![]() |
العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه تلاوة نادره للشبل /عبدالله السديس.... احد ابناء الشيخ/ عبدالرحمن السديس... إمام وخطيب المسجد الحرام http://www.rofof.com/2ncihx20/Abdallh_Al-sdys.html ماشاء الله تبارك الله
|
#2
|
||||
|
||||
![]() جميل ووفقه الرحمن
لكن ليس واضح الله يجزاك خير
|
#3
|
||||
|
||||
![]() مشاء الله تبارك الرحمن
جزاك الله الف خير على النقل الرائع
|
#4
|
|||
|
|||
![]() مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
|
#5
|
|||
|
|||
![]() جزاك الله خير الجزاء
|
#6
|
||||
|
||||
![]() ***
ـــــــــــــــ يعطيك ربي الف عافيه ــــــــــــــــــــــــــ***
|
#7
|
||||
|
||||
![]() فناء الكون من الخلائق حتى إذا تكاملت عدة الموتى ، وخلت من سكانها الأرض والسماء ؛ فصاروا خامدين بعد حركاتهم ، فلا حس يسمع ، ولا شخص يرى ؛ وقد بقي الجبار الأعلى كما لم يزل أزلياً واحداً منفرداً بعظمته وجلاله ، ثم لم يفجأ روحك إلا بنداء المنادي لكل الخلائق معك للعرض على الله عز وجل بالذل والصغار منك ومنهم. الصيحة فتوهم كيف وقوع الصوت في مسمعك وعقلك ، وتفهم بعقلك بأنك تدعى إلى العرض على الملك الأعلى ؛ فطار فؤادك ، وشاب رأسك للنداء ؛ لأنها صيحة واحدة للعرض على ذي الجلال والإكرام والعظمة والكبرياء . خروج الأشهاد فبينا أنت فزع للصوت اذ سمعت بانفراج الأرض عن رأسك وثبت مغبراً من قرنك الى قدمك بغبار قبرك قائماً على قدميك شاخصاً ببصرك نحو النداء وثار الخلائق كلهم معك ثورة واحدة وهم مغبرون من غبار الأرض التى طال فيها بلاؤهم حالك وحال الخلائق فتوهم نفسك بعريك ، ومذلتك ، وانفرادك بخوفك ، وأحزانك ، وغمومك ، وهمومك في زحمة الخلائق ، عراة حفاة ، صموت أجمعون بالذلة والمسكنة والمخافة والرهبة ، فلا تسمع إلا همس أقدامهم والصوت لمدة المنادي ، والخلائق مقبلون نحوه ، وأنت فيهم مقبل نحو الصوت ، ساع بالخشوع والذلة ؛ حتى إذا وافيت الموقف ازدحمت الأمم كلها من الجن والإنس عراة حفاة ؛ قد نُزع الملك من ملوك الأرض ،ولزمتهم الذلة والصغار ، فهم أذل أهل الجمع وأصغرهم خلقة وقدراً بعد عتوهم وتجبرهم على عباد الله عز وجل في أرضه . ذل الخلائق أمام الملك الجبار ثم أقبلت الوحوش من البراري وذرى الجبال منكسة رؤوسها لذل يوم القيامة بعد توحشها وانفرادها من الخلائق ذليلة ليوم النشور لغير بلية نابتها ولا خطيئة أصابتها ، فتوهم إقبالها بذلها في اليوم العظيم ليوم العرض والنشور ، وأقبلت السباع بعد ضراوتها وشهامتها منكسة رؤوسها ذليلة ليوم القيامة حتى وقفت من وراء الخلائق بالذل والمسكنة والانكسار للملك الجبار ، وأقبلت الشياطين بعد عتوها وتمردها خاشعة لذل العرض على الله سبحانه ، فسبحانه الذي جمعهم بعد طول البلاء واختلاف خلقهم وطبائعهم وتوحش بعضهم من بعض ، قد أذلهم البعث وجمع بينهم النشور.موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . انشقاق السماء حتى إذا تكاملت عدة أهل الأرض من انسها وجنها وشياطينها ووحوشها وسباعها وأنعامها وهوامها واستووا جميعا في موقف العرض والحساب ، تناثرت نجوم السماء من فوقهم ، وطمست الشمس والقمر ، وأظلمت الأرض بخمود سراجهما وإطفاء نورهما . فبينا أنت والخلائق على ذلك إذ صارت السماء الدنيا من فوقهم ، فدارت بعظمها من فوق رؤوسهم ، وأنت بعينك تنظر إلى هول ذلك ، ثم انشقت بغلظها خمسمائة عام ، فيا هول صوت انشقاقها في سمعك ، ثم تمزقت وانفطرت بعظيم هول يوم القيامة ، والملائكة قيام على أرجائها ، وهي حافات ما يتشقق ويتفطر ، فما ظنك بهول تنشق فيه السماء بعظمها ، فأذابها ربها حتى صارت كالفضة المذابة تخالطها صفرة لفزع يوم القيامة ، كما قال الجليل الكبير : ( فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ) [الرحمن: الآية 37] وقال تعالى : ( يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9)) : [ سورة المعارج : الآيتان 8،9] حشر الملائكة فبينا ملائكة السماء الدنيا على حافتها إذ انحدروا محشورين إلى الأرض للعرض والحساب ، وانحدروا من حافتيها بعظم أجسامهم وأخطارهم وعلو أصواتهم بتقديس الملك الأعلى الذي أنزلهم محشورين إلى الأرض بالذلة والمسكنة للعرض عليه والسؤال بين يديه. مشهد الملائكة فتوهم تحدرهم من السحاب بعظيم أخطارهم ، وكبير أجسامهم ،وهول أصواتهم ، وشدة فرقهم ، منكسين لذل العرض على الله عز وجل. حدثني يحي بن غيلان قال : حدثنا رشدين بن سعيد عن ابن عباس بن ميمون اللخمي عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لله عز وجل ملك ما بين شفري عينيه مائة عام ) . فيا فزعك وقد فزع الخلائق مخافة أن يكونوا أمروا بهم ،ومسألتهم إياهم : أفيكم ربنا ؟ ففزع الملائكة من سؤالهم إجلالاً لمليكهم أن يكون فيهم ، فنادوا بأصواتهم تنزيها لما توهمه أهل الأرض : سبحان ربنا ليس هو بيننا ولكنه آتٍ من بعد ، حتى أخذوا مصافهم محدقين بالخلائق منكسين رؤوسهم لذل يومهم. فتوهم وقد تسربلوا بأجنحتهم ونكسوا رؤوسهم في عظم خلقهم بالذلة والمسكنة والخشوع لربهم ، ثم كل شيء على ذلك وكذلك إلى السماء السابعة ، كل أهل سماء مضعفين بالعدد ، وعظم الأجسام ، وكل أهل سماء محدقين بالخلائق صفاً واحداً . هول الحشر حتى إذا وافي الموقف أهل السماوات السبع والأرضين السبع كسيت الشمس حر عشر سنين وأدنيت من رؤوس الخلائق قاب قوس أو قوسين ، ولا ظل لأحد إلا ظل عرش رب العالمين ، فمن بين مستظل بظل العرش ، وبين مضحو بحر الشمس ، قد صهرته بحرها ، واشتد كربه وقلقه من وهجها ، ثم ازدحمت الأمم وتدافعت ، فدفع بعضها بعضاً ، وتضايقت ، فاختلفت الأقدام ، وانقطعت الأعناق من العطش ،واجتمع حر الشمس ، ووهج أنفاس الخلائق ، وتزاحم أجسامهم . العرق ففاض العرق منهم سائلاً حتى استنقع على وجه الأرض ، ثم على الأبدان على قدر مراتبهم ومنازلهم عند الله عز وجل بالسعادة والشقاء ، حتى إذا بلغ من بعضهم العرق كعبيه ، وبعضهم حقويه [خصره] ، وبعضهم إلى شحمة أذنيه ،ومنهم من كاد أن يغيب في عرقه ، ومن قد توسط العرق من دون ذلك منه. عن عمير بن سعيد قال : جلست إلى ابن عمرو [ ابن العاص ] وأبي سعيد الخدري ، وذلك يوم الجمعة فقال أحدهما لصاحبه : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول : ( أين يبلغ العرق من ابن آدم يوم القيامة ؟ فقال أحدهم : شحمة أذنيه ، وقال الآخر : يلجمه ، فقال ابن عمر : هكذا ، وخط من فيه إلى شحمة أذنيه ، فقال : ما أرى ذلك إلا سواءا ). عن خيثمة [ بن عبد الرحمن ] عن عبد الله [ بن عمر بن الخطاب ] قال : ( الأرض كلها نار يوم القيامة ،والجنة من ورائها يرون كواعبها وأكوابها ، والذي نفس عبد الله بيده إن الرجل ليفيض عرقاً حتى يسيح في الأرض قامته ، ثم يرتفع حتى يبلغ أنفه ، وما مسه الحساب ، قال : فقالوا : مما ذلك يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : فقال مما يرى الناس يلقون) . عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الرجل ( وقال عليُّ مرة إن الكافر ) ليقوم يوم القيامة في بحر رشحه إلى أنصاف أذنيه من طول القيام ) [ متفق عليه]. عن عبد الله رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الكافر يلجم بعرقه يوم القيامة من طول ذلك اليوم ( وقال عليّ من طول القيام قالا جميعاً ) حتى يقول : رب ارحمني ولو إلى النار ) [ أخرجه الطبراني وأبو يعلى والبيهقي ] وقوف طويل مجهد وأنت لا محالة أحدهم ، فتوهم نفسك لكربك ، وقد علاك العرق ، وأطبق عليك الغم ، وضاقت نفسك في صدرك من شدة العرق والفزع والرعب ، والناس معك منتظرون لفصل القضاء إلى دار السعادة أو إلى دار الشقاء ؛ حتى إذا بلغ المجهود منك ومن الخلائق منتهاه ، وطال وقوفهم لا يكلمون ولا ينظرون في أمورهم ، فما ظنك بوقوفهم ثلاثمائة عام لا يأكلون فيه أكلة ، ولا يشربون فيه شربة ، ولا يلفح وجوههم روح ولا طيب نسيم ، ولا يستريحون من تعب قيامهم ونصب وقوفهم حتى بلغ الجهد منهم ما لا طاقة لهم به . عن قتادة أو كعب [ بن مانع الحميري ] ، قال قال تعالى : (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ (6)) : [ سورة المطففين ] قال : ( يقومون مقدار ثلاثمائة عام) وقال سمعت الحسن البصري يقول : ( ما ظنك بأقوام قاموا لله عز وجل على أقدامهم مقدار خمسين ألف سنة لم يأكلوا فيها أكلة ، ولم يشربوا فيها شربة ، حتى إذا انقطعت أعناقهم من العطش ، واخترقت أجوافهم من الجوع ، انصرف بهم إلى النار ، فسقوا من عين آنية ، قد أنَّ حرها واشتد نفخها ؛ فلما بلغ المجهود منهم ما لا طاقة لهم به كلم بعضهم بعضاً في طلب من يكرم على مولاه أن يشفع لهم في الراحة من مقامهم وموقفهم لينصرفوا إلى الجنة أو إلى النار من وقوفهم ، ففزعوا إلى آدم ونوح ومن بعده إبراهيم ، وموسى وعيسي من بعد إبراهيم كلهم يقول لهم : إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله ، فكلهم يذكر شدة غضب ربه عز وجل وينادي بالشغل بنفسه فيقول : نفسي نفسي ، فيشتغل بنفسه عن الشفاعة لهم إلى ربهم لاهتمامه بنفسه وخلاصها). الكل يشتغل بنفسه الكل ينادي نفسي نفسي إلا النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك يقول الله عز وجل ( يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُون (111) ) : [ سورة النحل ] فتوهم أصوات الخلائق ،وهم ينادون بأجمعهم ، منفرد كل واحد منهم بنفسه ينادي : نفسي نفسي ، فلا تسمع إلا قول : نفسي نفسي . فيا هول ذلك ! وأنت تنادي معهم بالشغل بنفسك ، والاهتمام خلاصها من عذاب ربك وعقابه ، فما ظنك بيوم ينادي فيه المصطفي آدم ، والخليل إبراهيم ، والكليم موسى ، والروح والكلمة عيسي ، مع كرامتهم على الله عز وجل ، وعظم قدر منازلهم عند الله عز وجل ، كل ينادي : نفسي نفسي ، شفقاً من شدة غضب ربه ، فأين أنت منهم في إشفاقك في ذلك اليوم واشتغالك بحزنك وبخوفك؟ شفاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم حتى إذا أيس الخلائق من شفاعتهم لما رأوا من اشتغالهم لأنفسهم ، أتوا النبي محمداً صلى الله عليه وسلم ، فسألوه الشفاعة إلى ربهم فأجابهم إليها ، ثم قام إلى ربه عز وجل ، واستأذن عليه ، فأذن له ، ثم خر لربه عز وجل ساجداً ، ثم فتح عليه من محامده ، والثناء عليه بما هو أهله ، وذلك كله بسمعك ، وأسماع الخلائق ؛ حتى أجابه ربه عز وجل إلى تعجيل عرضهم ،والنظر في أمورهم . عرضك على الجبار فبينما أنت مع الخلائق في هول القيامة وشدة كربها ، منتظراً متوقعاً لفصل القضاء ، والحلول في دار النعيم أو الحزن ؛ إذ سطع نور العرش ، وأشرقت الأرض بنور ربها ، وأيقن قلبك بالجبار ، وقد أتي لعرضك عليه حتى كأنه لا يعرض عليه أحد سواك ، ولا ينظر إلا في أمرك . عن حميد بن هلال : قال ذكر لنا أن الرجل يدعى يوم القيامة إلى الحساب ، فيقال : يا فلان بن فلان ، هلم إلى الحساب ، حتى يقول ما يراد أحد غيري مما يحضر به من الحساب . استدعاء النار ثم نادى : يا جبريل ائتني بالنار ، فتوهمها وقد أتى جبريل ، فقال لها : يا جهنم أجيبي. فتوهم اضطرابها وارتعادها بفرقها [ بخوفها] أن يكون الله عز وجل خلق خلقاً يعذبها به، فتوهمها حين اضطربت وفارت وثارت ، ونظرت إلى الخلائق من بعد مكانها ، فشهقت إليهم ، وزفرت نحوهم ،وجذبت خزانها ، متوثبة على الخلائق غضباً لغضب ربها على من خالف أمره وعصاه . فتوهم صوت زفيرها وشهيقها ، وترادف قصبتها ، وقد امتلأ منه سمعك ، وارتفع له فؤادك وطار فزعاً ورعباً ، ففر الخلائق هرباً من زفيرها على وجوههم ، وذلك يوم التنادي ، لما سمعوا بدوي زفيرها ولوا مدبرين ، وتساقطوا على ركبهم جثاة حول جهنم ؛ فأرسلوا الدموع من أعينهم . الرعب من مشهد قدوم النار فتوهم اجتماع أصوات بكاء الخلائق عند زفيرها وشهيقها ، وينادى الظالمون بالويل والثبور ، وينادي كل مصطفى وصديق ومنتخب وشهيد ومختار وجميع العوام نفسي نفسي ، فتوهم أصوات الخلائق من الأنبياء فمن دونهم كل عبد منهم ينادي : نفسي نفسي ، وأنت قائلها ، فبينا أنت مع الخلائق في شدة الأهوال ووجل القلوب إذ زفرت الثانية ؛ فيزداد رعبك ورعبهم ، وخوفك وخوفهم ، ثم زفرت الثالثة ؛ فتساقط الخلائق لوجوههم وتشخص أبصارهم من طرف خاشع خفي خوفاً أن تلفهم فتأخذهم بحريقها ، وانتصفت عند ذلك قلوب الظالمين ، فبلغت لدى الحناجر كاظمين ، فكظموا عليها ، وقد غصت في حلوقهم ، وطارت الألباب ، وذهلت العقول من السعداء والأشقياء أجمعين ، فلا يبقى رسول ولا عبد صالح مختار إلا ذهل لذلك عقله. محاسبة الله لرسله وردهم عليه فأقبل الله عز وجل عند ذلك على رسله ، وهم أكرم الخلائق عليه ، وأقربهم إليه ؛ لأنهم الدعاة إلى الله عز وجل ، والحجة على عباده ، وهم أقرب الخلائق إلى الله عز وجل في الموقف ، وأكرمهم عليه ؛ فيسألهم عما أرسلهم به إلى عباده ، وماذا ردوا عليهم من الجواب ، فقال لهم : (ماذا أجبتم) فردوا عليه الجواب عن عقول ذاهلة غير ذاكرة ، فقالوا : ( يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ(109) ) [ سورة المائدة : 109] . فأعظم به من هول تبالغ من رسل الله عز وجل في قربهم منه وكرامتهم ، حتى اكهل عقولهم ، فلم يعلموا بماذا أجابتهم أممهم. عن أبي الحسن الدمشقي ، قال : قلت لأبي قرة الأزدي : كيف صبر قلوبهم على أهوال يوم القيامة ؟ قال : إنهم إذا بعثوا خلقوا خلقة يقوون عليها. قال أبو الحسن : قلت لإسحاق بن خلف قول الله عز وجل للرسل : (ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا ) ، أليس قد علموا ما ورد عليهم في الدنيا ؟ قال : من عظم هول السؤال حين يسألون طاشت عقولهم فلم يدروا أي شيء أجيبوا في الدنيا ، فهم صادقون حتى تجلي عنهم بعد ، فعرفوا ما أجيبوا . قال : فحدثت به أبا سليمان ، فقال : صدق إسحاق هم في ساعتهم تلك صادقون ، حتى تجلي عنهم فعرفوا ما أجيبوا . فقال أبو سليمان : ( إذا سمعت الرجل يقول لصاحبه بيني وبينك الصراط ، فاعلم أنه لا يعرف الصراط ، ولو عرفه ما اشتهى أن يتعلق بأحد ، فلا يتعلق أحد). عن مجاهد [ بن جبر] في قوله : ( يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم) قال : فيفزعون فيقولون : ( لا علم لنا ) القرآن يصف يوم القيامة عن مجاهد في قول الله عز وجل : ( وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا اليَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(28)) [ سورة الجاثية : 28] أي مستوفزين على الركب . قال : سمعت عبد الله [ بن عباس ] يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كأني أراكم جاثين بالكوم دون جهنم) ، قال : سمعت عبد الله بن عمر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من أحب أن ينظر إلى يوم القيامة فليقرأ: ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الجِبَالُ سُيِّرَتْ (3)) [سورة التكوير : 1-3]. وعن عمر بن ذر قال : من غدا يلتمس الخير وجد الخير ، أعلى تحملون جمود أعينكم وقسوة قلوبكم ؟ احملوا العي على إن لم أسمعكم اليوم واعظاً من كتاب الله عز وجل ، ثم قرأ ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) )[التكوير : 1-3] حتى إذا بلغ ( عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ (14)) [ التكوير : 14] ( أو قال حتى ختمها ) ، قال ثم قال : اسمعوا إلى يا عرض الدنيا ، فأين أنت منهم في ذلك الموقف ؟ هل تطمع أن يبلغ بك الهول ما بلغ منهم ، بل أعظم مما بلغ منهم ، مما لا يطيقه قلبك ؛ فلا يقوم به بدنك ، فهذه عقولهم ذاهلة في ذلك الموقف ، فكيف بعقلك ، وما حل بك ، وأنت الخاطئ العاصي المتمادي فيما يكره ربك عز وجل؟ الفرار من الناس أجمعين فتوهم نفسك لذلك الخوف والفزع والرعب والغربة والتحير إذا تبرأ منك الولد والوالد والأخ والصاحب والعشائر ، وفررت أنت منهم أجمعين ، فكيف خذلتهم وخذلوك ، ولولا عظم هول ذلك اليوم ما كان من الكرم والحفاظ أن تفر من أمك وأبيك وصاحبتك وبنيك وأخيك ، ولكن عظم الخطر ، واشتد الهول ؛ فلا تلام على فرارك منهم ، ولا يلامون ، ولم تخصهم بالفرار دون الأقرباء لبغضك إياهم ، وكيف تبغضهم أو يبغضونك ، وكيف خصصتهم بالفرار منهم ، أتبغضهم وإنهم لهم الذين كانوا في الدنيا مؤانسيك وقرة عينك وراحة قلبك ، ولكن خشيت أن يكون لأحد عندك منهم تبعة فيتعلق بك حتى يخاصمك عند ربك عز وجل ، ثم لعله أن يحكم له عليك ؛ فيأخذ منك ما ترجو أن تنجو به من حسناتك فيفرقك عنها فتصير بذلك إلى النار. النار تلتقط العصاة فبينما أنت في ذلك إذ ارتفعت عنق من النار فنطقت بلسان فصيح بمن وكلت بأخذهم من الخلائق بغير حساب ، ثم أقبل ذلك العنق فيلتقطهم لقط الطير الحب ثم انطوت عليهم فألقتهم في النار فابتلعتهم ، ثم خنست بهم في جهنم فيفعل ذلك بهم. ثم ينادي مناد : سيعلم أهل الجمع من أولى بالكرم ، ليقم الحمادون لله على كل حال ، فيقومون فيسرحون إلى الجنة ، ثم يفعل ذلك بأهل قيام الليل ، ثم بمن لم تشغله تجارة الدنيا ولا بيعها عن ذكر مولاه حتى إذا دخلت هذه الفرق من أهل الجنة والنار ، ثم تطايرت الكتب في الأيمان والشمائل ونصبت الموازين. فتوهم الميزان بعظمه منصوباً ، وتوهم الكتب المتطايرة وقلبك واجف متوقع أين يقع كتابك في يمينك أو في شمالك . عن الحسن : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رأسه في حجر عائشة فنعس ، فتذكرت الآخرة ، فبكت فسالت دموعها على خد النبي صلى الله عليه وسلم ، فاستيقظ بدموعها فرفع رأسه ، فقال : ما يبكيك يا عائشة ؟ قالت : يا رسول الله ذكرت الآخرة ، هل تذكرون أهليكم يوم القيامة ؟ قال : ( والذي نفسي بيده في ثلاثة مواطن فإن أحداً لا يذكر إلا نفسه إذا وضعت الموازين ووزنت الأعمال حتى ينظر ابن آدم أيخف ميزانه أم يثقل ؟ وعند الصحف حتى ينظر أبيمينه يأخذ أم بشماله ، وعند الصراط) [رواه أبو داود] وعن أنس بن مالك ، قال : يؤتي بابن آدم يوم القيامة حتى يوقف بين كفتي الميزان ، ويوكل به ملك ، فإن ثقل ميزانه نادى الملك بصوته يسمع الخلائق : سعد فلان بن فلان سعادة لا يشقي بعدها أبداً ، وإن خف ميزانه نادى الملك بصوته يسمع الخلائق : شقي فلان بن فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبداً. الزبانية تجتذبك إلى العرض على الله فبينا أنت واقف مع الخلائق ، إذ نظرت إلى الملك وقد أمر أن يحضر بالزبانية ، فأقبلوا بأيديهم مقاطع من حديد عليهم ثياب من النار ، فلما رأيتهم فهبتهم طار قلبك فزعاً ورعباً ، فبينا أنت كذلك إذ نودي باسمك ، فنوديت على رؤوس الخلائق الأولين والآخرين : أين فلان بن فلان ؟ هلم إلى العرض على الله عز وجل ، وقد وكل الملائكة بأخذك حتى يقربوك إلى ربك ، فلم يمنعها اشتباه الأسماء باسمك أن تعرفك ؛ لما ترى بك أنت المراد بالدعاء المطلوب . قال : حدثنا طلحة بن عمرو قال : قال عطاء بن أبي رباح : يا طلحة ما أكثر الأسماء على اسمك ! وما أكثر الأسماء على اسمي ! فإذا كان يوم القيامة قيل يا فلان ، فقام الذي يعني لا يقوم غيره لما لزم قلبك من العلم ، فوثبت على قدميك ، ترتعد فرائصك ، وتضطرب جوارحك ، متغيراً لونك ، فزعاً مرعوباً ، مرتكضاً قلبك في صدرك بالخفقان ؛ فلما عاينتك الملائكة الموكلون بأخذك ، قد جل بك الاضطراب والارتعاد والمخافة ، علمت أنك أنت المراد من العباد ، فأهوت إليك بأيديها ، فقبضت عليك بعنفها ، ثم جذبتك إلى ربك عز وجل ، كما تجذب الدواب المنقادة ، تتخطى بك الصفوف محثوثاً إلى العرض على الله عز وجل ، والوقوف بين يديه ،وقد رفع الخلائق إليك أبصارهم ، وأنت مجبوذ إلى ربك عز وجل فيما بينهم. حالك بين يدي ربك فتوهم حين وقفت بالاضطراب والارتعاد ،وتوهم مباشرة أيديهم على عضديك ، وغلظ أكفهم حين أخذوك ؛ فتوهم نفسك محثوثة في أيديهم ، وتوهم تخطيك الصفوف ، طائراً فؤادك ، متخلعاً قلبك ، فتوهم نفسك في أيديهم كذلك حتى انتهى بك إلى عرش الرحمن ، فقذفوا بك من أيديهم ، وناداك الله عز وجل بعظيم كلامه : ادن مني يا بن آدم ، فغيبك في نوره ، فوقفت بين يدي رب عظيم جليل كبير كريم بقلب خافق محزون ، وجل مرعوب ، وطرف خائف ، خاشع ذليل ، ولون متغير ، وجوارح مرتعدة مضطربة ، كالحمل الصغير حين تلده أمه ، ترتعد بيدك صحيفة محبرة لا تغادر بلية كسبتها ولا مخبأة أسررتها ، فقرأت ما فيها بلسان كليل ، وحجة داحضة ، وقلب منكسر . فكم من حض وخجل وجبن من المولي الذي لم يزل إليك محسناً ، وعليك ساتراً فبأي لسان تجيبه حين يسألك عن قبيح فعلك ، وعظيم جرمك ، وبأي قدم تقف غداً بين يديه، وبأي نظر تنظر إليه ،وبأي قلب تحتمل كلامه العظيم الجليل ومساءلته وتوبيخه؟ حيائك من الله رب العالمين فتوهم نفسك بصغر جسمك ، وارتعاد جوارحك ، وخفقان قلبك ، وقد سمعت كلامه بتذكير ذنوبك ، وإظهار مساوئك ،وتوقيفك بمخبآتك ، فتوهم نفسك بهذه الهيئة والأهوال بك محدقة من خلفك ؛ فكم من بلية قد نسيتها ، قد ذكركها ، وكم من سريرة قد كنت كتمتها قد أظهرها وأبداها ؛ وكم من عمل ، قد ظننت أنه قد خلص لك وسلم بالغفلة منك إلى ميل الهوى عما يفسده ، قد رده في ذلك الموقف عليك وأحبطه ، بعد ما كان أملك فيه عظيماً ؛ فيا حسرات قلبك ، وتأسفك على ما فرطت في طاعة ربك ، حتى إذا كرر عليك السؤال بذكر كل بلية ، ونشر كل مخبأة ، فأجهدك الكرب ، وبلغ منك الحياء منتهاه ؛ لأنه الملك الأعلى ، فلا حياء يكون من أحد أعظم من الحياء منه ، لأنه القديم الأول الباقي الذي ليس له مثل ، المحسن المتعطف المتحنن الكريم الجواد المنعم المتطول. سؤال الله للعبد ومحاسبته فما ظنك بسؤال من هو هكذا ، وقد أبان عن مخالفتك إياه ، وقلة هيبتك له ، وحيائك منه ، ومبارزتك له ، فما ظنك بتذكيره إياك مخالفته ، وقلة اكتراثك في الدنيا بالطاعة له ، ونظرك إليه ، إذ يقول : يا عبدي أما أجللتني أما استحييت مني ، استخففت بنظري إليك ، ألم أحسن إليك ، ألم أنعم عليك ، ما غرك مني ، شبابك فيم أبليته ، وعمرك فيم أفنيته ، ومالك من أين اكتسبته ، وفيم أنفقته ، وعلمك ماذا عملت فيه ؟ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما منكم من أحد إلا سيسأله رب العالمين ، ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان ) [ متفق عليه] وقال : سمعت عدي بن حاتم قال : شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث له : ( ليقفن أحدكم بين يدي الله تبارك وتعالى ، ليس بينه وبينه حجاب يحجبه ، ولا بينه وبينه ترجمان يترجم عنه ، فيقول : ألم أنعم عليك ، ألم آتك مالاً ؟ فيقول : بلي ، فيقول : ألم أرسل إليك رسولاً ؟ فيقول : بلى ، ثم ينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار ، ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلا النار ، فليتق أحدكم النار ولو بشق تمرة ، فإن لم يجد فبكلمة طيبة ) [ رواه البخاري] . وعن ابن مسعود أنه بدأ باليمين ، فقال : والله ما منكم من أحد إلا سيخلو به الله عز وجل كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر ، ثم يقول : يا ابن آدم ما غرك بي ؟ يا ابن آدم ما عملت لي ؟ يا ابن آدم ما استحييت مني ! يا ابن آدم ماذا أجبت المرسلين ؟ يا ابن آدم ألم أكن رقيباً على يديك وأنت تبطش بهما إلى ما لا يحل لك ؟ ألم أكن رقيباً على رجليك وأنت تمشي بهما إلى ما لا يحل لك ؟ ألم أكن رقيباً على قلبك وأنت تهم بما لا يحل لك ؟ أم أنكرت قربي منك وقدرتي عليك؟ وأنت يا ابن آدم بين خطرين عظيمين : إما أن يتلقاك برحمته ويتطول عليك بجوده ، وإما أن يناقشك الحساب ؛ فيأمر بك إلى الهاوية وبئس المصير . عن مجاهد [ بن جبر ] قال : ( لا تزول قدم عبد يوم القيامة من بين يدي الله عز وجل حتى يسأله عن أربع خصال : عن عمره فيم أفناه ؟ ، وعن علمه ما عمل فيه ؟ ، وعن جسده فيم أبلاه ؟ ، وعن ماله من أين اكتسبه ؟ وفيم أنفقته ؟ فما ظنك بنفسك وضعف قلبك ، والله عز وجل يكرر عليك ذكر إحسانه إليك ، ومخالفتك له ، وقلة حيائك منه ؛ فأعظم به موقفاً ! وأعظم به من سائل لا تخفي عليه خافية ! وأعظم بما يداخلك من الحزن والغم ، والتأسف على ما فرطت في طاعته ، وركوبك معصيته! حالك في رضا الله عنك فإذا تبالغ فيك الجهد من الغم والحزن والحياء بدا لك منه أحد الأمرين: الغضب ، أو الرضا عنك والحب لك . فإما أن يقول : يا عبدي أنا سترتها عليك في الدنيا ، وأنا أغفرها لك اليوم ؛ فقد غفرت لك كبير جرمك ، وكثير سيئاتك ؛ وتقبلت منك يسير إحسانك . فيستطير بالسرور والفرح قلبك ؛ فيشرق لذلك وجهك ؛ فتوهم نفسك حين قالها لك ، فابتدأ إشراق السرور ونوره في وجهك بعد كآبته وتكسفه من الحياء من السؤال والحصر من ذكر مساوئ فعلك ؛ فاستبدلت بالكآبة والحزن سروراً في قلبك ؛ فأسفر وجهك ، وابيضَّ لونك. فتوهم رضاه عنك حين سمعته منه ؛ فثار في قلبك ؛ فامتلأ سروراً وكدت أن تموت فرحاً ، وتطير سروراً ، ويحق لك ؛ فأي سرور أعظم من السرور والفرح برضا الله عز وجل؟! فو الله تعالى لو أنك مت فرحاً في الدنيا حين توهم رضاءه في الآخرة لكنت بذلك حرياً ، وإن كنت لم تستيقن برضاه في الآخرة ، ولكن آملاً لذلك ، فكيف بك مستيقناً له في الآخرة ، ولو توهمت نفسك ، وقد بدا لك منه الرحمة والمغفرة ، كنت حقيقاً أن تطير روحك من بدنك فرحاً ، فكيف أن لو قد سمعت من الله عز وجل الرضا عنك والمغفرة لك ؛ فأمن خوفك ، وسكن حذرك ، وتحقق أملك ورجاؤك بخلود الأبد ،وأيقنت بفوزك ونعيمك أبداً لا يفني ولا يبيد بغير تنقيص ولا تكذيب. فتوهم نفسك بين يدي الله عز وجل ، وقد بدا لك منه الرضا ، وطار قلبك فرحاً ، وابيضَّ وجهك ، وأشرق وأنار وأحال عن خلقته ، فصار كأنه القمر ليلة البدر ، ثم خرجت على الخلائق مسروراً بوجه محبور ، قد حل به أكمل الجمال والحسن ، يسطع نوراً مشرقاً بتلألئه ، تتخطاهم بالجمال والحسن والنور والضياء ، كتابك بيمينك ، آخذ بضبعيك أي [بعضديك] ملك ينادي على رؤوس الخلائق : هذا فلان بن فلان سعد سعادة لا يشقي بعدها أبداً. لقد شهرك ربك عز وجل بالرضا عنك عند خلقه ،ولقد حقق حسن ظن الظانين ، وأبطل تهم المتهمين لك ، وإن في هذه المنزلة غداً على رؤوس الخلائق لعوضاً من المنزلة عند العباد بطاعته والتصنع لهم زهداً في المنزلة عندهم ، والعظيم عندهم بطاعة ربه عز وجل بصدق معاملته وحده لا شريك له ، عوضك المنزلة الكبرى على رؤوس الخلائق ؛ فشهرك برضاه عنك وموالاته إياك. فتوهم نفسك وأنت تتخطى الخلائق ، وكتابك في يمينك بجمال وجهك ونوره ،وفرح قلبك وسروره ، وقد شخصت أبصارهم إليك غبطة لك وتأسفاً على أن ينالوا من الله عز وجل ما نلت ، فليعظم من الله عز وجل في طلب ذلك أملك ورجاؤك ؛ فإنه عز وجل إن تفضل عليك نلت ذلك . فهذا أحد الأمرين الذي إن تبينهما على خطر . عن صفوان بن محرز قال : كنت آخذاً بيد عبد الله بن عمر ، فأتاه رجل ، فقال : كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى فقال : ( إن الله عز وجل يدني المؤمن يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه فيقول : يا عبدي أتعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : نعم يارب ، ثم يقول : يا عبدي أتعرف ذنب كذا وكذا؟ حتى إذا قرره بذنوبه ، ورأي في نفسه أنه قد هلك ، قال : إني قد سترتها عليك في الدنيا ، وإني أغفرها لك اليوم ، ثم يعطي كتاب حسناته ) [رواه مسلم]. عبدُ ليس معه إلا حسنه واحدة وأما الكافر والمنافق فاسمع قول الله عز وجل : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ(18)): [ سورة هود ]. قال : بينا عبد الله بن عمر يطوف بالبيت ، إذ عارضه رجل ، فقال : يا أبا عبد الرحمن كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى ؟ فذكر مثله. وقال سعيد : قال قتادة : فلم يحزن يومئذ أحد فخفي حزنه على أحد من الخلائق. وعن ابن مسعود أنه قال : ينشر الله عز وجل كنفه يوم القيامة على عبده المؤمن ، ويبسط كفه لظهرها ، فيقول : يا ابن آدم هذه حسنة قد عملتها في يوم كذا وكذا ، قد قبلتها ؛ وهذه خطيئة قد عملتها في يوم كذا وكذا ، قد غفرتها لك ؛ فيسجد ؛ فيقول الناس : طوبى لهذا العبد الصالح الذي لم يجد في صحيفته إلا حسنة ( أو قال : في كتابة) . وعن عبد الله بن حنظلة قال : إن الله عز وجل يقف عبده يوم القيامة فيبدي حسناته في ظهر صحيفته ، فيقول له : أنت عملت هذا ، فيقول : نعم أي رب ، فيقول : إني لن أفضحك به اليوم ، وإني قد غفرت لك اليوم ، فيقول عندها ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ (20) ) : [سورة الحاقة : 19-20] حين نجا من فضيحة يوم القيامة. لعنه الله وأما الأمر الآخر ، فإما أن يقول لك : عبدي أنا غضبان عليك فعليك لعنتي ، فلن أغفر لك عظيم ما آتيت ولن أتقبل منك ما عملت ، فيقول لك ذلك عند بعض ذنوبك العظيمة : أتعرفها ؟ فتقول : نعم وعزتك ، فيغضب عليك فيقول : وعزتي لا تذهب بها مني ، فينادي الزبانية فيقول : خذوه . فما ظنك بالله عز وجل يقولها بعظيم كلامه وهيبته وجلاله. الزبانية تتقرب إلى الله بإلقاء العبد في النار فتوهم إن لم يعف عنك ، وقد سمعتها من الله عز وجل بالغضب ، وأسند إليك الزبانية بغضاضتها ، وغلظ أكفها ، مستدفرة بأزمة من النيران ؛ غضاباً لغضب الله عز وجل بالعنف عليك ، والغلظ والتشديد . فلم تشعر حين قالها إلا ومجسة غلظ أكفهم في قفاك وعنقك . فتوهم غلظ اكفهم حين قبضوا على عنقك بالعنف ، يتقربون إلى الله عز وجل بعذابك وهوانك. فتوهم نفسك مستجذباً ذليلاً ، موقناً بالهلاك ، وأنت في أيديهم ، وهم ذاهبون بك إلى النار ، مسوداً وجهك ، تتخطى الخلائق بسواد وجهك ، وكتابك في شمالك تنادي بالويل والثبور ، والملك آخذ بضبعيك ينادي : هذا فلان بن فلان شقي شقاء لا يسعد بعده أبداً. لقد شهرك بالغضب والسخط عليك . ولقد تمت فضيحتك عند خلقه ، فأخلف حسن ظن الظانين بك ، وحقق تهم المتهمين لك ، ولعله إن فعل ذلك بك فعله بتصنعك لطاعته عند عباده بطلب المنزلة عندهم بسقوط المنزلة والجاه عنده ؛ ففضحك عند من آثرته عليه في المعاملة ،ورضيت بحمده على طاعة ربك عز وجل عوضاً من حمده إياك تبارك وتعالى. الملائكة وتوبيخها فتوهم ذلك ، ثم توهمه ، واذكر هذا الخطر ،وكن مفكراً حذراً أي الأمرين يرتفع بك ، وأي الأمرين قد أعد لك. عن كعب قال : إن الرجل ليؤمر به إلى النار فيبتدره مائة ألف ملك. قال أبو عبد الله : وقد بلغني أنه إذا وقف العبد بين يدي الله عز وجل فطال وقوفه ، تقول الملائكة : ما لك من عبد عليك لعنة الله ، أبكل هذا بارزت الله عز وجل ، وقد كنت تظهر في الدنيا علانية حسنة؟ قال أبو عبد الله : وقد بلغني أيضاً أنه إذا حوسب فوبخ بكثرة أعماله الخبيثة ، تقول الملائكة : ما لك من آدمي عليك لعنة الله ، أبكل هذا بارزت الله عز وجل ، وقد كنت تظهر الحسن في الدنيا؟ قال : من تحبب إلى الناس بما لا يحب الله عز وجل ، وبارز الله عز وجل بما يكره لقي الله عز وجل وهو عليه ساخط وله ماقت . ثم قال أبو عبد الله وهو يحدث : والله عز وجل ما أمسيت آسفا على وعليكم . ومع ذلك الجسر بدقته وهوله وعظيم خطره قدامك. يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ
|
#8
|
||||
|
||||
![]() منتظره الردود
|
#9
|
|||
|
|||
![]() سلمكم الله من كل شر
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |