تقبل الله صيامك
دائماً أجد نفسي في الجانب الآخر من الوادي
ليس العتب على من أضاع نصف عمره أو عمره كله فيما لا يفيد
فصار يومه مثل أمسه وأمسه مثل غده...
بل العتب على من أُعـطي (ضعف عمره بكبسة زر ورفاغة عيش)
فلم يعمل لنفسه منه شىء...ومضاعفة الأعمار ليست مستحيلة
وتتهامس العامة أن بلاءها في (سوء إدارة الوقت) أو بحرف عربي آخر إضاعة الوقت..
وسوء الإدارة والضياع براءة إختراع عربية من طراز (راجعنابكرة)
وليست بدعة منكرة والعياذ بالله كما تقول الخاصة
الحكاية تقول:
أن حطاباً أجتهد في قطع شجرة بفأس ٍ كال فمر عليه شخص فرآه على تلك الحاله فقال له : اشحذ فأسك فقال الحطاب وهو منهمك في عمله : ألا ترى أني مشغول في عملي.؟!
فلو شحذ فأسه لانتقل إلى غيرها فلا يمر وقته هباءا ً فيما لاينفع
وللأسف كنز طرفة ابن العبد آخذ بالنفاد...
أباؤنا الأوائل أقحموا أنفسهم في متاهات لإضاعة الوقت وإغاظتنا معاً وأرغمونا على اللحاق بهم عنوة-على سلحفاة -
فاشتبكوا بالنجوم
حتى أن البصريين والكوفيين لم يكتفوا بلسان إسماعيل -عليه السلام- بل أدخلونا في معمعتهم بتراث أثقل كاهل طلاب المدارس والجامعات
وزادوا الطين بلـّة فحرقوا الوقت فيما لا يفيد بساعة شارلمان والتي لن تنساها لنا المهلكة المتحدة ولا الويلات الأخرى...
ثم طيـّنوها زيادة وخاضوا في الذي خاضوا من العلوم العقليةوالنقلية
وترجموا كتب الفلاسفة وزادوا فيها ولا زلنا نعاني تبعات الزيادة إلى اليوم...فلم يتركوا باباً الا طرقوه
ويتبجح شاعرهم بقوله:
أبنوا كما كانت أوائلنا تبني
يبنون دار الحكمة ونحن ندفع ثمن الأرض و الحديد والإسمنت وأجور العمال
ضحايا إستغلال الوقت
كلمة إستغلال لها مدلول سىء في أذهان الناس
صاحبنا عباس ابن فرناس رمى بنفسه من شاهق
حتى يستغل الوقت فقتل نفسه وخلف نساءً وصبية
أخونا الشـُقيري هداه الله يريد لنا تلك النهاية المأساوية
فحرف سفيان هنا خير من حرف ٍ أندلسي ٍ رخيم الصوت
نهايته معروفة
حكمة/
أن تكون مع جوقة مجانين خير من أن تكون عاقلاً وحدك
ولله الأمر من قبل ومن بعد