30-05-08, 02:10 PM
|
|
هل تعانين من مشاكل زوجية ؟!!
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم اما بعد من باب (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضاً) ومن باب (أن تحب للناس ماتُحب لنفسك) ومن باب ( أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ) و ( أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم ) ومن باب ( لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجته أحب إلي من ان اعتكف بالمسجد شهراً ) ومن باب ( من مشى مع مسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام ) . ومن ابواب الحث على إصلاح ذات البين وحديث (ألا أخبركم بخير من كثير من الصلاة والصدقة إصلاح ذات البين ) . فقد طرحت هذا الموضوع لما نشاهده في هذه الفترة من كثرة المشاكل الزوجية ، وكثرة الطلاق والنزاعات الزوجية ، ومايصحبها من تأزمات أسرية . ثم ما رأيت بنفسي من الأختلافات الشديدة بين الذكور والإناث ، وخاصة بالتفكير ، وطريقة التعامل . فطرحت هذا الموضوع وكلي أمل من الله تعالى ان يطرح به الخير وأن ينفع به كل من قرأه انه ولي ذلك والقادر عليه. اولاً أريد ان اصف نفسي حتى لايظن البعض بي شيئاً غير الواقع ، فما طرحي هذا الا نتاج ثقافة ضحلة اكتسبتها من كثرة القرائة في هذا المجال ، والدخول في بعض المشاكل المصغرة لمن حولي ، وقليل من الذين لا اعرفهم . واعني بكلامي اني لست بعالم ، ولا حتى بطالب علم ، لا دنيا ولا دين ، وأغلب ما اكتبه هو مجرد نقل ، وتلخيص لما اقرأه ، مع اضافة بعض الأفكار الخاصة . وايضاً لست صاحب تجربة شخصية ، اي اني لم اتزوج حتى هذه اللحظة او بمعنى اصح اني متزوج مع وقف التنفيذ (عقدت القران وباقي على الزواج قرابة الشهرين ) ولكني في هذه اللحظة حاولت ان استهل الكثير من الفوائد حتى انثرها لكم . والثاني اني خصصت البداية للنساء ، فسيكون حديثي معهن لأسباب سأوضحها بطريقة غير مباشرة في الموضوع نفسه ، والفائدة من تحدثي عن هذه النقطة هو ان لا تقول إحدى الأخوات اني مثقل على النساء بالطلبات والأوامر ، فالموضوع مخصص لهن فقط. بسم الله نبدأ في بداية الحديث عن الحياة الزوجية دائماً مانسأل سؤال ، والجواب عن هذا السؤال يبين لنا الكثير من الأمور . هل حقاً تريدين السعادة ؟! و كم نسبة حاجتك لها؟! اعتقد الإجابة عن هذا السؤال هو ( نعم ) ضخمة بضخامة حاجتك للسعادة والإستقرار الأسري ، والنسبة لا يمكن ان تقل عن 99% في اسوأ الاحوال . يجب ان تعي اختي ان لكل شيء في هذه الدنيا ثمن ، ولا يمكن ان تحصلي على شيء من غير مقابل في هذه الدنيا ، فالسعادة هي مطلب لكل انسان ، ولكن حسب نظرتي ان الزوجة في الغالب ، أشد حاجة للسعادة من الزوج ، وخصوصاً حاجتها للسعادة والإستقرار من زوجها ، وفي حياتها الزوجية . مادامت الزوجة تبحث بهذا الشكل عن السعادة إذن يجب ان تعرف عدة أمور : أولاً : طلبك غالي جداً والكل ينافس في هذه الحياة للحصول عليه ، لذلك ستجدي صعوبة بالبلوغ لهذا الهدف ، وكلامي هنا ليس لتثبيط همتك ، ولكن لتعلمي انك في حرب شديدة ، وتأخذي كل ماتملكين من ادوات ( صبر ، شجاعة ، تحمل ، ترك حديث النفس ) . ثانياً : يجب ان تعلمي ان الأمر لن يتغير بليلة وضحاها ، وتضعي في مخيلتك أن الأمر سيطول ، لأن الزوج في الغالب ان رأى التغيير من زوجته لا يتقبل هذا التغيير ليس لانه لا يعجبه ، ولكن لأنه يظن ان وراء هذا التغيير ضرر عليه ، او طلب صعب ، فيحاول قدر الإمكان ان يعيدك إلى سابق عهدك ، فالصبر والتحمل ، احد اهم أسس الزواج السعيد والسعادة بالحياة . ثالثاً : ازرعي فكرة (ما اعمله من عمل لله وحده ) وفكرة (اعملي ماعليك واسألي الله الذي لك ) ، بمعنى انك لا تنتظري من زوجك التغيير ، بل انتي غيري ، وابتكري ، وجددي ، إن تغير فبها ونعمة وان لا فقولي ( الحمد لله الذي يكتب لي هذا التغيير ولا يضيع اجر المحسنين ) فإذا كان العمل لله لايضرك مايغيره الزوج لأنك مأجورة على كل خطوة صحيحة تقدمين عليها ، سواءً تغير زوجك ام لم يتغير ، وتأكدي ان الله سيزيد الأجر لك ان كان زوجك لايزال يحتفظ بقساوته او اي شي لايرضيك منه ، وان صبرك على زوجك يعني رضاه عنك و ( أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضي ، دخلت الجنة ) . رابعاً : الله سبحانه وتعالى شبه في كتابه الكريم ، العقد الذي بينك وبين زوجك بالعقد الذي بينه وبين رسله عليهم صلوات الله ، فقال عن عقد النكاح : ( وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا (21) ) . وقال في الميثاق الذي بينه وبين رسله : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا (7) ) . فالميثاق الذي بينك وبين زوجك ليس ميثاق صداقة ، او علاقة مؤقتة ، بل هو ترابط الأرواح قبل الأبدان ، وتآلف النفوس قبل الأجسام ، هو مودة ورحمة كما وصفها الله ، هو حب وعطف ، هو احترام وتقدير ، هو اكبر من ان نصفه في جزء من موضوع صغير ، لذلك يجب ان تعلمي انه لا حدود بينك وبين زوجك بالمحبة ، وانه لايوجد بينك وبين زوجك قدر او حرب ، لذلك يجب ان تعلمي انك لا تنتقصين من قدرك ، اذا بدأتي بالسلام ، وان كان هو المخطئ ، او اعتذرتي ، وان كان هو من يجب عليه الإعتذار ، او انك لاطفتيه ، انا اعلم ان هذا الشيء صعب على النفس ولكن كما قلت لك اذا كنتي تريدين السعادة فعليك بالصبر . خامساً : يجب ان تضعي نصب عينيك ان الزوج جنس اخر مختلف عنك تماماً ، وخصوصا بطريقة التعامل والتفكير ، يجب عليك معاملته على حسن نهجه هو وطريقته وليس حسب طريقتك ، فبعض الأمور التي تريدينها بشدة ، هو يكره ان تعملينها معه مثل حين الوقوع في مشكلة في الغالب ان الزوج لا يريد منك ان تتحدثين معه او يرى انك تظنين انه غير كفؤ لحل هذه المشكلة ، بينما اذا وقعت انتي بمشكلة فإنك تتمنين ان يتحدث معك ليخفف عنك ويحسسك بالوقوف معك في كل حالاتك،وغيرها الكثير وسنتحدث عن الإختلافات في الأجزاء القادمة بحول الله . سادساً : هناك نقطة اساسية ولايمكن تحقيق السعادة بدونها ، وهو ان السعادة بيد واحد وليست بيد احد غيره سبحانه ، فلو ان شخصاً ملك اموال الدنيا ، ومحبة الخلق كلهم واراد الله له الشقاء فسيشقى ، ولو ان احداً لايملك شيئاً ولا احد يحبه واراد الله له السعادة فسيسعد ، لذلك يجب عليك اولاً طلب رضى الله سبحانه ، ثم بعد ذلك طلب رضى الناس ومن بينههم زوجك بما لا يعارض رضى الله سبحانه ، ثم اذا رأيتي سوء خلق من زوجك وكنتي قد عصيتي الله في وقت سابق حتى دون علم زوجك ، فلا تلوميه فهذا من عملك وليس من عمله هو . سابعاً : المحبة قد تزول ، او انها لم تولد اصلن ، فمن الممكن ان يكون الزوج قد تزوجك غصب ، او انه مع مرور الوقت قد زال الحب ، لكني اكاد اجزم ان من ارادت ان يحبها زوجها فقد وضعت الهدف وبقي التنفيذ ولو خطت هذا الهدف على ورق لكن تحقيق الهدف اسهل عليها ، فإن كنتي تشكين بهذا الشيء فعيشي تحت مظلة احد الأطباء النفسيين حين اشتكت له احدى الأخوات من عدم محبة زوجها لها وانها هي تحبه فقال : هو يعيش في حجيم لأنه يعيش مع شخص لايحبه ، وانت تعيشين في جنة لأنك تعيشين مع من تحبين ، وتحملي حتى يزرع الله في قلبه المحبة . ثامناً : اعتقد ان الدعاء هو الدعامة التي ان لم تكن في بداية البحث عن السعادة فلن تجديها ابداً ، فبالدعاء تستطيعين ان تسهلي عليك الأمور التي يطلبها زوجك للعيش بسعادة ، وبالدعاء ترغمي زوجك بحبك ، وبالدعاء تبتعدين عن الحسد والعين ، وبالدعاء يُكشف لك الأمور التي يرغبها زوجك ، وكل امر بالدعاء يتيسر بإذن الله ، وشروط الدعاء هو الصدق وطلبه من القلب والإلحاح فيه ، وليس دعاء معتاد تقولينه كل ما وضعتي جبهتك على الأرض . تاسعاً :مع اني ارى انه من الأفضل التريث بهذه النقطة ولكن لامانع من القيام بها مقدما ، وخصوصاً اذا كان الزوج متفهماً . يجب على الزوجة ان تخبر زوجها وبصراحة تامة ماتحب وماتكره ، ولا اقصد في الأمور العاطفية وحسب ، بل وحتى بأكثر الأشياء تفاهه ، فاختلاف الأولويات يسبب مشاكل عظيمة ، مثلاً ان تكره طريقة وضعه للكأس ، وهو يرى انها شيء تافه ، فالواجب عليها ان تقول له حتى يغير هذا الشيء ، وان تدعمه اذا رأت منه التغيير او محاولة التغيير ، وايضاً لا تعاتبه اذا كرر نفس الأمر لأنه قد يكون نسى ويكون العتاب يسبب له صدمة . عاشراً : الزوج بطبعه عنادي ، حتى وان لم يكن يعلم بذلك ، فلا تطلبين تغيير الأشياء بصراحة بل حاولي تجنب هذا الشيء لأنه يجرحه بعمق، وايضاً هو انتقامي فلو حدث بعد شجار فتكلم بالأمور التي ضايقته منك فاستغلي هذه الفرصة وسجلي هذه النقاط حتى تعوضينها عليه وتمسحينها من مخيلته . هذا جزئي الأول واتمنى ان اكتب الجزء الثاني قريبا ولكني لا املك الكثير من الوقت (بحكم اني متزوج قريباً اطلب منكم جميعاً الدعاء) اسأل الله بمنه وكرمه ان يجمع شملكم مع ازواجكم وان يجعلكم احلى النساء بنظرهم وان يقر اعينكم بتصرفاتهم استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من نقلي
|