العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
تونس.. بعيون العُمري وسلمان العودة
الدكتور علي العمري
تونس.. بعيون العُمري وسلمان العودة أعرف عن تونس كما يعرف عنها غيري من انطباعات عامة تتعلق بالتشبث بالعلمانية، ومصادرة الحرية، وزادت هذه القناعة عندما كنت في السويد وأعطاني الأستاذ الداعية: أحمد زمزمي وهو من أهل تونس كتابه الأليم من اسمه (تونس الجريح)، وأظنه نفس الكتاب الذي اطلع عليه الشيخ سلمان العودة فيما بعد وعرض له في مقالته الشهيرة إبان زيارته لتونس. الكتاب كان مليئاً بالقصص المحزنة، والأخبار المؤلمة، ويقطع القلب، ولا يكاد يصدق ما فيه إلا العالمون. كثرت لقاءاتي بأهل تونس ودعاتها خاصة مع المؤتمرات والزيارات لأوروبا والدول الاسكندنافية فيه بخاصة كل عام، والتقيت مراراً وتكراراً بالزعيم الإسلامي التونسي الأبرز: راشد الغنوشي، وكان في كل مرة يؤكد بالحقائق والوثائق حال الدعوة والدعاة في تونس، ولربما التقينا مع بعضهم ممن ليس يظهر عليهم شيء من علائم التدين في فترة الحج والعمرة وهم يؤكدون في الداخل ما يؤكده إخوانهم في الخارج! وفي إحدى زيارات الشيخ الغنوشي للملكة قبل حوالي عشر سنوات زارني في متفضلاً في رمضان (السحور)، ثم ذهبنا للحرم والتقى مع الشيخ سلمان العودة لأول مرة قبل أذان الفجر بمكة، وسمع أنباء تونس وأهلها من رئيس حزب النهضة الشيخ الغنوشي. لا أظن أنني شخصياً ولا الشيخ سلمان العودة كان لديه انطباع عن تونس ودعاتها غير ما سمعنا وقرأنا. في هذه الفترة كان الجار الحبيب والصديق الإعلامي المعروف الأستاذ: خلف السليمان، يتردد على تونس كثيراً، إبان رئاسته لتحرير مجلة (فراس)، ولأنها مجلة متخصصة بعالم الفتيان، فقد كان يزور تونس لوجود شباب وبنات على مستوى عالٍ من الإبداع والجودة للرسومات وإدخالها في أجهزة الحاسوب، مع رخص الأسعار! وفي كل مرة كان يحدثني عن سهولة التحرك في تونس، والتغير الإيجابي الذي فيها، وعدم وجود مضايقات، مع معرفته بحكم خبرته الصحفية والإعلامية بالشؤون السياسية والأوضاع الأمنية المعروفة التي لا تحتاج إلى برهان لتواترها! كان انطباعه مقبولاً عندي نسبياً، لأنني زرت كل قارات الدنيا، وجلت بلاد العالم سائحاً هاوياً، وأعرف أن كثيراً من الانطباعات التي يرددها كثير من العامة بل والنخبة والخاصة غير صحيحة، وكثيراً ما تلتبس عليهم الأمور، وتتداخل المعلومات، ويأخذ التعميم موقعه في عقول ونفوس المواطن العربي كالعادة! وجاءت لحظة مناسبة لزيارة تونس عند استعدادي لبرنامج مذكرات سائح، قبل زيارة الشيخ سلمان لها. جلت شوارعها الرئيسية، قرأت وجوه أهلها، ربطت ما لدي من معلومات تاريخية واجتماعية وسياسية عن تونس وبين الواقع الجديد (العولمة). كونت انطباعات أولية ثم زرتها بعد سنة لمدة أربعة أيام، لأتنفس المعلومات تنفساً صحياً! وجدت نسبة جيدة من المتحجبات يجلن الشوارع بكل حرية، وذهبت لمدرسة (أبي القاسم الشابي) عند عودتي من منطقة (سوسة) السياحية، ووجدت معلمة متحجبة، سألت عنها وعن مهنتها، فاستغربوا، تداركت الهاجس الأمني الذي قد يحيط بي!، بادرتهم مباشرة بقولي: هل هذه مدرِّسة دين؟! قالوا: لا، معلمة لمواد أخرى، ثم تجرأت وسألت بوضوح: وهل يحق لها أن تعلم بالحجاب، قالوا: أنت ترى بأم عينيك، والقضية حرية شخصية. وإن كنت في قرارة نفسي أعلم أنها ليست حرية للجميع. حان وقت صلاة الظهر، وكان الأذان يخرق الحجب، توجهت للمسجد وأنا أحمل معي انطباعاً قرأته للشيخ الدكتور: محمد موسى الشريف، عند زيارته لتونس مع أهله، وما نشره في مجلة المجتمع ثم نشر في موقعه بعنوان (أيام في تونس)، وهي مقالة تستحق القراءة، وبخاصة أن السفير التونسي في الكويت التي تصدر منها مجلة (المجتمع)، خاطب رئيس تحرير المجلة نافياً ما نشر بقلم د. محمد موسى الشريف، وداعياً له بزيارة أخرى لتونس، تزيل الغبش الذي رأته عيناه، لترى بعين أخرى، وبتأشيرة رسمية هذه المرة! فما كان من الشيخ الشريف إلا أن رد بسطر قال فيه: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين!! ومن أهم ما في مقالة الشيخ د. محمد الشريف قوله عن الأذان: "وأصدقكم القول فقد مكثت خمسة أيام لم أسمع فيها أذاناً، وهذا يدل على قلة المساجد وتباعدها وضعف مكبرات صوتها". وعند زيارته لجامع الزيتونة قال: "ثم أردت الذهاب إلى جامع الزيتونة وقت صلاة الظهر فوجدته مغلقاً". وقوله: "ودلوني على مسجد قديم آخر في آخر السوق فذهبت إليه فوجدته مظلماً". وكانت زيارة الشيخ لتونس عام (1415هـ). والآن: ماذا لو قلت أنني زرت تونس عامي (1430هـ) و(1431هـ)، فسمعت الأذان في كل مكان، ولم يسمعه الشيخ محمد الشريف -حفظه الله- خمسة أيام؟ وماذا لو قلت أنني زرت جامع الزيتونة من الضحوة الأولى إلى صلاة الظهر، وكان جامع الزيتونة مفتوحاً، وبه بعض حِلق القرآن الكريم؟ وماذا لو قلت أنني زرت بعض المساجد القديمة في السوق، ووجدت الناس بكثرة قبل الأذان يقرأون القرآن، ومنهم شباب؟!! إن كل ما قاله الشيخ محمد الشريف صحيح، وقد صدق فيما رأى، ولكن هذا تغيَّر بشكل واضح -في حدود ما ذُكر- مما رأيته، بل مما صورته في برنامجي (مذكرات سائح) ونشر في فضائيات الدنيا!! وأعود الآن للشيخ سلمان العودة -حفظه الله- الذي زار تونس لأول مرة عام (1430هـ)، وقد ذهب إليها من مطار الملك عبدالعزيز بجدة قادماً من الرياض، وقد تواعدنا أن نلتقي في صالة المطار الخارجية، لأنه سيمكث قرابة ثلاث ساعات فترة الانتظار، وهذا ما حصل، وحدثني الشيخ عن موضوع المؤتمر الذي دُعي إليه، وهو يتعلق بالشباب، وأنه حضَّر للمادة قرابة عشرين صفحة بخط يده عن الموضوع، ودار الحديث في شؤون سياسية واجتماعية وثقافية عامة وخاصة! وبعد عودة الشيخ من زيارة تونس، كتب مقالته التي نالت صداها وبُعدها. والآن دعونا نتساءل عن أمرين اثنين: الأول: ما يتعلق بالخلفية العامة عن تونس. الثاني: ما يتعلق بالشؤون الأمنية عن تونس. أما الأولى فقد أبدى الشيخ موقفاً مغايراً لما سمع به وقرأه عن تونس، وهذا حق، وبخاصة أن الفضائيات الإسلامية غزت الديار وأثَّرت في أهلها، ولا أدلَّ على ذلك من معرفة مضيف الطائرة التونسية لشخصي الضعيف، ومتابعته لبرامجي، وتسميته لها، وأماكن تصويرها، هذا معي، فكيف بمن هو أعلم مني وأكثر تأثيراً من الدعاة مشرقاً ومغرباً؟! إن الواقع اختلف، بل اختلف بشكل جوهري، ولا أدلَّ على ذلك من وجود الأحزاب والتنظيمات الإسلامية منها وغير الإسلامية بكافة أطيافها (شيوعية، يسارية، قومية،...)، والتي تحدثت فترة الثورة على الطاغية المخلوع (بن علي)، بل كانت تعمل بكل ما استطاعت للضغط على سياسة نظام (بن علي) وأعوانه، فهل تُنفى كل هذه الأدوار الثورية؟! هل المطلوب من كل العلماء والدعاة الذين فُتح لهم المجال أن يتواصلوا مع الرؤساء والطغاة أو القساة أن يقفوا موقفاً واحداً، ويتخذوا سبيلاً واحداً، وينهجوا منهجاً واحداً، ويطلبوا طلباً واحداً؟! أما حاول من قبل الشيخ العلامة: يوسف القرضاوي، فلما لم يفلح شنَّ هجوماً -في مكانه- على طاغية تونس، وعلمانية سياسته، في كتابه الشهير عن علمانية تركيا وتونس. ثم أما حاول المرحوم -بإذن الله- (فتحي يكن) الذي كان قبلة الثقة عند الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله-، أن يتواصل مع الرئيس السوري: حافظ الأسد، ونجحت مساعيه في أمور، وأخفقت في أخرى، وهل كان يُظنُ لزعيم إسلامي حركي أن ينال هذا الاهتمام من السيد الرئيس السوري؟! ماذا لو قال لنا أحد أن سوريا بلد تمنع الحجاب، والمحاضرات، والمدارس الدينية، بل وتختصر الواقع بكلمة (تحارب الله ورسوله). ثم يأتي الزائر فيجد الحجاب الشرعي منتشراً، بل ويجد في مناطق من سوريا (كبانياس) المرأة لا يرى منها إلا السواد؟! ثم يزور الأسواق ويمر على المكتبات فيرى كتب القرضاوي والغزالي والقرني ومحمد موسى الشريف وبكار و...؟ ويمشي في أسواقها فيسمع صوت د. السويدان ود. عمرو خالد، والعجمي وسعد الغامدي، و...؟ ويمر على الأموي فيرى الناس تعمره بالصلاة والذكر، ويمشي تجاه المعاهد الشرعية فإذا هي مليئة بطلابها وزوارها من أنحاء العالم؟ ولربما حضر درساً للشيخ البوطي أو النابلسي، بل ولربما سمع خطبة من الجامع الأموي، يعنِّف فيها الخطيب من أوقفوا المنقبات عن التدريس في إحدى المناطق، وندد على أبطال مسلسل تلفزيوني، وعدَّ منع المنقبات ونشر المسلسلات الهابطة، سبباً رئيسياً لمنع القطر من السماء؟! بل وأشد من ذلك ألا تخطئ عينه صوراً لخالد مشعل، وشعار حماس في بعض المحلات التجارية، فيدرك أن عدداً من قيادات حماس تحت حماية سورية؟! هل بعد مثل هذه المواقف سيأتي أحد، فيقول بالجملة: (حكومة سوريا تصد عن سبيل الله)، ويفصل بعدها في القول بأنها تمنع الحجاب والدروس والكتب الشرعية وتعتقل كل من يصلي؟ وماذا لو أخذ هذا الانطباع ووجد عكسه تماماً، ثم قال: إن سوريا بلد أشبه بعالم الخلافة الراشدة، والصحوة فيه في أوج حالتها؟! ولم نذهب بعيداً ولا نسأل عن أنفسنا وما يقال عنا؟: ألم نسمع أن كثيراً من العرب والمسلمين يظنون أننا في بلادنا (السعودية) على سنن الصحابة حذو القذة بالقذة؟ ألم نسمع أن كثيراً من العرب والمسلمين فضلاً عن الغربيين يظنون بلادنا تسجن المرأة في خيمة سوداء، وتمنعها الذهاب والإياب، وأن رجالات الهيئة، بوليسات مسلطة عند كل بيت؟! أو لم تقل المرأة الأمريكية (ليساوِن) في كتابها المهم (سياحة الليل .. سياحة النهار ... الخليجيون والأوروبيون في مصر)، عند مكوثها خمس سنوات في السعودية لكتابة رسالتها العالمية الميدانية عن السعودية: "إن الصورة النمطية الشائعة السائدة بين المصريين هي أن الخليجيين يأتون إلى القاهرة لينأوا بأنفسهم عن ثقافتهم وحضارتهم. هذا يصدق في حدود ضيقة"! ثم ماذا يا ترى سيقول أحدهم لو مرَّ على بعض أسواقنا، وحصل له موقف خاطئ فتوقف في سجن ترحيلنا، وجال بصره على جماليات حوارينا، ثم ترجم له أحد حقيقة ما تقوله الأخبار ويذكره كتاب المقالات عن الفساد اللامتناهي، والنهب (عيني عينك)؟! أليس هذا مشاهداً عياناً؟ ولكن هل هذه بلادنا فحسب، هل هؤلاء أبناؤنا وأهلونا قثط؟ هل هذه مواقفنا؟ هل هذه مشاريعنا؟ ثمة ما يمكن أن يزوره في بلادنا فيرفع أمامه قبعته الغربية، وثمة ما يمكن أن يزوره فيقف دقيقة صمت وحداد!! إن ما قلته هو نموذج فقط لنفرِّق بين وصف الواقع الذي ينبني عليه تصور محبط لا عن المسلمين فحسب، بل حتى عن الإسلام ذاته!! والشيخ سلمان العودة -حفظه الله- فكَّك هذا الخلط والتوصيف الجمعي، من خلال رؤيته كإنسان، ولا أظنه يغفل عن طرق السياسيين في نشر المعلومات، وتوظيف المشاهدات!! إن العاقل الحصيف يدرك أن الأمر في تونس وفي غيرها من بلاد العرب والمسلمين ليس محموداً بالجملة، كما إنه ليس مذموماً بالجملة، وإن طغى المذموم وغطى المحمود. وأما عن الأمر الآخر: وهو السياسي المتعلق بتونس. فهنا يمكن أن يُلحظ أن الشيخ لم يتعرض لنقد النظام، ولم يلمِّح أو يصرِّح بالنقاط الجوهرية التي على عاتقه، بينما صرَّح بالحديث عن الحركات الإسلامية فحسب، ووجه لها قراءة نقدية، بل إن الواعي المستوعب ليدرك تماماً أن ثمة فساد وإجرام وطغيان من حكام عرب ومسلمين غير قليل، أدى فسادهم لنشر الرذائل، وفشو الأخلاق الرديئة، ومع ذلك فإن ثمة ظواهر ومظاهر إيجابية عن التمسك بالدين، ونفوذه، وشيوع كثير من الخير حجبه فساد النظام واحتكار وغفلة الإعلام!! لكن الواقع اليوم وبعد دحر (بن علي) من موقعه، أثبت أن الحركات مجتمعة (إسلامية وغير إسلامية) مع بقية أبناء شعب تونس الحر، هم من صنعوا التضحية، وساهموا بتنظيم المسيرة، وتحمل التكاليف، بل وصرحوا بثورتهم بكل قوة، والنظام لم يزل مغروراً بقبضته الأمنية! هنا يمكن أن يُلحظ أن الشيخ سلمان، تجاوز هموم وآلام الدعاة القاسية السابقة في مقالته، واعتبرها مرحلة مضت، وكان المظنون به عند من نقده ألا ينسى تاريخها ودورها في مقالته، وإن لم ينسها قطعاً من ذاكرته وضميره، ولو فترة مقاومة المد اليساري والاشتراكي، وفي هذا قصص وأخبار لا يكاد يصدقها عقل، والدعاة والمصلحون في أوج نشاطهم، فكيف وقد نالوا الأسى من الطائفتين؟! كان المظنون من الشيخ سلمان عند من نقده، ألا يتعرض للدعاة والحركات، كون كثير من أبنائها لم تجف دماؤهم، وإلى يوم كتابته لم يعرف مصير المئات منهم أأحياء هم أم أموات؟! وبعد أنا قامت قيامة الشعب التونسي المجاهد، وأعلن ثورته ضد الطغيان وأتباعه، وأعلنت نتيجة تضحيته، ودُفع ثمن الدماء، بعزل المجرم وأتباعه: ثمن المجد دم جدنا به فاسألوا كيف دفعنا الثمنا وبعد حديثه في برنامجه (يوم الجمعة) بساعات، خُلع الأفَّاك الأثيم، حينها تحدث الشيخ سلمان بلغة أقوى وأصرح على كل من طغى وتجبَّر. وقد كانت رغبة أحرار تونس أن يشفي الشيخ غليلهم قبل هذا الإعلان، ولكن مع هذا كله نقول: ها هو الشيخ أباح عما في نفسه تجاهكم، وأخرج ما في قلبه مما كان مكنوناً ولم يستطع البوح به، وعاد كما كل الشرفاء الأحرار يقوِّي سبيل الثورة ورجالها، ويدعم صمودها ويرجوا الخير في مآلها. والخلاصة هنا: ألا عصمة لأحد، والتقديرات الخاطئة محيطة بالبشر أياً كانوا، والمواقف الحاسمة تفتح الملف للدعاة فضلاً عن غيرهم أن يكونوا أكثر حذراً ووعياً وحضوراً وخاصة في العمل السياسي، وطبائع الحركات الشعبية. وأن يعيدوا النظر في استراتيجياتهم وما يحيط بهم، فالسنن غلاَّبة، والتاريخ يدور، والمواقف الشريفة لا تنسى، وكثرة الأضواء محرقة. ومع ذلك فلا مزايدة على جهود العلماء والدعاة، ولا سبيل للتشفي والانتقام منهم، ولا مكانة لمن يصطاد في الماء العكر ضدهم، ولا مصادرة لطائفة أو جهة أو رابطة دينية تحتكر قولها للحق ووقوفها معه، ودعوتها إليه، ومناصرتها للمظلوم. إن تباين المواقف في لحظتها قد يكون أمراً محموداً لتقدير المصالح، فلا نبوة عاصمة، ولا طائفة يمكنها معرفة الأصلح حينها، وإن كانت قواعد الحق والفضيلة لا يختلف عليها أحد. ولكن بذور الفتنة لن تقوى بإذن الله، وهواة التشفي لن يطفئ غليلهم الحقد، والمواقف تعلِّم ولا تجرِّم، والمعدن الأصيل لا يخدشه الغبار!!
|
#2
|
|||
|
|||
الإساءة للدكتور سلمان العودة .. ما أسبابها ..؟!ا
عبد الرحمن الأنصاري أتابعُ بكثيرٍ من التبرم والضيق ، الحملة المسعورة والممنهجة , المستعرة هذه الأيام ضد فضيلة الدكتور سلمان بن فهد العودة , ومبررها أنه زار تونس, وتحدث عن مرئياته ومشاهداته فيها إبّان عهد طاغيتها الهارب المخلوع بن علي , ومن ذلك ما يتعلق بجوانب التّدين والإقبال على الصلوات في المساجد, والبث الدائم للقرآن الكريم والدروس الدينية عبر إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم ...ا ولئن كان حديث الدكتور سلمان العودة عن تلك الجوانب هو فيما يبدو الجرم الأكبر الذي استحق به أن تُشنّ عليه تلك الحرب المسعورة , فإنّ المبرر الحقيقي لتلك الحرب ليس هو ما قاله عن مشاهداته في تونس أثناء زيارته تلك , إذ بقدر قليل من حُسن الظّن وسلامة الصدر وتقدير للأمور, يمكن لمن أراد فهم وتفهم ما قاله الشيخ سلمان عن مظاهر التديّن تلك في تونس ، حتى ولو لم نُسلم له التسليم المطلق بها .. فقد كانت زيارته لتونس لأيام معدودة , وكانت حافلةً ببرنامج الزيارة المعدّ من قبل مضيفيه, ولم يكن بمقدوره الخروج عنه, بأن يختار هو من يريد أن يلتقي بهم أو يسمع منهم, وقد أُتيح له أن يُحاضر في مساجد وجوامع وتجمعات, وحيثما حلّ وجد الحشود البشرية المحتشدة والمتعطّشة لما تسمعه منه , وفي أثناء ذلك كان بثّ إذاعة محطة الزيتونة للقرآن الكريم, يُشنّف آذان الشيخ كلما أدار مفتاح المذياع, فلما حان موعد حديثه عن مشاهداته في تونس, تحدث عن الواقع الذي رآه حديث من فُوجئ بما رأى وشاهد .. وإني شخصيا حين استمعتُ إلى ما قاله الشيخ سلمان عن تلك الزيارة وقرأتُ ما كتبه عنها , تقبلته وأخذته على أنه حديث عن وجه أو جانب واحد من وجوه الصورة , وهو الجانب الذي ظهر له ورآه .. وليس هو بدعا في ذلك , فقد سبقه إلى الإشادة بتلك المرئيات التي رآها في تونس في عهد الطاغية ( زين الهاربين بن علي ) سماحة الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله , الذي وصف قبل أيام سقوط ابن علي بأنه سقوط الصنم هبل , ولا تزال خُطب وأحاديث سماحته تتناول مساوي ذلك الطاغية , مع ما سبق لسماحته من الإشادة بالمظاهر التي رآها في تونس أثناء زيارته لها في عهده ... ومع ذلك فإنه لا أحد ينبس ببنت شفة تجاه سماحة الشيخ بمثل ما استعرتْ به الكتابات المعادية والمنددة بفضيلة الدكتور سلمان العودة , الذي لا يخامرني أدنى شك في أنّ لفضيلته اجتهاده فيما وصف به المظاهر التي تحدث عنها و رآها في تونس في عهد الطاغية المخلوع, وقد يكون من ذلك الاجتهاد التشجيع على المزيد من رفع القيود على الملتزمين , فالشيخ سلمان العودة حفظه الله , آتاه الله من الحكمة وحُسن التأتي والمعالجة ما هو مشهود عليه ومشاهد ولئن قال فضيلته قولاً ليّناً لفرعون تونس , فهو مسبوقٌ بالأسوة والاقتداء بالأمر الرباني بقول اللّين من الحديث لفرعون موسى عليه السلام , والعلّة في ذلك رجاء أن يتذكّر أو أن يخشى ..........ا ولكنّ الحقيقة المرّة مرارة احتساء الصَّبِرَ هي : أنّ حملة الإساءة المبرمجة والمستهدفة للدكتور سلمان العودة ليست في ذلك الذي قاله عن تونس , وإلاّ لما كان هنالك وجهٌ لإخراج كلّ الذين شاركوه في قول ما قال ـ ومنهم من زاد على ذلك بما لا حاجة للإطناب به ـ ثمّ يُفرد فضيلته باللوم والتقريع على ذلك الذي قاله ... فالمسألة برمتها, مشروحة وموضّحةٌ بما سبق للشاعر أن قاله وهو : حسدوا الفتى إذْ لم ينالوا سعيه@@ فالقومُ أعداء له وخُصومُ فهذا الظهور المنقطع النظير لشيخ سلمان العودة , المقترن بالقبول , الذي تجاوز الحدود الجغرافية , مع السّمت الحسن والحكمة والعقل والرزانة , كلّ ذلك كان الحطب والوقود الذي حرّك و أجّج تلك الضغائن ضدّ ذلك العلَم والجبل الراسي الشامخ المعروف ب ( سلمان بن فهد العودة ) غير العابئ بهوج الرياح , ولا بقرون الوعول التي تنطحه بغية زعزعته عن مكانه .....اا وبعدُ : فحسناً فعلتَ أبا معاذ , حين فعلتَ ما يفعله أخوك بدر السماء, الذي لا تعوق مسيرته أصوات نابحي ظِّلَّهُ .. ولئن أصبحَ علمُك موردا ومنهلا للظمأى , فإنَّ في منهجك القويم أسوة تُحتذى , حين ارتضيتَ لنفسك تلك السياسة التي ارتضتها أختك النّخلة لنفسها , وهي أن تجود بجناها الطيب المبارك حتى لأولئك الذين يقذفونها بالحجارة , فسرْ على محجّتك الواضحة , وطريقك اللاّحب , ولا يستخّفّنك الذين لا يوقنون والسلام ,,ا
|
#3
|
|||
|
|||
بارك الله فيك مهاجر وزادك من فضله
ليتني كنت في منزلتك هذة يا شيخنا العزيز ... برغم قربك من ربك وهذا ما نحسبك علية .. فها أنت تكسب من حسنات من هم يتخبطون في غياهب الضلال
|
#4
|
|||
|
|||
|
#5
|
|||
|
|||
مهاجر الى ربي .. بارك الله بقلمك وفكرك
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |