بندر السليمان
11/15/2009 11:04:00 AM GMT
قال مصدر مقرب من رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبد العزيز الحميّن، في حديث خاص مع "السياسي" إن الرئيس مصدوم بما أسماه "النوعيات الرديئة من العاملين في الهيئة خصوصاً في الشق الميداني"، معتبراً "أن الحمين يشعر بالإحباط أمام هذه المهمة شبه المستحيلة بتغيير هذا الكم الرديء من رجال الهيئة بنوعيات أفضل".
ويقول المصدر إن النوع الرديء من العاملين يأتي على أشكال متعددة منهم "المتعصبون جداً، وقليلو التعليم، وأصحاب السوابق، وكلهم يتفقون على عدم التقيد بالقرارات والأوامر التي يصدرها الحمين، الأمر الذي يوقع الهيئة بإحراجات متتالية".
ويقول المصدر إن عدم التزام هؤلاء بالقرارات الصادرة يأتي بسبب عدم رغبتهم في الالتزام بها، وكذلك بسبب عدم فهمها بشكل حقيقي، الأمر الذي يفقدهم التواصل فعلاً مع منهجية الحمين الجديدة، ويضيف: "ليس الأمر كله معاندة فقط. بل هناك جزء كبير من العاملين في المجال الميداني لم يعوا تماماً طريقة عمل الحمين المعتدلة، والقائمة على إحسان الظن. صحيح هناك متعصبون يرفضونها ويكرهون الحمين شخصياً ويسعون لإفشاله، ولكن هناك أيضا جهلة لم يفهموها بعد".
يصدر الحمين قرارات واضحة بعدم ملاحقة السيارات "المشتبه بها" والاكتفاء فقط بالتبليغ، ويمنع منعاً باتاً المداهمات بدون أوامر صريحة، ولكن كل يوم يفاجأ الحمين بقضايا من هذا النوع تصيبه بالإحباط من هذه النوعية التي تعمل تحت إدارته.
من الواضح أن الحمين يدرك أن هناك أعداء كثيرين له من كبار رجال الهيئة، الذين يعملون على عرقلة مشروعه الإصلاحي داخل هذا الجهاز ذي السمعة السيئة، وقام مؤخراً بجلب رجاله إلى العمل بجانبه، الأمر الذي نجح لحد الآن بكبح جماح المتطرفين.
يقول أحد الكتاب الصحافيين عن هذه التغيرات: "الحمين أتى برجال عقلاء ومعتدلين للعمل معه، يمكن على الأقل التفاهم معهم. ومنع إرسال الأخبار عن اعتقال الشباب والفتيات للصحف كما كان في السابق، باستثناء أخبار المداهمات الكبيرة. كما طلب من الصحف منع نشر أي أخبار قد تشعل حرباً صحفية جديدة على الهيئة، الأمر الذي سيضعف موقفه في التغييرات التي يجريها. الحمين يريد مصالحة الهيئة مع المجتمع والصحافة على عكس الغيث الذي شتم الصحافة وانتقم من المجتمع ".
إذا كان الحمين قادراً على فرض قوته، ونشر رؤيته عبر الرجال الموالين له داخل رئاسة الهيئة، على الرغم من كل الصعوبات التي يواجهها في ذلك، إلا أن الصعوبة الأكبر هي في تغيير النوعية الرديئة للعاملين الميدانيين الذين يجوبون الشوارع والأسواق والفنادق، الأمر الذي يبدو معه العمل مستحيل التحقيق فعلاً.
يقول المصدر: "هناك أكثر من 15 ألف سيارة "جمس" للهيئة تتنقل يومياً في مناطق السعودية، يقودها في الغالب رجال متعصبون ومغلقون وجهلة، يتسببون بالكثير من المشاكل والأزمات. هناك قليل من رجال الهيئة المعتدلين، ولكنهم نسبة ضئيلة أمام الآخرين الذين ليس من السهولة تغييرهم، وليس من السهولة التخلص منهم. ربما يحتاج الأمر إلى جيل جديد حتى يصلح الأمر".
يجلس الحمين في مكتبه وهو ينتظر دائماً الأخبار السيئة. هذا ما يمكن أن يتوقعه المرء مع نوعية رديئة من الموظفين كموظفيه، ولا يبدو أنه سيشعر بالسعادة قريباً.
.
15-11-09, 07:25 PM
عبد العزيز الحمين .. مصدوم من ممارسات رجال الهيئة
العرض المتطور
