04-05-24, 02:48 PM
|
|
معركة شقحب (مرج الصفر) / أ.د.علي بن محمد عودة الغامدي
معركة شقحب (مرج الصفر)
أ.د. علي بن محمد عودة الغامدي
في سنة 703هـ أرسل غازان حملة كبيرة لإخضاع بلاد الشام ،ولما سمع سكان بلاد الشام في حلب وحمص وغيرها تركوا مدنهم وذهبوا إلى دمشق للتحصن فيها، وخاف أهل دمشق أن يجتاحهم المغول قبل وصول الجيش من مصر ولكن شيخ الإسلام حثهم على الصمود
وبعد ذلك وصل الجيش من مصر بقيادة السلطان محمد بن قلاوون وانضم اليهم المتطوعون من بلاد الشام بقيادة شيخ الإسلام ابن تيمية والذي حثهم على الجهاد ضد المغول.
ولما سُئِل كيف نقاتل المغول وهم يشهدون ان لا إله الا الله محمد رسول الله فقال إِن هؤلاء من جنس الخوارج الذين قاتلوا علي ومعاوية وكان يقسم أمام الجيش ويقول والله إنكم منصورون هذه المرة.
فقالوا قل إن شاء الله فقال ان شاء الله تحقيقا لا تعليقا وكان يستند في قسمه إلى قوله تعالى :
{ ذَٰلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ }
والحق أن دولة المماليك أفضل في ذلك الحين من الناحية الشرعية من دولة غازان فهي دولة جهاد قضت على الصليبين في بلاد الشام وظلت بعد ذلك تجاهد الأرمن النصارى والنصيرية والقراصنة الصليبين الذين يهاجمون سواحل مصر والشام خصوصا القراصنة القطلان ، بينما دولة غازان لم تقم بأي دور جهادي البتة فضلاً عن أن دولة المماليك مليئة بالعلماء الفضلاء من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه.
والتقى الجيشان في أوائل رمضان سنة 703هـ وأفتى شيخ الإسلام بانه يجب على الجيش الفطر حتى يتقوون على القتال، وأفطر إمامهم وحدثت معركة حاسمة انتصر فيها جيش المماليك وسكان دمشق على المغول عند شقحب خارج دمشق في اوائل رمضان سنة 703هـ ، وكانت آخر المعارك الكبيرة بين الجانبين حيث مات غازان في نفس السنة فخلفه أخوه اولجايتو بن ارغون الذي راسل سلطته المماليك ودعا إلى اقامة صداقة بين الجانبين وتحسنت العلاقة بينهما وظل ذلك التحسن سائداً حتى نهاية سلطة مغول فارس سنة 756هـ.
|