10-05-13, 06:26 PM
|
|
~"♥فئـــــة نـــــــــادرة♥ "وقليـــــــــل ما هـــــم "~
فالمؤمن دائما يستشعر فضل الله عليه ويرى نعمه عليه كثيرة يعجز عن شكرها،
ولاسيما نعمة الإسلام فهي أعظم نعم الله على العبد، وكل ما يأتيه من خير فهو تابع لهذه النعمة.
قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين وهو يتكلم عن حقيقة الشكر وكيف يكون العبد شاكرا وكذلك حقيقته في العبودية
وهو ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: ثناء واعترافا
وعلى قلبه: شهودا ومحبة
وعلى جوارحه: انقيادا وطاعة،
والشكر مبني على خمس قواعد:
خضوع الشاكر للمشكور،
وحبه له،
واعترافه بنعمته،
وثناؤه عليه بها،
وأن لا يستعملها فيما يكره.
فهذه الخمس هي أساس الشكر وبناؤه عليها، فمتى عدم منها واحدة اختل من قواعد الشكر قاعدة،
أحبائى فى الله
شكر الله عزوجل على نعمه ينقسم الى ثلاث أقسام
1_ الشكر بالقلب
ويكون بمحبة المنعم عزوجل والأنقياد له بالطاعة
إقرارا وعرفانا بنعمه
2 _ الشكر باللسان
ويكون الأعتراف بنعمة الله عزوجل بذكره
وحمده والتحدث بهذه النعم لقوله تعالى
(وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ )
فيتلخص مما سبق أن التحدث بالنعم نوع من انواع
الشكر ولكن فى غير افتخار ولا تكبر لأن الكبر يحبط العمل
3_ الشكر بالجوارح
وهو أستخدام الجوارح فى طاعة الله
فالسمع والبصر مثلا من أعظم النعم وشكرهما
يتحقق باستخدامها فيما يرضى الله فلا تنظر الى ما يغضب الله عزوجل ولا تسمع ما لا يرضى الله عزوجل
فأن فعلت فقد شكر لله
وشكر الله عزوجل يكتمل بأكتمال هذه العناصر
التى ذكرناها مسبقا .
أوليتنى نعما أبوح بشكرها وكفيتنى كل الأمور بأسرها
فلأشكرنك ما حييت وإن مت فلتشكرنك أعظمى فى قبرها
ولتعلم أن من أعظم ما يشكر العبد به ربه عز وجل هو أداء الفرائض
كما روى البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ.
ثم بعد الفرائض التشبث بما يستطيع من النوافل،
ومن أعظمها وأسهلها وأخفها: ذكر الله تعالى.
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ قَالَ: لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ .رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وحسنه، وصححه الألباني.
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى. رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني.
ولكن هل نصل الى مرحلة نستطيع فيها ان نصل الى الشكر الحقيقي..
المروي عن داود عليه السلام
قال ربي كيف لي ان اشكرك وكل ما عندي من عندك حتى لساني اذا نطق فهو بمشيأتك قال الله عزّ وجلّ الان قد شكرتني...
اذا الشكر لله عندما ترى كل الوجود فيعين الله سبحانه ومن فيض رحمته ولطفه
وعندما تعلم ان كل مافيك من نعم ظاهرة تعلمها او باطنة خفيت عنك هي من صنع الله عزّ وجلّ
وعندما لاترى من الله الا الجميل في كل ما يحل بك من حسن او سوء
وعندما تطمئن وتتوكل على الله في كل صغيرة وكبيرة
وعندما تحسن الى خلق الله ولا تسبب الاذية لهم
فالمروي عن موسى عليه السلام
قال ربي كيف اشكرك(المضمون) قال الله سبحانه اسعى في حاجة المؤمنين...
والشكر لله يكون عندما تلتزم بحلال الله وتبتعد عما حرم الله فذلك هو الشكر العملي...
اذا ايها الطيب شكر الله سبحانه وتعالى ليس باللسان فقط بل بالقلب والعقل والفعل...
الترهيب من الجحود وعدم الشكر:
وأكتفي هنا بسرد حادثتين وردتا في القرآن الكريم:
الأولى:
قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} [سبأ: 16-17].
العرم: الماء الغزير،
وخمط: مر.
.وأثل: لا ثمر فيه.
الثاني:
قال تعالى: {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} [النحل: 112].
وعبر باللباس لملازمته صاحبه، فالجوع والخوف لا يبرحان ساحتهم، وهما لهم كاللباس الذي يباشر صاحبه ولا فكاك عنه.
|