القصيدة ومزاجية الشاعر

[سقراط]

القصيدة ومزاجية الشاعر


عندما نلقي نظرة عامة وشاملة على القصيدة كوحدة متكاملة نستطيع ان نحدد مفهوم الشاعر والى ماذا يريد الوصول اليه وعملية المزاجية لدى الشاعر في كتابته للقصيدة فان تلك المزاجية تختلف من شخص لاخر، وحسبما يملكه الشاعر من مقومات كتابية للقصيدة..

القصيدة وهي المحور الاساسي في هذا الموضوع تمر بعدة مراحل لابد للشاعر المبدع من اتباعها، الفكرة والمفردة والمعنى والموضوع كلها عوامل اساسية في بناء القصيدة، ويأتي العامل النفسي للشاعر هنا وهو عامل (المزاجية) اذ ان لكل شاعر مزاجية خاصة تقوده الى كتابة قصيدته فمثلا الشعراء القدامى وقصائدهم الرائعة، نرى فيها روح الابداع والجمال، وقد نتساءل عن مزاج اولئك الشعراء وتأثير البيئة فيما يكتبونه من قصائد رائعة، ونجد من هنا فارقاً بين قصيدة الامس وقصيدة اليوم من خلال تلك المقومات التي تدخل فيها تلك المزاجية.. المعاناة لدى الشاعر، تعبر عن مصداقية الشاعر والتي تتضح في قصيدته،، وكذلك الحزن وبعض الشعراء لديه الرغبة او الاتجاه الى الكتابة الحزينة بغض النظر عن ما اذا كان الشاعر لا يشعر بالحزن وهذه مزاجيته ولا احد يستطيع ان يتدخل في تلك المزاجية، والبعض ايضا لديه مزاجية الكتابة بفرح وهو لا يكاد يخلو من الحزن والالم،، وهذه ايضاً مزاجية،، ولكن الرائع هنا هو ذلك الشعر الذي يمزج بين الاثنين بمزاجية تصور للقارىء مدى العمق الكتابي والفكري للشعر. وكثير من الاسماء الشعرية ابدعت في ذلك واتضحت معالم مزاجيها من خلال ما كتبته من قصائد تمثل الروعة والجمال، يقول الشاعر خالد الفيصل:

فضة شعاع القمر في نجد مسحورة

من شاف لمعة قمر في خدة سمرا

حبيبتي نجد عيني فيك مسحورة

معشوقة القلب فيها للنظر سحرا

ويقول:

ابا ارسم على غيمة دروب الهوى بسمات

وابا انثر كلام الحب طرب ومطروبة

واغني بها سامر واقوم بها عرضات

وابا اترك ثري الدنيا لمن كان مطلوبة

وتجسيد تلك المزاجية لا يستطيع احد البحث عنها سوى المتذوق الحقيقي للشعر الشعبي، والذي يتابع وبكل دقة كل ما يكتب من الرائع والجميل، فدائماً الرائع يبقي رائعاً يتداوله الكل ويعشقه، خصوصاً في الرائع والمبدع من القصائد سواء لشعرائنا القدامى او لشعرائنا في العصر الحديث..

مشاركة هذا الرد في Google Facebook Twitter Digg

أنت معجب بهذا.