19-11-16, 09:44 PM
|
|
|
عودة الى التل الشرقي...
كانت المرأة العجوز تقول لهم :
لاتبتعدو....العبو عندالتل الشرقي
حين كانت السعاده لاتحتاج الى مبررات والابتسامه لاتشترى بالتذاكر
لايملكون الا ايديهم الصغيرة ورغبتهم النقية في اللعب فيحملون اسمائهم في صدورهم ويذهبون ..
يخدشون وجه الصخر باصابعهم.. يكتبون اسمائهم , ويرسمون قلوبهم الصغيره ويقول بعضهم لبعض:
عندما نرحل سيمر اناس اغراب من هنا وسيعلمون ان ثمه اناس قبلهم كتبو هذه الاشياء !!!
ينتابهم شعور لذيذ بأن هناك من سيعلم انهم مرو!!
لايعلمون ان في الدنيا عسس شر يقتفون اثار العابرين ليغتالو المدبرين من ظهورهم ! ولا يعلمون ان للتاريخ لعنه قد تخرج من شق حجر صغير خطو عليه يوما اسماءهم !!
رسم امهرهم اسمه الرباعي كاملا قبل الجميع بينما لم يستطع بقية الاطفال كتابة اسمائهم الاولى ! فبقية اسماؤهم خدجا على الصخور, مات الذي كتب اسمه الرباعي بعد عشرين عاما في حادث سير وبقيت اسماء الخدج على قيد الحياة . كان يعلم انه اقرب للنسيان ...
مرت السنوات وجاء الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي فبحثت عن اصدقاء التل الشرقي !!
بحثت عن اسنائهم التي كانو يرسمونها على الصخور ليعرفها الناس ... فلم اجدهم ....!!!
سألت عنهم من قد يعرفهم , واذا بهم يكتبون خلف اسماء وهمية وقالو لمن كشفو له اسمائهم :
الويل لك ان اخبرت احدا باسمائنا !!!
فتركتهم وعدت الى التل الشرقي ......
عدت الى التل الشرقي لاكمل الاسم الخديج الذي كتبته قبل 25 سنه !!!عدت لاني لم استطع الهرب اصلا بعد ان اصابتني لعنة الكتابة منذ تلك اللحظه الاولى التي نقشت اسمي على التل ...
الكتابة ,,,,
ذلك الداء الذي يشبه اكل الشاة المسعورة لصوفها , ورغبة ملحة بتعرية الذات واقتناص لحظه خالده , ان تلقي القبض على روحك في اعلى منحنيات نشوتها واخفاقها !!!
|