![]() |
العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() حديث الجمعة 09-02-2007م
-------------------------------------------------------------------------------- كتبه مكتب سماحة الشيخ علي سلمان بتاريخ 02.09.07 136 القراء بسمه تعالى كلمة سماحة الشيخ علي سلمان أمين عام جمعية الوفاق الوطني الإسلامية في جامع الإمام الصادق (ع) بالقفول في يوم الجمعة 02/02/2007 الموافق 13 محرم الحرام 1428م. أعوذ بالله من الشيطان الغوي الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته والتابعين لهم بإحسان إلى قيام يوم الدين، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته. مقدمة الحديث: في الأسبوع المنصرم بعض الأحداث تحتاج إلى تعليقات بما يسمح مقام الخطبة فقد لا نستطيع أن نستوعب تفاصيل وكل زوايا الموضوع الذي يعلق عليه، نتطرق في حديث هذا اليوم إن شاء الله إلى ثلاث مواضيع أساسية أولها حالة القلق والإضراب وعدم الاستقرار في عالمنا العربي والإسلامي، وثانيها اعتقال الأستاذ العزيز حسن المشيمع، وثالثها ملاحظة على بعض شعاراتنا، ورابعها زيارة سماحة السيد عبد العزيز الحكيم إلى البحرين، ونختم إن شاء الله ببعض التأملات في بعض آيات من الذكر الحكيم من سورة يونس. الموضوع الأول: حالة القلق والإضراب وعدم الاستقرار في عالمنا العربي والإسلامي حالة القلق والإضراب وعدم الاستقرار هذه التوصيفات توصيفات منطبقة على وطننا العربي وبعض مناطق وطننا الإسلامي، فتجد في المغرب العربي وهو نسبياً من أفضل البلدان في درجة الاستقرار دعني أتراجع عن أفضل ولكن نزاع الصحراء وتجد عدد من المعتقلين في الوقت الحاضر من الإسلاميين، وعند الخروج من المغرب لتمر بعدد من البلدان من ضمنها تونس والجزائر وليبيا وصولاً إلى مصر لتجد حالة من استمرار التشنج والتدافع بين السلطة وقوى المجتمع ومرحلة اعتقالات متقدمة إلى صفوف تيار أساسي في المجتمع المصري وهو تيار الأخوان المسلمين، فنخرج إلى بلادنا الإسلامية في المشرق فنجد أن حالها ليس أفضل من حال المغرب إن لم يكن أسوء، فاضطراب وأزمة عميقة في العراق وأزمة في لبنان وأزمة في أفغانستان وأزمات تحت الستار في بقية بلداننا تقريباً جميعاً. هذا هو الحال الذي تعيشه الأمة ويبدوا أنه لا أفق لحد الآن إلى الخروج من هذه الحالة المستمرة منذ عقود بل منذ قرون ومظاهرها تختلف بين حين وآخر. الآن نجد أن مظاهر الاصطدام بين المجتمع والسلطة هي الظاهرة الأبرز في هذا العقد المنصرم وحتى العقد القادم، لا نقول بأن هناك تحولات تصل إلى مرحلة الاستقرار ولكن بالملاحظة والمراقبة وبتلمس أسباب الأزمات وأسباب هذا الاضطراب نعتقد بأن المجتمعات العربية لازالت ولأسباب عديدة سياسية واقتصادية وثقافية ودينية وتدخلات سلبية من القوى الكبرى وغيرها من العناصر نعتقد بأن هذا العالم لازال مرشح بأن يحتل صدارة أنباء الأزمات وأنباء القتل وأنباء الاضطراب وأنباء الخسائر وأنباء الضحايا، لازال سيتصدر مع شديد الأسف عالمنا العربي والإسلامي الصفحات الأولى والنشرات الإخبارية الرئيسية. البحرين ضمن هذا العالم ولازالت تعاني مما يعاني منه ولازالت تعيش في نفس المرحلة، المرحلة التي لم تصل إلى مرحلة الاستقرار الثابت الحقيقي المتجذر الذي يستطيع بهذه المواصفات الاستقرار والثبوت والتجذر المتوافق عليها والمصنوعة بإرادة مشتركة يستطيع أن يواجه أي تغيرات وأي تقلبات وأي تحديات كما صنع العقلاء في بلدانهم في عديد من الدول الغربية وفي بعض الدول الإسلامية التي وضعت نفسها على طريق الاستقرار الحقيقي، نأمل أن تستقر هذه الدول وتتقدم كتجربة ماليزيا أو غيرها من تجارب الدول الإسلامية التي ثبتت بنسبة في العقود الأخيرة أن تتقدم بحلول لمشاكلها بعيداً عن الاحتراب والاقتتال والتدافع والصراع الداخلي. في مثل هذه البلدان ومن ضمنها هذا البلد نحن بحاجة إلى حوار، حوار هادف وهادئ ليس حوار إعلانات صحفية حوار هادئ يأخذ فيه الفكر رحابة الحركة ويتلمس فيه البرنامج والحل والطريق المناسب، هادف يريد أن يصل إلى حلول حقيقية وليس حلول تغلبيه وليس إلى البحث عن حل يقدمني عليك ولا تبحث عن حل يقدمك علي فلا أبحث عن حل يعطيني الميزات على حسابك ولا تبحث عن حل يعطيك الميزات على حسابي، حوار العقل وليس حوار الانفعال وحوار العاطفة، الحوار الذي ينتج رؤية وينتج برنامج وينتج توافق وينتج فوز للجميع ونصراً للجميع، هل هذا ممكن نعم هذا ممكن وهو واقع، واقع في أمريكا وكندا واقع بريطانيا وواقع في فرنسا وواقع في سويسرا وواقع في كثير من دول العالم التي ليست بأحسن منا ديناً ولا تاريخاً ولا ثقافةٌ ولا عقلاً، واقع في كثير من الدول لماذا علينا أن نحتاج إلى فزعة ولماذا يجب أن نحتاج إلى أن يستدعينا الملك عبدالله إلى مكة المكرمة لنوقف نزيف الدم الحرام في البلد الحرام في مواجهة المحتلين، لماذا لا يمكن أن ينتج في داخل فلسطين ومن وقت مبكر لماذا نحتاج إلى 350 في شهر واحد بالبندقية الفلسطينية، لماذا والأقصى تزعزع أساساته بمزيد من عمليات الحفر والتنقيب. نحن بحاجة إلى هذا الحوار وهو حوار ممكن وكل ما كان الحوار ينطلق في أجواء الهدوء وليس في ظل الأزمات الساخنة وإن كنا نحن والمنطقة كلها لا تعيش الأرضية الباردة كل المنطقة العربية هي أرض ساخنة، كلها محتملة للتفجر ليس هناك من بلد معفي، نعم بعض البلدان درجة الاستقرار والبرودة أفضل من غيرها ولكنها ليست معفية من أن تنفتح فيها أزمات بين حين وآخر وأحياناً تعصف هذه الأزمات وتكون هي الصورة الأساسية. لو علقت تعليق سريع أقول بأن أصل المشكلة التاريخية والمستمرة هو السلطة وكيفية التوافق على إدارة أمور المجتمع وإفراز السلطة، ومادمنا لم ننتج هذا التوافق عربياً وإسلامياً لا أعتقد ببساطة أنه ستختفي ظاهرة الأزمات في العالم العربي والإسلامي، إلى أن نصل إلى هذه الحالة من التوافق بعد ذلك أعتقد أننا خطينا خطوة أساسية نحو الاستقرار، بعد ذلك تأتي تحديات اقتصادية واجتماعية وتحديات إقليمية ودولية ولكن إلى درجة كبيرة لو وصل المجتمع العربي والإسلامي في مجمله أو في أي دولة إلى عملية التوافق الحقيقي حول السلطة أعتقد بأنه خطى خطوة أساسية نحو الاستقرار الحقيقي، وأعتقد أن هذا هو ما أنجزه الغرب بالديمقراطية أنجز صيغة التوافق على كيفية الوصول إلى السلطة وكيفية التخلي عن السلطة بطرق سلمية أفضل انجازات الغرب الذي يفوق كل انجازاته الطبية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية لأنه لولا هذا الانجاز لما استمر أي تقدم علمي ولما استقر أي تقدم اقتصادي أو أي صورة من صور الحضارة الغربية. الموضوع الثاني: اعتقال الأستاذ حسن حفظه الله وتبعاته بعد عملية اعتقال الأستاذ حسن حفظه الله دخلنا في مرحلة سخونة وكان لابد من حركة بما اليد وليس دائماً في اليد الكثير وليس دائماً تتوج الخطوات بنجاحات ميدانية، إنما الأمر الذي علينا أن نحاكمه هو أداء الواجب تجاه هذا الوطن وتجاه مواطنيه، أما النتائج فهي مرهونة بعناصر عديدة منها الأطراف التي تدخل في الأزمة وقبول الأطراف التي تدخل في مرحلة الأزمة إلى الحلول ومنها طبيعة التدافع الذي قد يحدث وأحياناً لا يستطيع أحد أن يتحكم فيه، بالتالي هناك عناصر عديدة بعضها يستطيع الإنسان أن يعالجها ويصل فيها إلى حل ويصل فيها إلى صيغة وبعض الأحيان لا يستطيع، ما على الإنسان أن يقدمه هو قلقه وحرقته وألمه على أي خسارة تنتج من مزيد من الإطراب ومزيد من القلق يفتقد فيها الوطن والمواطن أمن واستقرار وغيرها من المصالح الحيوية. حاولنا على طريق الحلول العاقلة الهادئة المفيدة التي تعمل على أن تعالج هذا الحدث وتأمل أن تذهب إلى معالجة جذور الحدث وليس فقط ظواهره الفوقية، حاولنا على الصعيد الإعلامي وعلى صعيد الاتصال بالقوى السياسية المختلفة والاتصال بالمسئولين والمجاميع الشعبية وبدأنا في محاولة الاتصال بالعالم الخارجي، بتوفيق من الله سبحانه وتعالى أقول وأضع تحت التعبير خطين ساهمت هذه الجهود في إيجاد توافق آني ومرحلي تهدئة آنية ومرحلية وليس حل نهائي، نسعى ونأمل ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يمكننا على إيجاد حلول دائمة وعميقة تعمل على علاج المشاكل في أعماقها وفي جذورها تجنب هذا البلد كل هزات أمنية بأي درجة من الدرجات وكل هزات يمكن أن تخسرنا هنا أو هناك من الخسائر. الموضوع الثالث: الشعارات التي نطلقها أقف أمام معنى ذكرته سابقاً وأذكره وأسقطه على الواقع، ذكرت في أحاديث متفرقة منذ 92 عندما كنا نريد أن نطرح موضوع العريضة وغيرها وكنا نتناقش في الشعار وصلاحية أي شعار عندما ينطلق وهذا حديث كان لأن شعار المرحلة التي سبقت هو شعار فطري وانفعالي وليس شعار مخطط له وكان كردة فعل على الواقع المعاش في تلك الفترة كان شعار مرحلة الثمانينات هو شعار الموت وإلغاء الطرف الذي كان يستهدف الشعب في تلك الفترة، وكان شعار انطلق لظرف تاريخي ولما جئنا في 92 كنا نحاكم هذا الواقع فوجدنا أن الشعار الذي لا بد أن يكون علامة وعنوان للتحرك أن يكون شعار وطنياً فكان العودة إلى دستور 73، وأن يكون شعاراً إصلاحياً ولن نعدم الاستفادة الكبرى من شعار الإمام الحسين عليه السلام "إنما خرجت لطلب الإصلاح"، أن يكون شعار محق يتمثل فيه الحق شعار الحسين عليه السلام شعار"الإصلاح في أمة جدي" شعار إرجاع الإسلام على ما كان عليه في زمن رسول الله (ص) و"أنا ابن رسول الله وعلي وفاطمة ويزيد فاجر كاذب شارب للخمر" هذه مدرسة الحق وتلك مدرس أخرى، مدرسة الحق تنطلق فيها شعارات يكون فيها الشعار أخلاقياً أي لا بد أن تكسب في الشعار ويكون البعد الأخلاقي حاضراً فيه، ويكون شعاراً من مصاديق الأخلاق العالية لأمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام "إني أكره لكم أن تكونوا سبابين، وكفاكم لو وصفتم أعمالهم، وذكرتم حالهم، كان أصوب في القول، وأبلغ في الغدر وقلتم مكان سبكم إياهم، اللهم احقن دماءنا ودماءهم، واصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله، ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به"، فلا يكفي في الشعار أن يكون شعار حق بل يجب أن يقترن بخلق ديننا، الشعارات الأخلاقية ليست مسألة عابرة في الصراعات أو في التدافع لا، من أسس نجاح أي شعار أن يكون قابل للتحقق ولها أفق التحقق، لما نقول العودة لدستور 73 شعار أقدر على التحقق من شعارات أخرى كنا نتدارسها في تلك المرحلة وعندما جئنا نطالب بصيغة جديدة أو نطالب بدستور 73 وجدنا أن دستور 73 والعودة للحياة الدستورية من منطلق دستور 73 أقدر على التحقق من شعار جديد فكان هذا هو الخيار. شعار يساهم في التوافق بين المجتمع وبين القوى ويوحدها هذه علامات أساسية هي ألف باء أي شعار يمكن تحدثت في عدد من المحاضرات في هذا الاتجاه بعض الشعارات لا تتصف بأي شيء مما سبق ولا تحقق شيء مما سبق، فهي لا تحدث توافق ولا تتحقق ولا تتقدم فيها على الآخر الذي يصارعك ولا تحتوي على البعد المثالي كل هذه المميزات الأساسية تفتقدها بعض هذه الشعارات التي تندفع فيها بعض مجاميعنا الشبابية تحت واقع الشعور بالأزمة وواقع الشعور بالفساد المالي والتمييز وغيرها من المشاكل الحق والأزمة الحق ولكن بعض هذه الشعارات في حساب السياسة وفي حساب الحركة وفي حساب تحقيق الإصلاح شعار يقع في خانة الخطأ السياسي والخطأ الوطني. الموضوع الرابع: زيارة سماحة السيد عبد العزيز الحكيم إلى البحرين وما جرى من تبعات انطلقت في الأمس واليوم بعض التصريحات والبيانات المعاكسة لزيارة شخصية سياسية عراقية وهي سماحة السيد عبدالعزيز الحكيم، وأجد في أن هذه البيانات والتصريحات والخطابات التي وجدتها في بعض الصحف وفي نظري هي شعرات وبيانات وتصريحات خاطئة وغير موفقة لأسباب عديدة أذكر منها ثلاثة أسباب: السبب الأول: هذا الشعار الذي ينطلق ضد هذه الشخصية بكل بساطة ممكن أن ينطلق ضد شخصية أخرى من واقع سياسي مختلف عن الوسط الذي انطلقت منه هذه الأمور ومن رؤية سياسية أخرى، على سبيل المثال لو أتى مثلاً السنيورة إلى البلد ممكن أن يخرج بعض الناس ويقفون ضد زيارته ويكتبون بيانات ضده. في الجانب الآخر يأتي الأمريكيين إلى البلد وتأتي كندليزا رايز إلى البلد ويأتي كل هؤلاء إلى البلد ما شفنا أي من هذه التصريحات والبيانات والخطابات، ممكن أي شخصية أو أي فصيل ونتيجة للصراعات والخلافات في هذه المناطق ممكن أن تكون هناك شعارات ومواجهات وبرامج أخرى وهذا الأمر يدخلنا إلى الخطأ الثاني في تقديري في هذه التصريحات والبيانات. السبب الثاني: هو خطأ استجلاب و اقتباس ونقل الأزمات الخارجية إلى داخل البلد، يعني نحن في بيت من عريش أو خشب وعندك نار هناك في الخارج في خارج منزلك تذهب وتجلب لك قطعة من النار من خارج منزلك لماذا، هذا النوع من البيانات والتصريحات وغيرها من الأمور تجلب لنا هذه النار، المشكلة موجودة هناك نسأل الله أن يحلوها، الحمد لله لما حدث البارحة في مكة المكرمة لفلسطين ونسأل الله سبحانه وتعالى لإخواننا في العراق ولبنان أن يصلوا إلى هذا التوافق الوطني ولو المرحلي على طريق التوافق الطويل الأمد. السبب الثالث: لعله لم يلتفت الكتاب والمصرحون بأن هذا ضيف علينا والضيف لا يأتي إلى على دعوة من مضيف ومن ينال من الضيف ينال ممن استضافه والمضيف في هذه المسألة هو الملك فمن نال من ضيف الملك نال من الملك، هؤلاء ملتفتين إلى هذه المسألة أم لا، الكلمات بكل ما تحتويه من شدة ترى هي صايرة في رأس الملك فهذا هو ضيفه ولم يأتي إلا بدعوة منه، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنب بلدنا أي نوع من الهزات التي هو في أمس الحاجة إلى الابتعاد عنها لما يتميز به هذا البلد من هشاشة الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تحتاج إلى مزيد من التمتين على طريق الثبات والاستقرار من أجل التنمية والتقدم والبناء. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ } (21) سورة يونس نلاحظ ذلك في حياتنا جميعاً، أول ما يأتي ألم في الأسنان في المعدة في الرأس تكون أٌقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ضر بسيط وإشعار بسيط وهذه هي أحدى فلسفات الألم وبعض صوره بعضها امتحانات وبعضها تنبيهات، نجد بأننا أقرب إلى الله ونستشعر في هذه اللحظة تقصيرنا تجاه الله سبحانه وتعالى وكل حالاتنا تقصير إذا أدركنا معنى الله سبحانه وتعالى فكل حالاتنا التي نعيش هي تقصير إلا الحالة التي نصل فيها إلى درجة كاملة من الإخلاص في العبودية والفعل لله سبحانه، وهذه المسألة قليلٌ ما نقوم بها ولكنه غفور رحيم، وإلا بحق معنى الإله الوجود البشري في حالة تقصير دائم تجاه الله تستوجب الاستغفار والحياة. {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء} ألم ضر فقر فقد أمن نجد الناس بعد ذلك وبعد مرورهم بهذه الحالة وبعد نزولهم من السفينة يحاولون أن يعودوا إلى ما كانوا عليه ويتخلوا عن تعهداتهم القلبية والنفسية التي صاحبت الضرر، وعلى من المكر الواحد يغافل إنسان يغافل جن ملاك لأن بعض الذنوب تبقى مخفية بحسب بعض الروايات لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، من تغافل وبمن تحاول أن تمكر تضحك على من؟ أنت نقطة لا متناهية في هذا الوجود، إذا أردت أن تلاعب لاعب أناس لاعب بشر وليس الله سبحانه وتعالى. {قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا} الذي يصيغ حياته باتجاه محاولة الخديعة العملية لله سبحانه وتعالى وبالتالي لا يغمض عينه عن حرام ويتساهل في الواجب ويتجاوز لحد من حدود الله كأنه لم يكن هناك شيء، ليس مع الله سبحانه وتعالى قل الله أسرع مكرا، فمكر الله أيها الأحبة ليس بعصاه تنزل على رأسك أو بسيف يقطع رقبتك هذه الأمور هي أسهلها ولكن من مكر الله سبحانه وتعالى أن يمد لك في السعة والرزق والمكانة وأنت تعصيه، من مكر الله سبحانه وتعالى لمن أراد الاستعلاء عليه والتجاوز عليه أن يترك له هذا الخط ولا يعاقبه عقاباً سريعاً فيحتطب الإنسان على نفسه.{إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ}. {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} (22) سورة يونس هذه هي حالة الحياة ومن لم يعد العدة إلى تحمل الموج سيغرق، الموج في السفينة مثال في كل حياتنا وهي سنة الامتحان هذا جزء مربوط بسنة الامتحان وهذا الامتحان لست أنت الوحيد فيه، هو امتحان لك فردي لك كفرد بما يتعلق بك من عقيدة ومن مشاعر، وامتحانات شديدة وأساسية لصيقة وامتحانات يومية في درجة علاقتك بالله سبحانه وتعالى على ضوء عقيدتك وتصرفاتك التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، وامتحانات تقع عليك في البعد الاجتماعي فيكتب الله لك أن تكون تحت سلطة ظالم وعليك أن تتصدى له وتحت فاعل للمنكر وعليك أن تنهاه وتحت وضع يفتقر إلى المعروف وعليك أن تأمر بالمعروف. علينا أيها الأحبة أن نستعد باستمرار وأن نقوي من جنبات إيماننا الفردي ووعينا الاجتماعي دائماً تحسباً واستجابةً واستعداداً حقيقياً لما يمكن أن تُعصفُ به من رياح ومن موج من كل مكان تظن معه أنه أحيط بك، بعد ذلك {دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}. {فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (23) سورة يونس انظروا إلى هذه الصور المتكررة في نكران جميل الله سبحانه وتعالى، ليس مثال سفينة وإنما جميعنا والعياذ بالله بدرجات متفاوتة نفعل ذلك مع رب العزة، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن يلتجئ إليه في السعة ويصدق في الالتجاء إليه ويصدق في الامتحانات على قاعدة الإيمان والإخلاص لله سبحانه وتعالى. غفر الله لي ولكم أيها الأحبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|
#2
|
|||
|
|||
![]() خطبتا صلاة الجمعة بإمامة الشيخ النجاتي 30/07/04
-------------------------------------------------------------------------------- بسم الله الرحمن الرحيم العدد : 104 الخطبة الأولى من صلاة الجمعة في مدينة المحرق – مملكة البحرين – جامع الحياك –12 جمادي الثاني 1425هـ - 30/7/2004م. و التي ألقاها سماحة آية الله الشيخ حسين النجاتي. الوصية بالتقوى: عبادالله: اوصيكم و نفسي بتقوى الله تعالى. أهمية حقوق الأخ المؤمن: لقد تحدثنا في الخطبة الماضية عن حقوق المؤمن على أخيه المؤمن، و نريد في هذا الاسبوع أيضاً أن نتحدث عن جملة أخرى من هذه الحقوق. لقد تناولت أخبار كثيرة من روايات أهل البيت (عليهم السلام) هذا الموضوع ممّا يدل على أهمية و خطورته، و ضرورة الإهتمام به. روايات في حقوق الأخ المؤمن: و من جملة الروايات التي تحدثت عن هذا الموضوع: الرواية الأولى: ما رواه المعلى بن خنيس، قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن حقّ المؤمن، فقال: (سبعون حقّاً لا اخبرك إلاّ بسبعة، فإنني عليك مشفق أخشىأن لا تحتمل). قلت: بلى إن شاء الله. فقال: (لا تشبع و يجوع، و لا تكتسي و يعرى، و تكون دليله و قميصه الذي يلبسه، و لسانه الذي يتكلم به، و تحب له ما تحب لنفسك، و إن كانت لك جارية بعثتها لتمهد فراشه، و تسعى في حوائجه بالليل و النهار، فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايتنا، وولايتنا بولاية الله). و قد ذكر له الإمام الصادق (ع) في هذه الرواية ان عدد الحقوق سبعون، لكنه خوفاً من عدم إلتزام المعلى بها أو صعوبة الأمر عليه إكتفى بذكر سبعة حقوق: 1- (لا تشبع و يجوع). 2 – (لا تكتسي و يعرى). 3- (تكون دليله). 4- تكون (قميصه الذي يلبسه). 5- (لسانه الذي يتكلم به). 6- (تحب له ما تحب لنفسك). 7- (إن كانت لك جارية بعثتها لتمهد فراشه، و تسعى في حوائجه بالليل و النهار). و بين له الإمام (ع) انه إذا إلتزم بهذه الحقوق كانت ولايته حينئذ متصلة بولاية أهل البيت (ع)، و ولايتهم بولاية الله، و إلاّ فلا إتصال بين ولاية الشخص و أهل البيت (ع). مما كشف أن كون الإنسان من أوليائهم (ع) لا يتمم إلاّ برعاية هذه الحقوق مع الأخ المؤمن. الرواية الثانية: ما جاء في الوصية المروية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) لإبنه محمد بن الحنفية، انه قال: ( لا تضيعن حق أخيك إتكالاً على ما بينك و بينه، فإنه ليس لك بأخ من أضعت حقه). المصدر المتقدم، ص 208، ح 12. و هذا الحديث الشريف يؤكد على أهمية أن لا تسبب طبيعة الامور القائمة بين الإنسان و اخيه المؤمن في تضيعيه لحقه، فلا الصلة القوية و القريبة يصح ان تتسبب في ذلك، و لا الخلاف الذي قد يحصل بينك و بين أخيك. فإذا كان الإنسان قريباً من شخص جدّاً في صداقته فلا يعني ذلك تضييع حق ذلك الشخص، كما لا يصح ذلك في حالات الإختلاف. و إلاّ لم يكن من ضيعت حقه أخاً لك. الرواية الثالثة: ما روي عن رسول الله (صلى الله عليه و آله) أنه قال: ( للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة من الله عزوجل: الإجلال له في غيبته، و الوّد له في صدره، و المواساة له في ماله، و أن يحرم غيبته، و أن يعوده في مرضه، و أن يشيّع جنازته، و أن لا يقول فيه بعد موته إلاّ خيراً ). المصدر المتقدم، ح 13. 1- (الإجلال له في غيبته). فالمؤمن يعظم أخيه المؤمن و يكرمه و يعزه في حالة عدم حضوره و غيبته. 2- (الود له في صدره). أي أن حقوق المؤمن لا تنحصر في مجال السلوك العملي فقط، بل تتسع و تشمل الحب و الود القلبي، فالمؤمن يجب ان يود و يحب أخيه المؤمن في قلبه. 3- (المواساة له في ماله). فمن حق أخيك عليك ان تواسيه بمالك إذا كان محتاجاً، خصوصاً الأرحام، ثم الجيران، ثم غيرهم. بل إن الصدقة المستحبة على الأرحام أفضل من الصدقة على غيرهم، خصوصاً الصدقة على الرحم الكاشح أي المعادي للإنسان. فعلى الإنسان ان يلاحظ المحتاجين من أرحامه أولاً، ثم جيرانه، ثم غيرهم فيتصدق عليهم و يواسيهم بالمال. 4- (ان يحرم غيبته). أن يحرم ذلك على نفسه فلا يستغيب أخيه المؤمن، و لا يسمح للآخرين ان يستغيبوا أخيه المؤمن بحضرته. 5- (أن يعوده في مرضه). 6- (أن يشيع جنازته). 7- (أن لا يقول فيه بعد موته إلاّ خيراً). و الأخير ليس معناه ان يكذب فينفي عنه سيئات الأعمال إذا كان يرتكبها، و إنما المقصود ان لا يذكر عنه إلاّ حسنات الأعمال و خيراتها و يسكت عن سيئات أعماله إن كان. و ممّا يستحب ان يقال في صلاة الميت: (... اللهم إنا لا نعلم منه إلاّ خيرا)، و ذلك لما لهذه والشهادة من أثر عند الله تعالى، و أخذه بها سبحانه و تعالى و تجاوزه بذلك عن سيئاته و إحترامه لشهادة المؤمنين بذلك. و قد نتابع الحديث في ذلك في الخطب القادمة إن شاء الله تعالى. و نريد في نهاية هذه الخطبة ان نذكر المؤمنين و المؤمنات بأنني قد يعترضني – أحياناً - مانع يمنعني من الحضور لإقامة الصلاة فيخلفني سماحة السيد عدنان الكراني حفظه الله، و هو رجل عالم ورع تقي، و في الصلاة خلفه فضل كبير إن شاء الله تعالى، فينبغي للمؤمنين و المؤمنات ان يغتنموا فرصة الصلاة خلفه و بإمامته. غفرالله لنا و لكم جيمعاً. بسم الله الرحمن الرحيم العدد : 104 الخطبة الثانية من صلاة الجمعة في مدينة المحرق – مملكة البحرين – جامع الحياك –12 جمادي الثاني 1425هـ - 30/7/2004م. و التي ألقاها سماحة آية الله الشيخ حسين النجاتي. الوصية بالتقوى: عبادالله: اتقوا الله و تزودوا من ممركم لمقركم، و قد قال علي (عليه السلام): (إنما الدنيا دار مجاز و الآخرة دار قرار، فخذوا من ممركم لمقركم، و لا تهتكوا أستاركم عند من يعلم أسراركم، و أخرجوا من الدنيا قلوبكم من قبل ان تخرج منها أبدانكم، ففيها اختبرتم و لغيرها خلقتم، إن المرء إذا هلك قال الناس: (ما ترك؟) و قالت الملائكة: (ما قدم؟) لله آباؤكم فقدموا بعضاً يكن لكم قرضاً، و لا تخلفوا كلاً فيكون فرضاً عليكم). نهج البلاغة / ص 320/ الخطبة 203. في الزيارة و السياحة: و بعد أيها الإخوة المؤمنون و الأخوات المؤمنات: في فترة الصيف التي نعيشها الآن يشتغل الكثير من الناس بأمر السياحة و الزيارة و السفر، و بملاحظة ذلك أجد من المناسب التذكير ببعض الامور: أولاً: حاولوا ان تكون سفراتكم للزيارة و السياحة، و لا تحصروها في السياحة فقط، فإن زيارة المراقد الطاهرة لأولياء الله تعالى و عباده الصالحين المتقين من أهم الامور التي أوصانا بها الله تعالى، فكم من الفضل في زيارة النبي (صلى الله عليه و آله) و زيارة الأئمة الطاهرين (ع)، و الصديقة الطاهرة (ع)، خصوصاً زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) و الإمام الرضا (عليه السلام). و هكذا بالنسبة الى زيارة بقية أولياء الله تعالى وعباده الصالحين من العلماء و الشهداء. اقصدوا زيارة هؤلاء و إن كانت بعيدة عن أوطانكم و مقار إقامتكم، فإن في زيارتها من الفضل ما لا تعرفونه و لا نعرفه. و هكذا لا تنسوا زيارة مواقع مجد الإسلام و عظمته، و هكذا زيارة المساجد المهمة العظيمة مثل مسجد الكوفة و غيرها من المساجد. بل ينبغي للمؤمن ان لا يغيب عن الحضور في المساجد الجامعة الكبيرة في كل بلد يزوره و يسافر اليه. كما أنني لا أشجع على ان تكون الأسفار للزيارة فقط، بل فلتكن للزيارة و السياحة، فالسياحة أيضاً أمر مهم، و هي غذاء للروح و تبصر الإنسان بعجائب خلق الله و تذكر الإنسان بعظمة الخالق البارئ المصور، و تعمق من معرفة الإنسان بالله تعالى. ثانياً: يفضل قدر الإمكان أن لا تسافر المرأة لوحدها، لأن النساء و البنات قد تعرض لهن حوائج في السفر لا يمكنهن عرضها إلاّ على الزوج أو محارمهن، و مع غياب المحرم سيقعن في الحرج الشديد. لكن على كل حال إذا كانت المرأة و الفتاة مأمونة على نفسها فلا مانع شرعاً من سفرها لوحدها، خصوصاً إذا كانت لها حاجة في السفر – و لو لأجل الزيارة و السياحة – و لم يتوفر من المحارم من يصاحبها في السفر. ثالثاً: حملات الزيارة و السياحة و المكاتب السياحية يجب أن لا تغفل عن ان رسالتها لا تنحصر في تقديم الخدمات الجيدة للمسافرين و الزائرين و السائحين، و أن واجبها لا ينحصر في توفير الفنادق الجيدة، و السيارات و المواصلات الفارهة، و الأكلات اللذيذة، و توفير المرشدين السياحيين، بل من أهم واجباتها توفير المرشدين الدينيين و وضع برامج منتظمة للإرشاد الديني، ولكن من دون الإكثار منها الى درجة خلق حالة الملل و النفور في المسافرين معهم. فالإعتدال مطلوب في هذا الأمر، و المهم توفير الإرشاد الديني السليم و بالأساليب المشجعة الهادفة. كما أن الحملات مسئولة عن ضبط السلوك المنحرف الذي قد يصدر من بعض المسافرين، فعليهم المنع عن ذلك بالكلمة الطيبة و النصيحة الحسنة، من باب ان الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر واجب الجميع. لكن هذا ليس معناه التجسس على المسافرين و مراقبة و تتبع امورهم للإطلاع على خفايا امورهم و حركاتهم و علاقاتهم، فالتجسس حرام كبير. و إنما المقصود ضبط السلوك الظاهر البارز لهم، و أمّا خفايا امور الناس فلا يجوز شرعاً تتبعها و محاولة إستكشافها و معرفتها و الوقوف عليها. فهذا هو حد الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر المطلوب في مثل هذه الحالات. أهمية تطوير السياحة الوطنية: رابعاً: و بالمناسبة نذكر بأن البحرين تتمع بإمكانيات سياحية مهمة، و يمكن تطويرها و تحديثها من أجل تنشيط السياحية العائلية و الصحية و العلمية، فهناك جزر كثيرة يمكن تطويرها و خلق حركة سياحية قوية بين تلك الجزر و الجزيرة الأم، و اننا نلاحظ ان دولاً أخرى - و من جملتها في منطقتنا - توفقت لتطوير الحركة السياحية مما يدر على دخلها القومي مبالغ هائلة، و مما ساعد على تقدمها الإقتصادي و الحضاري الي حدّ كبير، مع ان إمكانيات البحرين و مؤهلاتها على مستوى الطبيعة و التاريخ العريق و الهوية و الإمكانيات البشرية و القدرات العلمية و الفنية ليست أقل من تلك الدول. و نحن نعلم ان تنشيط الحركة السياحية النظيفة سوف يكون له مردود طيب و كبير على البلد، و ذلك على جميع المستويات، و منها تقليل البطالة و توفير فرص العمل، و تنشيط الحركة التجارية و العلمية و الفنية، و غير ذلك من المجالات. فمن الواجب هنا أن نطرح هذا السؤال: من هو المقصر في عدم تنشيط السياحة النظيفة في البلد؟ لماذا نجد الإمكانات الكبيرة الطبيعية و التاريخية و البشرية و العلمية الوطنية نائمة و لا تفعل و لا تستثمر من أجل إزدهار السياحة الهادفة و المسئولة؟ نرجوا ان تتصدى الأقلام و الأفكار الإسلامية و الوطنية المسئولة للإجابة عن ذلك من منطلق الواجب الوطني و الإسلامي المتوجه الى الجميع و الذي بموجبه يلزم الجميع أن يساهم في تطوير هذا البلد تطويراً صحيحاً سليماً يكون في صالح هذا الشعب خصوصاً الفقراء منهم و ذوي الدخل المحدود. أقول قولي هذا، و استغفر الله لي و لكم، انه غفور رحيم. -------------------------------------------------------------------------------- للحصول على خطب صلاة الجمعة وجميع انشطة سماحة الشيخ النجاتي تفضلو بزيارة موقعنا www.alnajati.org وعمل اشتراك لكم لدينا ، ولكم منا جزيل الشكر والتقدير الجهاز الاعلامي في مكتب سماحة الشيخ النجاتي
|
#3
|
|||
|
|||
![]() خطبة الشيخ عيسي قاسم 10/11/2006
خطبة الشيخ عيسى قاسم (( صراع الدين والمال _فضيحة البندر _نصيحة السيستاني _ درس مضيع)) صراع الدين والمال: بدأت الأخبار تتوارد من هذه الساحة عن قضية الإرشاء والارتشاء فيما يتصل بالعملية الانتخابية القادمة. والرشاوى درجات، منها ما يكون مثلا خمسة دنانير، ومنها ما يبلغ الألف، وأكثر من الألف حتى تأتي أرقام لا تكاد تُصدّق. الأموال التي يوزّعها البعض تتجاوز مقدوره المالي، وتتجاوز أرباح المنصب حيث كل ما يدره عليه موقع النيابة لا يُساوي ما ينفقه في العملية الدعائية لانتخابه، وهنا ينطرح سؤال من أين تأتي هذه الأموال التي لا يسع جيب المرشح أن ينفقها، ولا تقتضي مصلحته المادية أن ينفق بقدرها، فلابد أن تكون أموالاً من غيره. العملية عملية بيع وشراء، عرفنا أن المرشّح الراشي يعطي ثمناً من المال، ووعوداً مادية، ولكن الناخب ماذا يُعطي؟ إنه يُعطي دينه، وليس دينه فقط وإنما دين الآخرين، لأن هذا النائب نائب عن الشعب إن باع الدين بالمال فقد باع دين الناس كلِّهم من خلال تشريعات وقرارات مخالفة للدين. إنه يبيع مصالح المحرومين والمستضعفين، وليس على مستوى جيل واحد وإنما على مستوى أجيال. إنه يبيع أمن المواطن وحتى حياته من خلال مساعدته على الخيانة مساعدته على التشريعات القاسية الجائرة، وتمرير الأخطاء، والتستُّر على الخيانات والتلاعب. إنه طريق لتمرير قانون مثل قانون التجمّعات، ومثل قانون الجمعيات، ولتمرير قوانين أشد وأقسى. هذا الناخب يبيع كل هذه الأمور المهمة العالية بالثمن الذي يقبضه، وأحياناً يبيع صوته، وأحياناً يبيع صوته وصوت جمعيته أو عشيرته أو بيته أو أصدقائه الذين يستطيع التأثير عليهم. وإذا باع أصوات عشيرة وصل الثمن إلى الألوف، وإذا استطاع أن يبيع أصوات قريته أو نصف أصوات قريته فقد يصل الرقم إلى عشرة آلاف وعشرين ألفا، وثلاثين ألفا. بورك له صفقة تأخذ به إلى النار. وهنا يأتي صراع الدين مع المال، الرب في النفس المال أو الله؟ المكانة في النفس للمال أو الدين؟ صلاة أخينا حقيقية أو شكلية، صوم أخينا حقيقي أو شكلي، حج أخينا حقيقي أو شكلي، لئن كان له حج حقيقي، أو صلاة حقيقية، أو صوم حقيقي فإنه لا مال الانتخابات، ولا مالاً أكبر من مال الانتخابات بملايين المرات يستطيع أن يشتري منه موقفاً واحداً(2). مصيبة الذين حاربوا الحسين الذين خذلوا الحسين عليه السلام ولم يحاربوا معه هي مصيبة دنيوية، وحتى لا تتكرر مأساة الكوفة مرة أخرى، ولا يخذل مسلم بن عقيل، ولا يخذل الإمام الحسين عليه السلام فلنستكبر على صنم المال، ولنتق الله، وليكن لنا معبود واحد ليس هو إلا الله سبحانه وتعالى. أتظل سنين ابن المسجد والحسينية وتأتي لحظة امتحان يسيرة لتبيع دينك؟ وتبيع شرفك ووطنك وأمتك؟! وتبيع أجيالاً من بناتك وأبنائك وإخوانك وأخواتك؟! فلنرجع إلى ديننا يا إخوة. لنقل للدينار بئساً لك من دينار تقودني إلى النار، لنطرد المرشح الذي يقدم لنا مالاً يشتري به ديننا. والمرشح الراشي اليوم هو نائب مرتشٍ غداً بلا إشكال، وإذا كانت عطاياه اليوم كبيرة، فقد بدأ قضية الارتشاء من يومه هذا. رقابة المرشّح: رقابة المرشح المتاحة له تساوي من خلال المراكز العامة العشرة للترشيح زائداً مركز دائرته، واحداً على أحد عشر. مواقع التصويت هي أحد عشر، والرقابة المتاحة له في موقع واحد، فكم تساوي هذه الرقابة؟ تساوي واحداً على أحد عشر، فهو غائب عن عشرة مواقع، حاضر من خلال نفسه أو موكّله في موقع واحد، فأقول إذا كانت رقابته كذلك فهذه النسبة تعني لا رقابة، فهي انتخابات بلا رقابة، وعلى كل المرشحين، وعلى كل المؤسسات، وعلى الشعب أن يصرّ على أن تُلغى المراكز العشرة العامة للتصويت. فضيحة البندر: الذين يتساءلون عن نتيجة ما قام به العلماء من خطوة في موضوع البندر هم على حق، لأن المسألة تهمهم جداً وتؤثر عليهم بصورة أساس، وعلى مدى بعيد. وأنا واحد ممن دخل في هذه الخطوة فأقول: بأنه إذا كان أمل التجاوب مع الخطوة العلمائية لازال قائماً إلا أن شعوراً عميقاً بالتباطؤ، وملاحظة تآكل في الأمل تعيشها النفس. فالتجاوب مع المطلب العلمائي مطلوب، وسرعة التجاوب مطلوبة كذلك. حتى لا تتضاعف الخسارة: أصحاب المشاركة يرون أن الشعب يخسر سياسياً بموقف المقاطعة، وأصحاب المقاطعة يرون أن الشعب يخسر بموقف المشاركة، فهذه خسارة ثابتة قد اتفق عليها الجميع بعد أن انقسم الناس إلى مقاطع ومشارك، هذه خسارة، إذا أضفنا إلى ذلك التسقيط، والتسفيه، والتخوين، وأموراً أخرى من هذا السياق كانت خسارة أخرى. خسارة إضعاف الجميع، تشتيت الصف، هدم البناء، إفقاد الثقة، تحطيم المقاومة والمعارضة. أضف إلى ذلك خسارة أكبر من كل ما ذكرت تتمثل في التعاطي الجاهلي مع حالات الاختلاف في الرأي لما في ذلك من تعدٍّ لحدود الله واستحقاق لغضبه، فحين نمارس الطريقة الجاهلية في الاختلاف في الرأي فيستبيح هذا من أخيه سمعته وشرفه، ويستبيح ذاك من الأول ما استباحه منه فإننا سنخسر بهذا أكثر من كل الخسائر الملحوظة، وما خسر امرؤ أكبر مما يخسر من دينه، إذاً علينا أن لا ننسى أن حقوق الإخوّة الإيمانية لا تسقطها الاختلافات في الرأي، ومن أبرز هذه الحقوق حرمة عِرض المؤمن الذي يدخل فيه شرفه وسمعته وكرامة شخصيته. كلمة كافية: لا أريد أن أدفع جديداً باتجاه المشاركة بعد كل الذي كان ولكن اسمحوا لي أن أقول كلمة واحدة مختصرة. تكفي نصيحة السيد الجليل الخبير الواعي سماحة آية العظمى السيد السيستاني وهو رجل لا يبني موقفاً شرعيّاً ولا نصيحة على جهل بالموضوع، الفقهاء يشتغلون جداً جداً بتحقيق الموضوع قبل أن يتفوّهوا بأي كلمة على مستوى الحكم بمعناه الشرعي أو اللغوى العام الشامل لمثل النصيحة. الدرس المضيّع: الدنيا لا تدوم، عزها لا يدوم، غناها لا يدوم، سلطانها لا يدوم، كل شيء فيها لا يدوم، والنتيجة قبرٌ وحساب، هذا درس تحضرنا كل الدروس عن حكم الإعدام شنقاً على صدام ولا يحضرنا، وكثيراً ما نصارع على ما هو أقل بكثير مما صارع عليه صدّام وبأخلاقيته نفسها، أعاذنا الله من ذلك. اللهم صل وسلم على حبيبك المصطفى، وعلى آله الأخيار الأطهار، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، ولوالدينا ولمن أحسن إلينا إحسانا خاصا من المؤمنين والمؤمنات أجمعين. اللهم فقرنا لا يسدّه إلا غناك، وضعفنا لا يخرجنا منه إلا قوتك، وذلُّنا لا ينقذنا منه إلا عزُّك، وعيبنا لا يغطّيه إلا سترك، وكربنا لا تفرّجه إلا رحمتك. {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} 1 - ميزان الحكمة ج10 ص557. 2 - مقاطعة أحد المصلين لسماحة الشيخ بقصيدة حماسية كبّر خلالها المصلون بـ(لله أُعطي ولائي).
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |