العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
من أشكال القولبة... و ننتظر اقتراحاتكم، و آرائكم حولها.
بسم الله الرحمن الرحيم، و الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين، و رضي الله عن الصحب أجمعين.
و بعد سبب الموضوع: تدخل بعض الأعضاء حول موضوع القولبة، و ما المفهوم منها، و كيفية توظيفها في خطابي، و ربطها البعض بالتربية، و التحديات، و قد احسن -جزاه الله كل الخير- ، و هم البعض ببتر الكلام عن سياقه فنبهنا إلى أمور كبيرة، تتعلق بسوء الفهم من قراءة عابرة سريعة، و حكم غريب دون دراسة طويلة تفصيلية، و مشكور لصنيعه، و استشاط غيض البعض فقال متعجبا: فشفش، أو ما شابه، و لست ادري معناها، و لكن جزى الله الجميع كل الخير، و جعلهم من زمرة المتقين الذين لا يبحثون إلا عن سبل النصر، و التمكين بكل ما يملكون لخدمة هذا الدين، و على أمل ان يتم التفاعل بشكل أكبر مع بعض الموضوعات التي طرحتها، و التحليل الذي يجرني إلى مناقشة المشاركين بعد اعطاء الوقت للمزيد من المشاركات، و الاقتراحات، و بعدها نرجو الصواب حيث كان، و نعترف بأخطائنا إن أخطأنا، و نصلح حالنا، و نكون قد عالجنا الموضوع بالبحث العلمي الذي يستحقه، و لذا رأيت من المناسب إضافة بعض النقاط العابرة في موضوع جديد، فما خلي الجديد من جدة رغم تفرعه عن الأصل الذي هو: القولبة، و لذالك أقول: تروج الكثير من الإعتقادات، و المفاهيم، و يسوق لها بشكل العلني، و السري لأغراض لا يعلمها إلا الله، فأما إن كانت منبينة على قواعد صحيحة، و منطلقات متينة، و غاياتها واضحة لا لبس فيها، حيث الدليل القوي في مقامه المناسب له يفحم كل ناعق، و يرشق بالبرهان كل مارق، فتلك هي الحقيقة، -أيها السيد النبيل - مهما اختلفنا في فهمها، و سربلتها بمفردات مختلفة حسب وجهة التخصصات، و شكرت لتدخلك- و للعم فهي لا تنبني على الأحكام المسبقة، و التصورات المرفقة، و لا التمثلات المنظورة، بل ترسو مراكبها على البحث المتعدد لا لغاية غير المعرفة العلمية، و ها هنا و قفات ترحيبية لمن يدافع عنها، و يظهرها، و يرفع راياتها، و هذه مسألة تبطن في فلسفتها كثرة السؤال في داخل النفس عن كل مقال، و تنزجر عندما تبتعد، أما سمعت جواب السائل عن أول الأمر برد النبي صلى الله عليه و سلم: { كان الله وحده، ثم....}، نعم هنا المدركات التي لا تدرك، و التي لا يطيقها العقل، و هنا محل التوقف، و هنا أحقية النقل، و محض التسليم، و هنا إن تجرأت كنت على خطر، و لم تستطع خاصة للمبتديء، فلا يشغل نفسه بذالك، فقد يخلق لنا الأسطورة، و يبدع لنا الأوهام في سرب الأحلام، و ها هنا لا قولبة، لا سير غير السير السليم المبني على الاسترشاد بالعقل فيما استطاعه من مظان النقل، فالمنقول كثير جدا، و تفنى الأعمار، و لن يبلغ المرام من النيل من سبيل الحقيقة تلك، فطالب العلم النهم الذي لا يشبع من العلوم ابدا، و كل مبتغاه تلك الحقيقة، و لا يستسلم ابدا للأفكار يصارعها ليتخلص من القولبة التي هي على النقيض، و أنتم تعلمون الترويج، و التسويق لمخططاتها، و ربما تكونون قد راج عندكم مفهوم القطيع، و أي قطيع بعد تفريق الكعكة، و هنا خط السير الخطير، لا أرضى لك أن تكون من القطيع، - ومن قال فشفش لا أستبعد ان يقول معمع، و ليسامحني جزاه الله خيرا- و تسمعون أيضا بالمنهج الإسقاطي، و تلكم تركيبة عكس الأولى تماما، و هي الأخطر، و الأبعد جرأة، و تسفيها للعقول، أرأيت عندما تقف عند ظاهر النص ماذا تفعل؟ تكفر نفسك بتكفير غيرك من المسلمين، و تسفه عقلك بتسفيه عقول المجتهدين، و هل النص إلا خطاب ليعتبر به أولي الألباب، بالله عليك من اللبيب؟ و هذا ليس دائما -حتى نكون منصفين-، و عندما تتوغل في فهم النص لخدمة غرضك الدفين، و توجهك الذي تظن أنه الصواب، و غيره مهما كان قوي الحجة مخطيء ضعيف مردود كلامه، فتلتجيء إلى اختلاف التنوع، و تحشر أنيابك في أحقية التأويل، و لا تستسلم للمراد من التنزيل فتلوي أعناق النصوص - كما عبر عن ذالك بعض الأصوليون- و لن تبدو لك حجتك واهية لأنك لا تعلم بأنك مقولب وضعوك في قلب اعتقادك أولا، و قالوا لك من خالفك، احشره في ركنك الذي تربح فيه نقاط الجولات، لم يعلموك أنه إذا كان خصمك قوي البنية، بطل عالمي، أنه تكفيك محاولاتك، و قد علمت ما عليك فعله بعد من تقوية عضلاتك بتدريبك نفسك بنفسك اكثر، و بالمثال يتضح المقال، نعم، بكل تأكيد لست سوى مقتعا حينها بقوة حجتك، و إن كانت ضعيفة، و مسفها لمخاطبك، و إن كان سيد حكماء زمانهن و أعلم الناس بكتاب الله، و سنة نبيه، و ديدن تاريخ اسلامه إلى يومنا الحاضر، و الإقناع لن يسري في نبضات حياتك إلى إذا استعددت جيدا للتغيير، و تخلصت من القولبة، و رمت للفكر مسار التحرير، لترفع سلطانك الجامد إلى مرتبة الفحص، و التمحيص، و البحث الدائم في مواطن الدليل، و أن تبتهل بالعلم للعلم، و تخلص في الطلب، و تجالس سادة المشايخ، و تستمع لطلبة العلم، و تراعي المخالف فثق أنك تتعلم منه دروسا بليغة، فليكن همك بالأساس التخلص من قولبتك، و الإنتصار للحق، و إذا علمت أن هناك أخا لك على الباطل فلا يلزمك بتاتا تركه على الباطل، أو الاستهزاء به،... بل عليك أن تفتح له باب العذر، فلن تستطيع ابدا تكفيره مادام يقر ب: " لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، مهما بلغت درجات فسقه، أو معصيته، أو...، ف{ هل شققت قلبه}، ثم لنهب أنه كما قلت، أذالك من واجبك، و تخصصك، أو مات كل العلماء الذين يستندون إلى معايير، و كيفية التكفير، و هم المسؤولون عن فتاويهم، و ما بقي إلا أنت العالم الكبير الذي تنحني له الرؤوس ليحك بقطع المرتدة منها، لا تستعجل، و كن حسن الخلق، او اعتزل الناس، مع أن { المسلم الذي يخالط الناس و يصبر على آذاهم خير من الذي يعتزلهم} -أو كما جاء في الحديث-، ... فقط هي أشكال للقولبة التي اريد لك التخلص منها، و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت، و إليه أنيب، و كل خطأ فمن نفسي و من الشيطان، و الله و رسوله منهما براء، و الحمد لله رب العالمين.
|
#2
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
هههههههه . . . . . اهلا يا عزيزي ، أعتقد أن توجهاتك الدينية لن تمنعك من قراة المقال الذي اخترته كبداية لحوارات و نقاشات قادمه بحول الله اتمنى لك قرأة ممتعه لكل كلمة العقلانية تأسست على نقد العقل إبراهيم البليهي إن اكتشاف نقائص العقل البشري وإدراك أولوية الوعي الزائف والتعرُّف على قابليات العقل للاستلاب وقيام الشواهد الكثيرة على سهولة تضليل الناس هي التي أدَّتء إلى نشوء الفكر العقلاني الذي هو في جوهره فكرٌ نقديٌّ فاحص بخلاف ما يعتقد الكثيرون فإن العقلانية في الغرب لم تتأسس على تزكية العقل الانساني تزكية مطلقة والإشادة به إشادة غير مشروطة وادعاء كماله ادعاء مفرطاً كما يشاع وكما يجري تأكيده والترويج له، وإنما تأسست العقلانية على الوعي الحاد بهشاشة العقل البشري واكتشاف أنه على مر العصور يحتله الوعي الزائف في غالب الأحيان. لقد كانت العقلانية ومازالت ثورة على استسلام الإنسان للزيف كما كانت احتجاجاً على سرعة تصديقه للتضليل لذلك فإنها لا تنشغل بتمجيد الإنسان وتأكيد قدرات عقله وإنما ترى أن مهمتها الأساسية أن تواصل تذكير الإنسان بجوانب ضعفه وأن تؤكد له أسبقية العطالة لعقله وأن توقظ وعيه ليدرك شدة قابليته للاستلاب وعطالة الفهم وسهولة الاقتناع بالزيف.. إن العطالة الثقافية ليست كعطالة الأجسام التي أصبح ممكناً تجاوزها بالمخترعات وتسخير الطاقة، فعطالة الثقافة أشد استعصاء على الزحزحة والتحريك وهي تتأبى على التغيير لأن كل ثقافة تكون راضية عن ذاتها مهما كانت متخلفة فالوعي الزائف يصعب عليه أن يعترف بزيفه فيقاوم محاولات الوعي الحقيقي إن من عاش عمره وهو يتوهم أنه على الحق المطلق وأن الآخرين على الضلال المبين لا يمكن أن يستجيب لمراجعة ذاته أو ينقاد إلى التأكيد من محتويات ذهنه فهو قد تشكل عقله على توهم امتلاك الحقيقة الناصعة المطلقة المستعصية والمتعالية فكيف يستبدل ما يعتبره باطلاً بواحاً بما يوقن أنه حق محض إنها بمثابة استبدال للذات المعشوقة بذات دميمة مغايرة ولا يمكن أن يرضى الإنسان بالتخلي عن ذاته التي يعشقها جهلاً منه بطبيعة تكوينها إلا إذا توهج وعيه بشكل استثنائي وبات قادراً على إعادة تشكيل ذاته بمقومات ذاتية جديدة. إن الذي يتوهم الاكتفاء ويعتقد أنه الأكمل وأن كل الآخرين تافهون وضائعون لن يحسَّ بأي نقص في معارفه ولا أي خلل في طريقة تفكيره فيُصد الأحكام والآراء جزافاً دون تحليل ومن غير احتكام إلى الوقائع إنه يجهل أخطاء التفكير فلا يحاول أن يتجنبها لأنه يجهلها ومن جهل شيئاً عاداه إنه لا يعرف التحيزات التلقائية للذات لذلك ينظر إلى تحيزاته وكأنها حقائق موضوعية إنه يحصر تفكيره وجهده في البحث عمّا يؤيد المستقر في ذهنه لأنه يتوهم أنه على الصواب المطلق فلا يطلب المزيد من المعرفة أو المهارة أو الأفكار ولا يحاول أن يتعلم أساليب التفكير السليم لأنه مقتنع بسلامة تفكيره إن الذي لا يشعر بالنقص لا يسعى للكمال لأنه يتوهم أنه قد صاحبه الكمال منذ ولادته أما الذي يعتقد أنه مصيبٌ دائماً فتكثر أخطاؤه دون أن يحتاط بل يقع في أخطاء فظيعة دون أن يعلم والذي يجهل شبكة الأوهام يتخبَّط فيها وهو لا يدري ومن لا يعرف كيف يتشكل العقل والوجدان منذ الطفولة بالجهالات يبقى مغتبطاً بهذه الجهالات ويقاتل الناس لإلزامهم بأن يعتنقوا جهالاته إن الذي يقتنع بأن من حقه الوصاية على الناس يعاني من جهل فظيع بالطبيعة البشرية وبطبيعة ذاته وبطبيعة المعرفة وبهشاشة العقل وأخطائه وأوهامه والتباساته. لذلك فإن العقلانية تقوم على الاقتناع بمحدودية العقل البشري واتهامه بالقصور الشديد وتلبُّسه بالأوهام الكثيفة واستمراره على الأخطاء المتراكمة وانسياقه مع الأهواء الجارفة وبرمجته بالتقاليد الخرافية وغفلته التلقائية المطبقة عن كل هذه الآفات والعقبات والقيود والنقائص. إن اكتشاف فلاسفة اليونان في القرن السادس قبل الميلاد أن المعضلة الإنسانية الكبرى المستعصية والأزلية في كل عصر وفي كل مصر هي عجز العقل البشري عن اكتشاف اسبقية الجهل المركِّب في حياته مما يستبقي هذا الجهل المركب مهيمناً عليه إلا إذا هو انفصل فكرياً لأي سبب عن الجاذبية التلقائية للواقع لقد لاحظ الفلاسفة الأقدمون والمحدثون والمعاصرون أن الجميع يتوارثون هذا الجهل المزدوج ويغتبطون به ويبقون عليه ويستميتون في الدفاع عنه إن هذا الاكتشاف المهم والمفصلي هو الذي أدى إلى استنفار الفاعلية النقدية لإخراج الإنسان من غبطته بجهله وإيقاظ الشك في نفسه ليدرك بأن هذا الجهل المستقر والمزمن الذي يحتل ذهنه والذي يجري منه مجرى الدم ويسري فيه سريان الحياة لم يتعرض لأي فحص أو تحليل أو مراجعة وأن هذه الغبطة بالموروث غير المحمص ليست محصورة بأمة دون أخرى ولا بعصر دون غيره وإنما الناس في كل الثقافات المتباينة وفي جميع العصور يعتبرون ما هم عليه وما توارثوه هو حقائق خالدة لذلك شدَّد القرآن الكريم على محاربة الآبائية التي أضلَّت الناس في كل زمان ومكان. إن الرضى عن الذات وتوهُّم الكمال والاقتناع بالاكتفاء بما هو موروث وتعطيل قدرات الأحياء وتجييرها لصالح تقديس الأقدمين هي الآفات التي عطلت العقل البشري آلاف السنين وما زالت تشل العقل وتُنيم الأمم لذلك فإن ما يميز العقلانية هو اقتناعها بقصور العقل البشري ووثوقها من قابليته التلقائية للزلل الشديد ومشاهدتها له وهو يقيم على هذا الزلل قروناً طويلة ليس في زمان دون غيره ولا في مكان دون آخر وإنما كل الأزمنة وفي جميع الأمكنة وهذا يستوجب اعتماد المراجعة الشاملة للثقافات السائدة وعدم التوقف عن النقد والتمحيص وتشييد ثقافات تأسس على معارف علمية ممحصة وتخليص العقل الإنساني من الجهل المركَّب واستصحاب الشك في كل معرفة بشرية والاستعداد الدائم لوضع الفهوم والرؤى والتصورات والأحكام البشرية موضع المراجعة والتحليل والغربلة.. إن العقلانية حين تدعو إلى إعادة تشييد المعرفة الإنسانية لتخليصها من عناصر العطالة فإنها تعترف بقصور العقل وتؤكد أن نشاطه لا يكون ناجعاً إلا بالتنظيم الدقيق والمنهجية الصارمة والتواصل المنفتح والتغذية المستمرة إنها تعترف بحدود العقل وتثق أن نجاعة جهده تكمن في قدرته على نقد ذاته وعلى تغذيته من كل الآفاق من خارجه واغنائه من جميع الروافد فلم تتأسس العقلانية على اكتشاف قدرات خارقة للعقل وإنما بالعكس تأسست احتجاجاً على عطالته وجموده واستلابه لقد قامت على الاعتراف بضعفه والإيمان بأنه لا يكتسب القدرة إلا بالنقد والتحدي والمواجهة الحامية بين الاتجاهات المختلفة وأنه متى رضي العقل عن ذاته واكتفى بما لديه أو عاش ضمن حدود راكدة محمية من النقض والتفنيد ومن المنافسة والصراع مع الأفكار المغايرة فإنه لا يتطور بل يميل إلى الركود والتدهور... إن إدراك هذا الإعضال البشري العام المزمن والمهيمن هو الذي هيأ لظهور الفكر العقلاني الذي هو في جوهره فاعلية نقدية فالعقل إن لم يستنفره النقد ويحركه التحدي فإنه يميل تلقائياً إلى الجمود على الراهن والاستكانة للواقع والغبطة بالسائد وكما يقول المفكر الفرنسي إدقار موران: "إن الإنسان كائن يمتح من أوهام وخرافات وعندما تتوقف المراقبة العقلانية يقع الخلط بين الموضوعي والذاتي والواقعي والخيالي وعندما تهيمن الأوهام والتهور الجامح يُخضع الإنسان الجنوني الإنسان العاقل ويوظف مهارة العقل في خدمة أوهامه" فلا سبيل لإخراج الإنسان من غبطته بجهله ومن أوهامه وخرافاته إلا بفك قيوده وإطلاق قواه ولا مخرج إلى ذلك إلا باستنفار عقله استنفاراً موضوعياً ينفصل به عن أهوائه الذاتية وتفضيلاته الموروثة وكما يقول موران: في كتابه (تربية المستقبل) "إن النشاط العقلاني للفكر هو ما يسمح بالتمييز بين اليقظة والحلم، والخيال والواقع، والذاتي والموضوعي" لكن العقل لا يحقق هذه الغاية ارتجالاً وإنما يجب أن ينظم نشاطه فيراقب ما يحيط به بوعي مستنفر ويراقب ذاته بتجرد واهتمام وأمانة ليستبعد جموح الخيال وعواصف الرغبة ويقارن الرؤى المتعارضة ليدرك كيف يفكر الناس ضمن الأُطر الثقافية المختلفة التي تحدد طريقة تفكيرهم كما تحدد اهتمامهم ورؤاهم عن الكون والحياة والإنسان والفرد والمجتمع وعن الممكنات والمحالات... إن العقلانية هي التي فجَّرت طاقات العقل وألهمت الإنسان كشف الحقائق وتأسيس العلوم وإنجاز المخترعات وتدل حياة المجتمعات القائمة عليها أن من أنفع نتائج العقلانية ومن أهم مقتضياتها البُعد عن التعصب لأن العقلاني يدرك أن معارفه ظنية وأن أحكامه وتصوراته قائمة على هذا الظن، لذلك فإنه مهما اجتهد في البحث يضع في اعتباره احتمالات الخطأ والوهم في ما عنده واحتمالات الصواب في ما عند المخالفين له ومُقتضى ذلك أن لا يتعصب لرأيه وإنما يضع الأبواب مشرعة للمراجعة بل للتراجع متى توفرت حقائق تستوجب ذلك فيحترم اجتهادات المخالفين مثلما ينتظر منهم أن يحترموا اجتهاده... إن التاريخ العقلاني ليس خطاً نمطياً متصلباً وإنما هو سلسلة من المراجعات الدائمة والفحص المستمر والتعديلات المتكررة والطفرات الفكرية والعلمية المشهودة إن المراجعة للمواقف والرؤى والتراجع عن التصورات واعتناق تصورات جديدة أملتها الكشوف المتحققة والوقائع المتجددة لا تمثل حالات استثنائية في الفكر العقلاني وإنما هي الأسلوب المعتمد فيه.. إن العقلانية تقتضي التسامح مع الجميع فهي ترى أنه ليس لدى أي طرف مهما بلغ ذكاؤه وعبقريته وعلمه وصدقه ما يبرر له أن يتوهَّم بأنه الوحيد الذي يملك الحقيقة الناصعة وبأن غيره دائماً مخطئون فالعقلانية هي في جوهرها دعوة صارخة إلى التواضع وتأكيد صارم على حق الاختلاف وهي تؤدي تلقائياً عند الملتزم بها إلى التسامح ليس فقط مع الباحثين المجتهدين وإنما حتى مع الجاهلين المتعصبين فالذي يعرف السبب يبطل عنده العجب... وهنا تبرز المفارقة الصارخة التي لم يجر بحثها وهي أن العقلاني لا يثق ثقة تلقائية بعقله وإنما لا بد أن يعتمد في رؤاه وأحكامه ومواقفه على حقائق واضحة ووقائع ثابتة ومع استخدامه لكل وسائل التحقق فإنه يبقى في دائرة الظن الراجح والاحتمال الغالب ويرحب بأي كشف يزيده معرفة أو يُعدِّل رؤاه فهو ليس محكوماً بالتعصب لاتجاه معين وإنما يميل مع الحقائق حيث مالت.. أما أعداء العقل والمحاربون للعقلانية فإنهم يدَّعون بأن عقولهم قادرة وبكل بساطة على الوثوق التام والجزم القاطع فعقولهم كما يتوهمون تملك الحقيقة المطلقة فلا يخامرهم أي شك فيما استقر في أذهانهم وهذا يعني ضمناً وبشكل تلقائي ادعاء قدرات خارقة لعقولهم فلو كانوا يؤمنون بأولوية الخطأ وأصالة الجهل والتباسات الوهم وصعوبة استخلاص الحقائق وسط ركام التناقضات لما كانوا بهذا الوثوق الأعمى فادعاء الصواب المطلق والدائم لأحكامهم وتصوراتهم وآرائهم ومواقفهم هو ادعاء للكمال وتوهُّم لقدرات عقلية خارقة تعصمهم من الزلل وهو ما لا يمكن أن يدعيه العقلانيون... إن هذا الوثوق الأعمى بما هو سائد والغبطة بما هو مألوف والاستماتة في الدفاع عن التصورات المستقرة تلقائياً في الأذهان ليست محصورة بالمتعلمين وإنما يستوي في ذلك الأميون مع المتعلمين بل إن الأميين أشد وثوقاً وأعظم غبطة بما هو مستقر في أذهانهم فيدافعون عنه كدفاعهم عن أرواحهم فالعقلانية ثورة فكرية ضد الغبطة بالجهل المركَّب الموروث... إن عقل الإنسان عند ولادته هو في نظر العلم مجرد قابلية يجري تشكيلها بكيفيات شديدة التنوع تبعاً لتنوع الثقافات ولأن العلم بمعناه الحديث طارئ على الحياة الإنسانية فالثقافات تكوَّنت قبل ظهور العلوم وقبل الفكر الفلسفي وقبل إدراك فاعلية النقد حيث يجري توارثها كما هي دون مراجعة لذلك فإن الفرد في كل مكان لا ينمو في بيئة علمية وإنما تتلقاه وتصوغه بيئة اجتماعية وثقافية جُلُّ مكوناتها تقوم على الارتجال والمشافهة والمحاكاة والتوارث التلقائي وبذلك يصاغ عقل الفرد في كل المجتمعات بثقافة لم يجر فحص معارفها ولا تحرير مسلَّماتها وهو يمتصها من البيئة امتصاصاً قبل تكوين وعيه لذلك فإن منطق العقل والعلم يقتضي اخضاع هذه البرمجة للمراجعة واعادة التكوين من قبل الفرد إذا أشرق وعيه ولكن واقع الناس في كل الثقافات أن الناس يبقون مغتبطين بما هم عليه ويفتخرون بما ورثوه عن أسلافهم من قيم وتفضيلات وتقاليد وعقائد ورؤى ومواقف ولا يختلف في ذلك المتعلمون عن الأميين فالتعليم لا يؤثر كثيراً في البرمجة الثقافية السابقة له فالعقل يحتله الأسبق إليه أما ما يأتي بعد ذلك مخالفاً له فيبقى طلاء خارجياً ينسلخ تلقائياً متى زال الاهتمام القسري به... وبينما أن أعداء العقلانية يزكون عقول أنفسهم تزكية مطلقة ويثقون بما تتوصل إليه عقولهم وثوقاً تاماً، فإنهم يحكمون على عقول المخالفين لهم بأنها غير راغبة في معرفة الحق ولا الإلتزام به وبأنها عاجزة عن اكتشاف الحقيقة فهي في نظرهم لا تصل إلا إلى الزيف والضلال والباطل وبالمقابل فإن العقلانيين يعترفون بقصور عقولهم هم أولاً ويؤكدون بأن آراءهم قابلة للخطأ وبأن أحكامهم قابلة للنقض وبأن أفكارهم ليست سوى مقاربات بشرية احتمالية لذلك فهم مستعدون للعدول عنها متى اتضح لهم ما يستوجب هذا العدول.. إن اكتشاف نقائص العقل البشري وإدراك أولوية الوعي الزائف والتعرُّف على قابليات العقل للاستلاب وقيام الشواهد الكثيرة على سهولة تضليل الناس هي التي أدَّتء إلى نشوء الفكر العقلاني الذي هو في جوهره فكرٌ نقديٌّ فاحص فقد توفر اقتناع تام بأنه لا بد أن يدرك العقل هذه الحقائق عن طبيعته وتكوينه وقابليته وأن يكون متأهباً دائماً لفحص قناعاته وإعادة النظر في مسلماته وأن يضطلع بمهمة الإيقاظ المستمر لذاته والحفز الدائم لنفسه وأن يقتنع بأنه لا خلاص له من أغلاله إلا بنقد شديد للواقع وتشكُّك مستمر في المألوف فالإنسان لا يفطن لاستلابه ولا ينتبه لاختطاف عقله إلا إذا صُدم بنقد شديد يتحداه ويستفزه ويدفعه لمراجعة ذاته ويحمله على التأكد من محتويات ذهنه ويضطره إلى إعادة النظر في مسلَّمات ثقافته ويحفزه إلى فحص تفكيره والتعرف على آليات استجاباته والتأكد من مرجعية اهتماماته وتفضيلاته وآرائه وأحكامه وأسبقياته.. إن العقلانية بمعناها الأشمل وليس بالمعنى الفني المقابل للتجريبية قد قامت على اكتشاف نقائص الإنسان وتأكيد ضعفه وقابليته التلقائية للسُّبات الثقافي والاستغلاق العاطفي والعقم الذهني والاجترار المعرفي والتأرجح المتكرر في الحضارة بين الصعود والهبوط وليس كما أشيع من أن العقلانية قامت على تأليه العقل وإدعاء كماله لقد كان اكتشاف قابلية العقل البشري للسُّبات التلقائي هو الاكتشاف الأكثر أهمية في تاريخ الحضارة، فبهذا الاكتشاف تحقق الإنسان من أن عقل الفرد والجماعة والمجتمع والأمة لا ينمو ويتطور إذا هو رضي عن ذاته واكتفى بما هو عليه وإنما الشرط الأساسي والمبدئي للنمو والتطور هو الإحساس القوي بالحاجة إلى التجاوز والشعور الشديد بالقصور والاقتناع التام بقابليات الإنسان للجمود والتحجر والثقة التامة بأن تطوره ونماءه وتألق قدراته مرتهن بإدراك الشروط الموضوعية لهذا النماء والإشراق والأخذ بجميع الأسباب التي تكفل يقظة العقل وتُحقق فاعلية الإنسان..
|
#3
|
|||
|
|||
السلام عليكم و رحمة الله، و بركاته.
الأخ ساري نهار، يسرني مرورك بصفحاتي. و قد توصلت برسالتك الخاصة، و شكرا، كنت أريد تلبية طلبك، و لكن فوجئت بأن ادارة المنتدى لا تسمح لي ببعث الرسائل، إلا إذا تجاوزت عدد مشاركاتي الخمسين، و مرحبا بك دائما، و شكرا. و أعتذر إذا ما صدر مني أي سوء أدب، حول المصطلحات التي اقتبستها، و إن كنت لا أدري أأنت صاحب تلك الفشفشة، أو غيرك، و طابع المرح لا يخلو من الإنسان النشيط، فحافظ على نشاطك، و تألقك. أما ما نقلته عن الأستاذ الكبير: إبراهيم البليهي، فهو صحيح، و قيم، و يزكي الطرح الذي نحن بصدده، و الحمد لله، و هل السبق إلا لعلماء الأمة دوما، حفظهم الله، و شكرا لمجهودك في النقل، و أنتظر منك الكثير، فقد قرأت من مقالاتكم الجميلة ما يسرني، فواصل، و كن بخير ما دمت في رعاية الله. و السلام عليكم و رحمة الله.
|
#4
|
||||
|
||||
imo
و عليكم السلام يا هلا و مرحبتين رسالتي على الخاص كنت اود أن استفسر عن مداخله لي سابقه . الان جاء الجواب في هذا الرد و عرفت ان خاطرك اتجاهي بخير . . . اما الفشفشة فلست بصاحبها و لسن انا من قالها لكن فعلا اضحكني توظيفك لها في هذا الطرح . اشكر لك تلك الاعتبارات التي اوردتها و لعلني استفيد من اطروحاتك بقدر ما يسعه فهمي ربما تكون هناك عوده لفكرة القولبه ، فهي المراكب التي تبحر بالبشر . تحيه
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |