدة الفاعلة والأكيدة من سلاطين بني مرين في المغرب.
ولكن بعد فترة بدأ الوهن والضعف يسري في أوصال المملكة الصامدة، وذلك بعد أن سرت بين أهلها روح الترف المفسد والدعة والسكون ومسالمة الأعداء، وبعد أن دب الخلاف والشقاق بين أمراء بني الأحمر واصطرعوا على الحكم، وكان حاكم غرناطة وقتها رجل اسمه أبو الحسن علي بن سعد النصري, وكان رجلاً مشغولاً بنفسه وشهواته، شغل غرناطة بخلافاته مع أم أولاده «عائشة الحرة»، وحربها ضد زوجته الأخرى «ثريا» الحظية وأولاده منها، وفي نفس الوقت إسبانيا الصليبية تشهد أخطر مرحلة في تاريخها، إذ تزوج فرناندو ملك أراجون من إيزابيلا ملكة قشتالة، واتحدت الممالك الصليبية في إسبانيا لأول مرة في تاريخها. بعد هذا الاتحاد شن الصليبيون عدة هجمات خطيرة ومؤثرة على غرناطة، والسلطان في غفلته ووزيره «أبو القاسم بن رضوان» يسهل له فساده ومجونه ويظلم الناس ويجمع منهم الأموال بالضرائب المجحفة, وأفاق السلطان الغافل ووزير السوء على سقوط العديد من مدن غرناطة بيد الصليبيين، وعلى ثورة المسلمين في غرناطة عليه ومطالبتهم له بإعلان الجهاد ونصرة المسلمين في مدينة «الحاقة» حيث يحاصرهم الصليبيون منذ فترة، وتحت ضغط الجماهير خرج السلطان الفاسد أبو الحسن للقتال وهو يقدم رجلاً ويؤخر الأخرى، ولكن المتطوعين من المجاهدين قد سبقوا الجيش النظامي واشتبكوا مع الصليبيين، ولكن خيانة مقصودة من الوزير ابن رضوان حالت دون فك الحصار ونجدة من فيه من المسلمين. أدرك المسلمون الصادقون سوء نية وفعل السلطان والوزير، وساد التذمر في صفوف أهل غرناطة ووصلت أخبار هذا التذمر الشعبي للصليبيين فقرروا الهجوم على منطقة «كوشة» وهي مفتاح غرناطة من ناحية الغرب، وعندها دبت روح عارمة من التحدي والحماسة عند المسلمين وكونوا فرقًا من المجاهدين المتطوعين، وفي يوم 27 جمادى الأولى 887هـ، انقضت هذه الجموع المجاهدة المتطوعة على الجيش الصليبي رغم الفارق الكبير بين الجيشين، وأراد السلطان أبو الحسن أن يحفظ ماء وجهه ومكانته، فأرسل الجيش النظامي، وأصبح الصليبيون بين شقي الرحى الجيش النظامي من ناحية وفرق المجاهدين من ناحية، فطحنهم المسلمون بمنتهى الشدة وانتصروا انتصارًا هائلاً. والجدير بالذكر أن هذا الانتصار كان الأخير للمسلمين على الصليبيين بالأندلس، وكان بمثابة الوهج الأخير للسراج قبل أن ينطفئ.
|
#66
|
|||||||||||
|
|||||||||||
17 ربيع الآخر 20 هـ ـ 6 أبريل 641م مفكرة الإسلام: بعد أن تم بفضل الله عز وجل فتح بلاد الشام، استأذن عمرو بن العاص وكان أحد قادة الفتح الإسلامي للشام الخليفة الفاروق عمر في فتح مصر، فتردد عمر في بادئ الأمر, ولكن عَمرًا استطاع إقناعه بأهمية هذا الفتح وخطورته، وبدأت مسيرة الفتح المبارك في ذي الحجة سنة 18هـ ـ 639م. كانت مدينة العريش هي أول المدن المفتوحة في أول سنة 19هـ، وتوجه عمرو وجيشه بعد ذلك إلى مدينة الفرما «شرقي بورسعيد الآن» ورغم حصانتها ومناعة أسوارها اقتحمها الصحابة بسرعة, ولكن هذا الفتح كشف للقائد المحنك عمرو بن العاص أن فتح مصر يحتاج إلى إمدادات أخرى من الخليفة فأرسل إليه بذلك المعنى، ثم واصل سيره حتى فتح مدينة «بلبيس» وتقدم إلى نهر النيل وسار بحذائه حتى وصل إلى قرية «أم دنين» وكانت مرفأ هامًا على النيل شمالي حصن بابليون, وعندما أفاق الروم المحتلون لبلاد مصر وقتها من غفلتهم وسوء تدبيرهم، وقام قائدهم الحربي «تيودور» ووالي البلاد «قيرس» بالانحياز إلى حصن بابليون المنيع وأخذا في تنظيم قواتهما وكان من الممكن الاتصال بين الحصن وحامية أم دنين بسهولة فكلاهما على النيل، وانتقلت الجنود الرومانية بيسر من بابليون إلى أم دنين لقتال المسلمين بصورة شبه يومية, فثقل ذلك على عمرو وجيشه واستعجل عمرو الإمدادات من الخليفة. وصلت الإمدادات وصار جيش المسلمين 15600 جندي، واستعد المسلمون لاقتحام حصن بابليون عند منطقة عين شمس، ووضع عمرو خطة ذكية تقوم على استدراج الروم للقتال خارج الحصن وذلك بعد أن وضع كمينًا خلف قلعة الجبل وآخر على مقربة منه وأمرهما بالانقضاض في وقت متفق عليه، فلما خرج الرومان بأعداد كبيرة للقتال دارت معركة حامية الوطيس، ثم انقض الكمينان دفعة واحدة، واحد على مؤخرة الرومان والآخر على ميمنته، فوقعت هزيمة قاسية عليهم وقتل معظمهم وفر الباقي إلى داخل الحصن، وتسلل اليأس إلى قلوب الرومان خاصة قائدهم «قيرس» الذي حاول مفاوضة المسلمين على الرجوع نظير أموال كثيرة وهو بالطبع لا يعلم أن المسلمين ما خرجوا لدنيا ولا مال إنما خرجوا لنشر رسالة السماء، فلم تصل المفاوضات لشيء، خاصة وأن جنود «قيرس» قد امتلأت قلوبهم حقدًا على المسلمين وأصروا على مواصلة القتال للانتقام من هزائمهم المتكررة، وحاولوا الهجوم مرة بعد مرة وفي كل مرة كانت الهزيمة نصيبهم والقتل حظهم، وعزم المسلمون على اقتحام الحصن بخطة جريئة قام بها البطل الحواري الزبير بن العوام رضي الله عنه، ينهي بها حالة المطاولة الرومية للمسلمين فتسلق أسوار الحصن وهتف عاليًا الله أكبر والله لأفتحن الحصن أو لأذوقن ما ذاق حمزة بن عبد المطلب ـ يعني الشهادة ـ وتبعه مجموعة من الأبطال في عملية فدائية مثيرة واشتبكوا مع حامية الأسوار وعندها أسرع «قيرس» وفتح الأبواب وطلب الصلح والتسليم للمسلمين، فوافق عمرو بن العاص على ذلك، وتم الفتح والصلح في يوم الجمعة 17 ربيع الآخر سنة 20 هـ، وبذلك الفتح دخلت مصر في ديار الإسلام من يومها وإلى الأبد إن شاء الله.
|
#67
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خريطة السودان 12 ربيع الآخر 1302 هـ ـ 28 يناير 1885م مفكرة الإسلام: أصبحت السودان تابعة لولاية مصر ومحمد علي باشا كما نص على ذلك الفرمان العثماني 1257هـ, وعندما تولى الخديوي إسماعيل الحكم كانت الحركة الاستعمارية في عنفوانها، فخاف أن يقع السودان فريسة احتلال أوروبي فوضع خطة واسعة المدى لاستكشاف منابع النيل وحماية الوطن السوداني، ولكنه ارتكب خطأ فادحًا إذ عين رجلاً إنجليزيًا هو السير «صمويل بيكر» حاكمًا عامًا على السودان, ذلك لأن صمويل بيكر هذا كان شخصية استعمارية صليبية شديدة الحقد على المسلمين، اتبع سياسة خبيثة ترمي لهدفين: الأول هو اقتطاع منطقة منابع النيل وجعلها مستعمرة إنجليزية، والثاني الإساءة إلى أهل السودان وتأليبهم على المصريين وذلك للحد من انتشار الإسلام في جنوب السودان بعدما أصبح الشمال كله مسلمًا خالصًا، بعد انتهاء ولاية صمويل بيكر خلفه رجل لا يقل حقدًا وصليبية هو «تشارل جوج جوردون». سار جوردون على نفس السياسة مما أدى لظهور الحركة المهدية بقيادة محمد بن عبد الله المهدي وذلك سنة 1293هـ، وبدأت الثورة المهدية تكسب أنصارًا يومًا بعد يوم حتى قويت شوكتها وبدأت في العمل والكفاح المسلح، وفي هذه الفترة احتلت إنجلترا مصر سنة 1299هـ فازدادت الحركة المهدية قوة خاصة بعدما طلب الإنجليز من الجيش المصري الخروج من السودان سنة 1301هـ، وحقق المهديون عدة انتصارات باهرة حتى دانت لهم معظم الولايات السودانية. طلب اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني بمصر من «جوردون» الإشراف على إخلاء السودان من القوات المصرية تمهيدًا لاحتلالها، ولكن «جوردون» رفض ذلك الطلب وأعلن أن القوات الإنجليزية والمصرية المشتركة بالخرطوم سوف تتحرك للقضاء على الثورة المهدية وكان ذلك منه غطرسة وتكبرًا دفع ثمنهما عمره ورأسه. تحركت قوات المهدي باتجاه الخرطوم أواخر سنة 1301هـ ـ 1884م، وأرسل المهدي مندوبًا من عنده يطلب من جوردون تسليم الخرطوم، فرفض جوردون وأبى واستكبر بشدة، فضرب المهديون حصارًا شديدًا على المدينة، وعندها تحركت الحكومة الإنجليزية برياسة «جلادستون» وأرسلت قوات لنجدة المجاهدين وذلك في أوائل سنة 1302هـ ـ 1885م، وعندها قرر المهديون اقتحام المدينة فاقتحموها في 12 ربيع الآخر سنة 1302هـ, وكان رأس جوردون هي أول رأس تقطع في هذه المعركة التي أصبحت بعدها السودان كلها خاضعة للحركة المهدية، وكان لسقوط الخرطوم ومقتل جوردون رجة عظمى في إنجلترا، ولكن ثمار الحركة لم تكتمل إذ مات زعيمها بعد ذلك بقليل
|
#68
|
|||||||||||
|
|||||||||||
11 شوال 327هـ ـ 1 أغسطس 939م كان عهد الأمير عبد الرحمن الناصر في الأندلس (300هـ ـ 350هـ) من أزهى عصور الأندلس؛ حيث ازدهرت دولة الإسلام في عهده، وتفوقت في شتى الميادين على خصيمتها إسبانيا النصرانية خصوصًا في الميدان العسكري، حيث حقق المسلمون انتصارات كثيرة على نصارى إسبانيا، ذلك لأن عبد الرحمن الناصر كان يسلك طريق مبادرة الأعداء والهجوم عليهم قبل أن تقوى شوكتهم وتستفحل قوتهم، وهذه السياسة جعلت نصارى إسبانيا في حالة استنفار مستمر. انشغل الناصر لفترة من الوقت ببعض الفتن والاضطرابات الداخلية في منطقة سرقسطة شمال شرق الأندلس، حيث حاول حاكمها «محمد بن هاشم التجيبي» الاستقلال بها عن حكومة قرطبة، وقد قضى الناصر مدة سنتين للقضاء على هذه الثورة الداخلية، وخلال هذه الفترة قام ملوك إسبانيا النصرانية بالاتحاد والتحالف فيما بينها، وقد قاد هذا التحالف الصليبي الخطير «راميرو الثاني» ملك ليون، وخصم عبد الرحمن الناصر العنيد، والذي خاض ضده الكثير من المعارك. وبعد أن قضى الناصر على ثورة حاكم سرقسطة قرر التوجه إلى عقر دار الصليبيين ومركز تجمعهم بمملكة «ليون»، وحشد لذلك جيشًا ضخمًا يقدر بمائة ألف مقاتل، وجعل قيادته بيد قائده الصقلبي «نجدة بن حسين الصقلبي» وهذا ما أزعج القادة العرب وأوغر صدورهم، ذلك أن الناصر منذ بداية عهده قد اتبع سياسة استعمال الموالي خصوصًا الصقالبة وتقديمهم بعد أن واجهته المتاعب والثورات المتكررة من زعماء الأسر العربية العريقة بالأندلس، ولقد أسرف الناصر في هذه السياسة مما كان له أسوأ الأثر في نفوس الزعماء العرب، واتضح ذلك جليًا في أحداث هذه المعركة الحاسمة. سار الناصر بجيشه الكبير حتى وصل إلى حدود مملكة ليون، فاقتحمها بقوة حتى وصل إلى مدينة «سمورة» عاصمة ليون، وهي مدينة في غاية المناعة ويحيط بها سبعة أسوار شاهقة البنيان، وبين الأسوار خنادق متسعة تفيض بالماء، فافتتح المسلمون منها سورين، فارتد النصارى بداخل المدينة، وحاول المسلمون اقتحام السور الثالث فهجم الصليبيون عليهم هجمة رجل واحد في 11 شوال سنة 327هـ، وعندها قام بعض زعماء العرب بخيانة عظمى؛ إذ أظهروا الفتور في القتال ثم فروا بالكلية من أرض القتال، واشتد القتال عند الخندق الثالث، وسقط الكثير من المسلمين صرعى في هذا الخندق عندما حاولوا الارتداد، وقتل نجدة الصقلبي قائد الجيش ووقع في الأسر كبار قادة الجيش الإسلامي، وقتل من المسلمين قرابة الأربعين ألفًا، وهي هزيمة لم يلق المسلمون مثلها من قبل أمام نصارى إسبانيا، والسبب الرئيس يرجع لخيانة بعض الزعماء العرب ونكولهم عن القتال، والجدير بالذكر أن الناصر قام بالقبض على نحو ثلاثمائة من الفرسان الذين فروا من القتال وأعدمهم جميعًا جزاءً وفاقًا لجريمتهم.
|
#69
|
|||||||||||
|
|||||||||||
2شعبان 387هـ ـ 11 أغسطس 997م كان عصر الحاجب المنصور [368هـ ـ 392هـ]، هو العصر الذهبي لدولة الإسلام في الأندلس، فلقد كان المنصور بن أبي عامر مجاهدًا من الطراز الأول، قضى حياته كلها غازيًا ومجاهدًا لإسبانيا النصرانية، وبلغت دولة الإسلام في عهده أوج قوتها، وأقصى اتساعها، حتى إن «المنصور» قد غزا أراضي النصارى في الشمال أكثر من خمسين غزوة، وبلغ من شغف المنصور بالجهاد أنه كان يتولى قيادة الجيوش بنفسه في جميع الغزوات، وأعظم غزوات المنصور كانت هذه الغزوة التي قادها لأقصى بقاع الأندلس. كانت منطقة «جلَّيقية» في قاصية إسبانيا الغربية، تعتبر لنأيها ووعورتها، أمنع مناطق إسبانيا النصرانية، ولم يفكر أحد من الفاتحين المسلمين منذ أيام «طارق» أن يقصدها، ولكن «المنصور» قرر أن يفتحها، وذلك لسببين: الأول: أنها كانت ملاذًا وملجأً للثائرين والمحاربين النصارى خاصة ملوك ليون، والثاني: أنها كانت مستقرًا لمدينة «شنت ياقب» الدينية، والتي تعتبر كعبة إسبانيا النصرانية، ومزارها المقدس، ويوجد بها كما يزعم نصارى إسبانيا قبر القديس يعقوب، وقد أراد المنصور أن يضرب إسبانيا النصرانية في صميم معقلها القاصي وصميم زعامتها الروحية، بهذه الغزوة. خرج المنصور على رأس جيش كبير في 23 جمادى الآخرة سنة 387هـ من قرطبة، وفي الوقت نفسه تحرك الأسطول الأندلسي من مرساه في مياه البرتغال الغربية، وانطلق المسلمون برًا وبحرًا كالسيل الجارف لا يقف لهم شيء إلا اكتسحوه، وفتح المنصور عدة مدن في طريقه مثل «تورية» و«يازو» و«عكرية» وهناك جاءه الكثير من الأمراء الإسبان مذعنين بالطاعة، مقرين بالجزية، بل وانضموا إلى جيش المسلمين بقواتهم، وذلك من شدة خوفهم من سطوة المنصور وقوته. عندما وصلت أنباء الغزو الإسلامي الشامل لسكان المنطقة، فروا إلى الجزائر المقابلة للشاطئ، فعبر إليهم المسلمون وأسروهم، وواصل المسلمون تقدمهم حتى فتحوا المدينة في 2 شعبان 387هـ ـ 11 أغسطس 997م، فقام المسلمون بهدم أسوارها وصروحها وكنيستها الكبرى ولم يتعرضوا للقبر المزعوم للقديس يعقوب، وأخذ المسلمون أبواب المدينة ونواقيس الكنيسة العظمى وحملها الأسرى النصارى على كواهلهم حتى قرطبة، واستخدمت في توسيع الجامع وعلقت به النواقيس رؤوسًا للثريات الكبرى، والجدير بالذكر أن الصليبيين عندما استولوا على قرطبة سنة 646هـ أخذوا هذه النواقيس من جامع قرطبة وحملها الأسرى المسلمون على كواهلهم حتى مدينة سانت ياقب، وهكذا يثبت النصارى في مواقع كثيرة أنهم لا ينسون أبدًا هزائمهم أمام المسلمين وهي راسخة في أذهانهم وذاكرتهم، في حين أن المسلمين قد فقدوا ذاكرتهم منذ زمن بعيد
|
#70
|
|||||||||||
|
|||||||||||
14 رجب 680هـ سطع نجم دولة المماليك في سماء البشرية عامة والأمة المسلمة خاصة، بعد أن نجحوا في وقف الانسياج الوحشي للتتار على أرجاء المعمورة كلها، وبرز الأبطال قطز ومن بعده بيبرس وظل نجم الدولة في علو حتى أصابته السنن ووقف الخلاف والشقاق بين أمراء الدولة بعد وفاة «بيبرس» حيث تولى ابنه «السعيد» مكانه ولم يكن يصلح للملك، فعزلوه وجعلوا مكانه أخاه الصغير «سلامش» ابن السابعة على أن يكون ولي أمر الأمير «قلاوون الصالحي» الذي ما لبث أن خلع «سلامش» وتولى هو سلطنة المماليك وتلقب بالملك المنصور، فلم يعجب ذلك الأمير «سنقر الأشقر» وكان من المقربين لبيبرس وفي نفس الوقت أميرًا على الشام، فأعلن نفسه سلطانًا على الشام وتلقب بالملك الكامل، وجرت خطوب كثيرة، واقتتل المسلمون فيما بينهم، ونسوا عدوهم الأصلي الرابض على الطرف الآخر من نهر الفرات «التتار». ولما دخلت سنة 679هـ كانت مهزلة تفرق المسلمين على أشدها «فقلاوون الصالحي» الحاكم على مصر وبعض بلاد الشام، «وسنقر الأشقر» الحاكم على دمشق وأعمالها، و«مسعود بن الظاهر» الحاكم على الكرك، و«ناصر الدين محمد بن تقي الدين» الحاكم على حماة، و«يوسف بن عمر» الحاكم على اليمن، و«نجم الدين بن أبي نمي الحسني» الحاكم على مكة، و«عز الدين حماز الحسيني» الحاكم على المدينة, أما العدو اللدود التتار فيحكمون العراق والجزيرة وخراسان وأذربيجان والموصل وأربل وديار بكر تحت زعامة الخان الأكبر للتتار «أبقا بن هولاكو» وقائد جيوشه الشرير الحاقد «منكوتمر بن هولاكو» أخوه الأصغر. كانت النتيجة الحتمية لهذا التفريق والتشرذم، أن قام التتار بالاستعداد لاكتساح بلاد الشام ومصر والثأر لهزيمة هولاكو الساحقة في «عين جالوت», وكان «أبقا بن هولاكو» لا يريد هذه الحرب ويكرهها، ولكن أخاه «منكوتمر» أجبره على ذلك، فقد كان شديد الحقد والكراهية للمسلمين، لا يطيق أن يسمع كلمة مسلم، ولا عجب فهو ابن هولاكو الوثني الطاغية وظفر خاتون الصليبية الشهيرة. زحف التتار على الشام بأعداد كبيرة، فشعر المسلمون بحرج موقفهم إن هم ظلوا متفرقين مختلفين، فأرسل «قلاوون الصالحي» إلى «سنقر الأشقر» يقول له: «إن التتار قد أقبلوا إلى المسلمين والمصلحة أن نتفق عليهم، لئلا يهلك المسلمون بيننا وبينهم»، فوافق سنقر بقلب المسلم الواعي الذي استرد وعيه بعد أن مالت به الدنيا قليلاً وقال له: «السمع والطاعة واليد الواحدة على عدو المسلمين», واستعاد المسلمون وعيهم واستعدوا للقاء التتار، الذين قرروا العودة إلى العراق بعدما علموا أن المسلمين قد استعدوا لقتالهم، ولكنهم انسحبوا وهم يخططون للعودة مرة أخرى عندما تتاح الفرصة. بالفعل عندما استشعر التتار هدوء الجبهة الشامية، واطمأن الناس عدة شهور، أعدوا جيشًا كبيرًا يقدر بمائة ألف ويقوده «منكوتمر» بنفسه, وعبروا الفرات باتجاه الشام، ووصلت أخبار الهجوم التتاري الجديد للسلطان «المنصور قلاوون» فكتب إلى ملوك المسلمين في كل مكان يستدعيهم للقاء العدو، وعظم الخطب على المسلمين، وقنت الخطباء والأئمة في الجوامع، والتتار يقبلون شيئًا فشيئًا حتى وصلوا إلى مدينة «حماة» فأبادوها وأهلها بالكلية كما هي عادتهم الوحشية. جهَّز السلطان «المنصور» الجيوش وعسكر في مدينة «حمص» ومجمل الجيوش خمسون ألفًا, فأقبل الجيش التتاري العرمرم، وفي يوم الخميس 14 رجب سنة 680هـ ومع طلوع النهار اصطدم التتار بالمسلمين مستغلين كثرتهم العددية وسمعتهم المدوية في القتال، فاهتز المسلمون بشدة لصدمتهم واستظهر التتار على المسلمين في أول النهار وكسروا ميسرة الجيش الإسلامي، وفر كثير من المسلمين من المعركة، فلما رأى السلطان «قلاوون» ذلك برز للناس وحفز الجند على القتال وثبت هو ثباتًا عظيمًا في طائفة قليلة من جنوده، وكان لهذا الثبات أثر عظيم في عودة الفارين وثبات الخائفين، فحميت النفوس وقويت العزائم، وتصاول الأبطال. حدث تغيير كبير في سير المعركة عندما جاء أمير العرب «عيسى بن مهنا» بكتيبة من فرسان الصحراء وصدم الجيش التتاري من ناحية العرض، فاضطرب الجيش التتاري لصدمته بشدة، وانقلبت دفة القتال لصالح المسلمين، وفر كثير من التتار وانهزموا من القتال فأتبعهم المسلمون يقتلون ولا يأسرون أحدًا، وكانت هزيمة مدوية للتتار أعاد للأذهان ذكريات «عين جالوت», وظل التتار يفرون حتى وصلوا إلى نهر الفرات فغرق أكثرهم فيه ونزل إليهم أهل مدينة «البيرة» فقتلوا منهم خلقًا كثيرًا وسرايا الجيش الإسلامي خلفهم للتأكد من خروجهم من البلاد، وقد أصيب منكوتمر في المعركة إصابة شديدة، أما «أبقا» خان التتار الأكبر فقد مات غمًا وهمًا بسبب هذه الهزيمة لأن الحرب كانت على غير رأيه وهواه.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
:::عبدالرحمن::: |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 36 ( الأعضاء 0 والزوار 36) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |