![]() |
العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسرني أن أنقل إليكم هذه القصة، راجياً أن تنال اعجابكم وهي بعنوان: الأميرة للكاتب/ د. هـ. لورنس وترجمة : ماجد الحيدر (شاعر وقاص ومترجم) بالنسبة الى أبيها، فهي "الأميرة". أما بالنسبة الى خالاتها وأخوالها في بوسطن فهي ليست سوى "دولي أوركيوهارت .. الكائن المسكين الصغير".. كان "كولن أوركيوهارت" ذا مسٍ طفيفٍ من الجنون. ينحدر من أسرة اسكتلندية عريقة ويدعي أن دماً ملكياً يجري في عروقه. وفي هذه النقطة بالذات كان أنسباؤه الأمريكيون يقولون إنه "مخبول بعض الشيء". ذلك لأنهم لم يعودوا يتحملون سماع المزيد عن ماهية الدماء الاسكتلندية التي تزرّق عروقه، فالأمر برمته صار من قبيل السخف ومصدراً للحرج. والحقيقة الوحيدة التي كانوا يتذكرونها هي كونه لا ينتمي الى أسرة "ستيوارت" [1]. كان رجلاً وسيماً ذا عينين زرقاوين واسعتين تبدوان أحياناً كأنهما تحدقان في الفراغ، وشعر أسود ناعم أسدل على جبينٍ خفيض، وقوامٍ غاية في الجاذبية. فإذا أضفت الى ذلك صوتاً رائع النبرات يتصف في العادة بالخفوت والحياء ولكنه يغدو أحياناً قوياً رناناً كالبرونز، عندها تستطيع أن تدرك مجموع تلكم المفاتن. يخيل إليك كبطلٍ كلتي قديم [2] إذ لم ينقصه إلا ارتداء التنورة الاسكتلندية الرمادية التي تكشف عن ركبتيه وتعليق كيس الدراهم الفرائي التقليدي. وكان صوته يبدو آتياً من أعماق ذلك الماضي الأوسياني[3] . لقد نُظر اليه كواحدٍ من أولئك السادة المهذبين الذين يمتلكون دخلاً كافياً لكن من دون ثراء، ممن كانوا لخمسين خلت يتسكعون على غير هدى هنا وهناك، دون أن يبلغوا مكاناً ما، ودون أن يفعلوا شيئاً ما، ودون أن يصبحوا، بالتحديد، شيئاً ما. ورغم هذا فهو يستقبل بالترحاب والمودة في الأوساط الراقية في غير واحد من الأقطار. لقد ظل عازباً عن الزواج حتى ناهز الأربعين حين التقى بالآنسة الغنية "بريسكوت" من "نيو إنكلاند". فُتنت "حنا بريسكوت" ذات السنوات الإثنتين والعشرين بالرجل ذي الشعر الفاحم الناعم والعينين الزرقاوين الواسعتين الغامضتين. كانت نساء كثيرات قد وقعن في حبه قبلها، لكن "كولن أوركيوهارت" بغموضه المعهود تجنب أية ارتباطات قاطعة. عاشت السيدة أوركيوهارت أعواماً ثلاثاً في هالة الضباب والسحر التي أضفاها حضور زوجها، ثم أرهقها الأمر. كانت الحال أشبه بالعيش مع شبحٍ ساحر. فهو يتعامل مع أغلب الأمور بتغافل كامل، بل قل شبحي. صحيح أنه ظل على الدوام فاتناً ، دمثاً ، ومهذباً، ولطيفا بصوته الموسيقي الخافت، لكنه غير حاضر قط. وحين ننظر للأمر برمته فإنه لم يكن موجوداً البتة .. "أبداً ما هنا " كما يقال بالعامية. أصبح مع نهاية العام الأول أباً لبنت صغيرة، ولكن ذلك لم يضف عليه المزيد من الوجود المادي. وفي غضون الأشهر الأولى صار جماله بالذات وطبيعته الموسيقية الساحرة أمرين لا يطاقان بالنسبة إليها… الصدى الغريب .. كان مثل صدىً حي! وحتى بشرته نفسها لم تكن لتبدو لمن يلمسها مثل بشرة إنسان حقيقي! ربما يعود السبب الى أن به مسٌ من الجنون. تيقنت من ذلك ليلة ولدت ابنتها.: -"آه . هكذا أخيراً حضرت أميرتي الصغيرة" قال في تلك الليلة بصوته الكلتي الغنائي الخارج من أعماق حنجرته مثل ترنيمة جذلة وهو يتمايل طرباً. كانت طفلة ضئيلة ضعيفة ذات عينين زرقاوين واسعتين مندهشتين. عمدوها باسم "ماري هنرييتا" لكنها كانت تنادي ذلك الكائن الضئيل "يا دميتي" وأما هو فكان يسميها على الدوام "أميرتي". لم يعد يجدي معه أي هجوم عنيف، إنه يكتفي بأن يفتح عينيه الزرقاوين الواسعتين لتصبحا أكثر اتساعاً ويلبس مظهراً طفولياً هادئاً لا يحيد عنه. [1] آل ستيوارت (House of Stuart) الأسرة الملكية التي حكمت اسكتلندا من عام 1371 وإنكلترا من عام 1603 لغاية عام 1714 عندما استلمت الحكم أسرة هانوفر. [2] الكلت أو السلت (Celt) عرق هندو-أوربي سكن قديماً أجزاء من أوربا الغربية والجزر البريطانية وما تزال آثارهم اللغوية موجودة في اسكتلندا وويلز وايرلندا. [3] نسبة الى (Ossian) وهو شاعر-محارب كتب الملاحم الآوسيانية التي تدور حول مغامرات الأبطال الغاليين في ايرلندا واسكتلندا في القرون الوسطى.
|
#2
|
||||
|
||||
![]() حسن خليل ... ننتظر تكملة القصة
وجعل الله عام 1430هـ عام خير ويسر ومسرات لك ولجميع المسلمين أخوك/ عبدالله
|
#3
|
|||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||
![]()
اللهم آمين وحيّاك الله أخي عبدالله وكل عام وأنتم بخير خالص الشكر والتقدير لمرورك العطر أخي الكريم.
|
#4
|
||||
|
||||
![]() لم تكن "حنا بريسكوت" قوية البنية، ولم تمتلك يوماً رغبة عارمة بالحياة. وهكذا ماتت فجأة عندما بلغت طفلتها عامها الثاني. شعر آل "بريسكوت" بحقدٍ دفين مكتوم حيال "كولن أوركيوهارت". قالوا إنه رجل أناني، ولذلك قطعوا ما كان يصل "حنا" من مالٍ بعد شهر واحد من دفنها في "فلورنسا"، بعد أن ألحوا على الأب بأن يعهد لهم بالصغيرة ، وبعد أن أجابهم بكل لطفٍ وكل "موسيقيّة" ولكن بكل إصرارٍ بالرفض القاطع. لقد تصرف إزاء آل "بريسكوت" وكأنهم ليسوا من عالمه، أو ليسوا أشياء حقيقية بالنسبة اليه، بل ظواهر عرضية أو غراموفونات ، آلات حاكية ينبغي أن يجاب عليها. ولقد كان يجيبهم بالفعل، لكنه لم يعر أي اهتمام الى حقيقة وجودهم. وعزموا على مقاضاته أمام المحاكم باعتباره غير أهل لرعاية الصغير، لكن ذلك كان سيثير الفضائح. ولذلك لجئوا في النهاية الى أبسط الحلول.. نفضوا عنه أيديهم. لكنهم واظبوا على إرسال رسائلهم الوسواسية الى الطفلة وعلى نفحها ببعض الهدايا النقدية المتواضعة في أعياد الميلاد وفي ذكرى رحيل أمها.
ظل الأقرباء البوسطنيون أعواماً طويلة مجرد حقيقة لفظية بالنسبة الى الأميرة. وبقيت مع أبيها الذي يرتحل على الدوام، ولو بوسائل متواضعة، ويعيش من دخله المتوسط. ولم تسافر هي قط الى أمريكا. تنقلت الطفلة من حاضنة الى أخرى: في ايطاليا كانت هناك إحدى الـ "كونتادينات"، وفي الهند إحدى الـ "أيّا"ت، وفي ألمانيا كان لديها فتاة شقراء من الفلاحين. كان الأب وابنته لا يكادان ينفصلان عن بعضهما البعض. لم يكن الأب رجلاً انطوائيا؛ فحيثما ذهب كان يشاهَد وهو يلبي الدعوات الرسمية ويخرج للغداء أو للشاي وفي النادر للعشاء. وفي كل الأحوال برفقة الصغيرة. واعتاد الناس على تسميتها بالأميرة "أوركيوهارت" كما لو كان هذا اسمها بالمعمودية. كانت الفتاة مخلوقاً عذبا خفيف الظل، بشعرها الذهبي الغامق الذي استحال الى بني ناعم، وبعينيها الزرقاوين الواسعتين الجاحظتين قليلا اللتين تميزتا منذ البداية بالصراحة والذكاء المفرطين. كانت بالغة رشيدة على الدوام رغم أنها لم تكبر في الحقيقة أبداً : دائماً طفولية ، ودائماً حكيمة الى حدٍ غريب. لقد كانت غلطة أبيها: -" ينبغي على أميرتي ألا تلقي كبير اهتمام الى الناس، أو الى ما يقولون أو يفعلون" لطالما ردد عليها "الناس لا يعرفون ما هم قائلون أو فاعلون. إنهم يثرثرون ويثرثرون . يؤذون بعضهم البعض وكثيراً ما يؤذون أنفسهم الى درجة البكاء. لكن لا تلقي بالاً يا أميرتي الصغيرة، فكل ذلك محض هراء. إن في داخل كل انسان كائنا آخر، وحشا عديم المبالاة. إنزعي عنهم كل ما يقولون ويفعلون أو يحسون مثلما ينزع الطاهي قشور البصل. وعندها سترين في لب كل انسانٍ .. سترين شيطاناً أخضر اللون يستحيل عليك انتزاعه . هذا الشيطان الأخضر لا يتغير أبداً، لا يبالي قط بكل ما يحدث للأوراق الخارجية للمرء، لكل اللغو وكل الأزواج والزوجات والأطفال، كل المآزق وكل الهرج والمرج. إنزعي كل القشور عنهم وستجدين على الدوام ثمة شيطاناً أخضر منتصباً في كل امرأة ورجل. ذلك الشيطان هو الذات الحقيقية للرجل والذات الحقيقية للمرأة. إنه لا يبالي بأيٍ كان، فهو ينتمي الى عالم الشياطين والجنيات البدائيين، أولئك الذين لا يبالون قط. ورغم ذلك فإن هناك شياطين كبارا وآخرين وضيعين ، وهناك جنيات شيطانية رائعات وأخريات سوقيات...ولكن، ما من جنيّة ملكية بقيت الى اليوم… أنتِ فقط يا أميرتي الصغيرة . أنتِ آخر من تبقـى من العرق الملكــي للبشر الغابرين. أنتِ الأخيرة يا أميرتي، ولا أحد سواك. أنا وأنتِ آخر من تبقى. وعندما أموت لن يبقى إلاك. ولهذا يا حبيبتي أنت لن تعيري اهتماماً كبيراً لأي انسان في هذا العالم، لأن شياطينهم جميعاً تافهة سوقية. إنها ليست ملكية الانحدار. أنت فقط الملكية، من بعدي أنا. تذكري ذلك على الدوام، وتذكري دوماً أنه هذا هو "سرنا الكبير". إذا ما أخبرتِ الناس سيحاولون قتلك. إنهم جميعاً يحسدونك لأنك أميرة. إنه سرنا الكبير يا حبيبتي: أنا أمير، وأنتِ أميرة. وإننا ننحدر من ذلك الدم الغابر القديم. وإننا لمحتفظون بسرنا هذا بيننا نحن الاثنين. وهكذا يا عزيزتي عليكِ أن تعاملي الناس بكل أدب، فالنبالة تقتضي هذا [4]. غير أن عليك ألا تنسي بأنك أنتِ فقط آخر الأميرات، وأن كل من عداك دونك أنت، دونك في النبل، وأقرب منك الى العامية. عامليهم بأدب ولطف ورفق يا حبيبتي. لكنكِ أنتِ الأميرة، وهم العامة. لا تجعليهم أبداً أنداداً لكِ. إنهم ليسوا كذلك. ستجدينهم على الدوام يفتقرون الى اللمسة الملكية، تلك التي لا يملكها سواك" وتعلمت الأميرة الدرس باكراً: درسها الأول في الكتمان المطلق وفي استحالة أية علاقة حميمة إلا مع أبيها، ودرسها الثاني في التأدب البسيط ذي مسحة التفضل. ومنذ طفولتها تبلور شيء ما في شخصيتها، شيء جعلها واضحة، صافية كالبلور، ولكن لا سبيل الى النفاذ اليها. -"يا للطفلة العزيزة!" كانت مضيفاتها يعلقن "كم هي لطيفة! وكم هي عتيقة الطراز! يا لها من سيدة، تلك المخلوقة الضئيلة المسكينة" كانت منتصبة القامة، تفيض حلاوة، صغيرة على الدوام بل وضئيلة الحجم. وعندما تقف الى جانب الرجل الضخم الأنيق المخبول قليلاً الذي هو أبوها كانت تبدو كطفلٍ أبدلته جنيات الحكايات. لم تكن ترتدي غير البسيط من الثياب، زرقاء في الغالب أو رمادية رقيقة، مع ياقة صغيرة من تطريز ميلانو القديم أو من الحرير المشغول بدقة. كانت يداها رقيقتين للغاية، حتى أن صوت البيانو ليبدو حين تعزف عليه كأنه يخرج من آلة "السبياينيت" الصغيرة.[5] [4] في الأصل Noblesse Oblique . [5] Spinet : آلة تشبه البيانو لكنها أصغر وأقل تعقيداً.
|
#5
|
||||
|
||||
![]() وعليكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
راااائع جدا والسرد جذاب وممتع مشكور أخوي لكن ليه ما بتحط دلالات الأرقام لكل جزء بآخره ؟
|
#6
|
|||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||
![]()
الشكر لكِ أختي على مرورك للقصة والتعليق الجميل عليها. فكرت في وضع الدلالات في كل صفحة لاحقاً ولكني نسيت الموضوع. شكراً لكِ على تذكيري بهذه النقطة، وسوف أضعها إن شاء الله من البداية. لكِ فائق احترامي وتقديري.
|
#7
|
||||
|
||||
![]() ![]()
|
#8
|
|||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||
![]()
معلش آسف أختي موجه انشغلت اليوم وما قدرت أنزل التكملة. بنزلها بعد صلاة العشاء إن شاء الله.
|
#9
|
||||
|
||||
![]() خارج المنزل كانت تفضل، بدلاً من المعطف، ارتداء عباءةٍ فضفاضة وقلنسوة أو نوعاً من القبعات الصغيرة من طراز القرن الثامن عشر. أما بشرتها فكانت نقية صافية كزهرة تفاح. لقد بدت وكأنها خطت لتوها خارجة من لوحة ما. لكن أحداً لم يعرف حتى يوم موتها تلكم اللوحة الغريبة التي حبسها أبوها بين أطرها التي لم تخرج عنها أبداً.
لمرتين اثنتين طالب جدها وجدتها وخالتها "مود" برؤيتها، مرة في روما والأخرى في باريس. وفي كلتا المرتين خرجوا من لقائها مفتونين مبهورين ، مفتخرين وممتعضين. كانت صغيرة رائعة الجمال، طاهرة القلب، ولكن ذكية وواثقة من نفسها ثقة غريبة. وتلكم اللمسة الواثقة من الدماثة المشوبة بالترفع وذلك البرود الداخلي هما بالذات ما أغاض أقرباءها الأمريكيين. لم تفتن الصغيرة في الحق أحداً مثل جدها. كان مخلوب اللب بها، بل كان بطريقة ما يعشق المخلوقة الصغيرة البريئة. ولقد فاجأته زوجته مراراً بعد تلك اللقاءات وهو ساهم يطيل التفكير في حفيدته ويتحرق الى رؤيتها ثانية، وظل حتى النهاية متعلقاً بأهداب آماله الساذجة في أن تأتي وتعيش معه. -" شكراً جزيلا يا جدي. إنك طيب للغاية. ولكن كما ترى، أنا وأبي ثنائي قديم جداً، ثنائي ذو نزوات غريبة، نعيش في عالمٍ خاصٍ بنا" أفسح لها والدها المجال كي ترى العالم، من الخارج. وسمح لها بالقراءة. وفي سني مراهقتها قرأت "زولا" و"موباسان". وبعيون"زولا" و"موباسان" رأت باريس. وبعدها بقليل أخذت تقرأ لـ"تولستوي" و"دوستويفسكي". أربكها الأخير، ولكن بدا أنها تفهم الآخرين بشكلٍ حكيمٍ ولاذع، تماما كما فهمت حكايات "ديكاميرون"[6] التي قرأتها في لغتها الإيطالية القديمة، أو أشعار "نبلنغ"[7]. غريبةً كانت، وخارقة. كانت تفهم الأشياء بشكل حرفي تحت الضياء البارد الذي غابت عنه كل دفقة من نار. لم تكن مخلوقاً بشرياً بكل معنى الكلمة، لم تكن إلا كطفلةٍ أبدلتها الجنيات. وأكسبها ذلك عداواتٍ غريبة: كان سواق المركبات والعتالون في محطات القطارات، وخصوصاً في روما وباريس يعاملونها حين تكون وحيدة بفظاظة وقسوة على حين غرة. كانوا يطيلون التحديق فيها ببغضٍ عنيف مفاجئ. كانوا يشعرون أن بها لامبالاة غريبة، بسيطة، مجردة. لامبالاة بكل ما يشعرون هم بأهميته. كانت عظيمة الثقة بنفسها. وكانت زهرة صباها خالية من كل عطر. قد يحدث أن تنظر الى سائقٍ من روما، شهوانيٍ داعر، كما لو تتفرج على زخرفةٍ تصويرية مضحكة، الأمر الذي يدفعها الى الابتسام. كانت تعرف عنه كل شيء عن طريق "زولا". أما التلطف المشوب بالكبرياء، ذاك التلطف الذي تصدر به أوامرها اليه، كما لو أنها –المخلوق الجميل الرقيق- هي وحدها الحقيقية، وإنه هو –الوحش الغليظ الفظ- لم يكن غير ضربٍ من "كاليبان[8] يتخبط في الوحل على حافة المستنقع المليء بأزهار اللوتس، ذلك التلطف الغريب كان يثير حنق الرجل، ابن البحر المتوسط، الذي يفاخر بفحولته، والذي ما يزال سر الشهوة العاطفية سره الوحيد. فإذا بوجهه يربد ويمتقع، وإذا به يتنمر عليها في وحشية وفظاظة بشعتين، لأنها بالنسبة اليه لا تملك غير اللامبالاة الشبيهة بالكفر والنابعة من عقمها هي. لقاءات كهذه كانت ترعبها وتجعلها تدرك حاجتها الى دعمٍ خارجي. فقوة روحها لم تكن لتمتد حتى تشمل أولئك العامة الذين يمتلكون كل القوة الجسدية. لقد كانت تدرك الحقد العنيد وراء مهاجمتهم إياها، لكنها لم تفقد الصواب أبداً. كانت تنفحهم بعض المال بهدوء ثم تنزل وتولي الأدبار. لكنها لحظات خطرة، لذلك تعلمت كيف تتهيأ لها. إنها الأميرة.. إنها جنية الشمال الرقيقة. فكيف عساها أن تفهم براكين الشهوة التي يفجرونها إزاءها في نوبات من الحقد والكراهية؟ ما كانوا أبداً يهاجمون أباها على هذه الشاكلة، وقد أدركت منذ وقت مبكر أن أمها، المرأة النيوإنكلندية الكامنة فيها هي ما كانوا يكرهون. لم يحدث، ولو لدقيقة واحدة، أن رأت بعينين رومانيتين قديمتين، أن رأت نفسها عقيمة، وردة مجدبة ترتدي حلة من تشامخٍ ولامبالاة لا تحتمل. لكن ذلك ما كان السائق الروماني يرى فيها: إنه يتوق الى تحطيم هذا البرعم العقيم. فجمالها اللاجنسي وسطوتها يدفعانه الى حالٍ من ثورةٍ وحشيةٍ. [6] Decameron (وتعني الأيام العشرة) : حكايات من فلورنسة عصر النهضة رويت على لسان عشرة أشخاص اعتزلوا الناس أثناء وباء الطاعون الكبير. [7] The Nibelung poems مجموعة أشعار كتبها مؤلف نمساوي مجهول أوائل القرن الثالث عشر وتروي مغامرات البطل "سيغفريد" [8] Caliban في مسرحية شكسبير "العاصفة" : مخلوق ممسوخ أخرق يعيش وحيداً في جزيرته.
|
#10
|
||||
|
||||
![]() قصه رائعه
اخي حسن واسعفنا بالتكمله هههههههههههههههههه من كثر ماشوقتني اني اقراها يعطيك الله الف عافيه
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |