العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
كُـــــن لــــلــــوُدِّ حافـــظـــاً
كُـــــن لــــلــــوُدِّ حافـــظـــاً
كتبها الشيخ د. عبد الرحمن البر الحمدُ للهِ الذي نِعمُه لا تُحْصَى، وشكرُه لا يُؤَدّى، وليِّ النَّعَم كلَّها دون مَنْ سواه، ولا عِصمة إلا لمن هداه، ولا نجاةَ إلا لمن عَصَمه من اتباع هواه، وصلى الله وسلَّم وبارك على سيّدنا محمدٍ عبدِه الذي ارتضاه، ورسولهِ الذي اختاره واصطفاه، وخصَّه بِخَتْم النبوَّة وحَبَاه، وأَبَانَه بأعلى منازلِ الفضلِ على كل آدميٍّ سواه، وعلى آلِه وصحبِه الطيبين الهُداة. وبعد أيها الكرامُ السادة، فقد غاب صديقي النَّبيهُ عن مجلسنا على غير العادة، فقلت: أذهبُ الليلةَ إليه، فأسأل عنه وأطمِئنُّ عليه، فأتيتُه في المساء، بعد أن أدَّيْنا صلاةَ العشاء، فرأيتُه وهو مكتئبٌ حزين، كاسفُ البال مُقَّطَبُ الجبين. فقلتُ: أَيَا صاحبي! ما الذي دهاك؟ وعن مجلس الأصحابِ والأحبابِ صرفك وزَوَاك؟ قال: ليس لي أصحابٌ ولا أحباء، وحقٌّ ما قال بعضُ البلغاء: ما ودَّك مَنْ أهمل وُدَّك***ولا أحبَّك مَنْ أبغضَ حبَّك وقد قيل: عِلَّةُ المعاداة، تكون في قِلَّة المبالاة. وكلُّ أخٍ عند الهُوَيْنَى مُلاطِف قلت: هذا كلامٌ خطير، فما الذي أدَّى لكل هذا التغيير؟ قال: أَوَمَا سمعتَ قبل يومين أخانا عدنان، حين ساءني واستهزأ بي بين الإخوان؟ وليست هذه المرةَ الأولى، فله في السخريةِ مني يدٌ طولَى، وكم حدَّثتُ نفسي بالصبر على هذا الفعل، ولكني قد فاض بي الكَيْل، فتيقَّنتُ ما قال بعض الشعراء:ولكنَّما الإخوانُ عند الشدائد ما كِدْتُ أفحصُ عن أخي ثقة ولهذا فقد قررتُ تركَ مجالس الإخوان، والانفرادَ بنفسي عن أبناء الزمان.حتى ذَممْتُ عواقبَ الفحصِ قلت: أخطأتَ يابنَ الكرام، وجانبْتَ الصوابَ في الفعل وفي الكلام، فقد قال الحكيمُ ونعم ما قال: الرجلُ بلا صديق كاليمين بلا شمال. وكنتُ إذا الصديقُ أراد غيْظِي إن الأخ يا صديقي إنسانٌ هو أنت إلا أنه غيرُك، فلا تكن في شكًّ من الإخوان ولا يلتبسْ عليك أمرُك، ولعمري إن إخوانَ الصدق لمن أنفَس الذخائر، وأفضل العُدَد للزمان أيها الذكيُّ الماهر، وقد جاء في معنى الحديث الشريف، أيها الصديقُ النبيهُ اللطيف:وأَشْرَقَنِي على حَنَقٍِ بريقي صفحْتُ ذنوبَه وعفوْتُ عنه مخافةَ أن أعيشَ بلا صديقِِ للهِ في الأرضِ أجنادٌ مُجَنَّدةٌ والأخ بين إخوانه يا زيْنَ الأصدقاء، كالسمكِ السابحِ في لطيف الماء، فإن غادره ضاق به واسعُ الفضاء.أرواحُها بينها بالصدقِ تعترفُ فما تناكر منها فهو مختلفٌ وما تعارف منها فهو مؤتلفُ قال صديقي فَرَّج اللهُ عنه الضيق: لكنني يا شيخَنا صاحبتُ أكثرَ من صديق، فما رأيتُ أكثرهم غَفَر لي ذنباً، ولا ستَر لي عَيْباً، ولا حفظ لي غَيْباً، ولا أقال لي عَثْرة، ولا بذل لي نُصْرة، لقد خَبُثَتْ من القوم السرائر، وخالفتْ في غالب الأحوال الظواهر، حتى فَنِيَ يا شيخَنا ميراثُ النبوَّة، وفُقِدتْ من الناس المروءةُ والفُتُوّة.. قلت: اسمع أيها الصديقُ الطيبُ الزَّيْن، لا تزهد في صديقِك لِخُلُقٍ تُنكره أو خلُقيْن، طالما رضيتَ من أخلاقِه الكثير، فإن اليسيرَ من الأخطاء مغفور، والذنبَ في خِضَمَّ الحسنات مغمور. فلا يزهدنَّك في صديقٍ حمدتَ سيرتَه، وارتضيت وتيرته، وعرفت أدبَه وفضلَه، وخَبَرْتَ عقلَه ونُبْلَه.. عيبٌ تحيط به كثرةُ فضائِلِه، أو ذنبٌ صغيرٌ تستغفر له قوةُ وسائله، فإنك لن تجد أبداً ما بقيتَ مُهَذَّباً لا يكون فيه عَيْب، أو معصوماً محفوظاً لا يقع منه ذنب. أتطلبُ صاحباً لا عيبَ فيه إنَّ من حق الإخوان أن تغفرَ زَلَّتهم، وأن تسترَ يا صديقي هفوتَهم، لأنَّ مَنْ رام بريئاً من الزلات، وطلب سليماً من الهفوات، رام أمراً مُعْوِزاً، واقترح وصفاً معجزاً، فلا صديقَ بلا هَفْوة، ولا جوادَ بلا كَبْوة، ولا صارمَ بلا نَبْوة.وأيُّ الناس ليس له عُيوبُ ومَنْ ذا الذي تُرضِي سجاياه كلُّها قال صديقي أتَّم الله سعادتَه: فإني أرى نفسي لا تنسى مساءَته، وإن كانت لا تضمر أبداً عداوتَه، فكيف أُرْضيها وأصفِّيها، ومن الضيق أخلِّصُها و أنقِّيها؟كفى المرءَ نُبْلاً أن تُعَدّ معايِبُه إذا كنتَ في كلِّ الأمورِ مُعاتِباً صديقَك لم تلقَ الذي لا تعاتِبُه فعِشْ واحداً أوْ صِلْ أخاك فإنه مقارفُ ذنبٍ مرةً ومجانِبُه قلت: سامحك الله! أَوَمَا قرأتَ قولَ الله: "فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَي الله"؟ ألم تقرأ قول الحق الواضح الأبين:"ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ". وكُنْ معدناً للخيرِ واصفَحْ عن الأذى وفي الحديث يابنَ الكرام، عن بدرِ التمامِ ومِسْكِ الختامِ وزَيْنِ الأنام: «لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيَصُدُّ هَذَا وَيَصُدُّ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ».فإنك راءٍ ما علمتَ وسامعُ وأحبِبْ إذا أحببْتَ حبّاً مقارباً فإنك لا تدري متى أنت نازِعُ وأبغِضْ إذا أبغضتَ غير مُبايِنٍ فإنك لا تدرِي متى أنت راجِعُ استُرْ أخاك وغَطِّ على عيوبِه، واعلم بأن الحِلْمَ عند الغيظِ أحسنُ من ركوبِه. وفي معنى هذا الحديث الشريف يا قُرّةَ العَيْن: تُعْرَض الأعمالُ كلَّ يومِ خميسٍ واثنين، فيُغفرَ للمسلمين جميعاً إلا رجلين، كانت بين أحدهما وبين الآخر شَحْناء، فيقال: أخِّروا هذين حتى يصطلحا وتذهبَ البغضاء. قال صديقي الطيبُ الأمين: شفيتَني شفاك اللهُ ربُّ العالمين، وجزاك عني خيراً يا زينَ الناصحين، وأما أخي عدنان، فقد عفوتُ عنه ما كان، وأنا عائدٌ بإذنِ ربي إلى مجالس الإخوان، وعائذٌ بالله ربي من نَزْغِ الشيطان، وسائلٌ إلهي أن يجمعني مع إخواني في الدنيا على الإيمان، وفي الآخرة إخواناً على سُرُر الجنان. وفي الختام، أزكى صلاتِنا وأتَمُّ السلام، على البدرِ المنيرِ في الظلمات، سيدِنا محمدٍ سيدِ الكائنات، وعلى الآلِ والصحبِ والزوجات، والحمدُ لربي قاضي الحاجات، ومُذْهِبِ الأضغانِ والعداوات.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |